أعضاء يستطيع الإنسان أن يعيش بدونها!
هل يمكن ان تعيش لو رفعوا بعض اعضائك الداخلية؟ |
المعدة
عملية رفع المعدة بالكامل |
من المعروف أن الطعام يُخزن في المعدة بالإضافة إلى أنها تساعد في عملية الهضم بالتعاون مع حمض المعدة المعروفة بـ ( العصارة الهضمية )، لكن أحياناً تتعرض المعدة لعدد من الأمراض الخطيرة التي تتطلب لعمليات جراحية، ومن ضمن هذه العمليات هي إعادة توجيه الجهاز الهضمي حول المعدة أو إزالة جزء منها، لكن أحياناً يتم عملية إستئصال كامل للمعدة!، حيث يتم توصيل المريء للأمعاء الدقيقة بشكل مباشر. لكن المذهل والغريب في الأمر أن هذه العملية لا تؤثر كثيرا في عملية الهضم، والسبب في ذلك أن جزء كبير من عملية الهضم تتم أساساً في الأمعاء الدقيقة، لكن يجب على المريض أن يأكل وجبات خفيفة وقليلة بشكل متكرر، وذلك لأنه لم يعد يمتلك معدة تعمل على تخزين الطعام، وفي نفس الوقت يجب أن يتناول مكملات غذائية وفيتامينات ..
ومن الأعراض الجانبية التي تظهر على المريض بعض إستئصال المعدة منه هي ( متلازمة الإفراغ السريع ) وذلك بسبب أن السكريات والنشويات كان يتم هضمها في المعدة التي لم تعد موجودة، وبالتالي يتفرغوا في الأمعاء الدقيقة بشكل مباشر ، والأمعاء المسكينة تتفاجأ بدورها لأنها ليست معتادة على ذلك وبالتالي تستعين بنسب أكبر من المياه لتساعدها على تفتيت هذه النوعية من الجذيئات، ومعظم هذه المياه تقوم بسحبها من الدم وذلك يؤدي في النهاية لمعاناة المريض من إنخفاض ضغط الدم بإستمرار وبشكل مباشر، بالإضافة لبعض الأعراض الأخرى بعد تناول الطعام، لكن عند وضع نظام غذائي سليم وتناول سعرات حرارية كافية يستطيع الأشخاص الذين يعيشوا بدون معدة ممارسة حياتهم بشكل طبيعي
المرارة
حصى المرارة |
هي عبارة عن كيس صغير شبيهة بثمرة الكُمثرى تقع أسفل الكبد وظيفتها الأساسية هي تخزين العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد والتي تساعد في عملية الهضم، لكن أحياناً يحدث لمكونات هذه العصارة حالة من الصلب يجعلها كالحصي، ولو إزداد الأمر عند المريض بصورة لا يمكن علاجها لا قدر الله ففي هذه الحالة يضطر الأطباء بإزالة المرارة بالكامل. العصارة الصفراوية تتكون في الأساس من الكرسترول وأملاح صفراوية ومركب متعلق بالفضلات، ودور العصارة الصفراوية بمكوناتها تساعد في عملية الهضم داخل الأمعاء الدقيقة – وخاصة هضم الدهون وتفتيت الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامين A و D – لكن عند تصلبهم وتحولهم لحصي في المرارة يتسببوا بآلام شديدة عند المريض، وقد يتسبب التأخر في العلاج لعدوى وإلتهابات وعواقب خطيرة، وعلى عكس حصي الكلى الذي قد يخرج مع البول فحصي المرارة لا مخرج لها.
أحياناً تنجح الأدوية في معالجتها لكن إحتمال قوي إنها تعود مرة أخرى بمجرد توقف المريض عن تناول العلاج، ولذلك يلجأ الأطباء في بعض الحالات لإزالة المرارة بالكامل!، وهذه العملية تم إجراءها للمرة الأولى عام 1882م والأشخاص الذين يعيشون بدون مرارة لا يتأثرون بشكل كبير، وبالنسبة للعصارة الصفراوية التي تساعد في عملية الهضم تصل للأمعاء الدقيقة بشكل طبيعي لكنها تمر مباشرة دون أن تتخزن مثلما كان يحدث عندما كانت المرارة موجودة.
الكلية
المتبرع سيعيش بكلية واحدة .. المتلقي سيعيش بثلاث كلى (واحدة فقط تعمل) |
تشبه الكلى إلى حد كبير حبة الفاصوليا، وتقع الكليتين على جانبي العمود الفقري في جوف البطن وتحتوي كل منها على مليون فلتر يعملوا على تنقية الدم وتخليصه من السموم عن طريق طردها مع البول .. وكي تتخيل أهمية الكلى لدى الإنسان فدعني أخبرك أنه عند توقفها عن العمل فمستويات المواد الضارة في الجسم ستؤدي لأعراض مثل الإسهال والجفاف والقيء ، بل ويمكن للجسم أن ينتفخ ويزيد ضغط الدم ويواجه الشخص صعوبة في التنفس، أضف على ذلك أن الإختلال الكيميائي الناتج عن السوائل الضارة في الجسم سيؤدي لمشاكل صحية أخرى مرعبة مثل فقدان كتلة العظام والعضلات وصولاً للفشل الكلوي ..
وبالرغم من أهمية الكلى لدى الإنسان إلا أنه يستطيع أن يعيش بكلية واحدة فقط، وهذه المعلومة طبعاً غنية عن التعريف، فكم من أشخاص تبرعوا بكليتهم أو قاموا ببيعها أو حتى سُرقت منهم ولم يلاحظوا ذلك إلا في الأشعة !! .. الكلى تعمل على فلترة ما يقدر بـ 150 لتر من الدم يومياً، كما تترد الشوائب مع البول ويصل معدله لحوالي لتر ونصف يومياً، ومن الأشياء المذهلة جداً عن الكلى أنه في حالة تضرر كلية أو كليتين لدى المريض يتم نقل كلية دون إزالة أي كلية من تلك التي يمتلكها، بمعنى أنه سيعيش بثلاث كلى لكن واحدة منهم فقط هي التي تعمل.
الكبد
من عجائب الكبد انه يستطيع اعادة بناء نفسه حتى لو فقد معظم كتلته |
وظيفة الكبد هو إزالة السموم من الجسم .. وإنتاج عصارة صفراوية تساعد في عملية الهضم .. ومعالجة المواد الغذائية .. في الحقيقة وظائف الكبد متعددة ومهمة جداً لكل الإنسان، وبالرغم من أن يستحيل على أي إنسان أن يعيش بدون كبد فعلياً إلا أن من الممكن إستئصال جزء منه، والعجيب أنه على عكس أي عضو آخر في جسم الإنسان فالكبد يستطيع أن ينمو مرة أخرى بعد إزالة الجزء منه!، وهذه العملية العجيبة تحدث عن طريق الخلايا الكبدية، وهي عبارة عن خلايا تتفاعل عند فقدان الكبد جزء منه كي تعيده لكتلته الأصلية ويؤدي وظائفه على أكمل وجه
لكن هذه العملية مثلها مثل أي عملية جراحية أخرى تكون محفوفة ببعض المخاطر ..
الرئة
صورة اشعة لشخص يعيش برئة واحدة |
من الطبيعي والمؤكد أنه لا يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يعيش دون أن يتنفس، وبالتالي فقدانه للرئة معناه فقدانه لحياته، ورغم ذلك فالإنسان يستطيع أن يعيش برئة واحدة!، أمراض الرئة التي مثل السرطان والإنسداد الرئوي والسل يمكن أن تؤدي لتدمير أنسجة الرئة عند الإنسان، وفي بعض الحالات يتم إزالة جزء من الرئتين أو إزالة رئة بالكامل لإنقاذ حياة المريض، وفي حالة تم إزالة رئة واحدة بالفعل فالمساحة الخالية مكانها تسمح للرئة الباقية أن تتوسع وتأخذ جزء من هذه المساحة الخالية
وهناك بعض الدراسات تقول أن بعض الحيوانات مثل الفئران والكلاب مع تعرضها لهذا النوع من العمليات تستطيع الرئة الأخرى لديهم أن ينموا فيها حويصلات هوائية جديدة تشبه الأكواب الموجودة في الرئة والذين يعتبروا منطقة تعمل على تبادل الغازات وبالتالي جزء أساسي من عملية التنفس، وبناءً على هذه الدراسات فالعلماء يقترحون أن في حالة تعرض الأطفال لهذا النوع من العمليات لا قدر الله فالنتيجة ستكون واحدة، بمعنى أنه سينمو عندهم حويصلات هوائية جديدة بسبب أن الرئتين عندهم تكون في مرحلة النمو، أما بالنسبة للبالغين فغالباً هذه الحويصلات الهوائية تتوسع وتتمدد كي يمر من خلالها المزيد من الهواء
اضف على ذلك أن الرئة الواحدة تستطيع أن تقوم بنسبة 70 % لـ 80 % من عمل الرئتين مع بعض، وهذه نسبة كافية تجعل أي إنسان يعيش حياته بشكل طبيعي، مع الأخذ في الإعتبار طبعاً أن هذا متوقف على عمر المريض وحالته الصحية، لكن هناك العديد من الأشخاص الذين أجروا هذه العملية يعيشون حياتهم بشكل طبيعي بل ويمارسون رياضة الجري !
الطحال
الطحال عضو مهم في الجسد |
واحد من الأعضاء المهمة جداً في جسم الإنسان هو الطحال، وهو عضو يقع يسار المعدة تقريباً، جزء من وظيفته تكمن في فلترة الدم وإزالة وتفتيت خلايا الدم الحمراء القديمة، كما أنه مهم جداً في مواجهة الأمراض والعدوى بسبب إنتاجه لخلايا الدم البيضاء، لكن في حالة تعرض الإنسان لحادث كبير لا قدر الله وأصيب في منطقة المعدة فقد يتسبب ذلك في تمزق الطحال وبالتالي يحدث نزيف داخلي ومخاطر مميته على المريض، ومن الجانب الآخر قد يتعرض الطحال لحالة تضخم في حالة تعرضه لعدوى ما، وهذا التضخم يؤدي لحبس وتدمير خلايا الدم السليمة وبالتالي يحدث فقر دم عند المريض .. وأحياناً في هذه الحالات يضطر الأطباء إجراء عملية إستئصال للطحال بالكامل أو جزء منه!
وجدير بالذكر أن هذا النوع من العمليات شائع وليس به خطورة، لكن بسبب أهمية دور الطحال للنظام المناعي فهذه العملية تجعل صاحبها أكثر إصابه بالعدوى، وبالتالي فالأشخاص الذين يعيشون بدون طحال يجب عليهم أن يهتموا بالنظام المناعي الخاص بهم عن طريق الإهتمام بالأطعمة الصحية واللقاحات ..
إستئصال جزء من الدماغ!
حالة فينس كيج من الحالات النادرة في الطب حيث فقد الدماغ جزء من كتلته ومع هذا عاش المصاب لاعوام طويلة بعد الحادثة .. ويظهر هنا مع القضيب الذي اخترق رأسه |
مبدئياً أرجو منك عزيزي القارئ أن تتمالك أعصابك وأنت تقرأ هذا الجزء، لأن من بين الأعضاء الحيوية التي ذكرتها في المقال صعب جداً جداً يأتي ببالك أو حتى تتخيل أن يكون الدماغ هو واحد منهم .. ومعك حق .. لاحظ أنني أتحدث هنا عن العضو المسؤول والمتحكم والمنسق لكل العمليات الموجودة في جسم الإنسان ، وكي تتخيل مدى غرابة الأمر فكأني أقول لك أن هناك سيارة تستطيع أن تتحرك حتى بعد إزالة نصف المحرك منها (وهذا حرفياً مستحيل)، لكن على غير المتوقع أن في بعض الحالات المرضية يكون السبيل الوحيد لنجاة الإنسان هو إستئصال جزء من دماغه!
هناك مقال مذهل تم نشره سابقاً في موقعنا الرائع يتحدث عن نفس الموضوع:
(الهيدروسيفالوس : أشخاص بلا ادمغة)
جميعنا نعرف أن الدماغ يتكون من نصفين الأيمن والأيسر وهم المتحكمين في جسم الإنسان بجانب مجموعة من المهام والخصائص المعرفية والإبداعية، لكن في بعض حالات الصرع التي ينتج عنها نوبات من جانب واحد من الدماغ يلجأ الأطباء أحياناً لإستئصال جزء أو كل النصف الدماغي المتأثر عند المريض، وبالتالي يعيش المريض بعدها بنصف دماغ فقط!، وهذا النوع من العمليات نادر جداً ولا يلجأ له الأطباء إلا في الحالات المستعصية تماماً، حيث أنه يكون محفوف بمخاطر كبيرة وبالتالي اللجوء له يكون خيار أخير لأي طبيب أو أهل المريض نفسه، لكن في حالة قدر الله أن تنجح العملية يستطيع وقتها الإنسان أن يعيش حياة طبيعية تقريباً مع الأخذ في الإعتبار طبعاً أنه سيعاني من بعض الأثار الجانبية .. في بعض الحالات يعاني المريض بعد العملية شكل من أشكال الشلل في الجزء الأيسر أو الأيمن – حسب الجزء الذي تم إستئصاله من الدماغ – لكن من 50 % لـ 90% من المرضى يتعافون تماماً من نوبات الصرع ومعظمهم يستطيع أن يمشي بشكل شبه طبيعي أيضاً، وهذه العملية ليست بالضرورة أن تؤدي لعجز معرفي كلي عند المريض
المرضى الصغار في السن على سبيل المثال يعانوا من تأثيرات جانبة أقل من الكبار، والسبب في ذلك أن النصف السليم من دماغهم يكون مازال في مرحلة النمو وبالتالي يعوض بعض خصائص الجزء الآخر الذي يتم إزالته
***
وفي نهاية المقال دعوني أوضح أن جسم الإنسان يعمل بشكل أفضل عند وجود كل الأعضاء وقيام كل منهم بوظيفته، لكن من رحمة الله سبحانه وتعالى وإبداعه في خلقه للإنسان سُمح لنا في حالة إصابة أحد هذه الأعضاء أن نكمل حياتنا بشكل طبيعي ولو بشكل نسبي، وهذا يجعلنا نتأمل في قدرة الله سبحانه وتعالى ليس فقط في قدرته لكن في رحمته أيضاً
سأل مدرس أحد طلابه:” أيهما أكثر مثالية برأيك الحاسوب أم مخ الإنسان ؟؟ “..
فأجاب الطالب بلا تردد:” مخ الإنسان بالتأكيد ، لأن مخ الإنسان هو الذي أخترع الحاسوب “..
– ياترى هل هناك أعضاء أخرى يستطيع الإنسان أن يعيش بدونها ولم أذكرها بالمقال ؟ ..
– وهل تعرف أحد من أقاربك أو معارفك أجرى أحد هذه العمليات وتمت بنجاح ؟ ..
– أخيراً .. هل تعتقد أن الأجهزة الميكانيكية أكثر مثالية عن الأجهزة العضوية ؟؟ .. أترك لك الإجابه حسب إعتقادك ..
كلمات مفتاحية :
– Total Gastrectomy
– Cholecystectomy
– Nephrectomy
– liver resection
– Pneumonectomy
– Splenectomy
– Hemispherectomy
تاريخ النشر : 2021-03-22