هل سبق وأن فكرت ياعزيزي القارئ بالانتقام من شخص ولكنك رغبت أن تجعل انتقامك منه انتقاماً قاسيا؟ بالطبع هناك طرق عديدة، لكنها لن تكون مثل طريقة هدية الفيل الأبيض، وهي أكثر طرق الانتقام شرا بالتاريخ.
في قديم الزمان وفي مملكة سيام (تايلاند الحالية) وفي بورما ولاوس كمبوديا يعد الفيل حيواناً مقدسا. ولا بد لك أن تعامله باحترام ومن يقتله أو يؤذيه كان يعاقب بالإعدام.
وفي تلك الأزمنة كانت تلك الدول ممالك، ولعل ملوك تلك الدول فكروا بطريقة لعقاب أي شخص لا يعجبهم وهي منحهم هدية!
نعم هدية!
لكن ماهذه الهدية العجيبة التي صنفت على أنها أسوأ طرق الانتقام بالتاريخ؟ هي عبارة عن فيل أبيض.
هناك طفرة جينية نادرة تولد فيها الفيلة وتعرف باسم “الفيل الأبيض أو “الفيل الألباني” . حيث تملك الفيلة جلدا أبيض ضعيفا ضد الشمس.
وإذا ما تصرف أحد حاشية الملك تصرفا خاطئا، أو إذا ما حاول أحد الوزراء الانقلاب على الملك أو قام أحد التجار بالتهرب من ضرائبه، فإن الملك لا يسجنه ولا يعدمه بل بكل بساطة يقوم بإهدائه فيلا أبيض! وهذه أسوأ بكثير من الإعدام والسجن.
إقرأ أيضا: النبوءات.. ما أصلها؟
حيث أنه من الممنوع أن تقوم برفض هدية الملك، وإلا سترسل أنت وعائلتك للإعدام فكان عليك قبولها. لكن مالمشكلة بالفيل الأبيض؟
حسنا المشكلة ليست أن الفيل يأكل 150 كيلو غرام من الطعام بشكل يومي. وأيضا، فإن الفيلة بيضاء اللون تملك جلدا ضعيفا ضد الشمس.. لذلك كان على مالكها أن يقوم بغسلها بالماء عدة مرات يوميا كما أنه كان عليه أن يشتري كريمات ويدهن بها الفيل لحماية جلده.. وبالطبع نحن نتحدث عن قديم الزمان حيث أن تلك الكريمات لم تكن رخيصة إطلاقاً.
ولذلك فإن من يأخذ الفيل فكان ينفق كل أمواله عليه، ولا تنسى أن الفيل عبارة عن مخلوق مقدس.. فإذا مات الفيل بسبب الجوع أو حروق الشمس فسيتم إعدامك ونفي عائلتك خارج المملكة فكان عليك الاعتناء به حتى أخر يوم بحياتك.
جميع من حصلوا على هذا الفيل كهدية من الملك كانوا ينفقون أموالهم على طعامه وحمايته ووقتهم على رعايته.
الكثير من التجار والأثرياء أفلسوا وباعوا كل ما لديهم حتى يعتنوا بهذا الفيل. وما إن يموتوا فإن أبنائهم يكتشفون أنهم خسروا كل شيء ولم يبق لهم إلا هذا الفيل!
إقرأ أيضا: العم حجي: الرجل الذي لم يستحم منذ نصف قرن!
ستفكر عزيزي القارئ، لماذا لا يبيعون الفيل؟!
حسناً السبب بذلك انه لا يوجد شخص عاقل مستعد لشراء فيل أبيض…فمن هو الأحمق بما فيه الكفاية ليقوم بشراء هذا العبء الثقيل؟ لذلك فإن من يستلم هذه الهدية سيجد نفسه مقيداً من كل جهة وسينفق كل أمواله على رعاية هذا الفيل لعدة سنوات حتى ينتهي الأمر به وبعائلته بالشوارع.
وهذه الطريقة هي أكثر طريقة انتقام كيدية بالتاريخ، حيث تجبر الشخص على إنفاق كل ماله ووقته حتى يخسر كل شيء ويعدم بسبب عدم القدرة على الاستمرار
مارأيكم بهذه الطريقة؟ وهل هناك طريقة مشابهة لها في عصرنا الحديث؟