تجارب ومواقف غريبة

ساعدوني ! لا اعلم ما حلَّ بأختي .

السلام عليكم، تحية طيبة للجميع .
سأقص عليكم حكاية أختي اماني . فمن كان لديه تفسير أو علاج للحالة التي وصلت لها أختي الحبيبة أن يخبرني فوالله كلما أجلس معها يتقطع قلبي وأحزن عليها كثيرا.

لدي أخت تكبرني بثلاث أعوام . أي أنها في الواحد والعشرين من عمرها . كانت أختي جميلة جدا فهي بيضاء ذات وجه مستدير لكن سمينه بعض الشيء . الا ان هذا لم يقف عقبه أمام جمالها . فعندما كانت في الإعدادية . تجد ان زميلاتها في الفصل يتعاركون معها بلا أسباب واضحة لحقدهم عليها بسبب جمالها وتفوقها في الدراسة.

إقرأ أيضاً : لم تكن أختي فمن إذاً ؟

و كانت أيضاً لا تتكلم الشباب ولا تهتم بهم أبدا كباقي البنات في عمرها . كانت تعتبر كتبها ودراستها كل شيء في الحياة لأنها تسعى لأن تصبح معلمة . أما النساء أم الطالبات الذين يحقدون عليها كلما رأؤها يرمقونها بنظرات مليئة بالحقد والحسد . حتى إنتقلت للثانوية . وهنا جميعنا صُدمنا كيف التي كانت من الأوائل ولا تفارق الكتب إلا عند النوم أن تحصل على هذا المجموع الضعيف . لكننا قلنا أنها إرادة الله و لا حول ولاقوة إلا به . بعدها تغيرت كثيرا فكانت تغسل يديها ألف مرة او أكثر . وإن بللت ثيابها لا تكترث وتجلس بهم وكانت تغسل فمها بالصابون بطريقه مخيفة جدا لدرجة أننا كنا نرى شفتيها تنزف والله . وكانت في تلك الفترة عصبية جدا بحيث كانت تضرب وتسب كل من أساء اليها وحتى إن لم يفعل الشخص لها شيئا كان لديها هاجس منه وتنظر له بغضب .

أيضاً اصبحت تبكي كثيرا بشكل هستيري وعندما نسألها تخبرنا أن لديها عقدة من المدرسة . إلى هنا كانت البداية ، ولكن بعدها اصبحت عندما تنزل مع أمي للسوق او أي مكان تفعل أشياء غريبة . مثلا عندما تقف امرأة بجوارها او شخص ما تقول لأمي انه نفض شيء عليها او رمى شيء ما نحوها . وكانت تبكي وتحلف لأمي فتذهب أمي للشخص لترى ما الموضوع فيحلف لها انه لم يفعل شيء .

أحد اصدقاء ابي اخبره بعدما حكى له قصة أختي أنها تعاني من الوسواس القهري . حاولنا علاجها بالقرأن و شفيت قليلا لكن سرعات انتكست وأصبحت أسوء!

أمي تعبت كثيرا وكانت تبكي على أختي حتى أنه بسبب حزنها عليها أصابها شيء في قلبها فأصبح يؤلمها وتشعر بوخزة كالدبوس به.

إقرأ أيضاً : أنا و أختي الشبح

بعد فترة عادت المدرسة وكان أول صف لأختي في الثانوية. لم تجد اي رفيقة لها سوى واحدة . وكانت تستغل أختي لأنها تعرف بأنها مجتهدة وتذاكر اكثر من أي فتاه اخرى . فكانت تشاركها المذاكرة وتأخذ منها معلومات وتجعل أختي تعطيها مذكرات الدروس وكراستها ودفاتر واجبها . كانت اختي تحبها ولم تفكر أبدا أنها تستغلها . بعد ذلك تحسنت أوضاعها الحمدلله و لم تعد تقف أمام المياه و تبلل نفسها وتغسل يديها بالساعات بهذا الشكل المخيف

في العام التالي من الثانوية:

تغيرت أختي من الفتاة التي يخاف منها الجميع ولا يصاحبها لفتاة انطوائية تجلس تائهة . هي نعم أمامك لكن عقلها وفكرها ضائع بمكان أخر. كانت تغضب كلما أزعجها أحدهم حتى أنها في ذات مرة طردها الأستاذ من حصته بسبب ان زميلتها تنمرت عليها ، فدافعت أختي عن حقها وأهانتها أمام الجميع .

ذهبت زميلتها للأستاذ وفهمته الموضوع بشكل خاطئ ، فجاء لأختي ولم يسمع منها ماحدث . إكتفى فقط بكلام زميلتها الملفق دون أن يسمع من أختي . ونهرها وأخبرها أن الفتاة الأخرى أفضل منها أمام كل الطالبات الذين راؤا ماحدث لكن تكتمن على الحقيقة .

لم تنتظر أختي أن يكمل كلامه فخرجت من الفصل وما ان خرجت حتي انهارت في البكاء . و جائت أمي له برفقتها ، وما ان رأته حتي قالت له :

-“أنا أكرهك كرها شديدا أيها المختل”

صدم الأستاذ مما قالته ولم يعرف كيف يرد . كما أن أمي أحرجت من فعلتها . لكنها فضلت الصمت فهو يستحق لما فعله. وفهمت الأستاذ ماحدث بدقة .

إعتذر لأمي وأخبرها أن أختي بها شيء خاطئ . إنها غريبة ليست كباقي زملائها ، فهي تجلس شاردة وحيدة لا تتكلم إلا نادراً . وتتعامل بأسلوب سيء مع أصدقائها . ونصحها بشيخ لأنه أعتقد ان يكون كل هذا بسبب انها محسودة .

أمي ذهبت بها إلي عدة شيوخ ، لكن الأمر ذاته لم يتغير . حتى جاء العام الثالث أخر عام في الثانوية و أصبحت أختي لاتغضب ولا تسب بل تضحك عالياً بلا سبب في أي وقت ! . والله كدنا نجن حقاً ماذا يحدث لها ؟ .

إقرأ أيضاً : قصة أختي الممسوسة (1)

كانت أمي تشغل القرأن في جميع البيت وتبخره وتقرأ قرأن على أختي ولا تتأثر بالمرة . سوى أنها كانت تتثئاب كثيرا جدا. وعندما بدأت تتحسن ، وبدأت تذاكر بجد كالمعهود ؛ أصبح شعرها يتساقط . فما ان تضع يديها عليه تجد كمية كبيرة قد وقعت . الله أعلم قد يكون بسبب الحمية الغذائية التي اتبعتها لتنقص وزنها فهي كما أخبرتكم كانت سمينة قليلاً . وكانت تريد أن تصبح رشيقة وجميلة .

جاء أخر إمتحان ، وبذلت قصار جهدها ، لكن قبل الامتحان بيومين تذهب للمستشفي وتأخذ محاليل !والله حزننا كثيراً . وكانت أمي تقول وهي تبكي لا يهم الامتحان المهم أن تكون أبنتي بخير . لكن أختي رفضت ورجعت البيت قبل الإمتحان بيوم أي ليلة الامتحان . وذاكرت كثيرا ، حتى انها لم تنم في تلك الليلة .

تقدّمت اختي لأوّل مادّة ، و اضطرت بعدها للذهاب للمشفى بسبب انتكاستها . و أصرت ان تذهب للامتحان في المادة التي تليها دون ان تذاكر . مع ان الطبيب أخبرها أنها تعاني نقص شديد ف الدم والأنيميا مرتفعة عندها ولا يجب أن تغادر السرير . لكنها ذهبت وتخطت المادتين التاليتين وكذلك ماباقي المواد . كانت من المستشفى للجنة الامتحان، وقد كانت تبذل قصار جهدها لتذاكر . كنا جميعنا على يقين أنها لن تنجح انما كنا نشجعها حتى نزرع أملا صغيراً يخفي أثار يأسنا .

جاء يوم إعلان النتيجة . وها هي أختي في الطلبة الناجحين . أمي أول مارأت الشهادة على الانترنت زغردت وبكت وهي تحتضن أختي . أختي تعافت وفرحت وذهبت مع أمي رغم أن مجموعها كان قليل جدا ولن يؤهلها لدخول الجامعة التي تريد . لكن المهم أنها نجحت. بعدها أختي أبت أن تكمل وبقيت قرابة العامين في المنزل بلا عمل او دراسة . فقط تنزل مع أمي للسوق وترجع معها . لكنها من الجلوس ازداد وزنها جداً الى ان تخطت التسعين ، وعادت تصرفاتها الغريبة فحيث أصبحت تبتسم وتضحك عالياً مجددا بل وتسب شخصاً ما ، وحين نسألها عنه تقول أنها لم تقل شيء . بعدها أصبحت تمسك إصبعيها وتخبط بهما ع ذراعها الأخر أو يدها الأخرى بشكل غريب . وتمشي فاتحة عيناها وصامتة ، وتثني فمها بطريقة غريبة جداً .
وأحيانا كانت تدخل للحمام وهي مطفئة للأنوار ، وتجلس في الظلام . قد تقولون لي أولا تخافين منها ؟

إقرأ أيضاً : أختي والجني !

أود أن أخبركم أني والله أخاف عليها جداً ، وأريدها أن تتحسن وتكون أفضل شخص في هذا الكون . لكن لا أعرف كيف ! لا أعلم ماذا حدث ، ففي ليلة كنا نشرب الشاي . فأمسكت براد الشاي وصبت الماء الساخن في الحمام . أمي ركضت لتكب ماء بارد وتستغفر الله ، وهي تصب علي أختي غضبها وتخبرها لماذا فعلت هذا .

أخبرتها أنها لا تعلم ! . بعدها أتينا بشيخ واخبرنا أنَّ أختي بحالة جيدة وأنه لا شئ بها ! . وقال لأمي أن تأتي ببعض الأشياء من العطارين وبعض الزيوت وتدهن بها يد أختي و قدمها . أمي فعلت هذا لكن أختي ظلت على حالها و لم تتحسن .

أريد أن أخبركم بشيء حدث لي عندما كنت نائمة في غرفتها .
لقد حلمت بحلم أرعبني جعلني أستيقظ وأنا أبكي على أختي . فقد رأيت ووالله العظيم أني لا أكذب ، جنيان . واحد شكله أخافني ، كان نصف جسد فقط ، لونه أحمر وينظر لي بشر كبير . والثاني كانت عيونه كالفضائيين سوداء جداً ومسحوبة ، وهو طويل جداً و هزيل ، لونه أصفر . و كان يضحك ببلاهة تماماً كما تفعل أختي . كنت جالسة أنا وأمي حين رأيتهما وأخبرت أمي وقتها في الحلم . أمي كانت جالسة في غرفة الجلوس التي بها شباك يطل على الشارع . وأمامها كاسات بها شاي . وبجانبنا كان يوجود مصحف ، فنادت على أختي وجاءت اختي وخلفها الجن الغاضب صاحب النصف جسد . فنظرت لأمي وأمسكت الكاسات ورمتهم أرضاً فإنكسروا . وركضت لتجلس في غرفتها على الوسادة ، واختفي الجن خلف ظهرها وهو يرمقني بغضب .

ساهم باستمرار كابوس : تبرع للموقع من هنا

أما الثاني فجاء وكلما كان يقترب يصبح أطول .
كنت خائفة منه ، وأخبرت أمي فأخبرتني أنها لا تراه . فأمسكت بالمصحف رغم خوفي لكن شعرت بإطمئنان كبير وذهبت نحوه فبدأ يصغر شيئاً فشيئاً ويتراجع ، حتي أصبح أقصر مني . وكان يضحك ببلاهة حتى وصلت للمطبخ ، وقال لي لاتقتربي بالمصحف أكثر. فأقتربت حتى كاد أن يلامس وجهي وجهه وشعرت أنه سيموت من الرعب لكنه يخفي ذلك ويضحك . فأخبرته انت إذا ايها الأحمق الذي تجعلها تضحك بلا سبب !

وفقأت له عيناه الاثنان بيدي ، ورأيت سائلاً أصفراً كلونه يخرج من عينه ، ثم استيقظت وأنا مرعوبة أن يكون هذا ليس حلماً عادياً بل رؤية وانهم حقا من يسكنان أختي . أخبرت أمي وأخي وانا أبكي ، ويدي وشفتاي ترتجف . أمي طمئنتني وقالت لايوجد شيء ، نامي فقط حبيبتي . لكني أدركت انها تقول هذا لتهدأني.

حتي الأن لا اعرف ما تفسير هذا الحلم والأسوء أني لا أعلم ماذا أصاب أختي . أرجو إن كان لأحدكم حل أو تفسير لموضوعي ألا يبخل علي بالجواب وان كان لا فاليدعوا لها بالشفاء .

التجربة بقلم : انثى راقية

guest
72 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى