منوعات

أغرب قصص اللوحات الفنية

كثير من الناس عندما يشاهدون اللوحات الفنية يعجبون بها وبدقة تفاصيلها وجمال ألوانها.. وقد يشتريها البعض من ذواقة الفن بأثمان باهضة. لكن الكثير منا لا يعرف أن لبعض اللوحات الفنية قصصا وراء رسمها، فلكل لوحة فنية قصة أو أسطورة تحكيها سواء كانت لمشاهير الفن أو لفنانين مغمورين.

إليكم اليوم بعض قصص اللوحات الفنية الغريبة والطريفة.

لوحة الليدي غوديفا

رسمت لوحة الليدي غوديفا عام 1898من قبل الفنان والمؤلف جون كوليير. ورغم وجود عدة نسخ للوحة بأشكال مختلفة باختلاف الزمن.. إلا أن لوحة جون كوليير موجودة اليوم في بلدة كوفنتري في بريطانيا وهي البلدة التي وقعت فيها قصة اللوحة.

خلال العثور الوسطى كان الأمير النبيل ليوفريك حاكما على مقاطعة كوفنتري، وقد كان متزوجا من النبيلة الجميلة الليدي غوديفا. كانت الليدي غوديفا معروفة بحب الخير ومساعدة الناس كما كانت متدينة وتقية. حتى أنها تبرعت بقطعة أرض وبنت عليها كنيسة للناس من مالها الخاص.

لم يذكر التاريخ ميلاد الليدي غوديفا ولا أين تربت، لكنها عرفت بنبل وعراقة أصلها وبطيبتها ورزانتها وخجلها أيضا. وعكسها تماما كان زوجها ليوفريك معروفا بقسوته وجبروته على أعدائه وعلى شعبه أيضا. خاصة وأنه كان يفرض ضرائب كبيرة وباهضة عليهم بوصفه حاكما لهم.

وقد كانت الليدي غوديفا دائمة الإصرار على زوجها بأن يلغي الضرائب أو يخفضها على الشعب الفقير، لكنه كان دائم الرفض وظلت مصرة على طلبها في كل مرة إلى أن ضاق زوجها ليوفريك ذرعا بها.. ومع تواصل إلحاحها قال لها لن أوقف الضرائب ولن أغير رأيي إلا إذا مشيت عارية في شوارع بلدة كوفنتري!!

قال ليوفريك كلامه وهو متأكد من أن زوجته لن تفعلها لشدة خجلها وحيائها، لكنه تفاجأ في صبيحة اليوم التالي عندما أخبره وزيره أن زوجته قد امتطت حصانا وخرجت عارية إلى البلدة.

إقرأ أيضا : لوحة الفتاة اليابانية المنتحرة

ففي يوم التسوق في بلدة كوفنتري حيث يجتمع الناس للبيع والشراء خرجت الليدي غوديفا على حصانها وهي عارية تماما إلا من شعرها الطويل المنسدل.. حيث غطى الكثير من جسمها. خرجت الليدي وتجولت في البلدة عارية.. لكن الغريب في الأمر والمدهش أيضا أن البلدة كانت فارغة تماما من السكان، وكل الأبواب والنوافذ مغلقة بإحكام. فعندما عرف السكان بتضحية الليدي غوديفا من أجل خفض الضرائب عليهم قرروا عدم الخروج نهائيا ذلك اليوم. كما قاموا بإغلاق أبوابهم ونوافذهم احتراما لها.

لوحة الليدي غوديفا اللوحات الفنية
خرجت الليدي غوديفا على حصانها وهي عارية تماما إلا من شعرها الطويل المنسدل.. – اخترنا صورة معدلة احتراما للقراء –

وهناك قصة أخرى تقول أن الليدي غوديفا هي من أرسلت حرسها سرا ليطلبوا من الناس عدم الخروج ذلك اليوم ووافق الناس على ذلك من أجلها.

عندما عرف زوجها بما فعلت، وبما قام به الناس أيضا قرر إلغاء الضرائب على أهل البلدة.

المخزي في القصة أن هناك رجلا واحدا يدعى طوم الخياط. لم يستطع أن يمنع نفسه من اختلاس النظر إلى الليدي وهي تمر في شوارع البلدة حيث وقف ينظر متلصصا من نافذته. وقيل أنه أصيب بالعمى كعقاب له لفعلته الشنيعة.

رغم أن هذه القصة غير مؤكدة في الوثائق التاريخية إلا أنها أصبحت أسطورة متداولة في المنطقة.. حيث أصبحت تقام طقوس في شهر حزيران تحتفي بتضحية الليدي غوديفا. حيث تسبر امرأة تمثل الليدي غوديفا على حصان أبيض.. ويرافقها رجل يمثل الخياط طوم مختلس النظر ومازالت هذه الطقوس مستمرة إلى يومنا هذا.

كما تم تشييد عدة تماثيل تمثل حادثة الليدي غوديفا وطوم مختلس النظر في بلدة كوفنتري، أشهرها ساعة الليدي غوديفا في البلدة.

ساعة الليدي غوديفا
ساعة الليدي غوديفا

لوحة اليدين المصليتين

خلال القرن الخامس عشر في ألمانيا، وفي قرية صغيرة قرب مدينة نورمبرغ عاشت عائلة ديورر الفقيرة والتي تكونت من الأب والأم وثمانية عشر طفلا. ومع هذا العدد الهائل من الأطفال فقد كانت ظروفهم المادية صعبة إضافة لصعوبة الحصول على عمل.

لذا عمل الأطفال مع والدهم في الحقول، ورغم ذلك فقد كان للأخوين الأكبرين ألبرت وألبريشت حلم يتحدثان عنه دائما. كان حلما صعب التحقيق بسبب ظروفهما الصعبة.. الحلم هو تعلم فن الرسم الذي كانا شغوفين به وموهوبين فيه أيضا، فقد كان ألبرت كثيرا ما يرسم بواسطة قطع الفحم الصغير التي يجدها على الجدران.

في ذلك الوقت اشتهرت في مدينة نورمبرغ أكاديمية للفنون، وقد حلم الولدان بالدراسة فيها لكن تكاليفها المادية مع تكاليف العيش في المدينة كانت فوق الاحتمال.. لذا فكر الأخوان في حل للوصول إلى حلمهما .

وقد كانت الفكرة هي أن يجريا القرعة بينهما، ومن يكسب يذهب للدراسة في كلية الفنون.. ومن يخسر يذهب للعمل في المناجم ويدفع تكاليف دراسة ومعيشة أخيه لمدة أربعة سنوات.. وهي مدة الدراسة في كلية الفنون. ثم يتبادلان الأدوار حيث يذهب من كان يعمل في المنجم للدراسة ويتكفل من درس الفنون بمصاريفه من بيع لوحاته التي قد رسمها أو بالعمل في المناجم .

أجريت القرعة وفاز بها ألبرت، وذهب حسب الاتفاق إلى الدراسة في كلية الفنون وتكفل به أخوه ألبريشت الذي عمل في المناجم حسب الاتفاق.

إقرأ أيضا : لوحات فنية غامضة وملعونة

بعد انقضاء أربع سنوات من دراسة ألبرت في الكلية تخرج أخيرا، وقد نال شهرة كبيرة بفضل موهبته وباع الكثير من لوحاته .. والتي وفرت له دخلا جيدا وعاد إلى قريته وبيته وسط فرحة أهله. وبعد استقبال حار جلس ألبرت وسط أهله مذكرا أخاه باتفاقهما قائلا:

_لقد تخرجت يا أخي بفضل تعبك وشقائك طيلة أربع سنوات والآن دورك لتذهب للدراسة كما حلمت وكما اتفقنا سابقا.. وأنا ساتكفل بكل شيء.

لكن أخاه أطرق حزينا وقال:

_لا لا أستطيع الذهاب، فأنا لا أستطيع إمساك ريشة صغيرة أو التحكم بالخطوط الدقيقة. أنظر إلى يدي كيف أصبحتا بعد أربعة سنوات من العمل الشاق ومسك المطرقة الثقيلة. لقد تهشمت أصابعي ولم تعد قادرة على الرسم.

بعد مدة وبينما كان ألبرت يمر بغرفة أخيه، والتي كان بابها مفتوحا شاهد أخاه يرفع يديه بالدعاء. لقد رأى ألبرت يدي أخيه المضمومتين والمتعبتين في منظر شدّه وألهمه وأثر فيه كثيرا.. فهاتين اليدين المشققتين المتعبتين المليئتين بالقروح والجروح هي من صنعت منه فنانا.

لذا قام برسم هذه اللوحة الفريدة تكريما لأخيه الذي ضحى من أجله، وسمى اللوحة باسم لوحة اليدين لكن العالم أعاد تسميتها باسم اليدين المصليتين.

لوحة اليدين المصليتين
رسم ألبرت هذه اللوحة تكريما لأخيه المضحي

رسمت هذه اللوحة من قبل الفنان ألبرت ديورر عام 1508.

الإحسان الروماني

قصة هذه اللوحة غريبة جدا، وقد يصعب على البعض تقبلها وقد يستهجنها البعض الآخر.. إنها لوحة الخير الروماني، ولها عدة نسخ أيضا عبر مختلف العصور فقد صورها الرسامون بداية من عام 1500 وحتى عام 2011. حيث صورها كل فنان وفق خياله وموهبته وقد كانت أسطورة أو قصة هذه اللوحة قد حدثت خلال الفترة الرومانية.

تقول القصة أو الأسطورة كما ذكرها المؤرخون الرومان مثل المؤرخ فاليريوس ماكسيميوس.. أن فتاة تدعى بيرو كانت تزور والدها في السجن يوميا، وقد كان والدها سيمون حكم عليه بالإعدام جوعا بسبب ذنب ارتكبه، حيث يترك في زنزانته إلى أن يموت جوعا وعطشا.

كانت طريقة قاسية للإعدام في تلك الفترة، وقد سمح لابنته بيرو بزيارته يوميا.. وكانت تفتش جيدا من قبل الحراس حتى لا تدخل أي طعام لوالدها، لكن الغريب في الامر أن والدها لم تظهر عليه علامات الجوع الشديد أو الهزال رغم انقضاء فترة 4 أشهر على سجنه.. لذا احتار الحراس فيه وقرروا مراقبته مع ابنته خلسة. وهنا، صدم الجميع بما رأوا، فقد كانت ابنته ترضعه من صدرها لكي لا يموت جوعا!! فقد كانت امرأة مرضعة وكان لها طفل رضيع.

إقرأ أيضا : لوحة الطلاء المسكونة

انتشرت قصة بيرو بين الناس، وقد تم إطلاق سراحها فيما بعد هي ووالدها مكافأة لها على شجاعتها وخوفها عليه. وتضحيتها العجيبة من أجل إنقاذه.

blank
كانت ابنته ترضعه من صدرها لكي لا يموت جوعا!.. إحدى نسخ لوحة الإحسان الروماني

نالت هذه اللوحة شهرة كبيرة، وأعاد رسمها الكثير من الرسامين عبر عصور مختلفة من العصر الروماني إلى العصر الحديث وتوجد منها عدة نسخ أشهرها نسخة هانز سيبالد التي رسمها عام 1544، ونسخة جان جانسن 1620، نسخة تشارلز ميلين 1628، نسخة جون بابتيست جروز عام 1767، نسخة ماكس سوكو رسمت عام 2011.. وغيرها من النسخ التي خلدت هذه الأسطورة الغريبة.

(رعب في منزل الرجل الأصم) أو اللوحات السوداء

إليكم قصة أغرب لوحة وهي ليست غريبة فقط، بل مخيفة أيضا. وهي عبارة عن مجموعة من اللوحات الفنية التي يغلب عليها اللون الأسود والألوان الكئيبة والتي تصور مناظر مخيفة. وصاحب هذه اللوحات الفنية هو الرسام الإسباني فرانسيسكو خوسيه دي جوبا..

هو رائد من رواد المدرسة الرومانسية والذي ولد في إسبانيا عام 1746 لعائلة متواضعة. وقد درس الرسم منذ سن الرابعة على يد أشهر الرسامين في ذلك الوقت نظرا لموهبته الكبيرة. وقد أصبح من أشهر رسامي إسبانيا خلال القرن 18و19.

تزوج من جوزيفا بايو عام 1773، إلا ان زوجته كانت تجهض في كل مرة تحمل فيها إلى ان استطاع طفل واحد النجاة وعاش بشكل طبيعي .

خلال عام 1786 أصبح جوبا من أهم رسامي البلاط الإسباني حيث رسم الحياة الأرستقراطية والملكية الإسبانية وحقق شهرة كبيرة. وفي عام 1793 مرض جوبا بمرض شديد لم يستطع الأطباء تشخيصه في ذلك الوقت، وقد فقد سمعه بسبب هذا المرض، وكذلك شغفه بالحياة. فالمرض كان شديدا وعانى منه كثيرا، ومازاد من معاناته هو قيام الحرب بين نابليون وإسبانيا عام 1807 حيث أثرت مآسي الحرب فيه أيضا، وهنا بدأ التغيير يظهر في رسومات جوبا حيث أصبحت أكثر قتامة .

إقرأ أيضا : قصص الأطفال و الشياطين , هل تصدّق ؟!

اشترى جوبا عام 1819 منزلا منعزلا وعاش فيه وحيدا، ورغم شفائه من مرضه إلا أنه بقي أصما. والغريب أن صاحب المنزل الأول والذي باع لجوبا المنزل كان أصما أيضا!

بعد سكنه في ذلك المنزل المنعزل تغيرت شخصية جوبا وتغير أسلوبه الفني أيضا.. فقد سيطرت عليه الكآبة بسبب الحرب والمرض والوحدة، فبدأ يرسم على جدران منزله بالطابق الأرضي رسومات غريبة ومخيفة يغلب عليها اللون الأسود والألوان الكئيبة، وتصور حالات من الخوف والكآبة..

اللوحات الفنية
blank
من اللوحات السوداء التي رسمها جوبا

وقد سميت هذه اللوحات الفنية باللوحات السوداء.. حيث صورت هذه اللوحات مشاهد وحشية مرعبة مثل اجتماع السحرة، الأرواح الشريرة، الأشباح، ورجال ونساء وعجائز يضحكون ضحكات شريرة، شخص يلتهم جثة ابنه… إلخ

انتهى جوبا من رسم تلك اللوحات عام 1823 ثم تبرع بالمنزل لحفيده البالغ 17 سنة. ثم قام بالهرب إلى فرنسا وظل مختبئا إلى أن توفي عام 1828 بفرنسا ولم يعد أبدا إلى ذلك المنزل المنعزل.

لم يقدم جوبا أي تفسير أو أسماء لتلك اللوحات السوداء المخيفة، بل الغريب أنه كان ينام في منزله أمام تلك اللوحات الفنية المرسومة على جدران منزله.. وخاصة لوحة ساترن يفترس ابنه. حيث رسم هذه اللوحة المخيفة على جدار غرفة الطعام أين كان يجلس ويتناول طعامه وهو يتأمل هذه اللوحة.. والتي تصور الرمز الروماني ساترن الذي كان يخشى أن يقتله اطفاله يوما ما ويستولون على عرشه.. فكان يأكل كل واحد منهم عند ولادته تخيل عزيزي القارئ أن تأكل وأنت تتأمل مثل هذه اللوحة!

اللوحات الفنية
لوحة تصور الرمزالروماني ساترن يأكل ابنه

أما لوحة اجتماع السحرة فقد قيل أن جوبا كان يقصد بها محاكم التفتيش الإسبانية التي ذاع صيتها ووحشيتها في البحث عن السحرة وقتلهم بوحشية . ونظرا لأهمية هذه اللوحات تم نقلها على قماش عام 1873 وهي تعرض حاليا في متحف برادو في مدريد .

إقرأ أيضا : تمثال و حكاية : خوانا ماريا المرأة الوحيدة على الجزيرة

ترى هل كانت الوحدة والمرض والحرب هي سبب رسم جوبا لهذه اللوحات الفنية المرعبة؟ أم أن انطوائه في منزل منعزل هو السبب؟ أو ربما أصابه الجنون؟ لا أحد يعرف السبب الحقيقي لرسم هذه اللوحات المخيفة.

هروب العبد: من أقسى قصص اللوحات الفنية

لمن يعاني من رهاب الأماكن المغلقة اليكم هذه القصة للوحة غريبة.. وهي قصة عبد أسود أراد نيل حريته فاستعمل اغرب طريقة للحصول عليها. إنه داني براون والذي ولد عام 1815 في ولاية فرجينيا الأمريكية وعاش حياته الأولى مع عائلته المكونة من أبيه وأمه وأربع أشقاء وثلاث شقيقات، وقد عملوا وعاشوا في مزرعة يملكها السيد جون باريتو الذي عرف بمعاملته الجيدة للعبيد عكس غيره من الملاك في ذلك الوقت .

عندما كان السيد جون باريت على فراش الموت استدعى عبده هنري ووالدته، وقد اعتقد هنري أن سيده سيحرره قبل أن يموت لكن ذلك لم يحدث، أخبره سيده أنه وعائلته سيصبحون ملكا لابنه وليام باريت وعليهم طاعته وخدمته وأن ابنه سيعاملهم معاملة حسنة .

لكن ما حصل هو أن عائلة براون تشتتت حيث تم إرسال هنري الى العمل في مصنع للتبغ في ريتشموند. وأصبحت أمه وشقيقته ملكا للسيد وليام.. والباقي من العائلة تم توزيعهم كملكية لأبناء جون باريت الباقين.

في سن العشرين تعرف هنري على فتاة اسمها نانسي، كانت عبدة عند سيد يدعى السيد لي والذي كان يعمل في البنك.. فطلبها هنري للزواج من سيدها، وترجاه ألا يفرقهما ببيع أحدهما فوافق السيد لي ووعد هنري بأن لايفرقهما، وهكذا تزوج هنري ونانسي عام 1836 ورزقا بثلاثة أطفال، وعمل هنري بجد واستأجر منزلا.. لكن السعادة لم تدم طويلا.

فقد قام السيد لي في عام 1848 ببيع نانسي وأطفالها إلى سيد آخر في نورث كارولاينا وقد كانت حاملا.. ولم يتم إخبار هنري إلا بعد وقت متأخر. ولكن رغم ذلك حاول هنري وترجى سيده بأن يساعده لكن رد سيده كان دائما واحدا .. “تستطيع الحصول على زوجة أخرى” .

إقرأ أيضا : عرض المسوخ

هذه الحادثة أثرت في هنري كثيرا واستمر حزنه طويلا، لكنه قرر أخيرا أن يكون عبدا حرا وبدأ بالتخطيط للهروب

لقد قرر هنري أن يحشر نفسه داخل صندوق، وإرسال نفسه كسلعة إلى ولاية أخرى حرة، وقد ساعده بعض معارفه وأصدقائه مثل رجل أسود يعمل في الكنيسة، ورجل آخر يدعى صامويل سميث كان صانعا للأحذية.. حيث كان سميث يقدم خدماته مقابل أجر، وقام بتعريف هنري بأحد زعماء فيلاديلفيا.. والذين كانوا ينشطون في جمعية لمكافحة الاستعباد.

حيث قام هنري باستئجار نجار لبناء صندوق بطول متر وعرض نصف متر وعمق أزيد من نصف متر بقليل. وكان الصندوق مغطى بقماش خشن وبه ثلاث فتحات تهوية، كما تم إلصاق ملصق على الصندوق يقول يجب التعامل بحذر مع هذا الطرد. كان الصندوق ضيقا حيث لم يكن بإمكان هنري التحرك أبدا أو تغيير وضعيته داخله.. وقد تم شحنه عن طريق شركة آدمز إكسبريس، وقد عمل هنري بجد لأيام متتالية لتوفير ثمن الشحن.. كما قام بإحراق يده حتى ظهر العظم لكي يعفى من العمل يوم شحنه ولا ينتبه له أحد أثناء غيابه.

في يوم 23 مارس1849 دخل هنري الصندوق ليتم شحنه عبر الولايات وحمل معه قليلا من الماء وبعض البسكويت.. حيث عانى بشدة داخل الصندوق وكاد يموت خلال 72ساعة كاملة. ووصل في يوم 24 مارس 1849. وعندما تم فتح الصندوق وأثناء محاولة الوقوف فقد وعيه لكنه نجى في النهاية وأصبح رجلا حرا.

لوحة هروب العبد اللوحات الفنية
لوحة تمثل هنري براون الهارب من الاستعباد في صندوق
إقرأ أيضا : المتاحف الغريبة: موضة القرن ال21

بعد نجاته بدا يطوف البلاد ليحكي عن أهوال العبودية، لكنه أحس بالخطر بعد تمرير قانون العبد الشارد.. حيث يتم البحث والقبض على العبيد الهاربين بموجب القانون. لذا هاجر إلى بريطانيا وعمل في مجال الاستعراضات وخفة اليد، ولصبح من أكبر المتحدثين المعارضين للعبودية كما تزوج من جديد وكون أسرة .

ليس هناك معلومات مؤكدة على الانترنت حول من رسم اللوحة أو متى رسمت، ولا أين تعرض حاليا لكن القصة حقيقية أظهرت تضحية هنري من أجل الحصول على حريته.

هل كنتم ستضحون مثل هنري من أجل حريتكم؟

ملاحظة : جميع حقوق المقال محفوظة لموقع كابوس . لا يحق لأي شخص كان النقل الحرفي أو المرئي للمقال المنشور دون إذن مكتوب من إدارة الموقع . وتترتب المسائلة القانونية المنصوص عليها على كل مخالف للتنبيه المذكور .

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة ؟ أنقر هنا
المصدر
hayawashingtonaljazeeraموقع الباحثون السوريونahewar.orgNPR
guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى