تجارب ومواقف غريبة

غيوم من الخوف

بقلم : المستجير بالله – سلطنة عُمان

غيوم من الخوف
هذا المخلوق من الجن متشكل في هيئة الثور يرعب البشر

أسلفت سابقا قصة في الموقع في مقال ، قصص من الأجداد سكنت داخل الفؤاد ، تتحدث عن هذا المخلوق وانه جن متشكل في هيئة الثور يرعب البشر في الماضي ، وهنا لدي قصة ثانية تتحدث عن موقف للناس معه .

يُحكى أن ثلاثة من الأقارب الشباب ذهبوا مع ابن أختهم في رحلة للبحث عن بعض الأغنام المفقودة لهم ، و قد قطعوا المسافات بين الجبال والأودية حتى أنهكهم التعب فاستراحوا بجانب قعر احد الجبال ، وكان اثنان منهما يلبسان ثوبا بنفس لون الجبل (واعتقد انه كان جبلاً ابيض اللون ) بينما كان الثالث يلبس ثوباً مخالفاً للون صخور الجبل ، و بينما كانوا يلتقطون أنفاسهم تحت سفح الجبل ، لم يشعر الثلاثة ألا بذلك المخلوق المرعب ( الفرعون ) الذي يعتلي قمة الجبل قد ظهر ، فتجمدوا في مكانهم من شدة الرعب (واعتقد أن صاحب الثوب المخالف للجبل كان مديراً وجهه بالاتجاه الأخر عن الفرعون ولم يشعر به )

فأخذ المخلوق يقلب ناظريه يميناً ويساراً ثم وجه نظره للأسفل ولم يلمحهم بالبداية وهم يراقبونه بفزع ، ولكن ما هي إلا لحظات حتى لمحهم بسبب ثوب الشخص الثالث ، وعندما أيقنوا باكتشافه لهم أطلقوا صرخة رعب مدوية في الأفق وهم يركضون بسرعة فائقة لا يألون على شيء  إلا النجاة بأنفسهم من مخالب ذلك المخلوق حتى ابتعدوا عنه كثيراً بعد أن انقطعت أنفاسهم من الرعب والتعب وأحالوا نظرهم للخلف وتوقفوا بعد أن تأكدوا أنهم في مأمن من شر ذلك الفرعون ، رجعوا لأهلهم بخفي حنين وهم يحكون سبب رجوعهم بدون جدوى ، فخفف عليهم الأهل حالة الخوف وهناؤهم على رجوعهم سالمين .

وصلت هذه القصة لمسامعنا عندما كنا صغاراً وبعد سنوات قليلة قمنا بالذهاب مع اثنين منهم في رحلة بين الجبال للبحث عن نبات جبلي (وهو العتر أو اليراوة) وهو يؤكل ، ولكني لا استلذ طعمه مطلقاً ، وفي وسط الرحلة توقف الجميع للراحة فقام بعضهم بعمل مقلب بنا إذا أطلقوا صيحة عالية قائلين : انجوا بحياتكم لقد جاءكم الفرعون ، فهرب الجميع باتجاه المنزل القروي وكنت الأسبق لهم من الرعب وكنت حافي القدمين لأني نسيت النعل من العجلة للحاق بالرحلة ، وعند وصولنا للمنزل أطلقوا ضحكاتهم ، وقالوا : لقد كانت مجرد كذبة منا ، وأما أنا فكتمت غيظي وأنا أحاول مسح قدمي اللتان تأذيتا من شدة الركض على صخور الجبال .

………………

في احد منازلنا القروية حكت لنا عدة نساء من قريباتنا أنهن كن يرين امرأة تنظر إليهن من نفس الغرفة في البيت القروي

تقول إحداهن وهي الراوية للقصص : كانت في حظيرة الأغنام والدجاج تطعم الحيوانات والدجاج ، فاتاها شعور غريب بان تدير ظهرها وعينيها باتجاه الغرفة المطلة على الحظيرة ، فرات امرأة غريبة و مجهولة تشاهدها من الغرفة (علما أن البيت كان خالياً ولا يأتيه احد ) فتملكها الخوف ، تظاهرت بأنها لا تشعر بمراقبة المرأة لها ، ثم أدارت ناظريها وكانت المرأة قد اختفت ، نفس المرأة الغريبة  رأتها أيضاً شقيقتا هذه المرأة في قصتان مختلفان و كانت تنظر إليهما من نافذة هذه الغرفة وأيضاً تظاهرتا بأنهما لا تريان هذه المرأة ، وأنهما منهمكتان في عملهما وقد أقسمت النساء الثلاث  بان ما قلنه صحيح ، و القصة معروفة لدى الكثير من الأقارب أيضا .

عن نفسي حاولت كثيراً رؤية تلك المرأة ، وأحياناً بالليل كنت ادخل الغرفة فجأة وبحذر بالليل والنهار وكنت أحيانا بالليل ادخلها وأقوم بعمل فتحة صغيرة للنوافذ والنور مضاء ، وأغلق الغرفة واجلس بالخارج من مكان بعيد قليلاً ومختفي أراقب النوافذ لعلي أرى تلك المرأة بدون جدوى ، ولكن في أخر مرة قمت بذلك بالليل والغرفة مضاءة ، وكمنت للمرأة ومن خلف إحدى الفتحات للنوافذ تصور لي مرور عمود رفيع اسود طويل مر خلف فتحة النافذة فبدأت اشك ثم قلت ربما بسبب حركة راسي مرت عيني على شي اسود طويل خلف الفتحة وليس بالضرورة كما تخيلته انه شبح المرأة ، وبالرغم من ذلك فمحاولاتي سوف تستمر لأحظى برؤية تلك الجنية المتشكلة بهيئة امرأة .

تفسير للقصة  بالنسبة لي :
في صغرنا قام عدد من الأولاد وبتشجيع من بعض الكبار وكنت فيهم ، ولكن لم أشاركهم  بمحاصرة قط اسود كبير كان يهاجم قن الدجاج وقد أكل عدد منها ، فحاصروه بالقن قرب هذه الغرفة وقاموا برشقه بسيل من الحجارة المتوسطة والكبيرة نسبياً واستمر ذلك لعدة دقائق وهو عنيد يقاتل للنجاة بحياته وكما يقال القطط بسبع أرواح ، وما زلت اذكر صبره الكبير حتى قتلوه واسلم الروح ، ثم قام الأولاد بربط حبل حول عنقه وجروه إلى مزبلة بعيدة ورموه ، وما هي إلا لحظات حتى تجمعت النسور تأكل جيفته ، ومن بعدها بسنوات بدأ ظهور هذه المرأة في الغرفة ، من يدري قد يكون لمقتل القط الأسود علاقة بالمرأة ؟

 

 

تاريخ النشر : 2016-09-20

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى