تجارب ومواقف غريبة

هل كان القصر مسكونا وهل كان هناك أشخاص يلاحقونا؟

إبراهيم – فرنسا
[email protected]

السلام عليكم ، أنا اسمي إبراهيم عمري 20 عام اسكن في فرنسا منذ عشر سنوات وأقيم في مدينة صغيرة في شمال فرنسا. سأروي لكم قصة حقيقة حدثت معي أنا وأصدقائي..

كنا كل نهاية أسبوع نقوم بالسهر في منزل احد منا ، كل واحد لديه دور لكي تقام السهرة عنده ، المهم ذات ليلة كنا في منزل صديقي احمد وبقينا في منزله حتى الساعة الحادية والنصف مساءً ونحن نلعب الورق ، ثم قررنا أنه يكفي وكنا على وشك العودة إلى منازلنا عندما أقترح خالد أن نذهب ونتجول بالمدينة في سيارته فوافقنا جميعا وخرجنا.

كنا خمسة أشخاص ، أنا و احمد وغسان و خالد و اسماعيل ، وبقينا نتجول في المدينة الى الواحدة بعد منتصف الليل ، ثم اقترح علينا اسماعيل أن نبحث عن مكان مهجور مثل منزل او بناية لكي نكتشفه ونقوم بالدخول إليه ، وكنا نحب فعل ذلك ودائما نذهب الى اماكن مهجورة ونكتشفها.

قلت : لكن لم يتبقى اي مكان لم نذهب إليه ، لقد زرنا كل الأماكن المهجورة في المدينة.

قال خالد : أنا اعرف قصر مهجور في غابة تبعد 45 دقيقة من المدينة ، ذهبت إليه في النهار وكان جميلا ، فوافقنا جمعيا إلا احمد لم يكن يريد المجيء ولكن أقنعناه وتحركنا نحو القصر.

قرابة الساعة الثانية فجرا دخلنا في طريق وعرة في منتصف الغابة ، الحقيقة كان مخيفا ، ونحن على الطريق في السيارة فجأةً قطع غزال الشارع ، شيء عادي ولكن خفنا قليلاً ، قال احمد : هذه علامة لكي لا ندخل .. ضحكنا وأكملنا الطريق.

من بعيد لاح لنا القصر أخيرا ، كان في قمة تل عالي لا يمكن صعوده بالسيارة ، كان علينا أن نكمل على أقدامنا لمدة 15 دقيقة مشي في الغابة. فقام خالد بقفل السيارة وصعدنا حتى وصلنا لنصف الطريق تقريبا ، فجأةً سمعنا صوت مشي بين الأشجار فتوقفنا جميعا وقمنا بذكر الله .. ثم رأينا شيء جعلنا نتجمد مكاننا من الخوف ، فتاة صغيرة يتراوح عمرها 13 سنة خرجت من بين الشجر ووقفت أمامنا ، كنا خائفين ولكن تشجعنا وبقينا ، الفتاة تكلمت معنا بالفرنسية ، قالت أنا تائهة ابحث عن امي وابي هل لديكم مكان لكي انام فيه؟ .. كان شكلها مخيفا بعض الشيء ، وكانت ترتدي وشاح على رأسها ونصف وجهها مغطى ، قلنا لها سوف نقوم بالاتصال بالشرطة لكي تساعدك ، ولكن فجأة صاحت الفتاة : لا .. لا أريد شكرا .. وذهبت تجري إلى داخل الغابة.

فكرنا في الرجوع إلى السيارة وإلغاء فكرة دخول القصر ولكن تشجعنا واقنعنا احمد ان يبقى لأنه كان مصر على الرجوع بعد الموقف الذي حصل مع الفتاة. قلنا له انها فتاة عادية لا داعي للخوف وأكملنا الطريق حتى وصلنا باب القصر فسمعنا صوت بومة وعلى باب القصر توجد لافتة مكتوب عليها الدخول خطر ، ومع ذلك أكملنا طريقنا دخلنا القصر وصوت البومة مازال يتردد في الأرجاء.

داخل القصر يوجد الكثير من الغرف منظرهم مخيف ، كنت أنا ما أزال أفكر في الفتاة لماذا كانت هناك وسط الغابة المهجورة ، ولماذا خافت من الشرطة.

المهم دخلنا الى أول غرفة وقمنا بإلقاء نظرة ثم خرجنا ، كنا في ممر طويل جدا وعلى أجنابه يوجد غرف عديدة ، فقررنا أن نمشي إلى نهاية الممر مباشرة لكي نرى ما يوجد هناك ثم نعود ونكمل دخول الغرف.

في نهاية الممر وجدنا باب ودرج إلى الأسفل ، ترددنا قليلا ولكن قررنا ان ننزل الدرج حتى وصلنا إلى بهو كبير فيه أدراج وحجر وفي منتصفه حجرة على شكل طاولة وحولها يوجد خمس أحجار وشمعة حمراء. خفنا من هذا المنظر وتساءلنا عن سبب وجود هذه الأشياء هنا ، ثم فجأة سمعنا صوت أقدام في الأعلى وقررنا التراجع وصعود الدرج ، صعدنا الدرج ببطء حتى وصلنا الباب الكبير فلم نر أحدا ، ثم فجأة ألقي علينا حجر صغير ، تساءلنا مرعوبين من رمى هذا الحجر ، لعلها مزحة من واحد منا لكي يثير الرعب في نفوس الآخرين. لكن الكل اقسم انه لم يقم برمي الحجر.

عدنا أدراجنا إلى الممر الذي أتينا منه ، وكانت هناك جملة بالطلاء الأحمر على الحائط تقول : “”Sortez tout de suite ، أي اخرجوا فورا.

خفنا جمعيا وكنا متأكدين أن هذه الجملة لم تكن موجودة عندما دخلنا ، وقمنا للتأكد بلمس الطلاء فكان فعلا طلاءا جديدا حتى أنه علق على أصابعنا.

هنا أصبنا جميعا بموجة هلع فركضنا في الممر نحو بوابة القصر ، وخلال الركض كنا نسمع أصوات من الغرف على جانب الممر لكننا لم نملك جرأة النظر وأكملنا الركض لا نلوي على شيء.

ونحن نركض سقط اسماعيل على الأرض فساعدناه وأكملنا الجري حتى وصلنا إلى بوابة القصر الخارجية وكانت مغلقة .. فتعجبنا كيف ومن أغلقها؟

وقمنا بالقفز من على السياج ، وجرحت قدمي لأن السياج العالي ، ثم ركضنا بأقصى سرعتنا إلى الأسفل نحو السيارة.

ونحن نركض كنا متأكدين أن هنالك شخص يركض خلفنا لكن لم نكن نجرؤ حتى على النظر إلى الوراء حتى وصلنا إلى السيارة فنظرنا نحو القصر وكان يوجد حمار داخل سياجه واقف لا يتحرك ، أحسسته ينظر إلينا وأعينه تلمع.

صعدنا السيارة وشغلها خالد ثم انطلقنا بسرعة كبيرة وخيل لنا أن هناك ظلالا سوداء ظلت تركض وراء السيارة حتى خرجنا من الغابة وبعدها توجه كل منا إلى منزله ونحن خائفون.

كانت تلك أشد التجارب رعبا في حياتي والله أعلم بتفسيرها ، وحتى هذه اللحظة لم أنسى ما حدث.

وبعد ذلك الرعب قررنا التخلي عن هوايتنا في زيارة الأماكن المهجورة ولم نكرر ذلك أبدا.

guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى