تجارب ومواقف غريبة

قصص والدي 3

بقلم : خالد – اعرق أرض في التاريخ

السلام عليكم . عدت اليكم اليوم ببعض القصص التي رواها والدي لي عن جدي . في التجربة السابقة هناك من سأل كيف كان جدي عند موته . جدي رحمه الله ، كان قد حجَّ الى بيت الله قبل وفاته بسبع سنوات ، و بعدها لم يستقبل أحداً للرقية ، أو طرد الجن المتلبس ، وتفرّغ لنفسه اكثر ، خاصّة مع تقدّمه بالعمر و تراجع حالته الصحّية . لذلك ، اتمنى أن نترك الأحكام لرب الأحكام . لا أحد منّا له الحق في تقرير من في الجنّة ومن في النار ، وإن كان ما أنشره لا يعجبكم ففضلاً تجاوزوا بدون تجريح على أحد . لقد عهدت جدّي في آخر بضع سنوات من حياته . لا اعلم ان كان ساحراً ، أو راقياً أو من أهل العلم . لكن ما أعلمه أنه كان لطيف الكلام . حسن المعشر . وأيضاً حاجُّ لبيت الله . أمّا عن موته ، فقد مات فجأة ، لم يكن يومها يعاني من أوجاع أو أسقام ، قال بأنّه سينام ولم يستيقظ بعدها .. رحمه الله .
اسف على الإطالة بالمقدّمة ، ولكني أردت الإيضاح .
والان سأعود لسرد بعض القصص السريعة مما سمعت .

قبر لا يحفر ..

في بلدتنا قبر لأحد الصّالحين ، عُرف أنّه من الناسكين المتورّعين ، وله كرامات شاهدة له . خاصّة عند الاستسقاء . فيروى أنه ما رفع يده الى السماء ودعى ، إلا ونزل المطر .
المهم .. أنَّ أحد شباب البلدة آنذاك قد مات . فقرر أهله دفنه إلى جوار الرجل الصالح . و بالفعل بدأوا بحفر القبر . أو بالأحرى إعادة حفره . جدّي كان حاضراً في ذلك اليوم وكان من أشدِّ المعارضين . لكن برضى الاكثرية من الوجهاء قبل على مضض . استمر الحفر لحوالي الخمس ساعات ، حتى أن التراب المكوّم أصبح ساتراً عالياً تتدحرج من فوقه الأطفال . أمّا في الأرض فلم يكن القبر قد انحفر منه أكثر من سنتيمتر واحد .
استمر الدق و الحفر حتى بداية مغيب الشمس وكمية التراب الناتجة كانت كبيرة جداً . لكن عمق الحفر بقي على حاله . حتى فقد اهل الميت الامل ودفنوه في مكان آخر .

ذعر بلا سبب .

أثناء الحرب العالمية الثانية ، كانت القوات الألمانية تأتي بطيرانها لقصف المعسكرات الفرنسية في بلادنا -كانت محتلة من قبل فرنسا – ونتيجة لذلك جند العديد من الشباب قسراً ، ليكونوا مع الجيش الفرنسي . وجدّي كان من بينهم . يقول :
كُنّا نسير في أحد الطرق الوعرة على سفح جبل ، وبينما قد أضنانا الحر و التعب . خاصّة أننا كنا مقطوعين من المياه والعطش استلب طاقتنا ، قررنا الاستراحة في مكاننا . ومن بعيد لاحظ أحد الجنود الفرنسيين عين ماء تخرج من إحدى الصخور ، لم تكن العين و الماء المتسرب منها وفيراً ، لكنّها كانت كافية لأن نشرب .

الغريب من القصّة أنه عندما اقترب البعض منها كانت تنضب من فورها ، وعندما يبتعد ذلك الشخص و يقترب شخص آخر ، كانت تعود للتسريب ، وكأن أحداً داخل العين يفتح ويغلق المياه كيفما شاء وحسب اعجابه بالشخص الذي جاء ليشرب . وفي دور جدّي لم تنضب المياه ، لكنه شعر بضيق وعدم ارتياح . حتى ان يده يدأت ترتجف عندما كان يملأ (المطرة) بالمياه .
وعلى الفور عاد مسرعاً وطلب من الجميع مغادرة المكان فوراً . لكن الفرنسيين منعوهم ، وبعد مشاجرة وعراك ابتعد قسم وبقي قسم آخر . لكن بعد فترة لا تتجاوز البضع دقائق ، جميع من قرر البقاء مات بسبب غارة ألمانية . يقول جدي انه عندما عاد للاطلاع كانت العين تخرج المياه بشكل نفرات متقطّعة واحس كأنما صوت أحد يضحك .

عجوز غريبة ..

في احد الايام ، طرق الباب وخرج جدي ليفتح فإذا بعجوز شمطاء دميمة تطلب الدخول للاستشارة و الرقية . وبالفعل سمح لها جدي و دخلت فوجدت (العرانيس ) الذرة المسلوقة . فأمسكت بواحد و بدأت بنهشه بشراهة ، وسط تعجب جدي الذي كان متأكداً من خلو فمها من الاسنان . المهم أنها طيلة الوقت كانت تنظر إليه وتضحك (تبتسم) ، في تلك الاثناء دخلت عمتي الغرفة و احذت منها غرضاً يخصّها وخرجت بسرعة . المهم أن تلك العجوز غادرت بعد مدة و لم يأخذ منها جدي لا حق ولا باطل .
في ليلتها . اخبرت عمتي جدي عن السبب الذي كان فيه جالسا متأهبا في ظهر اليوم ، فقال لها أن ضيفة عجوز كانت عنده . لكنها اكدت له انها عندما دخلت لم ترى سوى جدي وهو جالس بتأهب وكأنه ينتظر شيئاً ما ..
ومن المستحيل إن كان أحد موجود ألا تلحظه ، فالغرفة صغيرة ولا مجال للتشتت فيها وعدم الانتباه .

اعتذر على الإطالة ، الى اللقاء .

إقرأ أيضا : قصص والدي 2

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى