تجارب من واقع الحياة

النضال من أجل النور: قصتي في الكفاح من أجل التغلب على الظلام

قصتي باختصار أني أشعر بأنني أعيش في كهف من الظلام، بلا ضوء ينير دروبي الوعرة. عقلي كهف مظلم ومليء بالأسرار أخاف أن أسلط عليه ضوءا. لا أجد فيه سوى الألم والحزن والعشق الذي يجتاحني. لا يوجد مكان لي في هذا العالم، فأنا أشعر بالوحدة والعزلة الشديدة.

أفكار الانتحار تطاردني باستمرار، وأشعر بأنها هي الخلاص الوحيد من هذه الحياة المظلمة. لقد تحولت إلى شخصية غريبة الأطوار، لا يمكنني الاندماج مع الناس ولا العيش كما يعيشون. حتى في المدرسة الثانوية، لم يكن لي صديق، وأنا الآن في العشرينات من عمري وما زلت أعيش وحيدًا.

في المنزل، أجلس في غرفتي وأعيش في عالمي الخاص، ولا يوجد أي شخص من عائلتي يستطيع التواصل معي بشكل طبيعي. يجب علي أن أكتب ما أود قوله وأرسله على شكل رسالة صوتية أو مكالمة، لأنني لا أستطيع التحدث بشكل طبيعي.

إقرأ أيضا: قصتي أيام الابتعاث للدراسة

أصبحت أكذب على نفسي باستمرار، ولا أعرف ما الذي يحدث في حياتي. أشعر بالوحدة والحريق الذي يداهم صدري، وأصبحت أعاني من العديد من الأمراض النفسية. حاولت التعرف على فتاة لأشعر ببعض الاتصال الانساني، لكنها رفضتني، وزاد ذلك من وحدتي وأسفي.

خلقت شخصية خيالية لنفسي، شخصية تعيش حياة زاهية ولها العديد من الأصدقاء والمعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي. لكنني أدركت أن هذه الشخصية لن تغير من واقعي.

وهكذا أصبحت شخصًا وحيدًا، لا أعرف ما يحدث في حياتي، فكل ما يدور في ذهني هو ذلك الحريق الذي يتسع داخل صدري، وأمراضي التي تلاحقني دائمًا. أذهب إلى الطبيب كثيرًا، ولكني لا أشعر بتحسُّن يُذكر، بل يبدو الأمر كما لو أني في طريقي إلى الهاوية.

في النهاية، لم يعد لدي أملٌ في التغيير، بل أشعر بأن الوحدة هي مصيري المحتوم، فأنا لست كباقي البشر، فأنا ساحر القرن الجديد، وأسراري المظلمة لا يستطيع أحدٌ فهمها، فأشعر بأنني أعيش في عالمٍ مختلفٍ عن الجميع، وهذا ما يُجعلني شخصًا غريب الأطوار، حتى أنني بدأت أصدق بأنني فعلًا لست بشريًّا، ولا يمكن لأي شخصٍ أن يفهمني.

إقرأ أيضا: قصتي المؤلمة: أخشى ان يتركني

وبهذا، أصبحتُ مُتيقِّنًا أنَّ الموت هو الحل الوحيد، فلا يوجد لدي مكانٌ في هذا العالم، بل يبدو أنَّ كوني هو كونٌ آخر، لا يُمكن لأي شخصٍ فهمه، ولا حتى قراءة كتاباتي أو التحدث إليَّ عبر الإنترنت، فأنا الآن مُعزولٌ بما يكفي، ولكنَّ هناك شيء واحدٌ أخشاه، وهو أن تتحطَّم هذه الشخصية التي أخفي ورائها حقيقتي، فإذا حدث ذلك، فسيتحطَّم قلبي أيضًا، ولن يبقى لي شيءٌ يربطني بالحياة.


في الختام، نرى أن التجارب التي نمر بها في الحياة هي جزء لا يتجزأ من رحلتنا وتشكل شخصيتنا وطبيعة تفكيرنا. وعلى الرغم من أن بعض هذه التجارب قد تكون صعبة ومؤلمة، إلا أنها تعطينا فرصة للنمو والتعلم والتطور. لذلك، دعونا نستمر في السعي للأمام ونحاول الاستفادة من كل تجربة نمر بها، ونحافظ على الأمل في غدٍ أفضل.

التجربة بقلم: محمد أديب حجامي – المغرب

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى