تجارب من واقع الحياة
لكني في النهاية لم أفهمك يوماً
أتمنى أن نكون معاً في يوماً ما ، حينها سأفهمك و أحقق حلمي بكل تأكيد |
السلام عليكم .
أنا فتاة في 16 من عمري ، مستواي الدراسي هو 15/20 ، تعلمون فقد انتقلنا من بيتنا القديم إلى بيت جديد و قد تركت بكل ألم كل ذكريات طفولتي و دراستي فيه بكل ألم و حزن أعيش الأيام الجديدة و أحلم كل يوم ببيتنا القديم .
في مدرستي القديمة كنت في السنة 3 أعدادي و كان في قسم أخر من نفس مستواي فتى لنسميه – ح – في بداية الأمر لم أكن أعرف أي أمر عنه و سأروي لكم الطريقة التي تعرفت بها عليه .
قبل فروض الفصل الأول العام الماضي كنت في الفسحة أبحث عن زميلة لي كي تخبرني عن الدروس التي يجب حفظها ، بعد أن لمحتها من بعيد لمحت معها فتى كان طويل القامة بعض الشيء و كان ذو شعر أسود و قوام جميل و شكل ملفت للنظر ، بمعنى أدق كان مثالياً ، حين دارت تلك الأفكار في بالي تذكرت أنه علي أن لا أعير الفتيان اهتماما زائداً لأنه كما سمعت الكثير من الفتيات قد أهملن دراستهن بسبب الاهتمام بالفتيان ، حين اتجهت إلى زميلتي نظرت اليها و قد ألتفت الولد إلي ، أنا بطبيعتي لا أستطيع الكلام أن نظر إلي فتى ، صمت قليلاً و بعدها أشاح بنظره عني ظناً منه أني خجلت ، بعدها قلت لزميلتي عن الدروس التي يجب حفظها للفرض فأخبرتني ،
ثم سألتها عن كراس لتعيرني إياه ، قالت : أنها لم تحضره ، بعدها قلت : يا للحظ السيء ! بعدها ردت : أظن أن ح قد احضره ، لا حظت أن الفتى لم يكن يتكلم كثيراً و يبتسم قليلاً و ينظر إلى الأفق و السماء كثيراً ، حين سألته صديقتي عن الكراس ؟ قال : أجل ، لقد أحضرته ، حين أخرجه من محفظته و سلمه لي كانت يده ترجف بعض الشيء ، بعدها قالت صديقتي : مازحة لا بأس ، أن خطه واضح و جميل .
بعد يومين كنت أبحث عن الفتى في الفسحة لأرد له كراسه ، لمحته من بعيد كان واقفاً و واضعاً يديه في جيبيه و ينظر إلى الأرض و كان متكئاً على الحائط ، لم أقوى على التقدم اليه لأن الموقف كان محرجاً – فقط الفتيات ستفهم الأمر ، أن تتقدمي إلى فتى وسيم لتتكلمي معه و هو واقف بالطريقة التي ذكرتها – اتجهت اليه و أنا أمسك بكراسه و قدمته له ، أبتسم و قال : شكراً ، بتلعثم ، فقلت : أنا التي يجب أن تشكرك ، بعد لحظات من الصمت سألته عن مستواه الدراسي ؟ تفاجأت حين قال أن معدله يكون غالباً بين 17/20 ، أنه تلميذ نجيب عكس ما ظننت ، فقد ظننت أن فتى وسيماً مثله قد تكون علاماته متدنية بسبب الحديث و قضاء الوقت مع الفتيات .
لم يكن يتكلم أو ينظر إلي ، بل كان يكتفي بالنظر إلى الأرض و بدى لي متوتراً قليلاً ، بعدها قلت له : أتمانع لو صرنا أصدقاء ؟ تصافحنا ، و قد كانت يده باردة ، لقد كان متردد قليلاً .
بعد هذا صرنا نلتقي و نتكلم عن الدراسة و أمور أخرى ، لم يكن يتكلم كثيراً و لم أرد ذكر هذا أمامه ، كان يضحك ضحكات صغيرة و قد كانت ابتساماته جميلة جداً تدخل السرور في قلبي ، كان وحيداً فأخوه الأكبر يدرس بعيداً و هو كان يعيش مع جدته و جده بسبب عمل والديه ، استغربت و سألته : كيف لك أن تحافظ على سعادتك و دراستك في حياتك المملة هذه ؟ قال لي كلمة لن أنساها يوماً : أنت من يصنع السعادة و ليست الظروف من يصنعها ،
قلت : معك حق ، ذات يوم جاءت صديقتي مهرولة إلي ، قلت لها : ما الخطب ؟ قالت لي أن ح قد قال لها أن تخبرني أنه يكن مشاعر حب لي ، خفق قلبي في تلك اللحظة ، بعدها قالت لي صديقتي : لم أتفاجئ من هذا ، من البديهي أن يقع في حبك بعد كل الوقت الذي قضاه معك ، و أضافت ليس من الغريب أن يقع في حب جميلة مثلك ، ضحكت و قالت : أنها تأخرت عن الحصة .
لم اركز في الحصة التالية و قضيت يومي بالتفكير ، هل يمكن أن يقع فتى هادئ مثله في حب فتاة مرحة مثلي ؟ التقيت به في اليوم التالي و لم أرد فتح الموضوع ، قضيت معه أوقاتاً سعيدة و جميلة جداً ، لكن كان هناك سؤال وحيد ظل عالقاً في بالي هو فيما كنت تفكر يا ح طوال الوقت ، ألم تكن تشعر بالملل بالشرود كل الوقت ؟ النظر للسماء ، كلامك القليل ، شخصيتك المميزة ، ثقتك بنفسك ، حبك للحياة ، أتمنى لقاءك يوماً بعد أن افترقنا.
في نهاية الفصل الثاني توقفت الدراسة بسبب وباء كورونا ، و قد سلم لي رقمه و قال : أتصلي بي أن أردتِ لأننا سنفترق ، لم يطلب يوماً مني رقمي و هذا ما زاد رجولته في عيني.
رسالتي ل – ح – أريد لقاءك ، أعلم أنه بإمكاننا ذلك لكن قبل كل شيء هل تغيرت ، أولاً أن رأيتك يوماً هل ساراك كما عهدتك ؟ أتمنى ذلك من كل أعماق قلبي ، لقد كنت شخص رائع جداً في نظري ، لكني في النهاية لم أفهمك يوماً ، لم أفهم طريقة تفكيرك يوماً ، أتمنى أن نكون معاً في يوماً ما ، حينها سأفهمك و أحقق حلمي بكل تأكيد !.
أصدقائي أتمنى أن تطمئنوني لأني متوترة ، ماذا لو اتصلت به ماذا سيقول ، كيف سأتكلم معه ؟ قال لي : أنه حين اتصل به أنه سيضع خطة للقائنا ، أنصحوني .
تاريخ النشر : 2021-02-27