تجارب ومواقف غريبة

ماذا حدث لعمي ؟

 
بقلم : اناس شريف – الجزائر

 

التقى مع صديقه الذي لم يره منذ مدة ..
يعد المولد النبوي الشريف من أجمل الاحتفالات الدينية و الأعياد بالجزائر . خلال هذا الاحتفال ككل سنة قررت زوجة عمي الاحتفال في بيت والديها فأخذت معها أولادها في حين قرر عمي أن يتوضأ و يذهب الى المسجد لصلاة المغرب .

 

في طريق الذهاب الى المسجد لا شيء يمكنه أن يشعرك بالخوف أو الذهول لأن كل شيء في غاية الروعة ، فتلك مصابيح و الزينة تزيد من جمال هاته المساجد و الطرق الا أن الذي حصل مع عمي كان في غاية الغرابة .

 

يقول عمي أنه التقى مع صديقه الذي لم يره منذ مدة قبل أن يرفع الآذان بدقائق معدودة ودعاه هذا الصديق للاحتفال بالمولد معه الا أن عمي اعتذر منه في بادئ الأمر قائلا أنه مدعو بالفعل , رد عليه صديقه أنه لا يجوز أن يرفض طلبه و أنه سيكون فرحا اذا لبى الدعوة , قال له عمي حسنا سأذهب الى المسجد و في طريق العودة سآتي بالتأكيد , و الذي زاد الامر غرابة أنه لم يدعه يذهب الى المسجد بالحاحه المتواصل , و أخيرا استسلم عمي للدعوة و ذهب معه .

 

يقول عمي احسست بالغرابة فعلا لأنه منعني من الذهاب الى المسجد . دخل عمي رفقة صديقه الى المنزل , قال له صديقه سأذهب للتأكد من التحضيرات , دخل الرجل الى المطبخ في حين جلس عمي بضع دقائق يسمع صوت الأواني و الطبيخ و يشم الروائح , كان كل شيء طبيعيا , قام عمي ليصلي صلاة المغرب و بعد الفراغ من الصلاة , وجد كل شيء مطهو بروعة و محضر بشكل جيد و شهي , جلس عمي الى جانب صديقه الذي لم يتناول شيئا , نظر الى عمي بطريقة غريبة و لكنه لم يعره اهتماما بالغا , زاد الرعب في نفس عمي حين أخذ البطاطا المقلية الذهبية اللون الشهية و مضغها ليجدها نيئة , و كذا الدجاج المحمر الذي أخذ منه بضعا ليجده عظاما فقط .

 

المحير أن عمي قال : انا متأكد أنني رأيت الأكل مطهوا و حين أكلته وجدته نيئا ، أحس عمي بالرعب و لم يستطع التهرب من هذا الصديق ولم يجد أي حجة ليقولها ليستطيع المغادرة . كانت الوسيلة الوحيدة لعمي أنه ظل يردد آيات من القرآن الكريم و حين رفع رأسه وجده اختفى ففر مسرعا الى بيت حماه و هناك ذهل كل اهل البيت من وجه عمي المصفر و الباهت ليسقط فاقدا للوعي .

 

قص عليهم عمي حكايته و بعد أيام قليلة من الحادثة التقى بالصديق المزعوم فأخبره عمي بالقصة كاملة ، فقال له الصديق كيف أدعوك و أنا لم التق بك الا الآن ؟ كيف أدعوك و أنا لم أكن في البيت لفترة بسبب الاشغال ؟ قال له الذي دعاك لم يكن أنا يا صاحبي , سقط عمي مغشيا عليه بعد الذي سمعه و تحسنت حالته حين عولج بالرقية الشرعية .

 

و الآن مازال عمي يصاب بالهلع لتذكر تلك الحادثة التي مرت بالفعل عليها سنوات .

 

تاريخ النشر : 2015-07-15

guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى