تجارب من واقع الحياة

هذه قصتي.. أبي يتحرش بي!!

سأسرد لكم قصتي، قد تطول قليلا لأني لم أعد أحتمل كتمان ما بداخلي أكثر من ذلك.

ولدت في أسرة لا تعرف معنى السعادة، لأم وأب غير متفاهمين، لا يوجد بينهما أي مودة. العلاقة بينهما مبنية على مصالح مادية. بعدما كبرت قليلا اصطدمت بأب متحرش.. تحرش بي منذ سن الثامنة إلى العاشرة. كنت أخشى أن أخبر أمي بذلك.. وعندما بلغت اكتشفت أنه يختلس النظر إلي وأنا في الحمام من خلال ثقب صغير، تشجعت وأخبرت أمي بالأمر لكنها لم تصدقني، أو أنها تعلم ذلك من أعماقها ولكنها تتظاهر بأنها غير مصدقة وتحاول أن تتكيف مع الأمور!

دائما ما يصرخ في وجهي بلا أي سبب، يرمقني بنظراته أينما ذهبت أو تحركت بنظرات شيطانية ليست بنظرة أب لابنته، يسبني فى اليوم مائة مرة. كرهت كوني فتاة وبدأت نفسيتي تأخذ منحنى سلبي، أصبح البكاء قبل نومي عادة. ضعفت شخصيتي كثيرا.. أسير في الشارع وأنا أنظر للأرض.. أخشى نظرات الناس إلى حتى يومنا هذا وأتجنب التحدث إليهم أو تكوين علاقات معهم.

إقرأ أيضا: قصتي مع الطفل المتوحد

فقدت الثقة بنفسي وبمن حولي، فقدت الشغف بالحياة وبأي عمل أقوم به.. لا أعلم ما ينتظرني غدا ولكنه أسوأ. ضعف نظري مؤخرا وأصبحت عضلة قلبي ضعيفة كثيرا ما تؤلمنى.. خاصة عندما أتذكر ما حدث لي فى كل يوم.

لم أنس ما حدث لي، للحظة ارتخت أعصابي كلما أحمل شيئا ولو كان صغيرا ترتعش يدي، لا أستطيع الدفاع عن نفسي وحينما يهينني أي شخص أكتفي بالصمت ولا أتمالك دموعي. كرهت الجميع من قلبي، كثيرا ما أسألها هذه الفترة لماذا تزوجت بهذا الرجل وأنت تعلمين ماضيه؟ لماذا أنجبتني إلى هذه الدنيا؟ لماذا لم تقومي بإجهاضي؟

لمَ تتحملين الإنفاق على المنزل والأسرة؟ ما الذي يجبرك على العيش بهذه الطريقة؟ ويكون جوابها على أسئلتي هو الصمت.. بدأت آخذ ردة فعل حينما وجد مني تجاهلا ولا مبالاة. يسبني بأقذر الألفاظ والشتائم كما اعتاد أن يفعل منذ قدومي إلى هذه الحياة.. يشكو لأمي أني لست ابنته ويتظاهر أمامها بأنه الأب المثالي.. وأنا لم أر منه سوى كل شر، حتى إذا اشترى لنا شيئا يمن به علينا وليس بماله بمال والدتي لأنه عاطل بلا عمل!

إقرأ أيضا: قصتي مع الطبيب الشرعي

أتذكر في إحدى المرات اشترى لي قلما للمدرسة وسبني لأني لم أشكره عليه، أصبحت العزلة هي حياتي وغرفتي هي الملجأ. أتجنب الجلوس مع الأسرة حتى أني لا أرغب بتعلم الأعمال المنزلية كي لا يطالني الصراخ والسب والنظرات المقرفة.

لا أحب الخروج في أي مناسبة، أتمنى الموت كي أتخلص من هذا الجحيم الذى أعيشه.. أموت في اليوم ألف مرة ولا أحد يشعر بي. في أحد الأيام رفضت التحدث لأي شخص حتى مع نفسي بدأوا يضايقوني. هيا تحدثي وإلا سنعطيكي حقنة ويسخرون مني.

أصبحت أكره نفسي وهذه الحياة، ما الذي اقترفته لأعاني في حياتي؟ كرهت الرجال أجمعين.. اتخذت قراري وعزمت أمري على ألا أتزوج أبدا. أعلم أن كلمات رسالتي مبعثرة ولكني كتبت كل ما يجول فى قلبي وخاطري وأردت أن أفضفض لكم.

شكرا.

التجربة بقلم : بلا هوية

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى