تجارب من واقع الحياة

درس من الحياة..

عقلي كهف مظلم مليء بالأسرار أخاف أن أسلط عليه الضوء. سوف أحكي لكم قصتي التي بدأت وانتهت بكابوس مظلم.

كانت حياة الشاب البالغ من العمر 19 عامًا تسير بشكل جيد في السنوات الأخيرة. كان يدرس في السنة الثالثة ثانوية، وكان يتمتع بشخصية هادئة وودودة و بعض المرات مضحكة. ويمكن القول أنه يبدو شخصا غريب الأطوار . كان يحب الأصدقاء والعائلة وكان دائمًا متحمسًا لمشاركة أفكاره وآرائه مع الآخرين.

ومع ذلك، فإن الشيء الذي كان يشغل تفكيره بشدة هو فتاة في نفس صفه. كان يعرفها من خلال الدراسة فقط، لكنه كان يشعر بأنه يريد التقرب منها والتعرف عليها بشكل أفضل. ومن خلال الانترنت، بدأ الشاب في التواصل مع الفتاة بطرق مختلفة مثل اهداء لها حسابات مثل سبوتيفاي و نتفليكس ولو كانت طلبت أكثر كان قد يحقق لها ما تريد .

إقرأ أيضا:من أين أبدأ حياتي

بدأ الشاب في الانجذاب إلى الفتاة ويبذل قصارى جهده لجعلها سعيدة، وأخذ يبحث عن صورها على الانترنت لتعديلها وإرسالها إليها بشكل مستمر. وكان يأمل أن تحبه وتشعر بنفس الشعور تجاهه. ومع مرور الوقت، بدأ الشاب يلاحظ أن هناك شخصًا آخر يتحرك في حياة الفتاة، ويلتقي بها باستمرار.. و أيضا كان يراقبها عندما كان في حصة التربية البدنية حيث كانت تراقب ذلك الشخص بنظرات منقطعة وهو أيضا . وكان الشاب يشعر بالقلق بشأن هذا الأمر.

بدأ الشاب في الشعور بالحزن والأسى عندما أخبرته الفتاة بأنها لا تريد التواصل معه مرة أخرى، وحذرته من الاتصال بها مرة أخرى. وبالرغم من أنه كان يشعر بالحزن والخيبة، إلا أنه لم يتوقف عن محاولة الاتصال بها وتقديم كل ما يستطيع من الأمور التي تجعلها سعيدة.

لنتوقف للحظة تعبت من أن أتكلم عن قصتي بصفة هذا الشاب المجهول لنستمر..

ومنذ ذلك الحين، تغيرت حياتي تمامًا. كنت أعيش في حزن دائم وعدم راحة، لا أستطيع التركيز في دراستي أو حتى الاستمتاع بأي شيء آخر في الحياة. كل ما كنت أفكر فيه هو كيف يمكنني استعادة اهتمام هذه الفتاة، ولكن للأسف، لم يحدث ذلك.

بدأت أشعر بالوحدة الشديدة والحزن العميق، لأنني كنت أحب هذه الفتاة بصدق ولم أتوقع أبدًا أن يحدث هذا لي. لم أكن أعرف كيف أتعامل مع هذا النوع من الألم، لكني أصبحت أعرف الآن أن الحياة تستمر ويجب علينا الاستمرار في الحياة بغض النظر عن المصاعب التي تواجهنا.

بدأت أدرس بجدية أكبر بعد ذلك، وركزت على تطوير نفسي ومهاراتي في الحياة. ومع مرور الوقت، بدأت أنسى الألم الذي تسبب فيه هذا الحب الفاشل، وأصبحت أستطيع التفكير في الحب والعلاقات العاطفية بشكل أكثر واقعية.

إقرأ أيضا:كيف أنسى من أحببتها ؟

والآن، أنا شاب في العشرينيات من العمر، وعلى الرغم من أن هذه الفتاة لا تزال تذكرني بشكل مؤلم، إلا أنني أدرك أن الحياة تمضي ويجب أن نواجه الصعاب ونتعلم منها، وهذا ما فعلته أنا. أنا متأكد الآن أنني سأجد الشخص المناسب لي في المستقبل، وأنني سأكون قادرًا على تجاوز أي تحديات أخرى في الحياة.

لذا.. فلكل شاب يمر بتجربة مماثلة، يجب أن يتذكر أن الحب ليس شيئًا يمكن الحصول عليه بسهولة. عندما تحب شخصًا، يجب أن تحترم حريته وقراراته. إذا شعرت أن شخصًا لا يشعر بنفس الطريقة تجاهك، فلا يجب عليك الاستمرار في المضي قدمًا وتحاول إقناعه بالحب.

علاوة على ذلك، يجب عليك عدم الاضطرار إلى شراء أي شيء لأي شخص لكسب حبه. لا يجب أن يكون الحب مرتبطًا بالأشياء المادية، وعندما يحدث ذلك، فهو غير صحي وغير مستدام.

أخيرًا، عندما تواجه رد فعل سلبي من شخص تحبه، يجب أن تحترم رغبته وتبتعد لفترة من الزمن وتركه يتحدث معك إذا شاء الله. على الرغم من الألم الذي قد تشعر به، يجب عليك تذكر أنه من الأفضل أن تتعلم من هذه التجربة وتستمر في الحياة وتبحث عن شخص يقدرك ويحبك بصدق وبدون شروط.

التجربة بقلم: محمد أديب حجامي

guest
50 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى