تجارب ومواقف غريبة

يوميات ممرض إسعاف

بقلم : عامر صديق – مصر
للتواصل : [email protected]

وجد وجه هذا الشخص محطم بشكل بشع ومغطى بالدماء و عينه اليمني خارجه من جمجمته
وجد وجه هذا الشخص محطم بشكل بشع ومغطى بالدماء و عينه اليمني خارجه من جمجمته

السلام عليكم أصدقائي الأعزاء ، اليوم سأقص عليكم ما سمعته من صديق لي يعمل ممرض متخصص حالات الإسعاف على الطرق بأقصى جنوب مصر بالقرب من حدود السودان ، و سأكتب لكم كما سمعت منه بالضبط.
القصة الأولى :

كان في نقطة إسعاف بمنطقة تُسمى أبو رماد ، و معظم السائقين معه من أهل صحراء جنوب مصر يبيتون في بيوتهم القريبة و يبات هو في وحدة الإسعاف التي بجانبها جراج لسيارة الإسعاف ، واذا أبلغ أحد عن حادث يقود هو السيارة إلى منزل أو كوخ السائق ليذهبوا سوياً ، وقال : أنه عندما ذهب إلى هناك بديلاً لزميل له كان ميعاد إجازته في شهر ديسمبر الذي هو من فصول الشتاء القارص وخصوصاً في الصحراء ،

أخبره هذا الزميل أن يتحقق جيداً من الطارق على الباب ليخبره بحادث خصوصاً و أنه كان في أوائل التسعينيات ولا يوجد هناك شبكات محمول في هذه المناطق البعيدة ، المهم في أحد الليالي الباردة جداً سمع طرق على باب استراحته ، فسأل عن الطارق ، فسمع رجلاً يقول له : استيقظ ، هناك حادث ، فقام متثاقلاً و أرتدى ملابسه وفتح الباب ليجد شخصاً يقف في الظلام لا يظهر منه شيء ، و سأله : أين الحادث ؟ فرد عليه : على بُعد ٥ كيلو مترات من المكان ، فخرج إلى السيارة و تبعه هذا الشخص ، وعندما التفت اليه وجد وجه هذا الشخص محطم بشكل بشع ومغطى بالدماء و عينه اليمني خارجه من جمجمته ، فتسمر مكانه من الرعب والفزع ، فضحك هذا الشخص ضحكة مرعبة وسار مبتعداً عنه إلى الظلام الحالك ،

فجرى مرتعباً إلى الاستراحة و أغلق بابه عليه ولم يقص لأحد ما حدث حتي لا يُتهم بالجبن ، و عندما عاد زميله بعد عشرة أيام من إجازته سأله : هل حدث معك شيء غريب أثناء غيابي ؟ فقص عليه ما حدث معه ، فأخذ زميله يضحك وقال له : لقد حذرتك أن لا تفتح الباب إلا بعد التأكد من الطارق ، و أن هذا شبح لشخص توفي في حادث بالقرب من الاستراحة في شتاء عامين سابقين و أنه يأتي إلى الاستراحة لطلب الإسعاف في الليالي الباردة و أنه يعرف أنه الشبح عندما يقرأ أية الكرسي ولا يسمع طرقه مرة أخرى ، و اذا كان حادث فالشخص يظل موجود .

القصة الثانية :

حدثت في أوائل التسعينيات أيضاً وكان الجو صيفاً ، و في هذه المناطق النائية الحارة جداً ليلاً كان يخرج الفراش إلى العراء ليلتمس نسمة هواء ليلاً ، وكان بالقرب من منطقة حلايب بالقرب من حدود السودان ، وأثناء نومه و بجواره السائق شعر بأحد يمسكه من قدمه و يجره على الرمال و أن هناك مخالب مغروزة في ساقه ، فاستيقظ وهو يصرخ من الألم واستيقظ معه السائق ليجدوا أمامهم شخصاً طويل أكثر من مترين جسده مغطي بشعر أسود ، طويل يشبه الغوريلا و له أنياب طويلة و عينان كأنهم جمر النار و يسيل لعاب من فمه ، ينظر إليهم وهو يزمجر و يتأهب للانقضاض عليهم وهم مستلقين على الأرض لا يتحركون من الرعب ،

و كان الله بهم رحيماً إذ يقطن بالقرب منهم عائلة من البشارية سكان هذه المنطقة في منازلهم و خيامهم وعندما سمعوا صرخة صديقي والصوت في الصحراء والصمت ينتشر لأبعد الأماكن هرعوا إليهم بسلاحهم و كلابهم فجرى هذا المخلوق عندما سمع صوت الكلاب تقترب مرة على قدمين و  مرة على أربع كالحيوانات و تبعته الكلاب و رأه أفراد البشارية حيث أنه جرى بالقرب منهم في اتجاه الجبال هناك ، وعندما وصلوا إلى صديقي والسائق و رأوا ما أصاب ساقه و الجرح العميق بها من مخالب هذا المخلوق أشعلوا ناراً و قاموا بكي الجرح بالنار و وضعوا نوع من الأعشاب عليها ، لأن مخالب هذا المخلوق سامة وتتسبب بتعفن الجروح كما قالوا له ، و عندما سألهم عن هذا المخلوق ؟

قالوا : أنه نوع من الغيلان أو الأشخاص المسحورين يحب أكل البشر وشرب دماؤهم و أنه يخاف من النار و من الحديد ، و لذلك يحملون دوماً سيوفاً حديدية ، و كذلك يخشى نوع من نباتات الصحراء و رائحته و لذلك يضعون هذا النبات حول بيوتهم و خيامهم ، و في الصباح تتبعوا أثر هذا المخلوق إلى الجبال لأنهم قصاصي أثر بارعين جداً وعادوا بأن الأثر توقف عند كهف في عمق الجبال ولم يجدوا له أثراً داخله ،

فوضعوا كميات من هذا النبات داخل و حول الكهف ، و كشف لي صديقي عن ساقه و بالفعل هناك أثر في ساقه و كأن هناك خمس سكاكين مزقت لحمه في نفس الوقت من أثر مخالبه ، و قال : أنه منذ تلك اللحظة لم ينام خارج الاستراحة صيفاً أو شتاء ، وعندما سألته عن هذا المخلوق ؟ قال : أنهم يطلقون عليه هناك المسحور مرة و مرة الممسوخ ، هذا ما سمعته من صديقي ، و سأكتب لكم مرة أخرى قريباً قصص أخرى على لسانه ، و أترك لكم الحكم.

 
ملاحظة :

قبيلة البشارية هي وقبيلة العبابدة ملوك صحراء مصر الشرقية ، ولكن البشارية أكثر قرباً من حدود السودان ، وهم بسطاء يعرفون خبايا الصحراء بشكل مذهل ، و لهم لغتهم الخاصة التي تشبه اللغة الأمهرية في إثيوبيا.

تاريخ النشر : 2020-09-01

guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى