تجارب ومواقف غريبة

حادثة في الطفولة لن أنساها أبدا : أقدام الجن

بقلم : ابن الجنوب – اليمن

دائمًا ما نسمع عن قصص الجن وكثرتها، ولعل البعض من قراء قصتي تعرضوا لمواقف مع الجن، نسأل الله العياذ. والآن، دعونا ندخل في تفاصيل قصتي الحقيقية المؤثرة، وأنصح من لديه قلب ضعيف أو يجلس وحيدًا أو يغرق في ظلمة حالكة ألا يقرأ هذه القصة.

بدأت القصة قبل حوالي 25 عامًا، عندما كنت في الثامنة من عمري تقريبًا. كنت طفلًا مشاكسًا وكثير المشاكل مع الآخرين، ودائمًا ما كنت أتعرض للتوبيخ من والديّ، حفظهما الله، ومن جدي، رحمه الله. وفي إحدى الليالي، بينما كنت متأخرًا عن وجبة العشاء مع عائلتي كعادتي، كنت ألعب في الحوش الخارجي للمنزل. كنت مولعًا بلعبة جر السيارات خلفي. كنت مستمتعًا وأدور حول عمدان البيت، وكانت الظلمة حالكة بسبب بعدي عن إنارة المنزل.

وفي لحظة ما، رأيت أرجل شخص واقف أمامي، يبعد عني حوالي ثلاثة أمتار. كانت الأرجل تبدو عادية ومكسوة بشعر حتى الركبة، لكن الغريب أن الأرجل تتوقف عند الركب. نظرت إليها عن كثب ورفعت رأسي للأعلى، ولكنني لم أر أحدًا. كررت النظر عدة مرات، وعندما تأكدت أنه جان، أطلقت صرخاتي التي سمعها الجميع في البيت، بل حتى الجيران. وكان يفصلني عن أقرب شخص في المنزل حوالي ١٥ مترًا، لأنني كنت في ركن حوش المنزل.

الغريب أنني لم استطع الركض وتسمرت في مكاني حتى وصول أول شخص، وهو أبي. كان يسألني: “ما بك يا ولدي؟” وأنا مستمر في الصراخ. ومع وصول بقية أفراد عائلتي، كان كل واحد منهم يسألني عما حل بي. حينها بدأت أهدأ وأشرح لهم ما رأيت. لكن جدي، رحمه الله، حمل المسدس وبدأ يدور حول المنزل ليتأكد إن كان أحدهم قد تسلل لأسوار المنزل بغرض السرقة. ولكن لم يأت بجديد، فقد كنت حينها متأكدًا أن الذي رأيته ليس بشرًا إطلاقًا، وكنت مرعوبًا لدرجة أنني لم أستطع أن أفارق حضن أبي.

وما أصعب تلك الليلة التي قضيتها! وبسبب ما رأيت، لم أعد أجرؤ على اللعب عند غروب الشمس، ولا أذكر أن شمس يوم آخر غابت وأنا بعيد عن حضن والدي أو والدتي. والغريب في الأمر أنني، بعد فترة، بدأت تراودني أحلام في المنام تشبه ما رأيته في الحقيقة. بل في أحد الأحلام، جاءني الجني الذي رأيت قدميه وكان يضحك ويقول لي: “ولماذا تستنجد بجدك؟ هل تظن أنه سيَراني ويقتلني بالمسدس؟” وهذا ما أرعبني كثيرًا.

والله، لم ولن أنسى هذه الحادثة، وما زالت عالقة في ذهني رغم مرور أكثر من 25 عامًا. وما زلت أحس أن ذلك الجان قريب مني، ولكنه لم يؤذني قط بعد ذلك. فشاركوني رأيكم، هل تتوقعون أن الجني هذا مسلم أم لا؟ وما نصيحتكم لي لكي أنسى هذا الكابوس المجفي على قلبي طوال هذه المدة الطويلة؟

guest
2 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى