اليتم أم الهجر .. أيهما أقسى؟
” ليس اليتيم من انتهى أبواه من همّ الحياة وخلّفاه ذليلا ، إنّ اليتيم هو الذي تلْقى لهُ أمّا تخلّت أو أبا مشغُولا” .
كذلك قال الشاعر أحمد شوقي .. فاليتم هو الحزن المؤبد ، يعني رحيل الوالدين دون رجعة ، ستكون وحيدا بلا ساعد ، ضعيفا ، لا سند لك ولاسقف .
الأم التي هي منبع الحنان وبئر الأسرار ومجففة الدموع . وبلمسة منها تنجلي كل الأحزان والهموم ، وبكلمة منها تنار الدروب وتبتسم لك الدنيا . فلمن تشكى الهموم عند رحيلها؟ ، ليهون الصعب من الأمور؟ ، وعلى كتفه نبث الأحزان ونسكب الدموع؟ .
إقرأ أيضا : أنا وحيد ! أتمنى الموت
أين نجد ذلك ذلك الحجر الدافئ ، والصوت الحنون ، والابتسامة المشرقة التي تحمل طمأنينة الدنيا؟ . فبرحيلها تظلم البيوت وتكتئب النفوس ويصبح العالم حزينا وكأنه ينعي فراقها .
أما الأب فهو الظهر والسند والطيبة ، هو الشجرة المظللة على العائلة، هو الحائط الذي يصد عنهم أهوال الدنيا ومصاعبها . هو التضحية مجسدة في اسمه .
فمن يدق الباب من بعده لتهرع العائلة إلى حضنه ، هو السقف الحامي والصدر الحاوي ، والمسحة الحانية . هو المرشد الذي يخفف عن أولاده وحشة الحياة .
فقدان الوالدين شعور قاس ومؤلم ، الحياة بعدهما تصبح بلا طعم . ستبكيك الذكريات وتلتهمك الأحزان و تطفو على السطح مرارة الأيام .
أما هجر الوالدين وتخليهما عن الولد فذلك سياق آخر ، ولا مقارنة بينه وبين هجران الصديق والحبيب والقريب أو حتى الأخ . فذاك أقسى وأصعب وأمر .
مشاعر مختلفة ستجتمع في نفس المهجور ، ما بين الحزن والغضب وحتى الكره ، ليطغى عليها الإحساس بالنقص . وستتوالى الأسئلة وتدور في رحى رأسه .. مالذي فعله ، وماهو عيبه؟ ، وماهو ذنبه ؟ .
إقرأ أيضا : مأساة اليتم وعذاب الذكريات ..
سيشفق على نفسه ، ويراها بعين الدونية ، يرى نظرة المجتمع إليه فيغتم .. بين متعاطف وشفوق إلى قاس و محتقر . وما يزيد همه أن والديه ربما على قيد الحياة ، فتتراكم مشاعر الكره في قلبه ، ويتولد لديه حقد دفين . من المحتمل أنه سيدفعه إلى الإنتقام ، أو ربما الجلوس كل ليلة بزاوية غرفته يبكي حظه ويندب مرارة أيامه .
في الأخير .. مهما توفرت لدى الشخص مولدات السعادة أو الحزن بحياته ، فسيبقى لوجود الوالدين من عدمه نقطة فارقة في الحياة .
إذن أصدقائي الأعزاء ..
_ بوجهة نظركم ، أيهما أقسى اليتم أو الهجر؟ .
_ وما هي نظرة المجتمع لكليهما؟ .
_ وجه كلمة صغيرة طيبة ، لربما أحد ما بالموقع يعاني أحد الأمرين .
السؤال فكرة : علي