تجارب من واقع الحياة

الهروب إلى الهاوية

بقلم : نور الشمس الشمس

أنا المحبة لك والتي القت بنفسها إلى الهاوية حتى لا تذرف عينك دمعه
أنا المحبة لك والتي القت بنفسها إلى الهاوية حتى لا تذرف عينك دمعه

لا أعلم كيف أبدأ و لا لماذا أكتب ؟ لكن أريد أن أحكي قصه حياتي البائسة.

فيما مضى من حياتي أحبني أحدهم حباً هستيري و كان يلحقني أينما كنت و أينما ذهبت ، لكني لم أعيره أي اهتمام  ، مضى من الوقت ثلاثة عشر سنة و أصبح بعدها عمري ستة وعشرين سنة.

وكنت قد أحببته لكن لم أدعه يشعر بذلك ، لكن نحن النساء عندما نكبر يكون كل تفكيرنا كيف نكون أسرة ؟ فقررت مصارحته بحبي له ، و بالفعل قلت له أني أحبه في ، وقتها فرح كثيراً و كنا نقضي معظم أوقاتنا مع بعض ، و ذات يوم أخبرني أنه سوف يتزوج فتاة لكي يسافر إلى الخارج ، لم أنزعج أو أتضايق ، قلت له : عندما تسافر لا تنسني و عدني أنك سوف تعود بأقرب فرصة. و كنت على يقين أنه حتى لو عاد فلن يتزوج بي بل هو من سابع المستحيلات.

 مرت الأيام  و لم يتصل أو يرسل حتى رسالة ، و ذات يوم رن تلفوني ففتحت التلفون واذا بصوته يهز كل خلية في جسدي ، قلت له : نعم ، كنت أريد أن أعاتبه،  لكني لم استطع ، خشيت أن يقطع الاتصال ، قلت له : كيف حالك ؟ أردت أن أقول : وحشتني جداً ، لكني لم استطع ، لا أعلم لماذا أحسست أنها النهاية لكل ما كان بيننا ، أردت أن اسمع صوته كلامه ، أنفاسه ، حتى وقفات كلامه أردت سماعها ،

لم أتخيل أني سوف أحب أحد بهذا القدر ، كنت دائماً أسأل نفسي لماذا كل هذا الحب؟. في هذه اللحظة قال لي : رأيت اتصالك البارحة ، لماذا تتصلين ، ألا تعلمين أني متزوج ؟ أين كنت في الماضي عندما كنت أريدكِ ؟ للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، ساعتها أحسست أن كلماته رصاص سكنت قلبي و فتحت جرحاً لا يلتام. لم استطع أن أقول له شيء ، لكني وعدته بأن أدعي عليه ما حييت أن يذله الله ببناته كما أذلني.

 بعدها حرّمت الرجال و كانوا كلهم بالنسبة لي يمثلون الخيانة بكل معانيها ، لم أخبر أحداً بما حدث لي ، كانوا دائماً مستغربين لماذا هذا العداء للرجل !.
 بعدها اشتغلت و كان مديري أنسان بقمة الاحترام والأخلاق ، و في ذات يوم اخبرني برسالة أنه يحبني ، و لأني كنت فارغة من الداخل و مجروحة ، قلت في نفسي : سوف أتسلى.

مرة بعد أخرى أصبح متعلق بي ، لكنه لم يكن يجرؤ ليخبرني وجها لوجه أنه يحبني ، أحسست أنه جبان ، أخبر صديقتي التي كانت مقربة منه أن تقول لي أنه يريد الزواج مني ، وقتها انصدمت و قلت في نفسي : هل أريد أن أعمل به ما عمل بي ؟ أبداً ، لكني أريد أن استقر وأكون أسرة ، فبدأت أتحدث معه ، بعد فترة أحسست أني اخدعه و هو كان صادق جداً معي ، لكن كيف أخبره ؟ سوف ابتعد و لا أدع أحد ممن يعرفهم يصل إلي ، وقتها كنت في الثلاثين من عمري.

بعد سنة من الاختفاء عرفت أنه تزوج بعد تركي له بثلاثة أشهر ، حينها أحسست أني خُدعت للمرة الثانية ، و جلست في البيت بلا عمل لمدة ثمان سنين ، خلالها أُصبت بمرض خبيث و قررت حينها أن أتسامح مع الناس و أعود للعمل عند الشخص الوحيد الذي عرفت فيما بعد أنه كان صادق معي إلى أبعد حد ممكن أن أتوقعه.

وعندما عدت كانت هناك وكيلة على العمل و لم يعد فاضي لي ، عملت معه لمدة سنة و كنت أتمنى أن أراه و أتحدث معه وجهاً لوجه ، لكنه كان دائماً مشغول و كنت أراقبه من بعيد لكنه لم يحس بي ، أصبح لديه أشغال كثيرة ، في أحد الأيام ذهبت إلى المكتبة ، أردت أن أراه دون أن يراني ، لكن لم يكن في المكتبة ، كان خلفي تماماً.
قال لي : أكيد أنا أحلم ، كيفك و ما هي أخبارك ؟.

قلت : الحمد لله ، و لم أقول شيء أخر لأني أحسست أنه ما زال يكن لي نفس المشاعر ، و على الرغم من السعادة التي سكنت قلبي أحسست بجرح حُفر داخل قلبي ، قلت في نفسي : أنتِ مريضة ، لماذا لا تدعيه و شأنه ؟ تكلمت أمام زميلاتي الذي لم يكن يعرفن عني إلا ما أخبرهن به ، أني متزوجة ولدي ولدين ، المرة الثانية عندما رأيته نظر إلى مكان أخر و تجاهلني تماماً ، قلت في نفسي : ليتك تعلم كم أحببتك و كم أنا مشتاقة اليك ، لكنه لم يسمعني ، كنت أحدث نفسي ليل و نهار عنه وعن حبي المستحيل له.

 الأن صرت أتمنى أن تقترب ساعة موتي ، لم أعد أريد حياة أنت لست فيها ، كيف أصل اليك ؟ و عند وصولي أكيد أني سوف أبتعد هذه المرة إلى القبر. تُرى هل ستدعو علي و تقول : لماذا عادت ، هل عادت لتعذبني مرة أخر ؟ من أجل ذلك تركتك وفضلت أن أتعذب و أذوب أمام عينيك و أنت تنظر إلي باحتقار ، و أنا انظر اليك بكل حب واعتزاز. حبيبي إن علمت يوماً أني مت فعلم أني كنت الحية الميته  و أن القبر كان أرحم لي من حياتي بدونك ،  سامحني أعلم أنه بسبب دعوة أنت دعوتها علي أعاني كل هذا.

 أنا المحبة لك والتي القت بنفسها إلى الهاوية حتى لا تذرف عينك دمعه ، استودعك الله.
 

تاريخ النشر : 2020-11-04

guest
41 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى