سؤال الأسبوع

لغز للأذكياء

أعزائي رواد موقع كابوس، اليوم جئتكم بلغز للأذكياء كتبته، ومن أفكاري المبعثرة جمعته، وإليكم قدمته.. علنا نكسر به الملل ونبعد الكسل وننشط العقل.. ونضفي جوا من الألفة والتسلية بعيدا عن المواضيع الجدية..

فإليكم اللغز..

رأيته من بعيد وهو يرعى الماشية .. يا لهذه الوسامة اللافتة، والقامة والاستقامة العالية!.

أرسلت له بوادر الإعجاب محمولة مع نسائم هواء الهضاب، لكن لم ألق بعد الجواب..

انتظرت وانتظرت، لكن لم ينظر حتى ناحيتي، وأنا التي يمدحني الأصيل والغريب، أمر هذا الغر عجيب!.

أنا من يقال عني ذات القوام السمق، والجمال الغض، كل من رآني جاءني ركضا كالعاشق الوله. سأنتظر.. فبين الصبح والمغيب سرياح.

إقرأ أيضا: لغز كابوس 2: لغز للعباقرة فقط

حمل وعاء ورق النخيل ولَهم حتى بشم، وعندما توسطت الصفعاءُ الرقيع، واستوى غريم الصرد في الأرجاء.. رمقني بنظرات كلها شوق وإقبال مع انسدال خصلاتي بفعل رياح الشمال..

ركض نحوي كالمدنف التواق، وألقى بنفسه بين أحضاني كالمشتاق، وأسند رأسه إلى حجري فلم يلق مني إلا الإذعان، كأني أملك غير ذلك اختيار.

مرت ساعة واثنتين وثلاثة وأنا على حالي، حتى فتح عينيه البراقتين ومد يده إلى حِملي.. وزرد ما زرد.. ورحل مودعا غير شاكر، فأسررتها في نفسي كأني لقيت غير ذلك.

وتداول المغيب والشروق حتى مر الزمان، وأنا وهو نلتقي كل يوم بنفس المكان..

رعيته، أحببته، وثقت به، أعطيته دون مقابل.. حتى صار الإثنان واحد.

كتب قصيدة يتغزل فيها بجمالي وبهائي، وألقاها على مسامعي، ربت على كتفي ورحل… ولم يعد.

صحت، بكيت حتى جفت دموعي، وذبلت وخسرتهما معا، خسرت محبوبي وكذا رونقي، وضللت بمكاني أنتظره كأني سأستطيع الرحيل حتى لو كنت معه!.

إقرأ أيضا: لغز كابوس: هل أنت عبقري؟

” كانت أجمل ما رأت الأعين”

“مسكينة.. بها داء ماله دواء”
 
همساتهم حطمتني، نظراتهم همّشتني، فانطويت على نفسي، وانغمست في ظلمتي.

وجاء اليوم الموعود وهاهو إليّ يعود.. تمنيت لو استطعت القفز إليه واحتضانه، أردت لومه وعتابه.. لكن.. هو ليس وحده!

كان مع عدوتي اللدودة، غريمتي الخائنة الجحودة..

خارت قواي.. وما عدت أحتمل آلامي، جفت عروقي وقطعت أوصالي، سقطت ولم يكن لسقوطي ذاك قعود. تشتت قطيعي، وتبعثر حِملي.. وأصبحت كأني لم أكن يوما في الوجود.

أنا التي عرف جلدي القاصي والداني. فلطالما افترشت الجبال و الوديان، فهم عندي سيان.. فكيف بكم أنتم أصحاب الرفعة والمعالي من دون نقصان .. فعنكم أصبر ليس يوما واحدا بل اثنان ..

فمن أنا يا كِرام؟ ومن هو؟ ومن تكون هي؟

بقلم: أزيز الصمت – الجزائر

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى