الفارس المقطوع الرأس
وجدت رجلاً طويل القامة يتمشى فوق السطح ذهاباً وإياباً |
يقولون إن الصغار بالسن لا يتذكرون ما يحدث حينما يكبرون وهذا الراجح عند الكثيرين من الناس ، ولكن قصتي التي حدثت لي لن انساها ما حييت ولم تغادر ذاكرتي حتى الأن .
وُلدت بمنزل في حي معروف وكان يعتبر بيت العائلة الكبير في الحي آنذاك وكانت معي شقيقتي الوحيدة أطال الله في عمرها و والدتي و زوجة والدي رحمهما الله وكنت بعمر الأربع سنوات وشقيقتي بعمر الخمس سنوات ، وكان البيت واسعاً إلى أن حدث ذات مرة عندما كانوا أهلي نيام وكنت صاحياً لم أنام وشعرت بالملل ، وطبعاً كانت أنوار الغرف مطفأة لأن الجميع نيام ، و بعد تقلبي بفراشي سمعت صوت ضجيج بحوش المنزل القريب من غرفتي ( الفناء ) فذهبت لكي أشبع فضولي البريء و أعرف ما هو مصدر الصوت
و بينما كنت أمشي واضعاً يدي بين عيني أفركهما ، رأيت ضوءاً شديداً فوق السطح ! فلما رفعت رأسي لكي أشاهد مصدر الضوء وجدت رجلاً طويل القامة يتمشى فوق السطح ذهاباً وإياباً ويلبس رداءً أسود بدون رأس و كان يمسك كاميرا بولارويد الفوتوغرافية بيده ويقول لي : أتريد أن التقط لك صورة يا صغيري ؟ طبعاً بما أنني طفل صغير لا أعرف الرؤوس المقطوعة لأنها لم تمر علي لصغر سني و براءتي ، فقلت له : التقط ، فاشعل الفلاش بيديه ولم أجد نفسي إلا بحضن زوجة أبي و أنا مرمي بالحوش و هي تبكي بشدة وتحضنني بصدرها وتقول : ماذا حدث لك يا ولدي ، لماذا أنت مغمي عليك هنا ؟
للأمانة أحسست بإجهاد كبير و كأن أحداً ألقى بي من الطابق العلوي إلى الأرض ! وأخذتني وحضنتني بغرفتها حتى الصباح الباكر ، وأخذتني مع والدتي إلى مستشفى عام وكشف علي الطبيب وقال لهما : الولد بخير لكن أظن أنه حصلت لديه صدمة شديدة أو خوف شديد ! لكن صحته جيدة ، فلما ذهبنا إلى المنزل أخبرت أمي و زوجة والدي التي كنت أحبها نفس أمي بالضبط بما حصل لي مع الفارس مقطوع الرأس الذي صورني
ومنذ ذلك اليوم قبل النوم كانوا يغلقون الغرفة علي و يناموا معي حتى لا أخرج بالليل وأشاهد الشبح مقطوع الرأس.
تاريخ النشر : 2019-04-20