تجارب ومواقف غريبة
الحذر والاحتراس ما بين الجن والإنس
للتواصل : [email protected]
بدأت هذه المرأة معدومة الملامح بتهديد زوجة عمي بأن هذه المرة قد أتت لها لتنبهها |
مرحباً بالجميع ، أحببت أن أقص عليكم بعض الحوادث التي حدثت في بيت أهل أبي ، وخصوصاً في بيت عمي .
عمي وزوجته وأولاده يسكنون في الطابق الثاني ، أما الطابق الأول فهو يخص كل العائلة .
كان كل شيء طبيعي و لسنوات ، إلى أن قررت زوجة عمي الساكنة في الطابق الثاني أن تتخذ إحدى الغرف للأشياء التي لا تريدها ، بمعنى إن هذه الغرفة أصبحت مثل المخزن .
و بيت جدي الساكنين في الطابق الأول قاموا هم كذلك بوضع بعض الأشياء في هذه الغرفة ، و تم هجرها بالكامل ، على الرغم من أن هذه الغرفة موقعها كان في وسط البيت إلا أن الدخول إليها كان نادر جداً ، و استمر الحال إلى أن اكتشفت زوجة عمي أن الغرفة أصبحت مسكونة ، لم يكن بيدها أي شيء لتعيد ملكية الغرفة لها و لعائلتها ، حاولت مراراً وتكراراً تشغيل القرآن وخصوصاً سورة البقرة ، ولكن من دون أي فائدة ، فهم لم يخرجوا ، والسبب أنهم على الأرجح مسلمون .
إليكم التفاصيل :
كيف علمت زوجة عمي أن الغرفة مسكونة ؟
وكيف علمت أنهم عائلة ؟.
بعد أن تم هجر الغرفة ، و في صباح أحد الأيام كانت زوجة عمي في الصالة ، وأبنائها في المدرسة ، و زوجها في العمل ، فلم يكن في البيت سواها هي و ابنتها الصغيرة ذات ال4سنوات .
ابنتها الصغيرة ذهبت لتلعب في سقف المنزل ، وهذا المكان مخصص لتنشيف الملابس بعد تغسيلهم ، كانت تلعب إلى أن رأت عمتي أخت أبي وأبوها ، وكانت عمتي تغسل الملابس ، فجلست ابنة عمي الصغيرة تتكلم معها ، وعلى ما يبدو أنها أمضت الكثير من الوقت معها ، ثم تركت مكان جلوسها لتنزل مستجيبة لنداء أمها لها ، زوجة عمي بدأت تسأل بنتها أين كانت ؟ فأتى رد الصغيرة أنها كانت على السقف مع عمتها ، قصت عليها أن عمتها كانت تغسل الملابس .
عندما سمعت زوجة عمي هذا الكلام من ابنتها ، على طول أحاطت بها الحيرة من كل جانب ، فهي تعلم أن عمتي في العمل ، ولكن سرعان ما خالجها شعور أن تكون عمتي قد أخذت إجازة ، و لكي تقطع الشك باليقين ذهبت للسقف كي تتأكد ، ولكنها لم تجد العمة و لم تجد أي أثر للغسيل ! فأسرعت نزولاً إلى الطابق الأول لترى إن كانت العمه موجودة أم أنها في العمل ، فوجدت أن عمتي غير موجودة ، ففهمت أنها في عملها .
عندما عادت عمتي إلى المنزل ، ذهبت زوجة عمي إليها وقامت بإخبارها عما حدث ، فأتى رد عمتي كالصاعقة على زوجة عمي ، وكان كالتالي : و هو أن هناك الكثير من المواقف التي واجهتها في الطابق الثاني أي منزل عمي وزوجته ، ولكنها لم تخبر زوجة عمي ، كي لا تصاب بالهلع والخوف ، ومما حدث هو :
أنها كانت في بعض الأوقات تصعد متوجهه نحو غرفة المخزن من أجل أن تأخذ بعض من أشيائها التي تركتها مكدسة فيها ، و كانت تلاحظ أن بعض من ملابسها قد تم تحريكها من مكانها بشكل كبير ، وغير ذلك ، كانت هناك آثار تدل على أن الملابس قد تم ارتدائها و تمت تجربتها ، فالملابس التي تخلت عنها و تركتها في الخزانة ، كانت مكويّه و مرتبة ، لكنها عندما كانت تدخل إلى الغرفة كانت تلاحظ أن بعض من ملابسها تبدو عليها التجاعيد ، في البداية تعجبت من ذلك ، ولكنها سرعان ما تغاضت عن الأمر ظناً منها أنها مخطئة.
ولكن ما حدث بعد ذلك جعلها تدرك أن ملاحظتها بخصوص الملابس كانت صحيحة ، وليست تخيلات منها ، فقد صعدت مجدداً إلى غرفة المخزن بسبب احتياجها لبعض الأشياء و تركت خلفها الباب مفتوح كالعادة .
عمتي هذه المرة أطالت المكوث أكثر من المرة السابقة ، وعلى ما يبدو أن من كان فيها قد انزعج من تواجدها ، فما كان منه إلا أن يقوم بصرفها من الغرفة بأسرع ما يمكن ، فقد لمحت عمتي اخوها و الذي هو أبي ماشياً من أمام الغرفة متجهاً نحو الدرج ، فما كان منها سوى أن تناديه باسمه ، ولكنه لم يرد عليها .
فنال منها فضولها لتنهض من مكانها و تتجه لخارج الغرفة لتراه ، ولكنها لم تجده ، فتسمرت واقفة تأخذها الدهشة والريبة مما حدث ، فكيف لأبي أن يختفي بهذه السرعة ، فالدرج طويله ، ولا يمكن أن يتم نزولها بهذا الوقت القياسي ! فسارعت بالنزول للطابق الأول ، فقد شعرت بالتوتر.
كانت هناك أشياء كثيرة غير معقولة بالنسبة لعمتي ومنها ، أن أبي لا يمكن أن يصعد بصمت وبكل هدوء للطابق الثاني ، و فوق ذلك هناك حجبة بين أبي و زوجة عمي ، ولهذا ليس منطقياً أن يصعد من دون أن يلمّح عن صعوده ! لم تخبر عمتي أحد بما حدث ، وخصوصاً عمي و زوجته.
ولكن عندما فتحت زوجة عمي هذا الموضوع المريب ، لم تستطع عمتي الصمت أكثر و باحت بما لديها .
القصة لم تنتهي هنا ، فبعد أشهر تقريباً من ظهور عمتي وهي تغسل الملابس تفاجأنا بزوجة عمي تحكي لنا أن هناك حادثة مرعبه مرت معها مؤخراً ، قالت : إنها استيقظت من نومها في منتصف الليل بسبب كابوس ، ظنته للوهلة الأولى أنه حقيقة.
الحلم كان كالتالي :
جاءتها أمرأة ملامحها غير واضحة ، كانت غاضبة ، وكانت تخاطب زوجة عمي بكل غضب ، قائلة : أن ابن عمي قام برمي قارورة ماء إلى الغرفة التي تعيش فيها هي وأبنائها ، وهذه القارورة كادت أن تصيب ابنها .
ثم بدأت هذه المرأة معدومة الملامح بتهديد زوجة عمي بأن هذه المرة قد أتت لها لتنبهها ، فمثل أن لدى زوجة عمي أبناء ، فهي أيضاً لديها أبناء ، وآخر تهديد نطقته : أقول و أكرر إذا حدث سوء لأحد أبنائي بسبب أبنائك ، فأنا حتماً سأنتقم .
بعد أن استيقظت زوجة عمي مفزوعة من هذا الكابوس كانت تشك من أن ما رأته حلماً ، لأنها شعرت و كأن كلام المرأة كان واقعياً ولم يكن حلماً أبداً ، لكنها عندما هدأت و ضبطت أنفاسها المتسارعة ، بدأت تستوعب و ترى ما حولها أدركت أنه حلم ، فزوجها نائم بكل هدوء ، وهذا يثبت أن المحادثة التي حدثت كانت في الحلم و لم تكن في الواقع .
عندما نهض الجميع في الصباح ذهبت زوجة عمي إلى ابنها الذي أشارت إليه المرأة في الحلم ، أو لنقل الجنية ، قامت بسؤاله إن كان قد رمى قارورة بالأمس في الغرفة ؟ فرد عليها أنه بالفعل قد رمى القارورة لداخل الغرفة .
زوجة عمي علمت أن المرأة أو الجنية التي أتتها في الحلم ، لم تكن تكذب ، فأخبرت عمي بذلك ، وقال لها أن تشغل سورة البقرة كل يوم ، و مع هذا لم يذهبوا من الغرفة ، ففهمت زوجة عمي أنهم مسلمين ، فالقرآن لا يؤثر بهم ، لكن الجنية من بعد تلك الحادثة بدأت تداوم على زوجة عمي و تأتي في الأحلام لتضايقها .
هذه الجنيه على ما يبدو أنها كانت تحاول إزعاج زوجة عمي كي تجعلها تذهب لزوجها و تطلب منه الانتقال إلى منزل آخر ، و لكن زوجة عمي ذات إيمان قوي ، فلم تخف منها بل التزمت على قراءة القرآن وتحصين عائلتها بالأذكار .
حتى أنه في مرة من المرات لم تأتي الجنيه لزوجة عمي في الحلم بل أتى رجل ملامحه غير واضحة ، وكان يحاول مضايقتها بالكوابيس ، و لكن عمي و زوجته لم يكترثوا لهم ، فهم على أي حال لا يستطيعون الانتقال لبيت آخر ، والأسباب كثيره.
عموماً أصبحت زوجة عمي عندما تريد الدخول للغرفة تقوم بطرق الباب قبل دخولها ، فإذا لم تقم بطرق الباب ، احتمال أن يصطدم الباب عندما يفتح بأحدهم .
وطبعاً أخبرت أبنائها أن يذكروا الله عند فعل أي شيء ، ولا يقتربوا من غرفة المخزن ، ولكي تضمن سلامة أبنائها ، أخبرتهم بسكون الجن في هذه الغرفة ، وأبنائها لم يخافوا ، بالعكس أثبتوا أن لديهم قلوبٌ قوية وشجاعة.
و أنا حدث لي موقف في هذه الغرفة تقريباً قبل سنة ، قررت أن أنام في بيت جدي مع عماتي وبناتهن ، وسهرنا إلى حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، هنا قررنا أن نقوم بجلب فرشان للنوم .
بيت جدي معهم فرشان مخصصة لهم في بيتهم ، ولكن عندما يكثر عدد الذين سينامون عندهم فإنهم يضطرون للصعود لغرفة المخزن وجلب الفرشان الاحتياطية الموجودة فيها .
عمتي كانت ستصعد إلى فوق ولكنها كانت بحاجة إلى إحدى البنات من أجل أن تساعدها في إنزال الفرشان ، كلنا ترددنا بالصعود ، وخصوصاً وأن لدينا علم بأننا إن صعدنا سنكون تحت المراقبة ، هذا في أحسن الأحوال ، و في أسوأها ، على أي حال كان خيالنا قد سرح بنا إلى البعيد.
إحدى البنات خرجت لنا بحل ، ألا وهي الحجر ورقه مقص ، و مع الأسف أنا خسرت ، جميعهن كن سعداء بأنهن لم يخسرن ، فالموضوع فيه جن و الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، وأنا رحت فيها ، قرأت آية الكرسي واستعديت للصعود ، لكن عمتي استوقفتني و ذكرتني بقراءة المعوذات ، تحصنت و صعدت مع عمتي ، بصراحه كنت قليل متوترة ولكني لم أكن خائفة ، فالجن الموجود في الغرفة ليسوا مرعبين ، وليس لهم سوابق كالذي نقرأ عنهم في قصص الرعب ، قامت عمتي بفتح الباب بالمفتاح وذكرت الله ومن ثم قامت بطرق الباب لتعلمهم بدخولنا ، و أنا كنت متسمرة أحاول مخادعة عقلي بأن الغرفة طبيعية و لا وجود لأي شيء مخيف ، لكن حتى و إن أقنعت عقلي ، فالقلب لم يستمع للخداع ، بل سارع بنبضاته .
عندما دخلنا الغرفة ، قامت عمتي بتشغيل النور ، وكان الصمت في الغرفة سيد الموقف ، بدأت اسحب أول فراش متناسية قدر المستطاع أن الغرفة مسكونه ، و أخرجته خارج الغرفة ، ثم عندما عدت لأخرج الثاني ، لا أعرف لماذا نظرت إلى عمتي في تلك اللحظة ، ربما لأنني لم الحظ تحركها لإخراج الفرشان ، ما رأيته على وجهها جعلني ارتبك وأتظاهر بانشغالي في محاولة إخراج باقي الفرشان ، رأيت على وجهها ابتسامه لا معنى لها في ذلك الموقف ، لم تكن تبتسم فقط بل كانت تتفوه بكلام لكن بصمت ، أي أنني رأيتها تحرك شفتيها من دون صوت ، وتحدق بالجدار الموجود خلفي .
أنا ارتعبت ، لأن الموقف الذي نحن فيه لا يحتاج أي ابتسامه ، أبعدت نظري منها وحدقت بالفراش الذي كان بين يدي ، بدأ التوتر يلعب بي من كل جانب ، أقنعت نفسي أنها بالتأكيد كانت تقرأ شيء من القرآن ، لكن و في تلك اللحظة ذكرت أنها قد حصنت نفسها بقراءة كل شيء، يحميها منهم ، من فرط التوتر والضغط الذي كنت فيه ، نظرت إليها مرة أخرى و رأيتها و قد بدأت بتحريك الفراش الذي بيدها ، ولكن مهلاً الابتسامة لم تختفي ! لم أستطع التحمل أكثر من ذلك ، فالخوف تملكني ، تركت الفراش الذي كنت أريد إخراجه وتركت عمتي خلفي وهربت ، أساساً لم أعد متأكدة إن كانت عمتي أو لا !.
نزلت الدرج بسرعه جنونيه ، السرعة تلك التي كنت فيها لا تُصدق ، نزلت للطابق الأول وفتحت باب الغرفة التي كانت فيها عماتي وبناتهن كل من في الغرفة ارتعب من فتحت الباب المباغتة التي قمت بها ، أما أنا فقد استقريت جالسة بركن المجلس ، وكنت أحدق بالجميع ، وكلهم كان يسأل : ما الذي حدث ؟.
طبعاً كان لديهم علم أن ما حصل كان له علاقة وثيقه بغرفة المخزن ، ولكن لا يعلمون ما الذي جرى بالتحديد ، هناك بنت من بنات عماتي سألتني بكل لهفة : هل تحركت أبواب الدولاب الموجودة في الغرفة لوحدها ؟ أم أنك رأيتِ أقدام حمار ؟.
بعد أن هدأت و ذهب كل الخوف الذي كان مسيطراً علي ، قلت لهم ما جرى ، وأن الخوف تمكن مني ، مع أن ما حدث لم يكن مرعباً بذلك الشكل ، ولكني لم استطع تحمل البقاء في تلك الغرفة ، ثم بعدها أقبلت علينا عمتي و هي تضحك و تقول: هل رأيتم ، لقد تركتني خلفها و اضطررت لإنزال كل الفرشان ، أنا لم اتركها تتكلم أكثر من هذا وسألتها بكل شجاعة لأن الجميع حولي وأشعرني ذلك بالأمان : لماذا كنتِ تبتسمين وتتكلمين بينك وبين نفسك بصوت لا يكاد يسمع ؟.
هنا ردت عمتي مجيبه على سؤالي : كل هذا توهم منك ، فأنا لم أكن ابتسم ولا شيء !.
و الجميع بدأ يضحك على موقف هروبي وترك عمتي خلفي بسبب الخوف ، ولكن ضحكاتهم كانت مشحونة بالتوتر ، لم تكن ضحكات صادقه و مرحة.
كان الجو متكهرب ومشحون بالتوتر ، و مع هذا فقد أقفلنا الموضوع و بدأنا بفتح مواضيع أخرى ليس لها أي علاقه بالجن ، أنا تغاضيت عن ما حدث ، ولكني التزمت بذكر الله بشكل متواصل .
فرشنا كل الفرشان وقمنا بتنظيفها و ذكر الله عليها ، ثم قمنا بتغطيتها بالحاف ، فهناك احتمال أن يكونوا قد تمددوا عليها ، لذلك أخذنا حيطتنا ، ثم أكملنا سهرتنا إلى بعد صلاة الفجر ، وبعدها نمنا .
أذكر أنني قبل أن أنام قرأت آية الكرسي أكثر من عشر مرات ، عدتها مراراً و تكراراً إلى أن نمت .
عندما استيقظنا في الصباح ، قالت عمتي : من سيساعدني لإعادة الفرشان ؟ ونظرت إلي بطرف عينها ، عندما لاحظت أنا ذلك ، قلت مسرعة : لا والف لا ، أبداً ، لا يمكن أن أصعد لتلك الغرفة وخصوصاً معك أنتِ .
فضحكت عمتي بصوت عالي ، لكني كنت متمسكة برفضي ، فصعدت معها إحدى البنات ، و أعدن الفرشان من دون أي ضجيج أو ركض .
لم احب أن افتح الموضوع لعمتي من جديد ، وخصوصاً عندما كانت تحدق بالجدار .
فهي قد أنكرت أنها كانت تبتسم فما بالكم بتحديقها للجدار !.
والى الآن الغرفة مسكونة و الصمت يحوم حولها .
تاريخ النشر : 2021-09-13