تجارب من واقع الحياة

هل كل الأباء يفعلون هذا ؟

بقلم : مايا – الأردن

أخشى أن تخيب أمالهما إذا لم أستطع تحقيق ما يريدان و هذا يجعلني تحت ضغط شديد
أخشى أن تخيب أمالهما إذا لم أستطع تحقيق ما يريدان و هذا يجعلني تحت ضغط شديد
 
مرحباً يا أصدقاء ، أسمي مايا و أبلغ من العمر15عام ، منذ صغري و أنا متفوقة في المدرسة و دائماً ما أحصل على المركز الأول لأنني شغوفة بتعلم أشياء جديدة ، وقد لاحظ والداي تفوقي على أقراني واختلافي عنهم فصارا يحرصان على توفير كل ما أحتاج إليه رغم مستوى الدخل المحدود ، و يمارسان التفريق العلني بيني وبين إخوتي ، خصوصاً أنني الابنة البكر ، حتى أنني تعلمت القراءة والكتابة عندما كان عمري  3 سنوات ، هل تصدقون هذا ! وأيضاً جداول الضرب والقسمة في سن الخامسة ، أي أنني دخلت المدرسة و أنا أشعر  أن تعلم القراءة أمر تافه  ولم أواجه أي صعوبة بينما يواجه كل ما في سني صعوبة في ذلك ،

ومع مرور الزمن عندما كبرت قليلاً دخلت مدرسة مخصصة للطلبة الموهوبين فقط (من يعيش في الأردن سيفهم ماذا أقصد ) ولا يمكنك دخولها إلا بعد الخضوع لإمتحان قد يواجه حتى الأطباء صعوبة في حله على حد زعم أبي ، كل شيء جيد حتى الآن ويصب في صالحي أليس كذلك ؟ لكنهما أصبحا يريدان مني أن أصبح الأولى على المملكة في التوجيهي أو البكالوريا ، لا أعرف ماذا تسمونه في بلدكم ؟ وأن أصبح جراحة قلب حتى أنهما يأملان أن أصبح وزيرة الصحة ! وهذا ما يجعلني أشعر بالضغط الشديد وأكاد أنفجر ، أقول لهما : أليس الأمر مبكراً للحديث عن ذلك ؟ ،لكنهما يستمران في تكرار ذلك ويقول أبي : أنا مستعد لأبيع كليتي مقابل أن تحقيقي ذلك ، نريد أن تخرجينا من حياة الفقر.

لكن لا يريدان كل ذلك مني حتى نصبح أغنياء فحسب بل تجنباً لشماتة الأعداء كما يقولون – والمقصود بالأعداء الأقارب الذين لديهم أبناء في مثل سني والذين ليسوا على وفاق معهم – والأسواء يظنون أنني أفوق العباقرة ذكاء ولا يضاهيني أحد في العبقرية ! أنا أعرف أنني ذكية لكن ليس لهذه الدرجة!

و الآن لننتقل إلى القشة التي قصمت ظهر البعير ، لقد قالا لي مازحين أو هذا ما ظننت : ماذا لو صنعت دواء لعلاج الكورونا ، أليس هذا ضرب من الجنون ؟.

أنا أعتقد أن من الرائع أن يكون لدى الإنسان طموح عالية وأن لا يرض إلا بالقمة كما قال المتنبي ” لا تطمع بما دون النجوم” فكل إنسان يملك عقل من سبقوه بالنجاح ويمكنه تحقيق كل ما يصبو إليه اذا بذل جهداً وأصر على النجاح ، لكن أحياناً أخشى أن تخيب أمالهما إذا لم أستطع تحقيق ما يريدان ، أخشى جداً من تخييب أمالهما أنهما يجعلانني أشعر بالضغط النفسي ، إن حياتي ليست حياة بل الجحيم أفضل منها ، ما عدت أقدر على النوم جيداً بسبب القلق والتفكير الزائد و أُصبت بالاكتئاب وتدهورت صحتي و أصبحت شاحبة كالشبح ولدي هالات سوداء تحت عيني ،

عذراً على الإطالة ، وعلى لأفكار المبعثرة غير المترابطة ، لكن أظن أني أصبحت على حافة الجنون.

تاريخ النشر : 2020-04-06

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى