تجارب من واقع الحياة

لقد خدعتني تلك الفتاة !


السلام عليكم. أعزائي كيف حالكم؟. أتمنى أن تكونوا في أفضل الأحوال. سأحكي لكم قصة حزينة مع فتاة حدثت لي قبل شهرين تقريبا فهيا بنا نسمعها.

في الموسم الدراسي الحالي التحقت بالسنة الأولى هندسة، وقد تعرفت على فتاة في نفس الصف. في البداية كانت علاقتنا عادية جدا لكن الوضع قد تغير فيما بعد.. بحكم أنني شخص عفوي بطبعي أحب الحديث و المزاح تقريبا مع كل شخص ألتقيه، و من بينهم هذه الفتاة طبعا، كنا كلما التقينا نتبادل أطراف الحديث، – نضحك و نتسلى، و نمازح بعضنا-.

من قد يقرأ هذه السطور قد يظن أنها شخصية مرحة مثلي، لكن الأمر الغريب هو أنها شخص إنطوائي و منعزل.. عبوسة في كثير من الأحيان !.

في ظرف وجيز تطورت علاقتي مع الفتاة، بدأت ألاحظ فيها تصرفات غريبة تجاهي، أصبحت تغار علي من الفتيات الأخريات و كانت تنهاني دائما عن الجلوس بجانب إحداهن، أصبحت تغازلني في محادثات الواتساب ، و كانت تحب أن تحادثني في الفسحة، و تبحث عني إذا غبت عنها أثناء هذه المدة.


إقرأ أيضا : تلك الفتاة الرقيقة

كانت دائما ما تخبرني أنها لا ترتاح لأحد من أبناء الصف بإستثنائي أنا.. و كانت تجزم لي بأنني الشخص الوحيد الذي تثق به و تشكو له همومها.

في أحد المرات سألتها : ” هل أنا شخص عزيز عليك؟ فأجابتني “نعم و كثيرا!”. وقد سألتها : ” لنفترض أني انتقلت للدراسة في الخارج، ماذا ستفعلين ؟”. فكان جوابها :و” إذا ذهبت إلى مكان ما فخذني معك، إن لم تأتي لهذا الصف فإني سأغيب عنه”.

ليس هذا فقط، بل قد شهدت منها العديد من المواقف.. كلها تدل على أن قيمتي كبيرة عندها، لا يسعني ذكرها لأني لا أريد أن أطيل عليكم.

بسبب كلماتها العذبة و تصرفاتها الجميلة تجاهي مع مرور الأيام أحببتها.. بالرغم من أنني كنت أصارع هذه المشاعر و أحاول أن أقنع نفسي بأن هذه الفتاة مجرد زميلة ليس أكثر، كما أنني قد أوذيت في السنين الماضية بسبب الحب و لم أكن أريد أن أعيش مأساة مشابهة، لكن للأسف العاطفة قد تغلبت عن المنطق !.

أما الآن فسيبدأ الجزء الأغرب والمحزن من القصة. مرة سافرت لقضاء غرض ما، مما جعلني أتغيب أسبوعا عن الفصل. فكنت مشتاقا لهذه الفتاة، لذا أرسلت إليها رسالة أقترح فيها أن نلتقي في الفسحة كعادتنا، لكن الرد منها كان غير متوقعا : ” آسفة، نحن لن نلتقي في هذه الأيام، أريد البقاء وحدي “. حاولت أن أستفسر.. هل تعاني من مشكلة ما؟ فربما أقدر على مساعدتها، فأخبرتني أنها تمر بهذه الحالة من فترة إلى أخرى و أنها تريد أن تبتعد عني لكي لا تجرحني بكلمة ما.

صراحة لم أستجب لطلبها بشكل كامل، فقد كنت أتركها وحدها تارة وأتكلم معها تارة أخرى.. لكن بشكل مختصر ليس إلا، كنت أنتظر تجاوزها لهذه الأزمة فاعترف لها بحبي.


إقرأ أيضا : أحبها لكني فتاة!

لكن في أحد الليالي راسلتني تلك الفتاة على الواتساب.. وأصرت على أن تعرف لما أعاملها معاملة مميزة، فاعترفت لها بمشاعري، فكان ردها قاسي بحيث قالت:” أنت حاليا مجرد صديق مقرب بالنسبة إلي، عندما سأكون صافية الذهن سأرى ما تعنيه لي “.

و بعد مرور أسبوع، وقع ما وقع !. كنا قد اتفقنا أن نعمل معا في حصة المعلوميات، فجاء أحدهم مدعيا أن حاسوبه لا يشتغل فطلب منها أن يعمل معها، أتتصورن ماذا فعلت !؟.. تركتني دون تردد من أجله هو، فغضبت و صحت في وجه الفتى بأن يلتفت إلى حاسوبه الخاص.

لم يعجبها بتاتا هذا التصرف الذي قمت به، في مساء ذلك اليوم تلقيت منها رسالة على الواتساب.

_ لماذا قمت بذلك التصرف الطفولي هذا الصباح؟!.

_ لم يحدث شيء يستحق الذكر لما تضخمين هذا الموضوع ؟.

لم تلبث إلا سويعات قليلة فراسلتني مجددا، لم تترك كلمة جارحة إلا و تفوهت بها :

” لقد أردت أن تشوه سمعتي في ذلك الصباح، و أن يتحدث الناس جميعا عني بسوء، يبدو لي أننا لن نتفاهم سويا من الآن فصاعدا.. أنت في طريقك و أنا في طريقي!!”.

سألتها بحسرة : ” ألم تخبريني سابقا أنني شخص مميز بالنسبة إليك ؟”.

فأجابت بغضب : ” هذا في الماضي، أما الأن أصبحت لا أطيقك، لا أحتملك، إنك تخنقني.”

وقد اتهمتني بأمور أخرى أنا منها بريء. ومنذ ذلك اليوم لم تحدثني بحرف واحد، بل أصبحت تتجنب حتى الحديث مع أصدقائي.

أرأيتم يا إخوتي ؟.. بسبب أمر تافه جدا تركتني، و لم تهتم بمشاعري الصادقة على الإطلاق.. بحيث أني أحببت هذه الفتاة لوجه الله الكريم، كأنها كانت تنتظر ذريعة ما للتخلص مني.

لكن لما كانت تعاملني تلك المعاملة المميزة كما ذكرت في البداية!؟. لماذا كانت تتوق للحديث معي و تلمع عينيها عندما تنظر إلي؟. أتراه خطة مدروسة !؟ .


إقرأ أيضا : شعور فتاة

إني لأعتقد أن فراقها عني هو خير بالنسبة إلي.. ففي الأيام الأخيرة من علاقتنا كنت أكثر من هذا الدعاء:” اللهم يا ربي إن كان في هذه الفتاة خيرا، فقربها إلي و قربني إليها، و إن كان فيها شرا فأبعدها عني و أبعدني عنها”، بالإضافة إلى بعض الرؤى التي حذرتني من الاقتراب من تلك الفتاة.

في فترة الإمتحانات كنت قد تناسيت هذا الموضوع، لكن بمجرد انتهائها، تملكني وسواس شيطاني يحثني على أن أرجع إليها من جديد. أما أنا فلا أرضى بأن أهين كرامتي و كبريائي لكي أتخلق بخلق الضباع و أذل نفسي أمام فتاة مخادعة مثلها.. فما هكذا تكون الرجولة !.. بالخصوص أني لم أؤذيها يوما، لكن الوسواس اللعين يكاد يهزمني فأقوم بالإنصياع له فأخسر خسران مبينا.. سيكون ثمنه شخصيتي، و دراستي.

لقد لجأت إليكم طالبا منكم يد العون، أرجوكم لا تبخلوا علي بالنصيحة يا إخوتي.. وأمدوني بالحلول المناسبة لكي أتخطى هذه الأزمة النفسية، و أن أعود إلى حياتي الطبيعية التي اشتقت لها.

أترككم أعزائي الكرام في أمان الله و حفظه.

التجربة بقلم : عازف الليل – المغرب

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
89 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى