تجارب من واقع الحياة

وحيد منبوذ أعيش في عالم من خيالي

بقلم : محمد – الجزائر
للتواصل : [email protected]

اقتنعت بأن الحزن سيكون رفيقي و العزلة مصيري و الأغاني ملجئي

 

السلام عليكم ، أنا محمد من الجزائر ، أتمنى أن لا أشعركم بالملل مما سأرويه لكم فأنا لا أحسن التحدث كثيراً.

أنا شاب أبلغ من العمر 16 سنة ، بدأت حياتي ككل أنسان عادي يضحك و يعيش حياته عادية ، لكن أحس أن المشكلة بدأت في المتوسطة حين قرر أهلي  نقلي إلى مؤسسة أخرى لتلقي تعليم أفضل ، لكن حينما وصلت إلى هناك لم أعرف أحداً و كنت أجلس وحيداً بدون أصدقاء و أتعرض للسخرية و يؤذوني بألفاظهم ، و وصل الأمر حتى إلى سرقة أشياء من المنزل وإعطائها لهم لكي لا يؤذوني ،

مرت سنتين حتى بدأت أتعرف على أصدقاء و أعيش حياتي بصورة طبيعية ، و أكملت على هذا المنحى حتى الثانوية و لأن المصائب لا تأتي فرادى ، لا أعلم كيف سأحكي هذه القصة فمن كثرة الألفاظ الجارحة من التلاميذ الموجودين في صفي كانوا كلهم ضدي فتراهم ينظرون إلي نظرة استحقار و شفقة و يضحكون علي ، و لم يكن أمامي سوى أن أتظاهر بأني لم أراهم و لم أسمعهم فحتى وصفتني أحد الفتيات بالوحش و يضحكن علي و صرت أضحوكة بينهم ، فحتى دائرة الصداقة لم يبقى لي سوى شخص واحد ليساعدني على مواجهة هذا العالم ، و المصيبة أني أحببت فتاة في الثانوية – لا أستطيع ذكر اسمها – كانت فتاة جميلة للغاية و كان شعرها أحمر ، كانت متوسطة القامة لا أعرف منذ أن رأيتها أول مرة انجذبت إليها و صرت انظر إليها ، و الغريب أنها استجابت ، و لم أصدق أن فتاة مثل هذه أعجبت بي و بدأت تبادلني الشعور ، و الشيء الذي زاد اقتناعي أن أي مكان اجلس فيه تأتي برفقة صديقتها ، ستتساءلون أنها ربما تحب الجلوس في ذلك المكان ، لكن حتى في مطعم المدرسة فمرة دخلت إلى المطعم رفقة صديقي فجلسنا في مكان بعيد و قال صديقي : إنها كانت تبحث عني ، فجأت و جلست برفقة صديقتها بجواري و نظرت إلي و عندما رفعت رأسي أزالت أنظارها عني 

مرت الأيام و نصحني صديقي بالتقرب إليها و الاعتراف بمشاعري لها لكني رفضت ، فقلت : أني سأخسر كرامتي و كيف ستقبل شخص قبيح مثلي ، فأنا حتى خجول من أصف لكم مظهري السيء ؟ مرت أشهر و كنت انظر إليها و افكر فيها حتى وصل الأمر إلى حلمي بها ، فكان كل تفكيري بها ، لا أعرف تغيرت فعندما تنظر إلي أتظاهر بأني غير مهتم لكن هي كل ما املك و السبب الكرامة اللعينة ، فربما المواقف التي مررت بها في الماضي كانت السبب في هذا من غدر و إساءة فصارت حتى هي لا تبادلني المشاعر و لم تنظر إلي مما سبب لي حزن كبير فكنت اختبئ  في أماكن انظر إليها ، مرت الأيام و رأيتها تحمل هاتف و كانت تتصل فكنت انظر إليها من بعيد و من الصدمة كانت الدموع تملئ عيني فكانت تضحك ، فعرفت بأن لديها صديق من ذلك الحين و صدقت بأني لن أكون صديق أحد و لا حبيب و لا شيء آخر ، اقتنعت بأن الحزن سيكون رفيقي و العزلة مصيري و الأغاني ملجئي فصدمة وراء صدمة و لنترك المتعة و السعادة لمن يستحقها ،

و حتى أهلي و أخواني أصبحوا يعاتبوني و يروني متكبر و يضحكون علي عندما أكون منعزلاً و أناس تتربص بي كأنها تنتظرني كفريسة ، هذه حياتي انتهت قبل بدايتها 16 سنة و حامل هموم لم تستطع جبال حملها ، في النهاية الغاية من هذه القصة ليس الشفقة علي إنما أردت فقط أن أفصح عما في قلبي و أتمنى أن تعيشوا حياتكم بعيداً عن البؤس و الحزن كما حدث لي ، سامحوني إن أكثرت الكلام يا أصدقائي.

تاريخ النشر : 2019-08-20

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى