تجارب من واقع الحياة

قصتي مع خطيبتي

بقلم : Sleppy – ألمانيا / حلب

قصتي مع خطيبتي
تطورت العلاقة بيننا إلى ما يشبه الحب و عشنا أحلى الأيام في تلك الفترة
السلام عليكم رواد موقع كابوس ، في عام 2009 انتهيت من مخبر إحدى مواد السنة الرابعة في كلية الهندسة ، و نزلت إلى ساحة الكلية ، فإذا بإحدى زميلاتي تجلس في المقصف و تشير بيدها لي أن آتي إليها ، ذهبت أنا و صديقي إليها فإذا بها تجلس مع اثنتين من الطالبات الجدد في السنة الأولى ..

في البداية كان الأمر طبيعياً و كان تعرفنا إليهما باعتبارنا ندير منتدى خاص بطلاب كلية الهندسة الالكترونية ، و أن هاتين الطالبتين سوف يشرفن على قسم طلاب السنة الأولى في المنتدى ، بعد هذا التعارف بدأت الكثير من الصدف العفوية تحصل بيني و بين إحدى الطالبتين وبدأنا نتعرف على بعض بحكم الزمالة في الكلية و الإشراف على الموقع .

تطورت العلاقة بيننا إلى ما يشبه الحب ، و بدأنا بالتعلق ببعض ، و طلبت منها إعلام أمي و أمها عن العلاقة بحكم أنني لا أستطيع حالياً التقدم لخطبتها كوني طالب و لا أملك عملاً أقتات منه ..

تمت الأمور على ما يرام ، و استمرينا بالعلاقة (مجرد محادثات هاتفية أو على الماسنجر ) بعلم أختها و أمها من جهة ، و أمي من جهة أخرى ، و بعد التخرج قمت بخطبتها و تمت الأمور كما الحلم و بدأت بالعمل في إحدى الشركات ، كان مخططتنا أن أذهب لإكمال دراستي في أوروبا ريثما تتخرج هي و نتزوج ..

عشنا أحلى الأيام في تلك الفترة ، إلى أن حان موعد سفري ، الأمر الذي كان يشكل صعوبة بالنسبة لي و لها ، و بعد سفري بعام تقريباً بدأت الاشتباكات في مدينتي ، و صار الوضع جحيماً لا يطاق .. في تلك الأثناء اتفقنا أنا و خطيبتي بأن نغير مخططنا و أن تاتي هي إلى أوربا لنتزوج و لكي تدرس الماستر هنا ، و أيضاً و بعد تخرجي و خلال بحثي عن عمل ، توفي والدي رحمه الله و أصبحت أمي وحدها في بلدنا كون أن أخي الذي يكبرني يدرس الماستر أيضاً معي في ألمانيا ، و أخي الأصغر يكمل دراسة الهندسة في الولايات المتحدة .

طبعاً في هذه الظروف تحولت الأولويات إلى إخراج أمي من أتون الحرب و فاجعة الفراق ، إلى أن منّ الله علي بفرصة عمل جيد استطعت من خلالها أن أحضر أمي ، و كنت قد فاتحت أهل خطيبتي قبل سفر أمي برغبتنا بأن تسافر ابنتهم أيضاً لنتزوج و تكمل دراستها ، و على مر سنين الخطبة و المعرفة المسبقة خلال مرحلة ما قبل الخطبة تكونت لدى الأهل صورة واضحة عني و عن عائلتي و عن أخلاقنا و طباعنا التي لا تسمح بأي أمر لا يرضى به الله ، أي أنهم كانوا مطمئنين كل الاطمئنان على ابنتهم في حال سافرت ، لكنهم واجهوا الأمر بالرفض الشديد و بداؤوا بمعاملة أمي معاملة غير لائقة إلى يوم سفرها .

بعد سفر والدتي استمرت المحاولات لإقناع أم خطيبتي (كون أن والدها ليس له وزن مقابل رأي أمها) لكنها باءت كلها بالفشل ، توترت العلاقة بيني و بين أم خطيبتي ، خصوصاً بعد تواصلي مع والد خطيبتي بهدف التحدث بالموضوع و التأثير عليه .

و في آخر أيام شهر رمضان المبارك في عام 2014 اتصلت لأبارك بالعيد لأهل خطيبتي ، و عند تحدثي مع أمها حاولت فتح موضوع الخلاف الذي بيننا و أنا كنت أتهرب منه كون أني اتصل للمباركة بالعيد ، و لا أريد أي نقاشات أو مشاكل ، و مع ذلك أصّرت على فتح الموضوع و احتدم النقاش بيننا ، و بدأت تتلفظ بكلمات و أمور يندى لها الجبين ، و في تلك اللحظة أخذت خطبيتي الهاتف من أمها و بدأت بالصراخ و بإكمال ما بدأته أمها ( علماً أنها كانت تدعي أنها تحاول إقناع أهلها برغبتنا و أنها تقف بجانبي بهذا الطلب) !!

قمت بإنهاء المكالمة و أنا مصعوق من الانقلاب المفاجئ 180 درجة في تصرفات خطيبتي ، و لم أتصل بها على مدى أسبوع على أمل أن تتصل معتذرة عما بدر منها من كلمات و تصرفات لكنها لم تتصل و لم تحاول أن تقوم بأي خطوة في هذا الاتجاه .

بعد المكالمة .. أي في بداية الأسبوع قررت بيني و بين نفسي أن أعطيها فرصة الأسبوع ، و إذا لم تحاول إصلاح ما فعلته من شرخ بيني و بينها قررت أنها لم تعد تستحق التضحية و العناء الذي أبذله في سبيل أن نجتمع سويةً بأسرع فرصة ممكنة ، و بعد مرور الأسبوع و بدون أي أثر أو تفاعل من قبلها ، قمت بالاتصال بوالدها بصورة رسمية و اأخبرته بأن توالي المشاكل و كوني أنا الطرف المعني دائماً بحلها ، و كونهم ليسوا متعاونين و لا يقدرون وضع البلد و ظروفي ، بالاضافة إلى ما بدر من زوجته و ابنته في آخر اتصال … قررت أن أنهي موضوع الخطبة و أن اتخلى عن رغبتي بمصاهرتهم

في تلك اللحظة بدأ بالسباب و الشتائم و ألفاظ لم أتوقع أن تقال لي من قبل أي شخص ، فمابلكم برجل من المفترض أنه محترم و يملك من الحكمة ما هو كافي للتعامل مع هكذا موضوع ، بهدوء على الأقل إن كان لا يريد إصلاح ذات البين !!

انقطعت علاقتي بتلك العائلة بصورة تامة بعد مكالمتي مع الأب ، و من الطبيعي لأي شخص مر بعلاقة حب طويلة استمرت على مدى خمس سنوات ، بدأت أشعر بالحنين ، لكن عند تذكري لما فعلوه من قلة احترام لوالدتي ، و عدم تفهم الظروف الجديدة و سوء التعامل و الأخلاق الذي بدر منهم ، أعود و أهنئ نفسي بأني انفصلت عن هذه العائلة .

الآن مر على الانفصال حوالي السنتين ، و قد تخلصت من لحظات الضعف التي توسوس لي بالتواصل مع خطيبتي السابقة ، لكن الغريب بالأمر أن كم الحب الهائل الذي كان يجتاحني تحول إلى كره فظيع ، فأنا أشعر بأنها خدعتني و آذتني أنا و أمي بتصرفاتها ، لكن بنفس الوقت لا أتمنى لها الشر ، و أتمنى أن أسمع خبر زواجها من شخص آخر ، لا أدري !! ربما لكي أتوقف عن التفكير بها ..

ما هو تعليقكم على قصتي ؟ فرأيكم يهمني .. و السلام عليكم .

تاريخ النشر : 2016-12-16
guest
47 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى