تجارب من واقع الحياة

عنف أسري: أتخيل طريقة انتحاري يومياً

هذا صحيح، انا ضحية عنف أسري. لكنه عنف من نوع آخر. قصتي ربما تشبه مئات القصص الزوجية من عنف ويأس وتعايش من أجل الأطفال. إنما وصلت إلى مراحل متقدمةمن اليأس. ينبعث يأسي من عدم فهمي لماذا هناك أناس سعداء مستقلون، وآخرون كتب عليهم الذل والمهانة والاذى حتى مماتهم بل وسيحاسبون في تقصيرهم الديني كما الأشرار والمنافقين!

بداية معاناتي

كبرت يتيمة الأب مع عائلة قاسية جدا حطمت تفوقي الدراسي في أوجه. فلم أتحصل على شهادتي الثانوية، لكني على درجة كبيرة من الثقافة والوعي وكل من يعرفني يظنني جامعية حتى أني متمكنة من اللغة الأجنبية بطلاقة. دخلت في علاقة حب وكنت أظن أن شبّاك العوض قد انفتح لي. سهرت الليالي وأنا أتخيل مستقبلا أجمل وأفضل. وكانت جميع تلك الخيالات خالية من كوني زوجة مهزوزة مكسورة مع زوج قاس القلب.

إقرأ أايضاً: ستيفن راسل : اخطر سجين في امريكا.. لم يستعمل العنف قط!

اليوم مرَّ على زواجي من ذلك الحب أربعة عشر سنة. أيام كثيرة مضت ذقت فيها منذ اليوم الأول جميع أشكال العنف الأسري. زوجي أراني أصناف الذل، صدمني ودمر ثقتي بالآخرين. لم أفهم يوما شخصيته التي تتسم بالكرم والهزل وبنفس الوقت بالعنف الجسدي والإهانة الشديدة، أراني أصناف الأذى الجسدي والنفسي كل من عرفه يشهد له بالتدين والطيبة وحدي فقط من أذوق من وجهه الآخر. لا يعتذر أبدا ويغذق علي من الهدايا وكأنه رجل طيب ثم يذلني ويهينني ثم يصلي!

تعبت كثيراً

خارت صحتي الجسدية والنفسية تماما بعد ولادة ثلاث أطفال، كنت أعود إليه لعدم قدرتي المادية على الاستقلال ولا وجود لعائلة معينة، فيتمادى أكثر، وإن لم أقبل هداياه يتمادى أكثر وأكثر. قد يتركني طريحة بسبب آلام دون شفقة، وعندما أتجاوز العارض الصحي أعود لاعمالي الشاقة اليومية بنفس مكسورة.

حالتي تجاوزت أن تسمى ( عنف أسري) فقد أصبت بأقوى درجات الإكتئاب من ذلي أمام أطفالي وانا مرضعة .وأعيش مع أهله واخوته الشاهدين على ذلي، وكأنهم كلهم من نفس طينة الأنانية والتسلط وحب إهانة الآخرين مع التدين الظاهر. روحي تعبت ولا أستطيع وصف ما أعيشه فأنا حرفيا على حافة الجنون. أكره موت والدي وتحطيم عائلتي لمسقبلي لاعيش تحت رحمة رجل مضطرب.

بقلم: أم الأولاد – المغرب

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى