تجارب من واقع الحياة
هل أنا حقا بشعة ؟
الرهاب الاجتماعي صعّب حياتي بشكل لم أعد قادرة على احتماله |
أنا فتاة في 17 عام من عمري ، مشكلتي هي أمي الإنسانة التي لا يمكنني العيش بدونها ، ودائماً أتمنى لها الخير ، إلا أنها تعاملني بسوء لا أجد له مبرراً ، فمنذ كنت صغيرة وهي تنعتني بالقبيحة والبشعة ، وتدعي علي دائماً بأسباب وبدون أسباب ، وتضربني ضرباً مبرحاً لأتفه الأشياء ، وأمام الآخرين ، ودائماً تنتقد اختياراتي لملابسي وغيرها مما يخصني ، لقد دمرت ثقتي بنفسي.
وتحاول تصعيب كل شيء علي ، فعندما أطلب منها تعليمي الطبخ ، توافق وتظهر رغبتها بذلك ، ولكن ما إن أخطئ خطأ بسيطا حتى تقوم بسبي وتقول: من سيرغب بالزواج بفتاة بشعة لا تجيد فعل شيء ؟
وأحياناً تضربني فأخرج من المطبخ وأذهب إلى غرفتي وأمتنع عن مساعدتها كي أسلم أذاها ، إلا أنها لا تكتفي بهذا القدر فقط ، فعندما يعود أبي من عمله تقوم باختلاق الأكاذيب وتقول له : أني صرخت في وجهها وسببتها ولم أقبل مساعدتها بدون سبب ، وتنكر تماماً ما فعلته .
المهم الآن أني مصابة برهاب اجتماعي منذ كنت طفلة ولكني لم أعلم ذلك إلا الآن ، لم أعد أستطيع النظر إلى وجهي في المرآة لكثرة سماعي لكلمة (أنتِ بشعة).
حاولت الانتحار أكثر من مرة ، لكن وبفضل الله نجوت ، لا أستطيع أن أصف لكم مقدار الألم في قلبي.
أشعر دائماً أني لا أستحق العيش ، كما أن لا أحد يتقرب مني لأني انعزالية ، تصدقون أني لم أفكر بالزواج أبداً ، لأني مقتنعة تماماً بأنه لن يقبل بي أحد ، عندما أذهب للمدرسة أو أكون بين جماعة من الناس أشعر بأن الجميع يتهامسون فيما بينهم ويقولون : انظروا إليها ما أبشعها ، كما أنها انعزالية و غبية !.
كما أني لاقيت الكثير من المضايقات في المدرسة فقد وصفتني إحدى صديقاتي المقربات بالقبح والسواد ، على الرغم من أني سمراء .
لقد قرأت الكثير عن الرهاب الاجتماعي ، وحاولت جاهدة التخلص منه ، لكن لم أستطع فلا تزال أمي على سابق عهدها بل وأكثر .
فكلما أقنع نفسي أني جميلة وأستحق العيش كالآخرين ، لكن سرعان ما أسمع أمي تقول : أنتِ بشعة.
الرهاب الاجتماعي صعّب حياتي بشكل لم أعد قادرة على احتماله ، أرجوكم ساعدوني ، فلا صديق لأخبره ولا أخت تفهمني ولا أم حنون.
تاريخ النشر : 2020-07-17