بمفردي
![]() |
و انا هنا امامك لا اعرف اين انا و من جاء بي الى هنا |
هل تعلم ما هو أصعب إحساس يمكنك الشعور به ؟
طبيعي لا تعلم ؟ سأوفر عليك الإجابة انه إحساس الحرمان !!!
نعم نعم . ستجادلني في هذا……… طبيعي .فأنت مجادل بطبعك يا صديقي ؟ ولكن اقترح عليك أن تسألني أولا ماذا اقصد بالحرمان ؟
حسنا حسنا يا صديقي لا تغضب سأجيبك؟
انه الحرمان في حد ذاته؟ .. فهناك اشياء قد تظنها تافهة و لكن صدقني ستشتاق اليها ان حرمت منها . فالحرمان في رأيي يتسع كل شيء تمتلكه و يمكن ان يسلب منك؟
و الآن لماذا تنظر إلي هكذا تحدق في ملامحي وكأنك خائف مني . و تنظر الى جسمي الهزيل بأشمئزاز؟
اقدر خوفك و اشمئزازك فانا نفسي ان نظرت في المرآة فسأفزع نفسي .و لكني لم أكن هكذا دوما ؟ نعم
لقد كنت رجلا مهندما و سمينا . نعم . لا ترمقني بتلك النظرة . فتلك العظام الناتئة من كتفي و صدري و وجهي لم تكن تظهر تحت تلك الدهون التي كنت امتلكها يوما ما…
نعم لقد كنت سائق قضيت معظم وقتي اجلس في السياره و لهذا كنت قليل الحركه ………. حسنا حسنا
لا تصرخ هكذا . سأختصر فأنا اعلم انك لا تحب التفاصيل المملة و لكني أحب أن اذكرها حتى أتذكر تلك الحياة التي كنت أمتلكها يوما ما
علي العموم . كما ذكرت فانا كنت سائق و لكن من نوع خاص !!!
نعم لا تتعجب هكذا. سأبسطها لك
ان اردت ان تنجز شيئا ؟ تخاطبني و نتفق علي الميعاد و السعر و أقوم بالتوصيل؟
نعم أراك تنظر إلي تلك النظرة؟ تلك النظره التي كنت انظرها لنفسي احيانا في المرآة ؟ نظره الاتهام ؟
تلك النظره التي استشعر بان روحي احيانا تخرج من هذا الجسد الهزيل و تنظر إلي بها تلومني علي ما نحن فيه!!
نعم فمعظم ما كنت انجزه كان غير قانوني . نعم كنت طرف في كثير من الجرائم والعمليات المشبوهه و لكني اعتدت الشعور بالذنب…
نعم يمكنك ان تقولها لي . لا تخجل؟ اتريد ان تقول باني مجرم أم بأني منعدم الضمير ، اوافقك بكل ماستقوله فلا تأبه لتلك الدموع التي تتساقط من عيني و انا احدثك فانا الآن اشعر بالندم و لكني اتذكر وقتا لم اكن اشعر حتى بتأنيب الضمير!!
و لكن تلك كانت الحال و تلك كانت مهنتي التي اخترتها لنفسي. و في يوم عادي تلقيت اتصالا كالعادة من رقم مجهول .
وطلب مني أن اذهب لذلك العنوان و ان انتظره هناك ؟ حتى يسلمني الطرد و يعلمني بالمطلوب…
و كالعادة أعطيته رقم حسابي البنكي حتى يحول لي الدفعة المقدمة و عاده انتظر من 5 الى 10 ساعات لحين وصول المبلغ . ولكن تلك المرة وصل المبلغ في اقل من نصف ساعه .
و قبل الميعاد المحدد ارتديت ملابسي و جهزت سيارتي و ذهبت ……..
و عند ذلك النفق توقفت ليلا لا احد هناك و لا احد يسير و لا اسمع صوتا من احد فأنا تقريبا بمفردي. و لكني معتاد على هذا فكما قلت ان عملي غير قانوني و الجريمة تحب الظلام حتى يسترها.
و انتظرت ان تأتيني اي مكالمه او يأتيني شخص ما و لكن بلا جدوى و هكذا ظللت انتظر و انتظر في السيارة . دقيقه تلو الاخرى و ساعة تلو الاخرى . حتى غفوت .
و استيقظت و انا هنا امامك لا اعرف اين انا . و من جاء بي الى هنا و لا اعرف ما الوقت . هل نحن في نفس البلد ام خارجها . لا اعرف اي شيء ابدا . غير اني في مكان مظلم و كريه لم اتناول شيئا منذ مدة بأستثناء كسور الخبز المتناثره في المكان ولم اشرب شيئا الا ذلك السائل المعبأ في زجاجات لا اعلم ما هو و لكنه يروي عطشي الذي يقسو علي كثيرا و برغم طعمه المقزز إلا انني اعتدت عليه . نعم هل تصدق؟
عجيب ما يستطيع ان يعتاد عليه الانسان في تلك الظروف يا صديقي!!!
و هل تعلم ما المضحك في الموضوع؟
انني حتى لا اعلم لماذا انا هنا ؟
هل هذا انتقام ام للتسليه ام يريدون مني مال ام ماذا ؟
ما رأيك يا صديقي هل تعلم لماذا انا هنا ؟
لماذا لا تجيبني فتلك المرة المليون ربما التي احكي لك فيها قصتي و لا القي منك اي رده فعل؟
اجبني ؟ هيا ؟ لا تكن قاسي القلب هكذا ؟
اجبني ؟ هيا أيها الجاحد لقد خارت قواي . الم ترى دموعي و أنا احكي لك ؟ ألم ترى البؤس و الندم في عيناي؟ هل ترى ما قد وصلت اليه؟ لقد اقتربت من ان …. من ان …. أصبح مثلك .
نعم لقد اقتربت أن أصبح جثه هامدة .
………………….. حسنا حسنا…لا تغضب مني يا صديقي ؟
فالأصدقاء يتحملوا بعضهم البعض
لا عليك .سأحكي لك من البدايه و لكن اسمعني تلك المرة جيدا حتى نفهم ما الذي يحدث …حتى نستطيع الهروب .
نعم انا و انت .. لن اتركك يا صديقي ..ان هربت سأخذك معي
انصت الان جيدا الي. لقد كنت سائق قضيت معظم وقتي اجلس في السيارة ……….
…………………..
…… تمت ………..
تاريخ النشر : 2015-03-21