تجارب من واقع الحياة

ضياع بين الماضي و الحاضر

بقلم : كريم المغربي – المغرب
للتواصل : [email protected]

ضياع بين الماضي و الحاضر
لا أخفي عنكم الجرح الذي أحسست به في ذاك الوقت بعدما أفترقنا

السلام عليكم ، أحب أن أقدم تحياتي لمشرفي الموقع بالخصوص الأستاذ إياد العطار ، و كذلك لكل رواد موقع كابوس .

أسمي كريم من المغرب و عمري 23  سنة ، تعرفت على فتاة و أنا في سن  19 سنة ، كانت تدرس معي في نفس الجامعة ، أحببتها حباً جماً لا يعلم به إلا الله ، كان حباً صادقاً خالصاً ، صارحتها بحبي و في المقابل اعترفت بحبها لي ، لم أجرب حباً مثل هذا من قبل لذلك انغمست فيه بكل جوارحي ، عشقتها لحد الجنون ، بادرتني هي كذلك بالحب ، حتى قررت أن أصارحها بنيتي و طلبت يدها ، ففرحت بذالك ، و قررنا بأن نخبر أهلنا عن ذلك ..

و بحكم أنني خجول قررت أن أبوح لأختي بالموضوع لتخبر كل من أمي و أبي ، ولكن أخبرتها أن تتريث حتى تخبر الفتاة أهلها ، لكن بمرور الأيام لاحظت تغير في معاملتها لي ، لم تكن تتجاوب مع كالسابق ، فقررت أن أقابلها على إنفراد بحكم أنها تجتمع مع فتيات الجامعة ، حتى تصدمني بقولٍ ما زال يتردد في ذهني إلى الآن : لم أعد أحبك ،  يا إلهي ، هل هذا الكون بهذا الضيق ؟ لم أحس بأي شيء سوى الاختناق حتى أصبحت اضحك ، فقلت لها : هل تعلمين ما تقولين ؟ لتجبني بدون تردد : نعم أعلم ، فأنا لم أعد أحبك ، وكأن السماء و الأرض تنطبق علي ، فتركتها وذهبت للمنزل علماً أن لنا حصة في ذاك الوقت ، فلم أكن لأكترث

لكم أن تتخيلوا معاناتي برؤية من تحبون قريباً لك وتراه قربك يوماً بعد يوم ، لكن لا حول لكم ، شعوري هذا دام لشهرين حتى أرسلت لي رسالة هي كالتالي ، لا أقدر على فراقك لكن لا تعذبني بعدم الكلام معي .. في ذاك الوقت لم أعرف كينونة شعوري ، هل مازالت تحبني أم ماذا ؟ لم أقدر على إجابتها حتى يوم الغد عند التقائي بها ، فقلت لها : كنت أراكِ زوجتي ولا يمكنني أن أغير نظرتي تجاهك ، فإما هذا أو لا ؟

فأجابتني : هل يمكنك أن تعطيني فرصة ثانية ، لم تكن عندي فرصة كي أتردد فكان جوابي : نعم لكن أن تعدني بأن لا يتكرر هذا مرة أخرى ، يا إلهي الآن أشعر بأن الكون قد أصبح فسيحاً ، الحب يجعل الإنسان يعيش سعيد في عالم كبير.

تناسيت كل ما مر وبدأت صفحة جديدة ، لكن  الزمان يعيد نفسه ، كنت أعلم فأعماق قلبي بأنني على صدى تحطم أخر، حتى أتى ذلك اليوم الذي قالت فيه : لنبتعد ، لم يكن شعوري كسابقه ، فكان جوابي : حسناً كما تريدين ، لكن لا أخفي عنكم الجرح الذي أحسست به في ذاك الوقت ، مرت الأيام و الأشهر حتى أصبح حبي لها يتحول لكره ، فكيف لا يتحول وأنا قد أحببتها ولم تقدر حبي وتضحيتي لها ؟ علماً أنها أكبر مني بخمسة أعوام ، فلقد كنت على أبواب مواجهة عائلتي كي أكون زوجاً لها ، فكيف لي بأن لا أكرهها ؟

كنت على ثقة تامة بأن ربي لم ليكن ليأخذ مني شيء عزيز على قلبي إلا لأنه شر لي ، أو لتعويضي بما هو أفضل ، حتى أتي اليوم الذي تعرفت فيه على فتاة أخرى ، عوضتني على كل ما فأتني ، ولم أذق معها يوما سيء ، فقررت أن أطلب يدها بعد 8 أشهر من التعارف.

لا أخفي عليكم أني عدت للحياة مرة أخرى بسببها ، مؤخرا زرت صديق لي ما زال يكمل الدراسة في نفس الجامعة ، علماً أن الفتاة الأولى التي أحببت مازالت تدرس في نفس الجامعة الآن ، فقررت أن أطمئن على حالها ، فقد جاءني خبر وفاه جدتها التي كانت تداوم على مرافقتها ، وكانت دائما تخبرني عن تفاصل مشاكلها معها ، و بعد رؤيتي لها تقدمت نحوها لم أعلم ما كان قلبي يخفق له ، هل هو خفقان يعبر عن الحب ، أو خفقان كرها لها ؟ لا أعلم بما أحسست في تلك اللحظة ؟ تكلمنا وأخبرتني عن مشاكلها في البيت وكأننا حبيبين مثل الماضي ، فهمت من كلامها أن سبب رفضها لي  أن أهلها كانوا رافضين لفكرة أن تتزوج من هو أصغر منها بخمس سنين ، حتى أن أمها قامت بضربها ، وأخبرتني بأنها لم تكن قادرة على نسياني أبداً ، و لطالما كنت في مخيلتها.

لم أكن لأعرف تلك الأشياء لولا حديثها معي مؤخراً ، فأنا من كنت أظن بأنها تركتني من أجل أنها أرادت ذلك ، لكن لم أعلم أنها فعلت ذلك لأنها أهلها أرغموها على ذلك ، لم أكن أعلم بأنها قررت أن تبتعد عني من أجل مصلحتي ، و أنا من كنت أظن بأنها أنانية ولا ترى إلا نفسها.

والآن قلبي معلق بين الاثنين ، لا أعلم ما في قلبي ، لا أحب أن أعطي احتمالات ، و أرجوا منكم بأن تفيدوني بخصوص هذا الموضوع ، فأن حقاً أريد نصائحكم ، و أعتذر عن طول الموضوع.

تاريخ النشر : 2017-02-23

guest
25 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى