نساء مخيفات

راينا ثايداي : الأم المختارة!!

كانت راينا ثايداي ذات السبع وثلاثين عاما أما عزباء لثمانية أطفال . عاشت في ضواحي كيرنز ، كوينزلاند ، في شمال أستراليا . كانت أما أقل ما يقال عنها مثالية ، وذات أخلاق عالية . أصغر أطفالها كان يبلغ 18 شهرا وأكبرهم هو لويس .. في العشرين من العمر ، كان الأخير منفصلا عنهم ويقطن خارج المنزل ويزورهم من حين لآخر .

صباح يوم الأحد وتحديدا في 19 ديسمبر لعام 2014 . قرر لويس زيارة عائلته ، وعند وصوله لم يصدق عينيه من الصدمة ، كانت والدته راينا ثايداي بالشرفة الأرضية للمنزل .. تنزف من جسدها المغمور بالدم والذي تنتشر عليه العديد من الطعنات ، ورغم ذلك .. كانت لاتزال على قيد الحياة ، فسارع لويس مذهولا لإبلاغ الشرطة التي حضرت مع سيارة الإسعاف وتم نقل راينا للمستشفى .

blank
راينا ثايداي

الفحص الأولي أثبت أن المرأة تلقت خمسا وثلاثين طعنة على مستوى جسدها ، خاصة على أماكن حساسة مثل الصدر والرقبة .

أدخلت لغرفة الإنعاش وسط حيرة الجميع من بقاءها الغريب على قيد الحياة . وبعدها عاد رجال الشرطة إلى منزلها للتحقيق في أسباب ما لحق بها .

إقرأ أيضا : كايت ويبستر .. المرأة التي روعت بريطانيا

رعب حقيقي ، وصدمة ما بعدها صدمة هزتهم وجمدتهم أماكنهم . فأثناء تجوالهم بغرف المنزل وجدوا ما لم يكن في الحسبان . كان أطفال راينا السبعة وابن شقيقتها كلهم مقتولون على أسرتهم بطريقة بشعة ووحشية ، الدماء متناثرة بكل مكان في الغرف ، على الجدران والأرضيات ، كان حمام دم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. وصفه أحد الشرطة قائلا بأنه شبيه بأحد الأماكن في فيلم رعب .

كانت جريمة مروعة هزت جميع أنحاء أستراليا ، لغز حيّر الجميع ، من هذا الوحش الذي طاوعه قلبه للنيل من أولئك الأبرياء؟ .. أسئلة وعلامات استفهام كثيرة إجابتها الوحيدة كانت عند راينا ثايداي .

على سرير المستشفى كانت راينا راقدة بجروحها الغائرة التي اخترقت جسدها ، وأخطرها كان الثقب الذي عبر رئتها . لذلك لم يسمح الأطباء باستجوابها ، وذلك نظرا لحالتها الخطيرة . فلم يكن للشرطة من سبيل سوى استجواب ابنها لويس وبقية المعارف والجيران الذين أكدّوا أن عائلة راينا كانت أسرة عادية ، أما وأطفالها يعيشون بطبيعية رغم بعض الأزمات المادية . فراينا محبوبة لدى الجيران للطفها الكبير وكذا لطعامها الرائع الذي تعده ، لذا فقد أكدوا أن لا أعداء لهم ولا حتى خصومات .

blank
أطفال راينا ثايداي : ماذنبهم؟

لكن شيئا مريبا لفت إحدى الجارات ليلة الجريمة . وهو أنها شاهدت راينا وبضع من أطفالها في الشرفة الأرضية وذلك حوالي الساعة الثانية صباحا . بدا لها وكأن المرأة كانت تنظف البيت في ذلك الوقت فتملكتها الريبة وانتابها الشك .

إقرأ أيضا : المرأة التي حبست عشيقها 10 سنوات!

من جهة أخرى ، كان أطباء المستشفى وأثناء علاجهم لراينا ثايداي قد لاحظوا شيئا غريبا على مستوى آثار الطعنات .. فهي لم تكن مستقيمة ، أي لم تطعن مباشرة من قاتل كان أمامها ، بل كانت منحنية بشكل لا يعني سوى شيء واحد ، وهو أنها من طعن نفسها! .

وتحولت القضية تماما ، وفي حين كانت راينا ضحية تبحث الشرطة عن قاتل أطفالها أضحت المشتبه به الأول الرئيسي . لذلك كان لزاما عليهم التعمق بالتحقيقات أكثر والعودة للحي للحصول على معلومات أوفى .

اكتشفت الشرطة أشياء كانت غائبة عنهم . قال الجيران أن راينا كانت تصرخ لساعات في الشارع قبل الحادثة بيوم وهي تذرعه صعودا ونزولا و تحادث نفسها بنفسها قائلة :

آذيت أطفالي ؛ لقد آذيتهم أولاً . تطعن أطفالي ، سأطعنهم أولاً . وإذا قتلتهم ، سأقتلهم أولاً . ”

لتضيف أيضا :

” أنا المختارة ، لدي القدرة على قتل الناس ، ولعنة الناس “

عند البحث في تاريخ راينا ثايداي اكتشفوا أن لها سجلا حافلا من المرض العقلي . أمراض كثيرة لم يعالج أي منها ، بسبب إهمال الجهات المعنية وكذا أصدقاءها وعائلتها .

blank
تحقيقات مكثفة في القضية

وحسب الأطباء النفسيين ، فإن راينا مصابة بانهيار الفصام الحاد ، وهذا يفسر طعنها لنفسها . كما يضيفون أن الضغوطات والتراكمات النفسية عليها كانت إحدى الأسباب لذلك التدهور والإنهيار والذي بدوره أدى إلى تلك المجزرة الرهيبة . أيضا .. فإن تدخين الحشيش المستمر ، خاصة أنها كانت تتعاطاه بشكل كثيف في الأشهر الأخيرة قبل الحادثة كان أحد أسباب الإصابة بالفصام .

فراينا ثايداي كانت أما عزباء ، واجهت إنفصالا في وقت قريب من الحادثة . وكانت لوحدها مسؤولة ومعيلة لأولئك الأطفال السبعة ، وكلهم كانوا يعتمدون عليها .

اعترفت بقتلها لفلذات أكبادها وذلك لاعتقادها بأنها ” المختارة ” ، قالت لاحقا أن مكالمات صوتية كانت تسمعها في رأسها هي من تخبرها بما تفعله . فراينا التي كانت تدخن الماريجوانا طيلة حياتها اعتزلتها . وراحت لتبدأ حملة تطهير من كل شيء في منزلها لأن الشياطين على حد قولها كانت تسكنه . أخرجت جميع الأثاث ، ونظفته من أعلاه لأسفله ، وجعلت الأولاد ينامون خارجا على بضع مراتب! .

إقرأ أيضا : كلمنتاين بارنابت: قاتلة سحر الفودو

إحدى المكالمات التي سمعتها راينا ، والتي أسمتها بمكالمة الطيور حملت لها نبأ النهاية الموشكة للعالم . فأكدت للطبيب النفسي أنها قتلت أطفالها ( أربع أولاد وثلاث فتيات إضافة لابن أختها) لإنقاذهم من مصير رهيب ، وليذهبوا مباشرة إلى الجنة . وما حاولت قتل نفسها إلا انتقاما ، فهي وإن عجزت عن عصيان أوامر المكالمة لكنها مدركة أن ما فعلته بأطفالها كان شيئا مروعا .

blank
انهيار عائلات الأطفال

أقيمت جنازة الأطفال في الخامس من يناير لعام 2015 ، كانت جنازة مهيبة حضرها الآلاف من الأشخاص . إضافة للعديد من المسؤولين في الدولة الذين أبدوا اهتماما وتعاطفا كبيرا بالقضية .

في العام 2017 وبدفاع ضم العديد من المحامين الذين أثبتوا أن راينا مريضة عقليا ونفسيا ولم تكن مسؤولة عن أفعالها حكم عليها بعدم أهليتها عقليا وبالتالي البقاء في وحدة الطب النفسي للحصول على الرعاية المناسبة لأجل غير مسمى .

وحتى اليوم .. تمكث المرأة في مصحة بارك للصحة العقلية وتتقدم حالتها ببطء . فهي وإن لم تكن في وعيها لدى ارتكابها جرائم القتل ، لكنها أدركت لاحقا بشاعة فعلتها وأن طعناتها التي تجاوزت العشرين لكل منهم ليست شيئا تتمنى الأم تقديمه لأطفالها . ولذلك ، كان من الصعب التماسك ثانية ومحاولة التأقلم من جديد .

blank
قبور الأطفال الثمانية

بالنسبة للمنزل الذي وقعت فيه المجزرة فقد هُدم بالكامل ، و وتم إنشاء حديقة هناك كنصب تذكاري للأطفال . وأما لويس إبن راينا ثايداي الأكبر فرغم مصابه الجلل غفر لها ليس لشيء إلا لأنها تبقى والدته . وحتى يومنا هذا ، لا تزال قصة قتل هؤلاء الأطفال مثار حزن وتعاطف الكثيرين .

ملاحظة : جميع حقوق المقال محفوظة لموقع كابوس . لا يحق لأي شخص كان النقل الحرفي أو المرئي للمقال المنشور دون إذن مكتوب من إدارة الموقع . وتترتب المسائلة القانونية المنصوص عليها على كل مخالف للتنبيه المذكور .

المصدر
The sunBBCMedium.comWikipedia
guest
11 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى