تجارب ومواقف غريبة

تجارب واقعية من أرض فلسطين 19

بقلم : المعتصم بالله – فلسطين

تجارب واقعية من أرض فلسطين 19
فأسرعت بالخطى نحوهم قاصداً الإمساك بأحدهم

السلام عليكم أعزائي رواد موقع كابوس .. لقد رويت لكم العديد من القصص الغريبة و التي حدثت مع أشخاصٍ أعرفهم ، و البعض الآخر لا أعرفه و لكن ما لم يخطر ببالي أن يأتي يومٌ أكون فيه أنا بطل هذه القصة التي سأروي أحداثها لكم اليوم .. و التي لولا لطف الله عز وجل بي لكان ذلك اليوم آخر يومٍ في حياتي ، و لكان آخر عهدي بكم تجارب واقعية 18 لولا حدوث شيءٍ غريبٍ لا أعلم ما هو إلى الآن ، فقد تسبب في إنقاذ حياتي من موتٍ محقق .. فلأروي لكم ما الذي حدث معي بالضبط ..

في يوم الاثنين من الأسبوع الماضي ، و بعد أن انتهيت من أداء تماريني الرياضية خرجت من النادي الرياضي و كان الوقت بعد العشاء .. كان يوماً بارداً عاصفاً و قد اعتدت على العودة إلى البيت سيراً على الأقدام ، و الذي يبعد مسافة كيلومترين عن النادي و ذلك بسبب أنني أجد صعوبةً في ركوب السيارات لضخامة جسمي ..

المهم سرت في الطريق و كان تقريباً فارغاً من المارة و مظلم بعض الشيء ، و بعد مدةٍ من الزمن إذ بي أرى من بعيدٍ مجموعةً من الأولاد يحيطون بشيءٍ و يعتدون عليه بالضرب و رمي الحجارة .. و كانوا يحملون في أيديهم أقلام ليزر و حين اقتربت منهم وجدت أن هذا الشيء عبارةً عن قطٍّ أسودٍ ضخم شكله مخيف ، و قد كان تارةً يهاجمهم و تارةً يهاجموه و يصدر صوتاً مرعباً .. فما كان مني إلا أن صحت فيهم بغضبٍ و أبعدتهم عنه ، و قمت باللحاق بهم لكي أعاقبهم على اعتداءهم على هذا الحيوان المسكين .. و بعد أن ابتعدوا عني بمسافةٍ كبيرة صاروا يشتمونني و يسلطوا علي أقلامهم المشعة بالليزر مما أثار غضبي عليهم بشدة هذه المرة ، و لكنهم بعد ذلك كانوا قد انصرفوا ..

التفت بعدها للقط و وجدته ما زال واقفاً مكانه ، و كانت نظراته نحوي كأنها تحمل الامتنان لي فقلت له لا عليك لقد ذهب المشاكسون .. الآن أنت في أمان و قبل أن أذهب أخرجت له بعضاً من الطعام الذي كان معي و دفعته نحوه ، فما كان منه إلا أن التقط الطعام و ذهب في حال سبيله .. واصلت بعدها مسيري و كنت حانقاً جداً على هؤلاء المشاكسين ، و أثناء مسيري في الطريق و عند وصولي إلى منطقةٍ تكثر فيها الأشجار الكثيفة خُيِّلَ إلي أنني رأيت مجموعةً من الأولاد تقف في وسط الطريق .. و كانوا متسترين في الظلام فقلت في نفسي آه إنهم الملاعين مرةً أخرى ، و يبدو عليهم أنهم يتتبعوني و هنا انفجر غضبي كالبركان ..

فأسرعت بالخطى نحوهم قاصداً الإمساك بأحدهم ، لا أعلم من هم أهلهم لأعلمهم عن سوء أدب أبنائهم معي .. و لكن الغريب و أثناء اتجاهي نحوهم و بسرعةٍ و غضبٍ شديدين كأنني أسمع أحدهم يصرخ بي بدون توقف ، و لكن لأن الجو كان عاصفاً و لأنني أعاني ضعفاً في السمع لم أفهم ما يقول ، و بعدها رأيت اثنين منهم قد حضرا و صارا يصرخان علي ثم رأيت العديد من أضواء الليزر على صدري .. و هنا جن جنوني و صرخت بهم قائلاً أيها الأولاد الملاعين سأقضي عليكم هذه المرة ، و زدت من سرعة خطواتي نحوهم و فجأة إذا بي أسمع صوتاً من بين الأحراش ينادي علي و يقول لي معتصم توقف و تعالى إلى هنا ..

و الغريب أن هذا الصوت يشبه صوت أخي ، فتوقفت مصدوماً و قلت من؟ أخي؟ ثم دخلت إلى الأحراش لأبحث عنه و صرت أنادي أين أنت يا أخي و ماذا تفعل هنا .. و الغريب أن لا أحد يجيب و أثناء بحثي عن أخي سمعت صوت سيارةٍ فنظرت نحوها ، و إذا بها جيب عسكري لجيش الاحتلال تتوقف عند الأولاد الذين كانوا يشاكسونني .. و على أضواء الجيب تبين لي ما كنت لا أتوقعه في أسوأ كوابيسي ، فالأولاد الذين سلطوا علي أضواء أقلامهم لم يكونوا الأولاد الذين قابلتهم أول مرة .. و إنما هم جنودٌ مدججين بالسلاح و أن أضواء الليزر المسلطة علي ما هي إلا أضواء بنادقهم ..

صدمت من هول ما رأيت ثم رأيتهم يؤشرون باتجاهي حتى ركبوا الجيب ، و توجهوا نحوي فاختبأت على الفور بين الأشجار ثم توقف الجيب أمامي مباشرةً و سلط أضواء كشافه باتجاهي .. و لكنهم لم يروني و بعدها انصرفوا و أنا أثناء ذلك كنت أدعو الله أن ينجيني من هذا الموقف الحرج ، و بعد أن ذهبوا هدأت قليلاً و قلت في نفسي لقد كدت أن أُقْتَلُ اليوم لولا لطف الله تعالى بي .. و لكن أين أخي و عدت أبحث عنه و لكن دون جدوى ثم تذكرت شيئاً جعل جسمي يصاب بالقشعريرة ، و هو أن أخي الذي أبحث عنه قد سافر إلى الإمارات العربية منذ يومين لمهة عمل ..

هنا أدركت أن الأمر غريب و تساءلت بيني و بين نفسي أولاً إن كان بشرياً من نادى علي ، لما لم يظهر نفسه لي لأشكره و ثانياً كيف استطاع تقليد صوت أخي بالضبط .. ثم تساءلت أيكون من نادى علي هو القط الأسود الذي ربما كان جنياً ، و حين رآني في مأزقٍ أراد أن يرد لي الجميل فقام بالنداء علي بصوت أخي لكي أغير طريقي نحو الأحراش و ينقذني من الهلاك .. و بعد هذه التساؤلات التفت نحو الأحراش و قلت أيا ما تكون شكراً لك فأنا مدينٌ لك بحياتي ..

هذا ما حدث معي أعزائي رواد موقع كابوس ، و هنا أسألكم ما الذي كان سيحدث لو لم يكن هناك منادي .. يبدو أنه لا زال لنا نصيبٌ في هذه الحياة و أيضاً أنتم لكم نصيب بأن تعلموا ما حدث معي .. لا أراكم الله شراً ..

تاريخ النشر : 2018-12-06

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى