أدب الرعب والعام

القنّاص و الأشباح

بقلم : امل شانوحة – لبنان
للتواصل : [email protected]

القنّاص و الأشباح
مبنى المرّ المهجور في لبنان , و المكوّن من 34 طابقاً

في ايام الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين منطقتي : الشرقية التي تسكنها الأغلبية المسيحية , و الغربية بأغلبيتها المسلمة .. كان يقع في الوسط , بناءً يُطلق عليه : بُرج المُرّ .. و كان يُعد حينها من اطول المباني , حيث تكون من اربعة و ثلاثين طابقاً .. لكن بسبب بدء المعارك توقف العمل فيه , فأصبح مهجوراً !.. و قد تناوب في استغلاله كلا الطرفين كمركز لقنص المارّة من سكان المنطقتين .. هذا عدا عن مركز لتعذيب المعتقلين الموجود في قبو المبنى ….و قصتنا هذه و ان كانت خيالية , الاّ انها تستند على حقائق و ذكريات بعض القنّاصة الذين تمركزوا في الطوابق العلوية لبرج المُرّ ..

و تدور احداث قصتنا حول سامي , المعروف بالقنّاص : صقر .. و قد لُقب بذلك , لتميزه عن باقي رفاقه بدقّة تصويبه .. و لهذا رُشّح لإستلام مهمّة القنّص من اعلى البرج .. خاصة انه تم الإستيلاء عليه حديثاً , بعد ان بقيّ فترة تحت سيطرة الحزب المعادي .. و صقر : هو شابٌ يافع في العشرينات من عمره.. و التحاقه بالحركة الشبابية المقاتلة قد سببت له مشكلة كبيرة مع اهله (والديه و اخيه الأكبر) لأنهم يرفضون تماماً الإنجرار الى القتال .. لكن صقر وجد بأن راتب القنّاص مُغري في ظلّ البطالة التي يعاني منها شباب جيله .. فتجاهل كل اعتراضاتهم , و استعدّ بعداده العسكري للذهاب في الصباح الباكر لبرج المرّ..

و وصل هناك مُتزامناً مع وصول بعض المسلحين (التابعين لنفس منظمته) و هم يقتادون عجوزاً و ابنته الشابة نحو قبو البرج ..

و هنا !! نظرت الشابة (بفستانها الأزرق) الى صقر , و قد اصّفر وجهها خوفاً .. و مدّت يدها نحوه تترجّاه :
– ارجوك انقذني !! لا تدعهم يأذونني .. ساعدني… رجاءً !!
لكن الجندي سحبها من يدها بعنف , نحو الأدراج السفلية ..

و كان صوت صراخها و توسلات والدها تخفت , كلما نزلوا بهما الى مركز التعذيب (في القبو) .. فاستفسر صقر من رئيسه :
– هل العجوز و ابنته من الأعداء ؟
– لا !! هم من منطقتنا ..لكن يبدو ان الشباب اعجبتهم ابنته الجميلة
ثم اطلق ضحكة ساخرة , و هو يلقّم رشّاشه

فعزِفَ صقر عن الإستفسار اكثر , رغم ان منظر الفتاة و هي تترجّاه ضايقه كثيراً .. لكنه لم يرغب بالظهور بمظهر الضعيف في يومه الأول .. لذا اكتفى بسؤال قائده عن نوعية مهمته ..

و الذي بدوره اجاب :
– يعني انت قنّاص ..فأكيد مهمتك : ان تصعد الى فوق , و تقنّص على كل من يحاول الوصول من منطقتهم الينا .. هيا يا بطل !! ارِنا ان كان باستطاعتك الصعود الى آخر طابق .. و نحن سنحاول ان نرسل لك الطعام من وقتٍ لآخر .. و خذّ معك هذا الماء..

ففتح صقر حقيبته ليضع قارورة الماء , فانتبه الى السندويشات التي يبدو ان امه دسّتها له , دون معرفة والده (الغاضب منه).. ثم حمل الحقيبة على ظهره و الرشّاش على كتفه , و لفّ الذخيرة حول رقبته .. و بدأ بصعود الأدراج ..

لكن ثقل هذه الأشياء جعلته يتوقف لاهثاً عند الطابق الخامس عشر .. فدخل الى اكبر غرفة مُطلّة على منطقة الأعداء .. و وضع عدّته امام النافذة , التي كانت كبقية نوافذ المبنى غير مغطاة بأيّ زجاج يُخففّ من قوّة الرياح الباردة , التي ارعشت جسده المُنهك ..
فأخرج من حقيبته كنزة من الصوف و لبسها فوق بدلته العسكرية , علّها تدفئه قليلاً ..

ثم صار يتجوّل بأركان الشقّة الفارغة.. و رغم انها كانت مضيئة و مُشرقة من كل جانب , الاّ انه يعتريها وحشة خانقة ! ربما بسبب الأرواح التي قضت بالتعذيب في قبو هذا البرج الكئيب الشاحب 

فصار يحدّث نفسه (بقلق) :
– اذا كنت اشعر ببعض الخوف في النهار , فكيف سيكون الوضع في الليل ؟ ..آه يارب صبّرني !

و فجأة !! انتفض جسده , بعد ان سمع الصدى العالي الناتج من رنين الّلاسلكي .. فأسرع ناحية حقيبته و اخرج منها الهاتف ..

و تكلّم القائد معه :
– هاى صقر !! هل تمركزت في مكانك ؟
– نعم سيدي !! و اخترت الطابق الخامس عشر , ان لم يكن عندك مانع ..
– لا بأس .. انه مرتفعٌ كفاية .. يمكنك ان ترتاح الآن .. فعملك سيبدأ في الليل

و اخبره : بأن الناس تهاب السير نهاراً بسبب القنص (من اعلى البرج) , لذلك يظنون ان السير ليلاً أأمن لهم !

ثم اطلق القائد ضحكةً ساخرة (عبر الّلاسلكي) :
– الحمقى ! يظنون بأن الساتر القماشي الذي علّقوه بين الأزقة سيحميهم منّا .. لكني اثق بقدراتك ..و اظنهم علّموك بالمركز , كيفية القنص بالليل .. اليس كذلك ؟
– لا تقلق سيدي .. انا بارعٌ جداً
– جيد .. اذاً ارنا ابداعك يا بطل .. فأنت تعرف ان راتب القناص يكون على حسب الرؤوس المُقنّصة
– اعرف سيدي .. و سأجعلك فخوراً بي

و بعد ان ودّعه .. جلس صقر يأكل بعض السندويش , و هو يتذكّر خلافه الأخير مع والده :
(( اسمع يا سامي !! اذا خرجت من هذا الباب , فعليك ان تنسى تماماً بأن لك عائلة …
افهمت !!! ))

و مسح صقر دموعه , و هو يقول :
– سأريك يا ابي بأن ابنك بطل , و ستفتخر بي ذات يوم .. سترى !!

ثم افترش الأرض ..و حاول ان يُلهي نفسه بمذياعه الصغير .. و صار يستمع الى الأغاني الثورية , التي كان يتخلّلها نشرات الأخبار .. الى ان غفى من الإرهاق

و في المساء .. و قبل ان يستيقظ .. احسّ بأنفاسٍ ساخنة قرب رقبته , ثم سمع صوت امرأة تهمس له (و هي تبكي) :
– لما لم تنقذني منهم ؟ لما تركتهم يعذبونني ؟ اين ضميرك يا سامي ؟!

فاستفاق فزِعاً .. ثم حمل البندقية , و في يده الثانية : المصباح اليدوي .. و وجّهه ناحية الظلام , و صار يصرخ :
– من هناك ؟!! اجبني !!

لكنه لم يسمع سوى صدى صوته .. و اذّ بجسمه ينتفض من جديد , لكن هذه المرة بسبب صوت الّلاسلكي :
– هاى صقر !! امازلت نائماً ؟
– لا ..لا سيدي !! لقد استيقظت
– ما بك تلهث ؟! هل خفت من الظلام ؟
و اطلق القائد ضحكةً ساخرة
– لا انا بخير !! و سأبدأ العمل فوراً

و كان الظلام حالكاً رغم ضوء القمر الذي كان يدخل من النوافذ الإسمنتية , مما زاد من رهبة المكان .. فأضاء شمعة و و ضعها بعيداً عن النافذة , لأن هذه هي التعليمات : كي لا يراه القنّاصة من الجهة المعادية .. كما اطفأ مصباحه اليدوي ..

ثم ربط صقر منشفة سميكة حول كتفه , لأنه يعلم بأن البندقية المُستخدمة بالقنّص ترتدّ بقوة لتصيب الكتف بكدماتٍ زرقاء , قد تفضحه لاحقاً في حال تمّ القبض عليه ..

خاصة انه معروف في قوانين الحرب : بأن القنّاص ينال النصيب الأكبر من العقاب , حيث يتفنّن الطرف الآخر في تعذيبه : سواءً بالطعن المتكرّر , او جعله يتدلّى مشنوقاً من احدى اسطح المباني , او حتى سحّلِه في شوارع المنطقة (التي كانت سابقاً تحت سيطرته) لجعله عبرةً لغيره..

و بعد ان تمركز صقر في مكانه , صار ينظر من خلال منظار البندقية نحو الشارع الخالي من المارّة ..

ثم فجأة !! لمح شاباً يقطع الشارع بسرعة بإتجاه برج المرّ , و هو يحمل بيده منديلاً ابيض يدل على انه مُسالم … لكن ركضه هكذا بإتجاه قوات مسلّحة لا يُبشّر بخير , فخاف صقر ان يكون الشاب مُلغّماً ! فنوى ان يصيب رأسه من الطلقة الأولى ..

فأخطأه , لتستقر الرصاصة في خاصرة الشاب .. الذي سقط على الأرض و هو يتلوّى من الألم .. و اوصل الليل الساكن صراخ المسكين , لمسامع صقر المتمركز في الأعلى

و هنا !! سمع صقر صوت الجندي سمير (صديقه بمركز تدريب المجنّدين , و الموجود بالطابق الأول للبرج) .. عبر الّلاسلكي ..
و هو يعاتبه بعصبية :
– سامي ايها غبي !! ماذا فعلت ؟! عليك التوقف حالاً !!!

لكن القائد سحب الّلاسلكي من سمير :
– اسكت يا سمير !! …هيّا يا صقر .. اجهزّ عليه !!
– لكن سيدي !! هذا الشاب يكون…
– قلت اسكت انت !! ….صقر اتسمعني !! اقتله فوراً !!!

لكن صقر لم يستطع قتل الشاب لأن يده كانت ترجف بشدة , و جسمه بدأ يعرق بكثرة رغم النسمات الباردة ! فهذا اول شخص يقتله , و قد هابه الموقف ..

و بعد دقائق من الترددّ , كان الجريح مازال يصرخ بجنون .. و صقر يبكي و يدعو الله :
– يا الهي , دعهُ يموت و يرتاح .. دعهُ يموت … يارب سامحني !

و اذّ بالجريح يُصاب بعدّة طلقاتٍ قادمة من الطابق الأول , لتخترق جسده الذي صار ينتفض بغرابة ! و يبدو ان القائد و بعض الجنود ارادوا ان يلعبوا لعبة ترقيص الجثّة.. و اصوات ضحكاتهم الساخرة تناقله الليل الكئيب لأسماع صقر , الذي حاول ان يسدّ اذنيه بقوّة كيّ لا يسمع صوت الشاب و هو يلفظ انفاسه الأخيره .. و هاهو يصبح جثةً هامدة وسط بركة من الدماء !

ثم تكلّم القائد مع صقر (عبر الّلاسلكي) بسخرية :
– هاى يا صوص !! هذه المرّة قتلناه عنك .. و سأسامحك لعدم تنفيذ الأوامر ..لأني اعرف بأن القتل لأوّل مرّة , دائماً صعب .. لكن لا تقلق , ستتعود مع الأيام .. و سيصبحون القتلى عندك , مجرّد ارقام

فقال صقر بصوتٍ حزين :
– هل القتيل من الأعداء ؟

– و مالفرق ؟!! هو تعدّى خطوط التماس , فاستحق العقاب … لكن حاول في المرّة القادمة ان تصيبه بين عينيه , فهذه ميزة القنّاص الجيد.. اسمعتني !! …..صقر !! صقر ما بك ؟! ….ما هذا ! اتبكي يا رجل ! .. حسناً .. حسناً اهدأ قليلاً , و حاول ان تنام .. و في الغد ستكون افضل
– سأحاول سيدي !

قالها بصوتٍ يدل على انه منهارٌ تماماً .. و قد كان بالفعل ! حيث ظلّ طوال الليل يبكي و يلعن نفسه ..و صراخ و انين ذلك الشاب لم يفارقه ابداً , منذ هذه الليلة و لبقية عمره !

و هنا ..صار يتذكّر كلام والده الغاضب :
(( انت لست بطلاً .. انت ستصبح قاتلاً جباناً !! يختبىء في اسطح المباني لقتل الأبرياء ! انا اتبرىء منك ايها العاقّ !! ))

و بقيّ صقر بهذه الحالة المنهارة الى ان اغمي عليه ..و لم يستفق الا مع تباشير الصباح على يد احد الجنود .. و ما ان فتح عيناه حتى رفع المسدس بوجه زميله , الذي صرخ فزعاً :
– هاى هاى !! انزل المسدس , كدت تقتلني !
– لما صعدت الى هنا ؟!
– دعني اولاً التقط انفاسي .. الطابق الخامس العشر ! سامحك الله , يا رجل
– كان بودي الصعود لسطح البرج , كيّ لا اسمع اصوات من تعذبونهم بالقبو ..
– ايصل الصوت الى هنا ؟!
– في المساء نعم , يصل خافتاً .. لم تقل لي ..مالذي اتى بك الى هنا ؟
– القائد قلقٌ عليك , لذلك طلب مني ان اساعدك بالمهمّة ..

– و لما لم يرسل صديقي سمير ؟ فقد كان يكلّمني البارحة , قبل ان يمنعه القائد .. هل تدري ماذا كان يريد مني ؟
– و ما ادراني انا ! كما ان سمير ليس قنّاصاً مثلنا ..
– طيب هل علمتم لمن تعود الجثة التي..
– لا تشغل بالك يا صقر .. فالإسعاف اخذته قبل قليل للمشرحة , و اكيد اهله صار لديهم علمٌ الآن .. هيا !! لا تحزن هكذا .. انها الحرب .. و لابد ان يكون هناك ضحايا .. اسمع !! دعنا نغير الموضوع .. و قمّ فوراً و اغسل وجهك , لنفطر سوياً

و بدأت الأحداث تتوالى كل يوم اسوء من ذي قبل.. و صار ضمير صقر يتبلّد مع الأيام .. و تحولت عنده اعداد القتلى الى مجرّد ارقام و خربشات يحفرها بسكينه , حتى امتلأ الحائط بالخطوط .. حيث يدل كل خطٌ على احدى ضحاياه , مما زاد من غروره .. فصار كل همّه : ان يكون افضل قنّاص في الحرب اللبنانية , يهابه الجميع !

و رغم ان معظم ضحاياه كانوا من الأعداء , الاّ انه ارتكب بعض الأخطاء التي لا تغتفر .. و كان منها : قنصه على سيارة كانت تسير بسرعة , ليخرج بعدها العريس و هو يحمل جثّة عروسته بعد ان اصطبخ ردائها الأبيض بدمائها ..

و ايضاً الولد الصغير الذي ظهر فجأة ليلحق بكرته قبل ان تصل لشارع , فأصابه صقر و ارداه قتيلاً .. هذا عدا عن بعض الباعة المتجولين و الصحفي و المُسعف , و الشحاذ المعاق عقلياً .. كما ايضاً سائق تاكسي , حيث استطاع احدى المصورين (كان يمرّ من هناك بالصدفة) من تصوير لحظة القنّص , لتستقر رصاصة صقر في جبهة السائق ..

و رغم كل هذه الأخطاء التي قد تؤلم ايّ ضميرٍ حيّ , الا ان اصدقاء صقر و قائده كانوا دائماً يواسونه .. بل يهبوه الأعذار , و يحاولوا ان يقنعوه : بأنهم ماتوا بسبب خطأهم في تجاوز خطوط التماس .. لكن صور ضحاياه كانت تلاحقه كل يوم في مناماته , مما ارهقه نفسياً

و بإحدى الأيام .. اتصل القائد به , ليأمره : بأن يقنّص سيارة اجرة لأنها تسير بسرعة بمحاذاة البرج .. و بالفعل !! اطلق صقر الرصاصة على اول شخص نزل من التاكسي , ليعلم لاحقاً (من منظار بندقيته) بأنه قتل امرأة حامل ..

و هنا !! اصيب بإنهيارٍ عصبي .. و لم يقدر صديقه (القنّاص الآخر) ان يهدّأه , بعد ان نزل صقر الى اسفل المبنى كالمجنون ..

حيث وصل الى مكتب قائده (في الطابق الأول) في غضون دقائق .. ليفاجأ الجميع , بإشهار مسدسه في وجه قائده (بوجهٍ مُحمَرٍّ من شدّة الحرّ و الغضب) صارخاً بغضب :
– هذا يكفي !!! لم اعد استطيع التحمّل .. انا استقيل !!!! اسمعت !!
– اهدأ قليلاً .. و اخفض مسدسك .. و دعنا نتكلّم , بنيّ !
– انا لست ابنك , ايها اللعين !!!

و من شدّة غضبه , لم ينتبه صقر على الجندين اللذين كانا خلف ظهره .. و بإشارةٍ صغيرة من القائد , هجما عليه .. و بعد مدّة من العراك , استطاعا (بصعوبة) اخذ المسدس منه .. و من ثم تكبيل يديه

فأقترب القائد منه (و هو مازال على الأرض) ..ثم صفعه بقوة , و قال بغضب :
– اترفع مسدسك على اسيادك , ايها الصوص ! ..
…خذوه الى القبو !! و علّموه الأدب من جديد !!!

فجرّوه الى الطابق السفلي (حيث مركز التعذيب) .. و كانت هذه اول مرّة يرى صقر ذلك المكان , الذي عبَقَ برائحة الموت و العرق و الخوف للضحايا الذين قضوا نحبهم هناك , و دمائهم اللزجة اختلطت مع الأرضية الإسمنتية .. و منهم مازال ينتظر الموت خلف القضبان كأشباه بشر , بعد ان تحوّل معظمهم لهياكل عظمية بسبب الجوع و التعذيب المتواصل ..

و في اللحظة التي كانا يُكبّلان صقر بالكرسي الحديدي (الموجود في وسط الصالة) .. كان حينها المسؤول عن التعذيب يجرّ شاباً نحيلاً الى فوق , و هو غارقٌ في دمائه .. فسأله القائد :
– و هذا !! من ايّ طابقاً سترميه ؟

– سيدي .. هو لم يرضى ان يعترف عن مكان مخزن الأسلحة لكتيبته , لذلك سأرميه من الطابق الأول .. فهذا لن يقتله .. لكنه اكيد سيحطّم اضلاعه , و ربما وقتها يقررّ ان يتكلّم
– لا ارجوك !! انا لا اعرف شيئاً .. انا مجرد مُجنّد جديد .. احلف لكم .. ارجوكم اقتلوني !! لكن توقفوا عن تعذيبي , فأنا لا اعرف ايّ شيء !!!!

ثم اختفى صراخه , بعد ان جرّه الى فوق ..

و هنا .. اقترب القائد من صقر (المقيّد و المجروح) بعد ان نال حصته من الضرب , من احدى المسؤولين عن التعذيب هناك …
– حسناً توقف !! و الآن يا صقر .. هل ستعتذر منّي , ام تحتاج الى المزيد من التأديب ؟
– كل ما اريده …هو .. الإستقالة
قالها بتعبٍ شديد ..

فقال قائده بلؤم :
– و هل تظن ان دخول الحمّام مثل خروجه , يا شاطر ……. اتدري !! كان بودي ان اعذبك اكثر .. لكن لا يمكنني ان انكر بطولاتك .. فقد اجهزت على تسعة من قنّاصة العدو .. هذا عدا عن قتلك للعديد من جنودهم .. و مع هذا .. لن امرّر لك تعدّيك عليّ ..

ثم التفت القائد الى احدى الجنود , و قال له :
– احضروا صديقه سمير

و بعد قليل .. نزل سمير اليهم .. و تفاجأ جداً برؤية صديقه صقر مقيدٌ هناك , و عليه آثار التعذيب !
– سيدي ماذا حصل ؟! لما تعاقبون سامي ؟
– اسمع يا سمير .. انا منعتك طوال هذه الشهور من ان تخبر صديقك بتلك الخبرية .. لكني آمرك الآن ان تخبره , و الا ستعاقب مثله

و بعد ترددّ .. اقترب سمير من صقر , و قال له (بحزن) :
– اتذكر يا سامي اليوم الذي قتلت فيه اول ضحاياك .. اتذكر انني كنت اريد محادثتك , قبل ان يمنعني القائد
– ما الأمر سمير .. تكلّم

– ضحيتك الأولى …..كان …..اخوك الكبير .. فأمك ارسلته ليُعيدك الى المنزل .. و انت …
– لا !!! انت تكذب يا سمير !! اخي بخير
– لا يا سامي .. فقد ذهبت لبيتكم لتقديم العزاء .. و للأسف …والدك اصيب بالشللّ , بعد ان عرف انك انت ..
– ماذا فعلت !!!
– انا لم اخبره بشيء .. احلف لك !!

و هنا ضحك القائد بسخرية
– انا من ارسلت هذه المعلومة لوالدك , ايها العاقّ

و هنا !! اصيب صقر بهستيريا , و صار يصرخ كالمجنون .. فقال القائد بلؤم :
– حسناً هذا يكفيه .. فكّوا قيده .. و دعوه يذهب الى اهله , ليتأكّد بنفسه ..
….هيا !! ماذا تنتظرون ؟

و ما ان فكّوا القيد , حتى انطلق كالمجنون الى الطابق الأرضي .. و منه الى الشارع ..
متجهاً الى منزل عائلته , غير مبالي بالصواريخ التي كان يرميها الأعداء بكثرة في تلك الليلة..

و عندما وصل .. لاحظ على الفور تحطّم جزءاً من المبنى .. فأسرع راكضاً للطابق الثالث ..و طرق كثيراً على باب الشقة .. الاّ انه يبدو بأن المنزل خالٍ .. فنزل بسرعة نحو ملجأ المبنى , ليرى بأن جميع الجيران يحتمون من الصواريخ هناك ..

لكن ما ان اقترب من باب الملجأ , حتى صار الجميع ينظرون اليه بغضب و إشمئزاز (لأنهم يعلمون بأمره) .. فأخذ صقر ينادي :
– امي !! ابي !! اين انتم ؟
فظهر صوت امه من بين الظلام ..
– سامي !

و ظهر وجهها مع اقترابها من الشمع المضاء عند باب الملجأ , ثم فاجأته بصفعة قوية ..
و هي تصرخ بغضب :
– بأي وجهٍ اتيت , يا عديم التربية ؟!
– امي اخبريني بأن اخي رامي بخير .. ارجوكِ !!

فأمسكته بعنف من ذراعه .. و اخذته الى داخل الملجأ , حيث السرير الذي كان يستلقي عليه والده المشلول .. و رغم ان كلا والداه انتبها لآثار الضرب البادية على وجهه , الا ان شدّة غضبهما من فعلته جعلتهما يتجاهلان ذلك ! بل ان والده ما ان رآه , حتى ادار وجهه لجهة الأخرى (كيّ لا يرى سامي) .. و صقر مازال لا يصدق بأن ابيه اصبح مشلولاَ ..
– ابي !

فقالت امه بغضب (و جميع من كان في الملجأ يشاهدونهم بصمت)
– يا مجرم !! قتلت اخاك الوحيد بسبعة و اربعين طلقة ! حتى بالكاد تعرّفنا عليه !
– لست انا يا امي !! بل قائد الكتيبة و بعض الجنود !
– لكنك انت من اصبته في البداية , اليس كذلك ؟

فسكت صقر بحزن .. و هنا صار جسد ابوه ينتفض بقوة
– ابي اهدأ , رجاءً ! و الله لم اكن اعرف انه اخي .. لقد ظهر فجأة وسط الظلام .. و لم يخبروني بالأمر الاّ اليوم .. احلف لكم !!

فدفعته امه بعنف , و هي تقول بقسوة :
– نحن لم يعد لدينا اولاد !! فكلاهما ماتا في تلك الليلة .. هيا اذهب من هنا , و لا ترينا وجهك ثانيةً !! و اسمعني جيداً !! في حال مُتّ انا او ابيك , فإيّاك ان تحضر جنازتنا .. افهمت !!
و كان ابوه ايضاً يشير بيده (السليمة) بأن يخرج من الملجأ

فخرج صقر من هناك مصدوماً و هو يشهج بالبكاء ..و صار يمشي تائهاً في الشوارع , و هو يتذكّر اخاه الأكبر : كيف كان يلاعبه و هو صغير , و كيف كان يراجع له دروسه ..

و ظلّ صقر غارقاً بذكرياته .. يمشي قاصداً المناطق التي تتساقط فيها القنابل من كل جانب , علّه يموت و يرتاح .. الى ان اوصلته رجلاه لشاطىء البحر الممتلئ بالنفايات , و بعض الجثث المتحلّلة .. فنزع عنه ثيابه العسكرية .. و صار يسبح و يسبح , مُتمنياً ان يرأف البحر بحاله و يُغرقه .. و ظلّ كذلك , حتى انهارت قواه

لكنه استيقظ في نهار اليوم التالي على متن سفينة صيد , كانت متوجهة الى قبرص .. و هناك .. ادخلوه كلاجئ , و اعطوه جواز سفر بإسمٍ جديد , حيث صار اسمه آدم .. ثم سافر به الى فرنسا ..و اكمل دراسته بقسم الصحافة ..

و في يوم عرسه .. كان صقر سعيداً و هو على الكوشة .. لكن بثواني ! تهيأ له رؤية تلك العروس (التي قتلها سابقاً) تجلس امامه , بدل زوجته (بثيابها المليئة بالدماء) فانتفض فزعاً ..و قد لاحظ بعض المدعوين ذلك .. لكنه حاول ان يتجاهل نظراتهم , كما نظرة العتاب الظاهرة على زوجته (العروس) .

***

و بعد ثلاثين سنة امضاها في الغربة , عاد مع عائلته بزيارة الى الوطن .. بالرغم انه لم يكن مُتحمّساً للعودة كإبنته , التي كانت تنوي ان تستغلّ عطلتها في لبنان , لتحضير تقريرٍ صحفي عن ضحايا الحرب , لتقدّمها لاحقاً كرسالة ماجستير في قسم الصحافة (كوالدها)..

و بعد شهر قضوها في لبنان .. فاجأها والدها بأن احضر لها اسماء العائلات التي مات احد افرادها بسبب القنّص , بعد ان كان اجرى الكثير من التحرّيات في الصحف اللبنانية القديمة .. فإبنته لم تكن تدري بأن هؤلاء : هم نفس اهالي الضحايا , الذين سقطوا بسبب قنّص والدها ..

– حسناً ابي .. طالما انك مُصرٌ هكذا .. فسأجري مع كل واحدٍ منهم مقابلة صحفية
– بشرط !! ان اكون معك
– طيب .. كما تشاء

و صار صقر(المسمّى بآدم) يستمع الى عائلات ضحاياه (دون ان يعرفوه) , و كان منهم : زوج تلك العروس التي ماتت بين يديه , فأخبرهم : كيف حطّمه موتها ..و بأنه مايزال يرفض الى اليوم , الزواج بغيرها ..

و في اليوم الذي يليه .. استمع صقر (بحزن) الى اخّوة ذلك الطفل الصغير , و كيف تغيرت حياة عائلتهم من بعد وفاته ..
و كذلك استمع للوالدة العجوز , ام المعاق ذهنياً (الذي قتله بالخطأ) و التي قالت : بأن ابنها كان يتسوّل ليطعمها و ابوه المعدمين , حيث كان باب رزقهم الوحيد !

و في اليوم الأخير : استمع صقر الى كلام زوج المرأة , التي ارداها و هي حامل .. فقال لهم : بأنها حملت اخيراً بعد عشرين سنة من العلاج المتواصل .. و وصف لهم كم كانا ينتظران ولادة الطفل بفارغ الصبر .. ثم اخذهم الزوج الى غرفة ابنه (الذي لم يولد ابداً) و التي بقيت على حالها كما تركتها امه المرحومة …

و هنا !! لم يستطع صقر تحمّل المزيد من تأنيب الضمير , فخرج مُسرعاً من منزل هذا الأرمل المقهور .. فلحقته ابنته :
– ابي !! ما بك ؟! .. لو كنت اعرف ان قلبك الرقيق لن يتحمّل هموم الناس , لما اصطحبتك معي !
– رجاءً ابنتي .. دعيني اذهب
– طيب , الى اين ؟!

لكنه لم يُجبها ..و استقلّ على الفور , احدى سيارات الأجرة ..و ابتعد عنها
و بعد دقائق .. سأله السائق :
– لم تخبرني يا سيد .. الى اين تريد الذهاب ؟
– الى برج المرّ

و بعد مضي بعض الوقت ..اراد السائق ان يُنهي هذا الصمت ..فقال له :
– يبدو انك احدى المغتربين
– هذا صحيح
– اذاً انت في الغالب لا تعرف بأنه في زمن الحرب , كانت الناس تهاب الذهاب الى تلك المنطقة .. لأن البرج كان يحوي قنّاصاً ملعوناً .. قام بقتل الكثير من الأبرياء.. و كان ماهراً في ..
– رجاءً توقف !! لا اريد سماع شيء .. فهمّي يكفيني

فالتفت السائق الى الخلف .. ليتهيّأ لصقر : رؤية وجه السائق مليئاً بالدماء , و آثار الطلقة محفوراً بين عينيه .. فانتفض جسد صقر بخوف .. ثم فتح باب السيارة , و هي مازالت تسير
فقال السائق بغضب :
– هاى هاى !! انتبه يا مجنون ؟!

و ما ان خفّف السائق سرعته , حتى انطلق صقر مُسرعاً (رغم كبر سنه) بإتجاه برج المرّ .. و استطاع ان يدخل اليه .. دون ان ينتبه عليه شرطي المرور , او ايّ احد من المارّة !

و يبدو ان كلام اهالي ضحاياه , والذي كان يراجعه بذهنه في تلك اللحظة اعطته قوة دفع غريبة, امدّت جسده الضعيف بالطاقة الكافية للصعود الى الطابق الخامس عشر (حيث كان يتمركّز سابقاً)!

و وصل لاهثاً الى هناك , ليجد كرسيه مازال موجوداً امام النافذة الإسمنتيه .. فجلس عليها بتعب ..و صار ينظر تارةً الى الشارع (من فوق) و تارةً الى الحائط القريب , الذي مازال محفوراً عليه اعداد ضحاياه .. و صار يبكي بحسرة , و هو يتذكّر كل ضحية على حدى ..

الى ان صار الوقت ليلاً .. و كان الظلام حالكاً في المبنى لا يضيؤه سوى انوار الشارع في الأسفل .. ثم اخرج من خاصرته مسدسه (الذي اخفاه عن ابنته) و صار يقلّبه بين يديه بإرتباك ..

و هو يقول بصوتٍ مسموع (حزين) :
– اللعنة عليك يا صقر .. كم آلمت من اُناس , و دمرت عائلاتٍ كثيرة .. و منها عائلتك … سامحني يا اخي .. يا حبيبي يا رامي !!!
– و كيف اسامحك , يا اخي الصغير ؟!!

فالتفت بسرعة الى مصدر الصوت ! و ما رآه جعل جسده ينتفض بقوّة اوقعته عن كرسيه ..

فقد شاهد اخاه المقتول , و هو يترأّس اشباح ضحاياه ! و بالكاد عرفه , لأن جسد رامي كان اشبه بالمصفاة , حيث لا مكان الا اخترقته احدى الطلقات !
– اخي ! …اهذا انت ؟!

فقال المرحوم رامي (بغضبٍ و قهر) :
– انا لست بأخيك !! اتركتهم يلعبون بي , و يرمونني بعشرات الطلقات .. و انت تراني اتلوّى من الألم , و لم تفعل ايّ شيء لإنقاذي ! كم اكرهك ايها اللعين !!!
– سامحني اخي !! و الله , لم اكن اعرف انك انت..سامحني ارجوك !!

و صار يبكي بقوة , و الضحايا مازالت تحدّق اليه (بغضب)
..و هنا قال اخوه :
– سامي !! او صقر .. او آدم .. ايّاً كان اسمك .. توقف عن البكاء كالجبناء .. فقد حان وقت الحساب !!
– انا حقاً اعتذر منكم جميعاً
– كفى !! …سندعك تتكلّم لاحقاً .. لكن الآن !! عليك ان تستمع الى كل واحداً منا ..

ثم نادى رامي على احدى الأشباح .. لتظهر تلك الصبية بردائها الأزرق , و التي رآها صقر في اول يوم عملٍ له بالبرج ..و قالت له (بعتاب) :
– لما لم تنقذني يا صقر ؟ لما جعلتهم يتسلّون بي , قبل ان يقتلوني ؟!
– انا آسف حقاً ! فأنا كنت مجرد مُجنّد بسيط , و لم استطع منعهم..سامحيني !!

ثم نطق المتسوّل (المعاق عقلياً) بلفظه المتلعّثم..
– و انا …مالذي فعلته لك , لتقتلني ؟!
– آسف و الله !! فلقد انطلقت رصاصتي , قبل ان انتبه عليك !

ثم تقدّمت العروس (بردائها الذي اصطبغ باللون الأحمر).. و قالت بغضب :
– ايها القاتل !! الم تلاحظ فستاني و طرحتي ؟! بأيّ حق تقتلتني بأجمل يومٍ في حياتي ؟!
فسكت صقر لأنه لم يعرف بماذا يجيبها ..

فتكلّمت معه المرأة الحامل ..و هي تضع يدها على بطنها المفتوح , و الذي يطلّ من خلاله : رأس ابنها الصغير ..
– و انا !!! كيف سمح لك ضميرك بأن تقتل امرأة حامل ؟! لقد كان بإمكانك قتلي وحدي .. لكنك اصبت بطني عن قصد , فقلتنا سويّاً .. لو كنت اصبت رأسي , كما كنت تفعل دائماً بضحاياك (و تشير الى باقي الأشباح , الذين كان معظمهم مصاباً في رأسه).. 
..لكان من المحتمل ان ينقذ الطبيب طفلي , خاصة و انني كنت بشهري الأخير .. يا مجرم يا حقير !! لما حرمت ابني من حقّ الحياة ؟!

و صار طفلها يبكي (من داخل بطنها) ..فانهار صقر باكياً , و هو يحاول التقاط انفاسه بعد ان تعب قلبه العجوز .. و قال لاهثاً :
– اعتذر منكم جميعاً !! سامحوني !! انا كنت فقط اريد حماية منطقتنا من….

فقاطعه المُسعف المقتول بغضب :
– مِن مَن ؟! .. مني انا !! الم ترى ثياب المُسعف التي كنت البسها ؟!
فقال الولد و هو يحمل كرته :
– ربما خاف مني انا .. عندما كنت احضر كرتي لأصدقائي !
– سامحوني رجاءً !! صدقوني انا نادمٌ جداً على قتلكم ..فأنا لم انساكم و لا لحظةً من حياتي !

و هنا قال اخوه :
– حسناً !! بعد ان تكلّم الجميع .. فقد حانت اللحظة , لتنال عقابك
– ماذا تريدني ان افعل , يا اخي ؟ انا مُستعد لأيّ عقاب تقرّرونه
– جيد !! اذاً خذّ سلاحك و اقتل نفسك …… هيا !! ماذا تنتظر ؟

فنظر صقر الى باقي الأشباح بنظرة حزينة , علّهم يشفقون عليه.. لكنهم على العكس , صاروا يشجعونه على الإنتحار .. حيث قال الصحفي المقتول (بسخرية) :
– هيا !! اقتل نفسك .. هذا ان كنت بطلاً بالفعل
ثم قال شبح سائق التاكسي :
– قلت لكم : جبان !! لن يفعلها

فحاول صقر استرحامهم (كآخر محاولة منه) , قائلاً برعب :
– ابنتي مخطوبة , و اريد الإطمئنان عليها .. لكني اعدكم بأن اعود الى هنا لنيل عقابي , فور انتهاء العرس ..

فقال اخيه بغضب :
– جميعنا كانت لديه عائلات !! هل رحمتهم ؟ هل رحمت امنا و ابانا حين قتلتني !! لا يا سامي .. لم يعد لديك ايّ فرصة .. ستموت هنا ..و تتعفّن جثتك في هذا الطابق العالي , دون ان يشتمّ احدٌ رائحتك النتنة ..و ستتحول لهيكلٍ عظمي منسي , الى يوم ردم هذا البرج اللعين !! هيا يا سامي .. الم تكن امنيتك ان تكون بطلاً ؟ ارِنا شجاعتك الآن !!

فأخذ صقر المسدس بيده التي كانت ترجف بشدّة , ثم وضع فوهته في فمه .. و هو ينظر بعينيه الدامعتين نحو اشباح ضحاياه (بنظراتهم الساخرة) ….

..ثم دوّى صوت الطلقة ارجاء المبنى الخالي !!!

و اذّ بصقر يفتح عيناه , ليجد نفسه و هو مازال في المبنى ..و الأشباح من حوله ! 

فقال بدهشة :
– ماذا ! ….الم امت بعد ؟!

فقال اخوه بإبتسامةٍ لئيمة :
– بلى .. لقد مُتّ !! و اصبحت الآن في عالمنا نحن .. و هآقد بدأ الإنتقام …. يا اصدقاء !! …..هجوم !!!!

– لااااااااااا !!!!!

و ضاعت صرخته الأليمة في ارجاء المبنى المهجور !

تاريخ النشر : 2016-01-27

guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى