تجارب ومواقف غريبة

سلسلة لعنة الحياة و بداية سفك الدماء

بقلم : Dr. dry

الدماء تملأ المكان
لا أحد عرف بوفاتهن إلا بعد شهورٍ من اختفائهن ..

كثرت الأقاويل و زادت الشائعات ، و أنا أبحث عن نقطة البداية حتى أمسك بطرف الخيط الذي تلتف حوله العشرات من أسلاك الكذب .. اتخذت قراري و ذهبت و سألت جدتي عن سبب قول الناس أننا نتحول قالت لي أنها مجرد شائعات ، صلت صلاة المغرب و نادت علي بأعلى صوتها و هي تمسك المسبحة بيدها .. و طلبت مني أن أسمع العشرة آيات الأوائل من سورة البقرة بالطبع كانت تضربني بالمسبحة كلما أخطئ ..

المهم لن أطيل عليكم تبسمت و هي تمسح علي خدودي ، هي تدللني كثيراً .. و أخبرتني بقصةٍ تعود إلى زمن الاستعمار في عام 1820 ، حيث كان الاستعمار يضيق الرحال على القرى التي تقع في أطراف المدن .. فكان الجنود يغتصبون نساء القرى التي يمرون عليها و من عادتهم إذا دخل أحدهم بيتك يضع قبعته في باب المنزل و هذا معناه “أنا مع زوجتك فابتعد!” ..

دارت الأيام و أتت أيام الحصاد ثم ذهب معظم الرجال إلى المزارع ، و تركوا النساء و الأطفال و بعض الرجال لكي يبقوا في المدينه .. اقتربت فرقة استطلاع من قريتنا و كانت تحتاح للمؤن و كان معسكرهم يبعد مسافة 50:45 كيلو متر ، دخلوا إلى القرية و نهبوا ما نهبوا و أحرقوا منازلنا و ذهبوا ما جعل نساء القرية يصحن و يتوعدنهن بالعذاب .. فذهبت مجموعةٌ من النساء إلى منتصف الجبال حيث اشتهر أنه يعج بالجن و الحيوانات المفترسة ، حاولوا إخبار الذين ذهبوا للزرع بما حدث لكنهن تعرضن للقتل في الطريق و لا أحد عرف بوفاتهن إلا بعد شهورٍ من اختفائهن ..

أخذت جدتي رشفةً من الشاي ثم نظرت لي و هي تقول لقد أصبحت رجلاً ، و قريباً سترث البيت هذا البيت الذي أسكن .. قلت لها و إخوانك فابتسمت و صمتت ، عرفت أنها كانت تشتمهم في داخلها .. عاد الجنود مرةً أخرى بعد عدة أسابيع لكنهم هذه المرة أتوا من أجل النساء و بالفعل فعلوا فعلتهم ، و تجرأوا و دخلوا قريتنا ثم بنوا لهم مركزاً صغيراً للعسكر يضم ثلاثين رجلاً أو أكثر و هم يدعون أنهم يحفظون الأمن .. و تجرأوا و بدأوا يقتربون من نسائنا و لن أقول أنه لم يستجب لهم أحدٌ هناك ، منهن من انخدع بكلامهم المعسول و مضى شهران و عاد الرجال من الحصاد و دارت بينهم المعركة .. بالتأكيد خسرنا و قُتِلَ عددٌ كبيرٌ منا نظراً لأننا نستخدم الأسلحة البيضاء و هم الأسلحة النارية ، و انصاعت قريتنا لأوامرهم لمدة سنة كاملة حتى عادت النساء اللائي ذهبن للجبال ..

لقد تغيرت طريقة حياتهن و لم تمضِ على عودتهن أسبوعٌ حتى رجعت القرية إلى حالتها الأولى ، البهائم أصبحت تلد بكثرة و المياه أصبحت تتجمع في الترع ، يمكنك القول أنهن أحضرن الخير معهن لكن ما حدث بعدها غير مجرى الأحداث .. حيث حاول العسكر التحرش ببعضهن لكنهن تشاجرن معهم و تم قتل واحدةٍ منهن مما زاد الطين بلة ، و في الليل سمع الجميع صوت صراخٍ يدوي القلوب .. و عندما دخلوا وجدوا معظم الجنود أجسامهم ممزقة و الدماء تملأ المكان و أحشاؤهم مترامية هنا و هناك ، لكن كان لزاماً علينا أن نجد في كل جثةٍ عيوناً مفقودة و قلباً ممزقاً .. مما جعل البقية يهربون لكن قبل هروبهم تلت مجموعةٌ من النساء بعض الطلاسم لكن لم يحدث شيء ..

و بعد شهرٍ عاد ضابط العسكر و معه الجنود و هم في حالةٍ يرثى لها ، و كانوا يصرخون و هم يقولون أنهم سيموتون .. حاول الضابط استعمال العنف لكنه تراجع في النهاية و استسلم و أصبح يترجى نساءنا كما يتذلل الطفل لبعض الحلوي ، و تم الأمر و كعربون شكر قدموا لنا مجموعةً كبيرةً من أواني الفضة و بعض سبائك الذهب .. لكن القرية تغيرت لم يعميهم الطمع و لا شيء بل انقسمت نتيجة لتصرفات النساء حيث كن يرفضن معاشرة أزواجهن ، و يخرجن كل عشرة أيام في منتصف الليل مما جعل أهل القرية يطالبونهن بالتوقف عما يفعلن .. لكن هيهات بما أنهن يملكن عزة نفس لن يؤذوا أحداً من القرية لكنهم قرروا تقسيم القبيلة كلها فهاجر بعضهم للشمال و البعض للجنوب ، و أما القرية استوطنها القليل من أهلي و تزوجوا من القرى المقابلة حتى تشتت دمنا بين القري ..

يقولون عادت طائفةٌ للقرية من النساء و الرجال ، و لم يعجبهم اختلاط الأنساب و جريان دماء قبيلتنا في عروق قبيلةٍ أخرى .. مما دفعهم لقتل كل من في القريه حتى الأطفال ، قتلهم في الحقيقة لم يكن مجرد قتل بل التهام و نهش و عض لحوم أفراد القبيلة .. و عندما سمعت قبيلة جرار بهذا قررت أن تتدخل لكنها تعرضت لمرض الكوليرا ، لأنه لم يكن معروفاً وقتها اعتبره البعض أنه لعنة و أصبح الكل يخشى ذكر اسم قريتنا خوفاً منها .. ثم مسحت جدتي يدها و هي تنتظر صلاة العشاء ..

ملاحظة :

هذه إحدى الشائعات التي انتشرت عن قبيلتي ، و لكم حرية التصديق و التكذيب فليصدق من يشاء و لينكر من يشاء ..

تاريخ النشر : 2019-03-18

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى