الفتى ايميت : حكاية جريمة ظلت بلا عقاب
كان لون بشرته هو ذنبه الوحيد! |
ومن اشهر الدول التي كانت تمارس العنصرية هي (الولايات المتحدة الامريكية),
فقد كانت الولايات المتحدة الامريكية تفصل اصحاب البشرة البيضاء عن اصحاب البشرة السمراء سواء في اماكن العمل او المدارس او الاماكن العامة.
وكانت دائما في صفوف اصحاب البشرة البيضاء مهما فعلوا من جرائم بشعة .
قصتنا لليوم لصبي اسمر لم يتعدى الرابعة عشر من عمره تم تعذيبه وقتله بسبب انه مازح امرأة بيضاء في احد المتاجر .
ولد ايميت تل في ولاية شيكاغو في عام 1941.
ايميت تل – 14 عاما – |
في يوم ذهب مع والدته لزيارة اقاربه في منطقة دلتا الميسيسيبي عام 1955 ، وكانت والدته دائما تحذره بأن لا يتحدث مع ذوي البشرة البيضاء لكنه عندما ذهب الى محل البقالة تحدث الى صاحبة البقالة كارولين التي تبلغ 21 عاما ، كانت شابة بيضاء ، وكانت لوحدها في محل البقالة حيث أن زوجها كان مسافرا في رحلة عمل ..
صورة كارولين |
طبيعة ما حدث بين ايميت وكارولين داخل محل البقالة ظل محل جدال وخلاف لوقت طويل ، بحسب الرواية الاكثر تداولا فأن ايميت قام بالصفير ، واظنت كارولين أنه يصفر لها ، أي كنوع من التحرش ( الرجال يصفرون احيانا عند رؤية أو مرور امرأة كدلالة على الاعجاب) ، وظنت أنه يعاكسها. ولاحقا خلال شهادتها في المحكمة قالت أنه امسك ذراعها وخصرها أيضا وتحرش بها لفظيا ، وهي امور سيثبت كذبها لاحقا ، أما مسألة الصفير ، لو صدقت ، فأن والدة ايميت قالت بأنها علمته ان يصفر ليتغلب على بعض مشاكل النطق لديه .. علينا أن نتذكر هنا أن ايميت لم يكن سوى فتى في الرابعة عشر من عمره.
بعد عدة ايام عاد زوجها وعلم بما حدث فغضب بشدة وتوجه مع اخوه الى منزل عم ايميت حيث كان يبيت هناك ونقلوه الى حظيرة وبدأوا تعذيبه .
لقد امعنوا في ضربه حتى اقتلعت إحدى عيناه من محجرها ، ثم اطلقوا النار على رأسه وربطوه بمروحة ألة القطن التي تزن 32 كجم وايضا لفوا رقبته بالأسلاك الشائكة ثم تخلصوا من جثته في نهر تالاهاتشي.
القاتلان – بالقمصان البيضاء – مع محاميهما .. لم يبديا اي ندم |
بعد ثلاثة ايام من هذه الحادثة البشعة تم اكتشاف جثته واعيدت الى ولاية شيكاغو, الحت والدته على ان تقام مراسم الجنازة مع ابقاء النعش مفتوحا لتظهر للعالم مدى همجية ووحشية هذا العمل المريع ، وحضر عشرات الألاف لجنازة الصبي ايميت ونشرت صورة جثته المشوهة في الصحف والمجلات وتعاطف عدد كبير من الناس مع هذه الحادثة بالأخص ذوي البشرة السمراء واقاموا مظاهرات مطالبين بحقوقهم.
والدة ايميت تنظر لجثة ابنها .. صورة الجثة والوجه المشوه موجودة على النت لكن نعتذر عن نشرها لبشاعتها |
لكن الابشع في الامر انه في اثناء محاكمة براينت واخوه لم يظهرا اي ردة فعل أو ندم وكأنهما لم يفعلا شيئا ، والأدهى من ذلك هو أنه لم تتم ادانتهم رغم أنهما بعد عدة شهور اعترفوا بفعلتهم الشنيعة في مقابلة مع مجلة .. لكن لم تتم ادانتهم !!!.
حتى الآن لم تتم محاكمة كارولين التى لا تزال على قيد الحياة او زوجها الذي مات عام 1994م ولا اخوه الذي مات عام 1981م.
سببت هذه الحادثة في اقامة حركة الحقوق المدنية لأصحاب البشرة السمراء في امريكا بأكملها.
تركت الحادثة جرحا غائرا في قلوب السود الامريكيين وكانت حافزا دفع لحركة الدفاع عن الحقوق المدنية |
والأن بعد مرور 62 عاما على هذه الحادثة اعترفت زوجة براينت (كارولين) بأنها ادعت على الطفل انه عاكسها وقالت انها لم تكن تعلم ان الامور ستسير في هذا الطريق, كما عبرت عن حزنها وعزائها لوالدة الصبي ايميت لأنه بعد وفاة ابنها شعرت بالحزن الذي شعرت به والدة ايميت .
وفي النهاية على رغم من ان والدة الصبي ايميت لم تتوقف عن الشعور بالحزن والقهر على ابنها الا انها اعترفت ان هذه القضية جعلت الاميركيون يفيقوا لما يحدث في دولتهم من عنصرية وتمييز .
المصادر :
– براءة الطفل «ايميت تل»بعد 62 عاما من مقتله
– Emmett Till – Wikipedia
تاريخ النشر : 2018-08-14