منوعات

شهوة اللحم البشري عند الحيوانات

من المعروف أن جميع الحيوانات تملك نظام بيئي خاص حيث أنه لديها وجبة مفضلة ضمن بيئتها تصيدها وتأكل منها، ومنذ ألوف السنين قد تعلمت الحيوانات الا تعبث مع البشر نهائيا، فاذا ما حاول حيوان صيد إنسان فإن عقاب البشر سيكون عقاباً جماعيا بحيث يبيدون جميع أبناء فصليته ويطردونهم من مناطقهم، نتيجة لذلك فمن النادر ان تسمع عن حيوان قام بصيد إنسان لأجل الطعام بإستثناء الدب القطبي والذي يعد البشر ضمن هرمه الغذائي.

لكن بالطبع لكل حالة شواذ، والحيوانات التي شذت عن هذه الطبيعة قد تذوقت طعم اللحم البشري ولم تستطع نسيانه وقتلت اعداداً مهوولة.

1- شيطان غومالابور المنقط


في ولاية تاميل نادو بالهند وبخمسينيات القرن المنصرم قد بدأ بعض السكان يختفون بالغابات دون أي أثر.
اعتقد السكان انه امر عادي للغاية، لكن الأمر الغير عادي هو وجود رائحة جثث قوية تفوح من الغابة!
وحينما ذهبوا وجدوا بقايا مأكولة لجثث بشرية مرمية هنا وهناك وكان من الواضح وضوح الشمس ان المسؤول هو نمر.

لكن العجيب أن النمور لا تصطاد البشر ولا تأكل لحمهم وغالبا فإن اولائك الأشخاص قد قاموا بتهديد أبناء النمر ولقوا حتفهم لذلك قرر السكان عدم الاقتراب من الغابة حتى ياتي موسم هجرة النمور.

blank
طور شيطان غومالابور المنقط تقنية لاقتحام المنازل وكسر النوافذ

وفعلا تحاشى السكان الغابات لكن وفي يوم من الأيام وبينما كان السكان يجلسون عند بيوتهم سمعوا صوت صراخ قادم من احد المنازل، لقد أتى النمر وهجم على مدخل احد البيوت وصاد إنسانا اخر!
وتكرر الأمر عدة مرات وأصبح هذا الشيطان يذهب للقرى بنفسه ليصيد السكان حتى تخطى عدد القتلى 30 قتيلاً، وحيث أن غالبية سكان هذه الولاية من طبقة “الداليت” وهي أحقر طبقة بالمجتمع الهندي فان الحكومة الهندية لم تأبه لهم، على حد علم هذه الحكومة فإن هؤلاء ليسوا بشرا حتى ولم تتعنى بفعل اي شيء لأجل إنقاذهم.

نتيجة لذلك عاش السكان بخوف ورعب شديد وبمجرد غروب الشمس كانوا يدخلون بيوتهم ويقفلونها ولا يخرجوا حتى لقضاء حاجتهم الأمر الذي أدى لاحقاً لمشاكل صحية بالقرى، لقد كان الجميع يعيش برعب حقيقي من هذا النمر والذي سمي لاحقاً “شيطان غومالامبور المنقط”.

لكن ومثل الشيطان فان هذا النمر لم يستسلم، ولأن السكان رفضوا الخروج فقد أصبح يقوم باقتحام البيوت من النوافذ ويسحب ضحاياه للغابة ليأكلهم، تارة من النافذة وتارة من الأسقف وتارة أخرى من الأبواب الموصدة، كان هذا النمر الشرس يجد طريقه للبيوت لأخذ فريسته.
السكان لم يعودوا آمنين حتى ببيوتهم!
ولأن الحكومة الهندية لم تابه لهم فقد ذهبوا وترجوا صياد بريطاني يدعى “كينيث أندرسون” ليخلصهم من هذا النمر الشرس والذي ظل يرعبهم لشهور طويلة.

كينيث كان هندي المولد بريطاني الأصل، وكان معروفاً بمهارته بالصيد حيث انه كان يصطاد الحيوانات الشرسة والخطرة ويواجهها بجسارة وشجاعة.
وافق كينيث وقام بالتخييم مع كلب شوراع قرب القرى التي كان النمر يصيد فيها واستمر تخييمه ثلاث أيام حتى أتى اليوم الموعود.
في الليلة الثالثة من تخيمه وفي ظلم الليل قد لمح كينيث عيونا تلمع وتنظر إليه، لقد كان هذا النمر واقفا على أحد الاسقف يحاول كسرها، لكن وبما انه رأى كينيث قد قرر أن هذه الوجبة أسهل لذلك اختفى بالأحراش.
كينيث طارده لكنه لم يجده، وبعد عدة ثواني بدأ الكلب ينبح بشكل جنوني، وحينما التفت كينيث قد رأى النمر يركض نحوه ولعابه يسيل فقام كينيث بإطلاق النار مباشرة، تمكن من إصابته بثلاث طلقات من أصل 4، وقد مات النمر حينها بعد أن قتل وأكل 42 شخصاً خلال فترة حياته.

لا يوجد معلومات عن التاريخ الحقيقي لانتقال هذا النمر لصيد البشر، لكن حينما قام كينيث بفحصه اكتشف ان يد النمر مصابة بشوك قنفذ، لذلك لم يكن يستطيع الركض طويلا وربما هذا السبب الذي جعله يصيد البشر وعلى حسب ضحاياه فربما استمر بصيد البشر لأقل من عام.
لكن المخيف حقا هو أن هذا النمر طور تقنية لاقتحام المنازل وكسر النوافذ بدلا من محاولة تطوير طرق للحصول على فرائس لا تستطيع الركض، وهو أمر غريب جدا، فلماذا لكن يجرب النمر صيد الحيوانات الصغيرة التي لا تستطيع الركض لمسافات طويلة؟ لماذا انتقل حصرا لصيد البشر؟

2-التمساح أسامة


المعروف عن التماسيح انها مخلوقات شرسة وخطيرة، وهي واحدة من المخلوقات القليلة التي تحب اللحم بكل انواعه، وحينما يتذوق التمساح اللحم البشري فلن يعجبه لحم اخر.

وهذا ما حدث مع التمساح “أسامة” وهو تمساح أوغندي يعيش ببحيرة فكتوريا أكبر بحيرة بالقارة الافريقية.
تلك البحيرة التي تعد مصدرا للسياحة وللرزق لسكان قرية “لونغانغ” الفقيرة، ولطالما كانت هذه القرية مسالمة هادئة ولم يسبق لأي شخص ان فقد فيها، لكن بدأت حالات غريبة لأشخاص يفقدون بدون أثر، كما بدأت قطع ملابس ملطخة بالدماء مع اشلاء بشرية تطفوا على ضفة البحيرة من حين لأخر وكانت معظم هذه الأشلاء هي رؤوس.

blank
طول التمساح يقارب الخمسة أمتار وعمره تخطى 75 عاماً !!

اعتقد الجميع أن هناك مجرم بالقرية يقوم بقتل الناس وسرقتهم ثم رمي أجسامهم بالبحيرة حتى يخفي جرائمه ولم يتوقع احد ان هؤلاء الضحايا لقوا حتفهم على يد تمساح لأن سكان القرية يعرفون كيف يتفادوا التماسيح.
خلال كل العقود الماضية لم يسمع السكان عت تمساح اكل بشرا في قريتهم، ولم يسبق وان تمكن تمساح من صيد شخص واحد في هذه القرية، لقد عاشوا بينها لقرون وعرفوا كيف يتفادوها ويهربوا منها فمالذي تغير؟

ظلت الشكوك تحوم حول المجرم المجهول حتى رأى مجموعة من الأشخاص تمساحاً ينقض على من البحيرة على طفل عمره 12 عاما ويجره إلى عمق البحيرة لتطفوا ملابسه وبعض اشلائه للخارج بعد عدة ساعات.

المثير للرعب ان هذا التمساح لم يكن عاديا، لقد كان ضخما وسريعا بل ان البعض اعتقد انه من نسل التمساح “غوستاف” والذي ارعب دولة بروندي لسنين طويلة.

blank
الصورة الاخيرة للتمساح المتسلسل قبل ان يتحول جلده إلى حقائب وأحذية.


لقد كان طول هذا التمساح يقارب الخمسة أمتار وعمره تخطى 75 عاماً وهو أمر غير طبيعي بالنسبة للتماسيح، مما أثار رعب السكان وجعل الصيادين يصيدون بالقوارب بدلاً من الشاطئ.
فهذا التمساح ليس عادياً، لا يمكن تفاديه عند الشواطئ عن طريق الهرب حيث أن وثبته عالية وقوية.

لكن الصدمة لم تكن هنا، الصدمة ان هذا التمساح قد طور تقنية لصيد البشر حتى بالقوارب! حيث أنه أصبح يسبح بشكل سريع ويضرب القوارب من اسفلها ويقلبها ويأكل اول شخص يسقط منها، لقد بدأت الحوادث تتوالى حتى قرر السكان حينها القضاء عليه والتخلص من شره للأبد.

لقد تم منع الصيد بالبحيرة او حتى الاقتراب منها بشكل نهائي حتى يتم الامساك بهذا التمساح ويزول الخطر، وبمساعدة من الشرطة الأوغندية لحماية الحياة البرية قد قاموا باخذ رئتي بقرة وربطوها كطعم في البحيرة لجلب التمساح أسامة، لكن الكثير من التماسيح اتت وحاولت ابتلاع الطعم…اما أسامة؟ لم يأتي ولم يبتلع الطعم.
لقد كان أسامة يحوم حول البحيرة منتظرا فريسة بشرية جديدة واستمر الأمر مدة اسبوع كامل.

لكن وبعد أسبوع كامل من الانتظار والجوع أتى أسامة اخيرا وابتلع الطعم وتم أسره وأخذه لاعدامه ولصناعة احذية وحقائب من جلده انتقاما لأهل القرية.

أسامة قد أكل 80-83 شخصا من العام 1991 إلى العام 2005 او ما يعادل 10٪ من سكان قرية لونغانغ وقد كان من بينهم أطفال.
كما تمكن من تدمير قوارب صيد وارعب ودمر اقتصاد القرية القائم على هذه المهنة لعدة سنين.

3- اكل البشر البناري


بولاية بنار بالهند وببداية القرن 20 قد بدأ السكان بالسماع عن حوادث اختفاء مريبة، لكن حوادث الاختفاء كثيرة بتلك الولاية لكن الأمر المخيف هو وجود بقايا مأكولة لجثث مرمية بالغابات هنا وهناك ولم تكن كمية قليلة اطلاقاً.

لقد أصبح منظر الجثث منظرا شائعا لدى السكان ففي كل أسبوع كان هناك 3 جثث جديدة مأكولة مرمية بالاحراش وقد كان هذا عمل نمر مرقط حيث أن هذه مناطق صيدها.

blank
لقد كان يعض رقبة الشخص لينزف حتى الموت ثم يجره للغابة ليأكله


لذلك قرر السكان عدم الخروج من منازلهم بعد غروب الشمس حيث أن النمور تصطاد ليلا لكن الأمر لم ينفع طويلاً.
توقفت حوادث القتل بالبداية ونفعت الخطة لكن وبعد عدة أيام قد بدأ السكان يبلغون عن رؤية عيون تلمع بالظلام تتجول حول قراهم! نعم لقد أصبح النمر يأتي للقرية منتظرا أحدهم ليخرج ليأكله كما لو أنهم كانوا فريسته.

وقد قام فعلاً بقتل وأكل عدة أشخاص بهذه الطريقة غالبهم قد خرج لقضاء حاجته على أطراف طريق القرية، وحينما قرروا عدم الخروج حتى لقضاء حاجتهم قد بدأ النمر باقتحام المنازل وكسر نوافذها وجر فريسته إلى الغابة كما لو انها حيوان!

لقد كان يعض رقبة الشخص لينزف حتى الموت ثم يجره للغابة ليأكله، المخيف بالموضوع أن هذا النمر لم يكن ياكل الكثير، فعلياً فإنه كان يترك معظم الجثة حيث أن اجزائه المفضلة كانت الافخاذ والاكتاف، اما الباقي فكان يتركه للتعفن.

استمر الأمر عدة شهور حتى عرضت حكومة الاستعمار البريطاني للهند جائزة لمن يقتل هذا النمر، لكن وبما أن الهنود كانوا خائفين منه قد تم استدعاء احد أكثر الصيادين البريطانيين احترافا لأجل المهمة وهو “جيم كوربيت”.

blank
بدأ النمر باقتحام المنازل وكسر نوافذها وجر فريسته إلى الغابة كما لو انها حيوان!

جيم قد بدأ يذهب ويتجول بالغابات والاحراش التي كثرت فيها بقايا الجثث بحثاً عن هذا النمر، وقد استمر تجوله عدة أيام اصيب خلالها بداء الملاريا لكن هذا لم يدفعه للإستسلام بل قرر الإستمرار حتى قتل هذا النمر، جيم كان من النوع الذي لا يستسلم إطلاقاً.
وصل جيم إلى إحدى القرى حيث شوهد النمر فيها اخر ليلة بعد أن كسر نافذة منزل وجر أحد السكان للغابة، وهنا قرر جيم ان ينصب فخا للنمر.

قام جيم بشراء عنزة صغيرة وقام بربطها على بعد 27 متر تقريبا من شجرة كبيرة، ثم قام ببناء منزل شجرة بسيط على القمة ليجعل من هذا المنزل مخيمه.
لم تكن الشجرة كبيرة للغاية لكنها كفيلة بالتغطية على معظم القرية نظرا لأن منازلها مكتظة صغيرة الحجم.

إقرأ أيضاً: صداقات غريبة بين الحيوانات المفترسة و البشر

وحينما حل الظلام قد بدأ جيم بسماع أصوات حركة قادمة من الغابة وبدأ هذا الصوت يقترب شيئا فشيئا، جيم حافظ على هدوئه ولم يرغب باحداث اي حركة تلفت الانتباه له، واذا به يسمع صوت صراخ العنزة مع صوت زئير مفترس إلا أن الظلام الحالك لم يعطيه اي خيار سوى إطلاق النار باتجاها على أمل أن يصيبها.

وعلى لحظة الإطلاق قد لمعت نيران بندقيته ومنحته إضاءة لثانية، كانت هذه الثانية كفيلة برؤية النمر بوضوح شديد، ما كان كفيلا أكثر هو الصراخ العالي للنمر حيث أن الطلقة قد اصابته فعلا وهرب للغابة جريحاً.

في اليوم التالي قرر جيم الانصراف الا ان سكان القرية ترجوه بالبقاء وإكمال المهمة، فاتفق مع مجموعة من اشجع واقوى سكان القرية ليصيدوا النمر ليلا وطلب منهم ان يحملوا الشعلات وان يعدوه الا يهربوا مهما حدث، فالغابة ذات تغطية سميكة حتى ضوء القمر لا ياتي لها.
وفعلا ذهبوا للغابة وبدأ يتتبع آثار الدماء حتى وصلوا لعمق الغابة واذا بالنمر يزئر عليهم.
هرب السكان ورموا المشاعل على الأرض وفروا بحياتهم، جيم بدا بإطلاق النار بشكل عشوائي باتجاه النمر وتمكن من إصابته وقتله لتنتهي سيرة هذا النمر.

blank
جثة النمر الذي ارعب القرية مع صياده
blank

اكل البشر البناري قد قتل أكثر من 400 شخص خلال فترة حياته!
وما يثير الرعب حقا هو أن هذا النمر لم يكن مصاباً باصابة اعاقته عن صيد الحيوانات الطبيعية التي يتغذى عليها، لا بل كان سليما ومعافى تماما مما يعنى ان عشقه للحم البشري هو الذي دفعه لصيد البشر!

4- ذئاب توركو


بالعام 1880 وبمدينة توركو الفنلندية قد بدأت حوادث لاختطاف أطفال من منازلهم تخيف السكان، لكن المخيف أكثر هو أن هناك أثر لقطيع مكون من 3 ذئاب عند كل منزل يختفي فيه طفل.

لقد أصبح الرجال يقضون وقتاً أطول في المنازل اما الأمهات فاصبحوا يقفلون الأبواب ولا تغيب عينهم عن طفلهم ولو للحظة، ومع ذلك استمرت الحوادث.
شهد مجموعة من السكان عليها إحدى المرات حيث رأوا ثلاثة ذئاب تقتحم منزلا وتقتل الطفل وتهرب فيه!

طلبت الحكومة المحلية والوطنية الفنلندية حينها المساعدة من الجيش كما أتى مجموعة من الصيادين من حول فنلندا لأجل المساعدة، بل حينما وصل الخبر لخارج للدول المجاورة قد تطوع صيادين من روسيا وليثوانيا لأجل قتل على هذه الذئاب.

blank
رأوا ثلاثة ذئاب تقتحم منزلا وتقتل الطفل وتهرب فيه!


كان الأمر أشبه بنداء إنساني لجميع من سمع فيه، فهذه الذئاب لا تصيد الا الأطفال، وقد بدأت المهمة فعلا.

مع احتشاد الصيادين لم تتجرأ الذئاب على الاقتراب من القرية مجددا، وحينما تبعها الصيادون إلى الغابة تمكنوا من قتل الأنثى بالرصاص، ولاحقا تم تسميم الذكر البالغ والذي كان قائد العصبة كما هو معلوم لدى الذئاب، اما الذئب الثالث قد هرب وتوقفت الهجمات تماما.

بلغ عدد ضحايا ذئاب توركو 22 ضحية، جميعهم أطفال اصغرهم كان عمره 5 سنوات واكبرهم كان بالتاسعة من عمره، وانتهى رعبهم خلال أقل من سنتين من اول هجوم لهم.

قال بعض الناشطين البيئيين ان هذه الذئاب كانت تصيد البشر لأنها جريحة وتمتلك اعاقات ولا تستطيع قتل فرائسها المعتادة نظرا لهذه الظروف لكن هذا الأمر قد اُثبت على ذئب واحد فقط، لم يثبت على الباقي من العصبة.

5- ذئب الطريق


في مدينتي كان بعض السكان يرعون الغنم، فكانوا ياخذونها للمراعي صباحا لترعى ويعودون بها ليلاً.
وفي الأحيان كانت تأتيهم مهام لأخذ هذه الأغنام إلى المسلخ والذي يبعد حوالي 107 كيلومتر عن مدينتنا الصغيرة وبالطبع كانوا ياخذونها مشيا على الأقدام نظرا لكلفة البنزين خاصة حينما تكون الكمية كبيرة ولا يمكن نقلها بشاحنة واحدة.
عموما فإن القانون المتعارف عليه بين هؤلاء الرعاة هو قانون قديم لدرجة انه لا يُعرف متى ومن وضع هذا القانون، ينص القانون على عدم قتل اي حيوان حتى الذئب الا دفاعا عن النفس.
وفي الطريق إلى المسلخ كان هناك ذئاب تتربص الرعاة وتتبعهم وقد كان الرعاة يقومون بربط نعجة او عنزة بعامود كهرباء ويتركونها ويكملون طريقهم فتأتي الذئاب وتاكل ماربط لها، كانت هذه اشبه بجزية يدفعونها لقاء الأمان من طرف الذئاب في ذلك الطريق الفارغ الموحش، وكانت الذئاب تحترم هذا الاتفاق وكأنهم عرفوا ان الرعاة لا يرغبوا بأي مشاكل وان احترامهم للاتفاق يعني حصولهم على طعام مجاني بشكل يومي من كل راعي يمر، مجرد ما ان تربط النعجة فان عصبة الذئاب تترك الراعي وخرافه ولا تظل تتبعه.

إقرأ أيضاً: المرأة المفترسة


عموما فان أحد الرعاة مر بموقف مرعب جدا وقد حدث الناس عنه حيث أنه قاد قطيعاً للمسلخ كما يفعل كل مرة، وفي ظلام الليل بدأ ذئب واحد باتباعه، وكما جرت العادة والقانون فقام بربط عنزة على عامود كهرباء واكمل طريقه لكن العجيب ان الذئب لم يهتم بل ظل يتبعه حتى وصلوا لوادي صغير يرتاح فيه الرعاة.

لقد قال “مر الذئب من العنزة ولم يلمسها حتى، وحينما خيمت رأيت عيونه تلمع بالظلام وتحوم حول الوادي، لقد كان ينظر باتجاهي وليس باتجاه الغنم مما جعلني اتأكد انه قد تذوق طعم اللحم البشري من قبل، فادعيت النوم وجهزت خنجري ولم اتحرك لعدة دقائق واذا بي أرى عيونه تقترب مني حتى أصبح قريبا لدرجة اني رأيته بالكامل، لقد مر من كل الأغنام وتجاهلها وانقض علي!”

لقد قام الراعي بقتله، الرابط بالقصة هو عبارة “تذوق طعم اللحم البشري” فهؤلاء الرعاة عاشروا الذئاب مثلما عاشروا الخراف، وجميعهم يتفقون على ان الذئب الذي يتذوق طعم البشر لن يسناه.

لكن السؤال الذي يخطر على بال الجميع، لماذا؟!

لماذا تتحول الحيوانات لقتل البشر وصيدهم؟
هذه القصص ليست الا مجرد قصص بسيطة، هناك قصص عن حيوانات أخرى قد قتلت عددا أكبر بكثير من هذه الحيوانات خلال مدة زمنية أقصر اذا ما هو السبب والتفسير العلمي لهذه النظرية؟

نظرية الكاتب
أن الأشخاص الذين يعاشرون الحيوانات يعرفون طباعها كما العلماء الذين يدرسونها، ولعل اولئك الأشخاص لا يمكنهم كتابة بحوث طويلة الا ان معرفتهم عنها كفيلة بمنح إجابة دقيقة عن السلوك الحيواني.
كل الرعاة الذين عرفتهم بحياتي قد اخبروني بنفس الحكاية، ان المفترسات اذا تذوقت اللحم البشري فهي لن تنساه وستظل تحاول الحصول على المزيد منه.

واعتقد ان الأمر يتعلق بمدى لذة لحمنا، حيث أن اللحم البشري طري للغاية مقارنة بلحم اي مخلوق اخر، كما أن الدهون والشحوم مفصولة عن اللحم ذاته مما يسمح للمفترسات بمضغ وهضم اللحم بشكل أسهل بكثير، ولعل هذا هو السبب الذي يفسر حب جميع تلك الحيوانات للحم الأطفال خاصة لأن الأطفال لحمهم هش جدا دون ذكر ان البشر لا يملكون اي فرو او وبر او شعر كثيف على أجسادهم مما يجعل انتزاع لحمهم أسهل.
كما أن الدماء البشرية تحتوي على الكثير من السكر نظرا لان البشر ياكلون الفواكه بكثرة، وربما تحوي الكحول والنيكوتين اذا ماكان الإنسان يشرب الخمور او يدخن.
واخيرا فان البشر مخلوقات ضعيفة جدا مقارنة بهذه المخلوقات الشرسة، 99٪ من البشر على وجه الأرض لا يمكنهم قتال ذئب، والباقي سيكون محظوظا لو تمكن من الهرب منه.

شخصيا اعتقد ان اسباب تحول الحيوانات لصيد واكل البشر هي أسباب تستحق الدراسة من قبل علماء السلوك الحيواني فقصة ان السبب هو إصابة واعاقة هي قصة غير مقنعة إطلاقاً، هناك الكثير من الأشخاص بكمبوديا (ثاني اكبر دولة بعدد المقابر الجماعية) قد تحدثوا عن إدمان الكلاب لطعم اللحم البشري وأنها سعرت وأصبحت تحاول أكل البشر وهناك الكثير من القصص الشبيهة حول العالم.

ما رايك اذا عزيزي القارئ؟
مالذي يجعل الحيوان حقا يتحول لصيد البشر؟

المصدر
sportingclassicsdailymirrorsciencetimesdarktaleswikipedia

آريو

-كاتب من سوريا - الكاتب الأفضل في كابوس لشهر اغسطس 2022
guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى