Facebook YouTube Email color

القسم : أدب الرعب والعام

حبيسة المريخ

حبيسة المريخ
بقلم : رمضان سلمي برقي - مصر
للتواصل : [email protected]

***

في ضوء قمر خافت لليلة من ليالي الشتاء قارسة البرودة؛ عاد "سالم" من الحقل إلى الدار راكباً حماره، مخترقاً الطريق الغارق في الضباب بين الحقول، وعلى أُذنيه تتناوب شتى أصوات الليل من صرير الجراد، وعواء الذئاب، ونباح الكلاب، والحمار يتحرك ببطء تارة، ويحرِن تارة أُخرى، ولسعات العصا تنهال من سالم على مؤخرته، وبكعبي قدميه يوالي لكزاته على بطنه، وتتحرك أُذناه في كل الاتجاهات الآتية منها الأصوات؛ وكأنه يخشى هجوماً مباغتاً من كلب أو ذئب كعادته في كل إياب لهما بالليل، وفي كل مرة يصيح سالم به غاضباً:
- حمار جبان... حتّام أتحملك؟ لقد ضقت ذرعاً من مكرك... يارب متى تفرجها عليَّ وأبدِّل بالمكَّار هذا سيارة، أو دراجة نارية؟!
يَقْطُنُ سالم مع أسرته في دارٍ من طابقين تقع بين الحقول بأطراف القرية. وما إن وصلها حتى تخلص من الحمار وقيَّده بالزريبة، وصعد السلم الخارجي، واختلى بنفسه في غرفته بالطابق الثاني.
أحضر من الصوان الكتاب الذي وجده من قبل بأحد المغارات الجبلية شرقي القرية، وقتما كان يبحث عن أي كنوز أو أي وسيلة لجلب المال، وكان آنذاك بصحبة رهط من الدجالين والمشعوذين؛ هكذا كان إحساسه بهم، ورغم ذلك واصل معهم على أمل أن تصدُف معه ولو مرة وتُفرج بعدما كان يظنها لن تُفرج، ولكنها لم تصدُف ولم تُفرج، بل أحياناً كان يصرف من جيبه عليهم، واعتقد وقتذاك بأن ذلك الكتاب لابد أنه كتاب سِحر، وستتحق أمنياته أخيراً، وسينفك نحسه للأبد، فأخذه دون أن يشعروا به، وخبأه بجيبه، واستعد لهذا اليوم الشتوي، الذي نامت به أسرته مبكراً بسبب البرد والضباب؛ كي يفتحه ويُحضِر خُدَّام الكتاب من الجِنْ؛ كما كان يشاهد رفقائه المشعوذين يفعلون أمامه من قبل، ليكتشف به الكنوز والخبايا ويخرجها، ويبيعها ويتغير الحال ويتخلص من حماره المكَّار
ومن وقت عثوره على الكتاب صار يتهرب من المشعوذين، ويتقاعس عن مرافقتهم حتى انفصل عنهم تماماً.
أشْعَلَ الفحم بالمجمرة، ونثر البخور فوقه وتركها أرضاً غير بعيدة عنه، رفع وجهه فبدا شاباً بالسابعة والعشرين من عمره، شاحب الوجه، هزيل البنيان، مرتدياً سروالاً من الصوف، ومعطفاً مهترئاً ثقيلاً.
جلس متربعاً على الزربية الخضراء، بَدَتْ الغرفة من حوله كبيرة ذات إضاءة خافتة تَشِعُ من قنديل معلق بالجدار، وكان في جانبها سرير متهالك وصوان صغير، وبالجانب الآخر الزربية حيث يجلس، وغير بعيد عنه نَمرَقة مسجاة، ومن خلفه الباب.
جَذَبَ النَمرَقة أمامه؛ وضع فوقها الكتاب، فوجد غلافه من جلد سميك بني اللون، مرسومة عليه بوابة حجرية مزخرفة، ومن حولها حراس بحرابهم، وحروف هيروغليفية ورموز!. فتحه، فوجد صفحاته من جلد أصفر رقيق، وعلى وجه أول صفحة بالكتاب؛ وجد نقش لمنمنمة صغيرة، بدا أنها رسم للمجموعة الشمسية "درب التبانة" وفي وسطها رُسِمَ مساراً حلزونياً منطلقاً من كوكب الأرض إلى الكوكب المجاور له الرابع بالمجموعة: "كوكب المريخ" دونما أن يُقطع -ذلك المسار- بأي نجم أو كويكب آخر.
وكان هناك حزاماً حول المريخ به بعض علامات مبهمة وحروف، وتُلحظ بصعوبة نقطة سوداء بنهاية المسار فوق سطح المريخ.
لم يكترث لهذا كله، ولم يفهمه، قَلَبَ الصفحة ليفهم أكثر؛ فتحركت وعادت أدراجها كما كانت تلقائياً، قَلَبَها مرة أخرى، فعادت كما كانت ثانية، تَمْتَمَ حانِقاً:
- أَعْتَقِدُ أن خدام الكتاب بدأوا مداعبتي!.
قَلَبَ الصفحة ثالثة، فكانت الصفحة التالية سوداء، وقبل أن يمعن البصر فيها، شَعَرَ بأن الغرفة تهتز بشدة، فنظر إلى ما حوله؛ فوجدَ كل شيء يتراقص عداه! قرر أن يتماسك ويتحمل من أجل تحقيق حلمه في الثَّراء.
فجأة؛ انطفأ القنديل من الاهتزازات، وأظلمت الغرفة؛ عندها فقط ازدرد رضابه، ولكنه فَكَرَ إذا ما أصابه خوف؛ هلك لا محالة، لذا قرر أن يظل متمسكاً بالشجاعة لاجتياز تلك الاختبارات ليسيطر على قوة الكتاب، ومن ثم يطلب كل ما يتمناه.
مد يده، تَحَسَسَ الكتاب؛ تناوله ثم وضعه بحجره وأطبق عليه بكلتا كفيه؛ عندها تحول الظلام من حوله إلى فضاء مظلم تناثرت به النجوم والكواكب، وشعر بأنه داخل مركبة فضائية بلورية شفافة تنطلق به من الأرض وتجتاز الفضاء بسرعة فائقة ! حتى أنه لم يستطع الالتفات يمنة أو يسرة، وكأنه تجمد داخل جسده، صار يتنفس بصعوبة، وانخفض معدل نبضات قلبه، وفجأة؛ ظَهَرَ ذلك المسار الحلزوني المرسوم بمنمنمة الكتاب مضيئاً أمامه بعد أن ولجته سفينته الوهمية.
بعد لحظات وجد نفسه يقترب من كوكب المريخ، وشعر بأن مركبته الوهمية ستهبط به على سطحه؛ أحس ببرودة المناخ، وبدا المريخ لوهلة؛ أنه كوكب صخري ذو جبال شاهقة، ووديان ممتدة، ويدوران من حوله قمرين صغيرين.
تبَدَّتْ تلك النقطة السوداء التي رآها فوق سطح المريخ بالمنمنمة أمامه كنقطة سوداء صغيرة ومن حولها جبال جليدية بيضاء، ولكن سرعان ما اِتْسَعَتْ النقطة حتى ابتلعته، وعندها فقط؛ فقد الوعي، وأظلمت الدنيا من حوله.
لا يعرف كم مر من الوقت؟ ولا يدري أين هو؟ وشعر بنفسه وقد بدأ باستعادة وَعْيه، وأحَسَ بخَدَر شديد طال جسمه، حاول فتح عينيه، وبالكاد فتحهما متألماً، وما إن فتحهما حتى اننْتَفَضَ واقفاً، وجال ببصره فيما حوله وتمتم متسائلاً:
- أين أَنَا؟
وَجَدَ الكتاب ملقى أرضاً؛ تناوله ودفنه بجيب معطفه، نَزَلَ من فوق مصطبة صخرية كان مسجى فوقها؛ دلف مشدوهاً لاستكشاف المكان من حوله، فبدا أنه كهف عظيم منحوت في الصخر الأحمر ذو البريق المعدني.
تقدم في السير متعجباً، وجد الكثير من برك واسعة مليئة بالماء منحوتة بأرضية الكهف الصخرية، وعلى حوافها نمت شجيرات كثيرة مورفة خضراء اللون، جذورها ضاربة في القاع، ورأى بِركاً أخرى بها سوائل ذات ألوان داكنة تغلي وتبقبق وتتصاعد منها ألسنة البخار! تقدم أكثر مخترقاً النور الأبيض الناعم المنتشر بالكهف متسائلاً :
- أين مصدره؟
اقترب من بركة، انعكستْ صورته على صفحة مائها، وجد فقاعات هواء كثيرة آتية من الأعماق البعيدة، اِغْتَرَفَ منها بيديه وشرب على مضض، تمتم:
- ماء غير آسن، لكن رائحته حديد !.
وَقَفَ بين الأعمدة الصخرية العظيمة التي تنتشر بالكهف على مسافات متباعدة وتشبه إلى حد كبير الأعمدة بمعبد الكرنك؛ متأملاً الدقة التي نُحِتَ بها الكهف الجميل.
تقدم أكثر مخترقاً طبقات ضباب أحمر رقيقة تشبه السحاب بانبهار، ومن حوله البرك العجيبة، تَمْتَمَ مَشدوهاً:
- مؤكد أني أحلم... لا ليس حلم... إِذَاً ما كُنْهُ ذلك المكان؟ ربما كان المريخ بالفعل! ولكن كيَّفَ أتيت؟ الكتاب... أجل، السر في الكتاب!. ولكن المريخ لا ماء ولا هواء على سطحه! هل قلت سطحه؟ أنا لست فوق سطحه بل تحت سطحه!.
وخَلَصَ إلى أنه بكهف عجيب منحوت أسفل سطح المريخ، والأدهى أن به ماء وهواء، وربما توجد به مخلوقات مفترسة، وشعر بالقلق، وتساءل:
- كيَّفَ نقلني الكتاب إلى هنا؟
قرر أن يفتح الكتاب ليجد ضالته، وقتئذ؛ جلس فوق مصطبة صخرية بجوار بركة ماء، وفتح الكتاب، وقلَب صفحة منمنمة الكواكب؛ فوجد الصفحة السوداء، أَمْعَنَ البصر فيها، فوجد بها رسم يشبه كف إنسان مشعة في ليل مظلم، وفوقها رسومات لنجوم وكواكب وحروف هيروغليفية كثيرة، تمتم:
- لربما وضعتُ كفي بالظلام دون أن أدرك فوق رسمة الكف فحملتني قوة الكتاب إلى هذا الكهف بكوكب المريخ!
وتساءل فيما سيفعله؛ أيعود إلى الأرض أم يستكشف المزيد؟ ولكن كيَّفَ سيعود؟ ورجَّح أنه ربما عندما يضع كفه على الكف المرسومة بالصفحة السوداء ثانية؛ يعود إلى الأرض في الحال.
عندئذ؛ وضع كفه، ولكن لم يحدث شيئاً! حاول مراراً وتكراراً ولم يحدث شيئاً! زفر ضجراً:
- إِذَاً فقد هلكتُ لا مناص !
ضاق صدره، وراح يندب حظه العثر، ويرثي نفسه الهالكة، فجأة؛ تناهت لأذنه هَمْهَمَات تقترب من بعيد؛ فَزع، دفن الكتاب بجيبه، واختبأ خلف أحد الأعمدة القريبة.
توقفت الهمهمات؛ تنفس بأريحية، ثم تواصلت ثانية عن كثب؛ اقشعر بدنه وتوالت خفقات قلبه، قال في نفسه: ربما كان مخلوقاً مفترساً قاطناً بالكهف فيفترسني!.
توقف المخلوق يلهث غير بعيد عن العامود الضخم الذي توارى خلفه سالم، دعا الله في نفسه: يارب نجني؟. قرر: سأواجه قدري، وليكن ماهو كائن!. تَحَمَّسَ، وأظهر نفسه ببطء للمخلوق الرابض هناك، وعندما رآه؛ جَفَلَ رعباً!
لقد كان مخلوقاً يشبه أنثى البشر؛ عَجوزٌ تمشي على أربع، رأسها أصلع، وعيناها واسعتين حمراوتين، وجهها أبيض شاحب جعد، هزيلة الجسم؛ ترتدي تنورة قصيرة من جلد بالٍ تواري بها عورتها، وثدياها عاريين متدليين!
وَقَفَ سالم يتأملها مأخوذاً، ولما رأته؛ جَلَسَتْ متربعة؛ دَعَكَتْ عينها، وراحت بدورها تتأمله أيضاً، وفجأة انخرطت في ندب ونحيب، وغمغمة بلغة غريبة، وظلت تشير بيديها هنا وهناك وكأنها طفلة وَجَدَتْ أبيها بعد سنين من التيه.
تَمَلَكَه شعور بالعطف عليها وإحساس بأنها من البشر، وتساءل في نفسه: إن كانت هي من الأرض حقاً؛ فما الذي أتى بها إلى هنا؟ وكيف تعيش وماذا تأكل؟.
اِنْتَهَتْ من نحيبها؛ دَلَفَتْ صوبه على أربع، نَزَلَتْ بوجهها على قدميه تقبلهما مُتَمْتِمة بصعوبة:
_ take me out?
عندها نَزَلَ سالم أرضاً، وجلس متربعاً وأجلسها أمامه ومَسَكَ بيديها وقبَّلهما، وفاضت عينيها بالدمع:
_ where are your chip?
تمتمت بها، عندها اِلْتَقَطَ سالم ملامح لغتها، لقد كانت الإنجليزية، إِذَاً هي امرأة من الأرض كما اِعتَقد، وقد كانت لديه محصلة كلمات إنجليزية جيدة إلى حد ما، فحاول التفاهم معها ونجح.
كانت تظنه رائد فضاء، وكانت تريد العودة إلى الأرض؛ طمأنها بأنهما سيعودان إلى الأرض حتى تهدأ، وإن كان سالم يدرك تمام الإدراك بأنه سيمكث بالكهف حتى موته.
- أنا من مصر... من أي البلاد أنْتِ؟.
سألها بالانجليزية، فأجابت بصوت متهدج وبلغة عثرة:
- أَنَا من المملكة المتحدة... وأَنَا أحب مصر بلدك، وأهراماتها ومعابدها، وقد زرتها كثيراً.
وأضافت بعد لحظات صمت:
- أعشق الحضارة المصرية وقد شاركتُ في بعثات علماء كبار للتنقيب عن الكنوز والآثار كثيراً في مصر.
قال لها سالم ممازحاً إياها:
- أَنَا أشبهكِ كثيراً... لقد شاركتُ في بعثات مشعوذين كبار للتنقيب عن الآثار وبيعها خارج مصر، ولم أوفق في مرة أبداً.
وضحكا الاثنين كثيراً، تذكر سالم أن بجيبه علبة سجائر؛ أخرجها، أشعل واحدة، وأشعل لها واحدة، سعلت في بادئ الأمر، ثم راحت تلتهمها بنهم حتى أنهتها.
نهضَ سالم وتبعته العجوز الانجليزية على أربعتها، وجلسا فوق المصطبة الصخرية، وراحا يدخنان السجائر بنهم، وراح سالم يطمئنها أكثر فأكثر، ولما اطمأنت؛ استقامت مخارج حروفها واتَضَحَتْ لهجتها، سألها سالم:
- كيَّفَ أتيتِ إلى هنا؟
وجدها نزلت على أربع، ومشت أمامه متمتمة:
- اتبعني
تبعها، فابتعدا داخل الكهف، واجتازا الضباب الأحمر، والأعمدة الضخمة، والبرك المبقبقة، والشجيرات المورفة، والمصاطب الصخرية، وأكوام متناثرة من فتات الصخور؛ حتى وصلا إلى غرفة بنهاية الكهف.
صعدَتْ هي بضع درجات حتى وصلت مدخل الغرفة وتبعها سالم، دَخلا الغرفة فبدت غرفة كبيرة منحوتة بالصخر مضيئة بضوء أبيض منبعث من مشكاة بالجدار، وتنتشر بها أكوام من عظام حيوانات صغيرة في حجم القطط، وأكوام أخرى من جلودها.
اقترب سالم من المشكاة فوجد حجر ماسي مشع في حجم كرة القدم، هو المصدر لضوء الغرفة. كانت العجوز قد دَخَلَتْ غرفة أخرى بابها من داخل الغرفة الأولى، وبعد لحظات خَرَجَتْ وبفمها كتاب، وجلست بالقرب من سالم فجلس.
مسكت الكتاب بيدها، ولاحظت نظرات سالم لأكوام العظام والمشكاة، فأشارت إلى أكوام العظام، قالت:
- حيوان صغير موطنه الأصلي الأرض، أحضروه من زاروا الكهف قديماً، وتأقلم على مناخ الكهف؛ كان غذائي المُفضل، أمَّا الماسة فهي حجر مشع مجهول الإسم، وقد تم توزيعه بجدران الكهف ليضيئه بطريقة عجيبة.
رفعت الكتاب بيدها، قالت:
- هذا ما أتى بي إلى هنا !
تأمل سالم الكتاب، فوجده نسخة طبق الأصل من الكتاب الذي يملكه، ذُهِلْ، قالت العجوز:
- هذا كتاب سِحر قديم، يفتح ممرات للانتقال بين الكواكب في لمح البصر، استخدمه بعض الكهنة بإحدى العصور القديمة في مصر - بلادك - للسفر بين الكواكب والمجرات، ونقل الأشياء من الأرض إلى الكواكب والعكس!
اِنْبَهَرَ سالم بتلك المعلومات التي يسمعها لأول مرة في حياته! فتحت العجوز الكتاب على الصفحة السوداء، قالت:
- إذا ما وضعت كفك هنا، تنتقل إلى الكوكب المحدد بالصفحة السابقة، وإذا ما أردت العودة تقلب الصفحة فتجد كوكب الأرض هو نهاية المسار -لم تقلب الصفحة لتوضح- ثم تقلب الصفحة مرة أخرى فتجد الصفحة السوداء وكف العودة! سألها سالم:
- لماذا لم تقلبِ الصفحة؟ ولماذا لم ترجعِ حتى الآن؟
قطبت حاجبيها، قالت بحزن:
- للأسف... الكتاب به صفحات الانطلاق فقط، أما صفحات العودة فقد قُدَّت منه، وهذا مالم ألاحظه قبل تورطي في هذه الرحلة -ثم نظرت إليه سائلة- هل أَنْتَ رائد فضاء حقاً؟ وإن كنت فأين سفينتك التي سنعود بها؟
لم يجبها، صمت يفكر: ماذا لو كان كتابي أيضاً قد قُدّت منه صفحة العودة؟. الكتاب بجيبه بيّد أنه عاجز، عن إخراجه خوفاً من المفاجأة.
أفاق من تفكيره، وجدها تسأله:
- كيَّفَ أتيت إلى هنا؟.
عندها أخرج الكتاب، فشهقت شَهقةً قَويةً، وطوَّحَتْ كتابها بعيداً، وخَطَفَتْ كتابه من يده وراحت تقلب الصفحات بنهم للبحث عن صفحة العودة، وهو يراقب ملامح وجهها الجعد مرتجفاً خائفاً من عدم وجود صفحة العودة، وفجأة نظرت إليه واحتضنت رأسه وأخذت تقَبِّله فتخلص من ذراعيها، وسألها مرتعداً:
- هل سنعود؟
رَفَعَتْ الكتاب أمامه، فرأى كف العودة فخطفه من يدها، وقال مبتسماً:
- إذاً لنستعد لرحلة العودة إلى الأرض؟
ونزل أمامها، ونزلت خلفه، وعندما استدار والتفت وجدها قد استقامت، وتمشي على رجليها كباقي البشر، ضحك متمتماً:
- سبحان الله؛ الأمل كان علاجها!
وصلا لمصطبة صخرية، تربع سالم فوقها؛ فتح الكتاب ووضعه بحجره، واحتضنته العجوز من الخلف، سألها:
- كم عمركِ؟ وكم مكثتِ هنا؟
- في أي الأعوام نحن؟
- ستة وعشر وألفين!
- أَنْتَ تمزح؟
- لا أَمْزَح صدقيني!
- إن كنت لا تمزح فعمري الآن أكثر من مائتي سنة، وقضيت بالمريخ أكثر من مائة سنة!
جحظت عينا سالم، قال في نفسه: لقد فقدت المرأة عقلها!
قال لها:
- أنَا أَمْزَحْ معك الحقيقة، نحن في سنة تسعمائة وألف.
وضحكا الاثنين، ثم وضع سالم كفه فوق كف العودة بالكتاب، ووضعت هي كفها فوق كف سالم، وفجأة؛ أظلمت من حولهما، وتيبسا بأجسادهما، وعادا أدراجهما إلى الأرض، يجتازان الفضاء في لحظات، وعندما أفاق سالم وجد نفسه بغرفته، ولم تشرق الشمس بعد.
فكر في أنه قد نسي أن يسأل العجوز الإنجليزية عن اسمها؛ استدار ليتفحصها، وجدها جثة هامدة باردة، لا نبض بها ولا أنفاس، ووجها يشع بزرقة الموت، قال:
- مكتوب لكِ أن تدفني بالأرض!
أَخَذَ فأساً، وحَمَلَها على كتفه إلى المقابر فهي قريبة من داره، ولم يذهب إلى الزريبة لأنه موقن بأن الحمار يغط في نوم عميق.
حَفَرَ لها قبراً، ووضع به الجثة، ووضع كتاب السحر فوق صدرها، وواراهما الثرى، وقفل عائداً إلى البيت قبل أن تشرق الشمس..
دخل غرفته، طرح جسمه فوق السرير، أغمض عينيه، زفر بارتياح، فجأة؛ شعر بشيء صلب أسفل ظهره، قام لينظر، وجده كتاب السحر؛ جَحَظَتْ عيناه.
ملاحظة :
القصة منشورة سابقاً لنفس الكاتب في موقع آخر

تاريخ النشر : 2018-08-16

تاريخ النشر: 2018-08-16

مواضيع ذات صلة

التعليقات (23)

تسنيم:

اعتذر لكنها قصة ممملة تحتاج تحسين أسلوب أكثر

جمال:

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية للأخ الكاتب على مجهوده وشكرا له
رأيت الكاتب اختار كلماته بطريقة جميلةبحيث ألا تحدث تكلف في النص ولا ضعيفة تجعل النص مستهترا به وهذه نقطة إيجابية
فكرة النص جميلة ايضا
لكن رأيت أنك لم توظفها بالشكل المناسب
الأحداث كانت تودي بالقصة إلى مهاوي الملل
عداك عن ثغرات كثيرة في النص
مثلا شاب قروي منهك بالبحث عن الرزق برفقة المشعوذين والدجالين
هذا يوحي بأنه لا يملك ذرة من العلم
ثم يتعرف على المريخ حين ما وصل إليه ويتسآئل كيف يمكن ان يكون هذا هو المريخ اليس بلا ماء ولا هواء
وهذا مناقض تماما لحين فتح الكتاب ولم يفهم حينها ماهي تلك الرموز
ثم كيف ليكون الماء بألأسفل ولاشيئ بالأعلى
غريب!!
هذه النقطة سنتغاضى عنها بفرض ان المكان ملعون..

بصراحة هذا القروي لا يبدوا عليه انه يفهم بضع كلمات بالأنجليزية بل وبدأ بالمزاح والضحك

ثم ان لديه أعصاب فولاذية

و..و..و..و.. بصراحة مليئة بالثغرات

ولو استطعت التعامل مع الفكرة جيدا كانت لتغدوا افضل

belle:

روووعة احببتها

‏عبدالله المغيصيب ‏الرياض السعودية:

‏السلام عليكم مساء الخير الاخ الكاتب الكريم وباقي المتابعين
‏ومبروك العمل والنشر في الموقع الرائع

‏أخي الكاتب أرجو أن تتقبل الرأي الذي راح اطرحه ‏بكل صدر رحب وهو في الاخير مجرد رأيي خذ منه أودعه
‏أولا أخي الكريم الذي مكتوب هنا بالمفهوم الأدبي هذه ليست قصه ‏هذه ممكن احلام هذه ممكن جلسة حكواتي ‏في الحارة ‏هذه ممكن تسألي ‏في برنامج اطفال إلى آخره
‏أخي الكريم من الناحية التقنية ليس هنالك سرد لا متسلسل ولا متناوب ولا متقطع ‏ولا غيرها من انواع السرد حتى يحكي عنها
‏عادي سواليف زي أي واحد جالس في مجلس ‏ويقول راحو ‏شالوا حطوا
لمعة ‏جمال في السرد واللغة واحدة ما كانت موجودة
‏طبعن الموجود ليس له علاقة بمصطلح الحبكه ‏والأحداث على كيف الكيف ‏نودي المريخ إلى الأرض الأرض إلى المريخ ‏من الحمار الى المركب الفضائية إلى المريخ إلى عجوز تمشي على أربعة
‏والكتاب يودينا والكتاب يرجعنا
‏أنا راح أسأل سؤال أخي الكريم طيب وش المشكلة لو انه الرجال قفز من الأرض إلى المريخ هكذا من نفسه ‏حضرتك شايف في المنطق الذي اتبعته ‏في القصة شيء يمنع الموضوع ‏هكذا
‏أخي الكريم في قصة في الدنيا تبنا كيف ما اتفق ‏لا على المنطق علمي لا على منطقة فنتازيا لا على منطق ‏الواقعية ‏لا على منطق ‏العفاريت الزرق
‏أخي الكريم ضع لنا منطق ‏معين عشان فقط نعرف ننسجم ‏معاه وأنا أسير معاك في الذي انت تريده بس خلينا نتفق على شيء واحد على الاقل منطقي

‏طيب أخي الكريم خلاص خلينا ‏من الأحداث و الربط أنا بس راح اطرح هكذا بعض الامور
‏الحين سؤال الرجل الفقير سرق الكتاب من المشعوذين عشان يصير غني ‏طيب هل كان المشعوذين اغنياء ‏وأحب هو ‏يصير زيهم هذه حضرتك ما ذكرتها
‏طيب الرجال أول ما شاف الصفحات على طول فهمت أن هذا هو المريخ وهذا هو المشتري والذي يدرس علوم الفضاء بالكاد يعرف يفرق بينهم على صفحة كتاب مشي
‏أول المرأة ما تكلمت مع الرجل وعرفت انه من مصر على طول قالت يا سلام هذه بلد الأهرامات أنا أحب بلدكم ‏بالله ‏هذا ترحيب واحدة من السياح ‏أو ‏وحده لها 100 سنة في المريخ
‏السؤال الأهم والأكبر المريخ ما هو دوره في القصة ‏يعني لماذا كانت الرحلة إلى المريخ مو إلى Safari أفريقيا مثلا
‏يعني اختيار المريخ جزء من محوري ‏في القصة ما هو الهدف منها وهذه القصة ممكن تصير في حديقة أي منزل
‏وإذا رديت أخي الكريم وقلت نوع من التجديد
‏أقول أخي الكريم لماذا التضحية بقيمت قلمك ‏وجعل ‏القارئ ياخذ فكرة وانطباع ‏ربما يكون غير جيد بعد ما راح يدخل في متاهات الاسئله ‏المنطقية لماذا التضحية لأجل لا شيء ‏المريخ كلا لم يكن له أي شيء في القصة لماذا التضحية بكل قوانين الكون عشان لا شيء
‏وفي الخاتمه أقول
‏يا أخوان يا أخوات أرجو مراجعة القصة عدة مرات قبل الإرسال
‏وبالعكس والله أحب ما على قلبي أن نشوف الأفكار و الإبداعات الجديدة ‏لكن والله أقولها بصراحة ليس هكذا تورد ابل ‏الأدب و‏القصة ‏القصة

جوليا:

الفكرة جميلة
و لكني للأسف لم أستمتع بأسلوب الكتابة
تحياتي للكاتب

كون:

روعه

هدوء الغدير - مشرفة - :

بداية اكثر ماجذبني الى القصة هو الاسلوب ،تمتلك اسلوب رائع اضفى الى القصة لمسة جمالية،بخصوص الحبكة اتفق حول وجود بعض الثغرات مثلا اذا كان الانتقال بهذه السهولة اي بمجرد وضع يده على صفحة الكتاب ينتقل الى الكواكب الاخرى ،لما لم يهتدي اليها المشعوذون قبله ويكشفوا ماهية الكتاب واذا توصلوا الى سره كيف وهو جليسهم لايخبروه بذلك ،كان يمكن للقصة ايضا تتوسع وتجعل منها مثلا مغامرة على سطح المريخ بدلا من انهاءها بشكل رتيب بدون اي تكلف او احداث ،عموما الفكرة كانت لطيفة والاسلوب سلس خصوصا بالجزء الاول من القصة ،
تحياتي لك اخي الكاتب ،وبالتوفيق في القصص القادمة .

هديل:

قصة خرافية ولكنها مشوقة جدا"
ولكن هناك بضع كلمات لم افهم معناها مثل- النمرقة- والزربية-
وهناك شيئ أخر مع العجوز كان كتاب الأنطلاق فصعدت ولم تستطيع العودة وكتابه كتاب العودة كيف صعد هو اذا كان كتاب الغودة.
مسألة أخرى النهاية كانت سريعة جدا" لو توسعت بالسرد لكانت اجمل لان بدايتها تشدك للقراءة فتتفاجئ انها أنتهت.

رحاب:

قصه جميله بس نهايتها سريعه

وليد الهاشمي ...:

لقد ابدعت فعلا"..هكذا تكون للقصص القصيره..وهذا هو الخيال الخصب الذي يفتقده الكثير من المعقدين ...وبالطبع هناك فرق شاسع بين البحث العلمي وبين القصه ..
استمر ياصديقي ولا تنظر للخلف ابدا"..لديك اسلوب شيق وجميل ..لم اجد بالقصه جمله واحده زائده ...فعلا"هذا اسلوب العمالقة ..مازلت اراهن عليك ياصديقي..ادعو الله معي ان يمن بالشفاء على كل مريض ..
تحياتي لك

مصطفى جمال:

حقا القصة سيئة استغرب عندما اقرأ بعض التعليقات هنا الاسلوب فقد بريقه بسبب سوء الفكرة لا توجد حبكة و السرد كان مملا رغم ان القصة قصيرة الملل ليس نقطة سلبية لكنه يعد كذلك اذا كانت القصة قصيرة و لا اعرف ماذا كنت تحاول ان توصل عن طريق هذه القصة حقا البطل كان سخيفا بارد المشاعر عديم الملامح كما انك لم تبحث و لو قليلا عن الحضارة المصرية القديمة كتاب له جلدتان في مصر القديمة هذا مستحيل كانو يكتبون قديما في لفائف و قبل ان يأتي احد ليقول ان هذا ليس مهما بل اجل انه خطأ مهم يسقط المصداقة من القصة حتى و لو كانت خيالية تحتاج قدرا مهما من المصداقية طالما وضعت بلدا حقيقيا له ابعاد و تاريخ الخيال شيء مهم بشرط الا يشطح مثلما حدث في القصة القصة كانت تحتاج لان تكون اطول فهي قصيرة تنعدم فيها التفاصيل المهمة اذا اعتبرنا ان العجوز انتقلت الى المريخ و قد صار لديها 200 عام اذا فهي غالبا ولدت عام 1800 انت لم تخبرنا في اي عمر قد انتقلت لنعرف ااذا كانت توجد بعثات اثرية في هذا العام شخصية العجوز استغرب محافظتها على عقلها في هذه الاجواء بل لقد استقامت و ماذالت تستطيع الحديث لكنها بدأت تمشي على اربع يجب ان يظهر الجنون في حوارتها لا ان تتحدث مثل السياح الشخصيات حقا سيئة و غير واقعية و لا يوجد اي شيء يميزها له علاقة بالعصر الذي اتت منه الحوارات تفتقر الى الواقعية اعتذر صديقي القصة لم تعجبني تحياتي لك

وليد الهاشمي ...:

<div>تكملة التعليق..<br /> مرحبا"بك ياصديقي مرة اخرى..انت ليش ما تدخلش المقهى ههههههههه لا تهتم.<br /> بالطبع لدي ملاحظات/<br /> انت ليش خليت البطل من الريف ?!الم تعرف ان اهل الريف ................"?لا تقل لي ان هناك مفكرين وعلماء وغالبية الانبياء ترعرعوا بالارياف..لالا.. وبعدين كيف لشخص يكون في كهف والماء يكون في الاسفل?!لازم الماء يكون بالاعلى ..لا تقل لي:ان المياه بالمريخ بتتواجد على عمق كذ وكذا لالا انت غلطان غلطان ..وبعدين مستحيل ان القروي اللي مش فاهم غير شويه انجليزي انه يضحك ..بذمتك شفت واحد بالعالم بيضحك وهو مش فاهم الانجليزي كويس?!!هعهعهع<br /> <br /> وبعدين ياصديقي الفنتازيا عندك ضعيفه لو الفنتازيا قويه كنت خليت البطل ينتقل لعند ام سعديه انت بتظحي بقوانين الكون ليش ?!بذمتك ما حسيتش بوخز الضمير وانت بتضحي بالمجموعه الشمسيه ?!!هعهعهع<br /> <br /> <br /> انت لازم تنتبه جيدا"على الثغرات يعني هناك البعض يستغرب بشده عن كيفية الانتقال بمجرد لمسة كف بكتاب سحري مع انه انا شخصيا"لم استغرب اعتقد لاني قرأت هنا قصه البطل فيها راح يقابل ابوه الميت منذ زمن ورجع معاه ثلاث حجار من ابوه الميت طبعا"فصرت متعود لهذا لم استغرب..هعهعهع<br /> <br /> وبعدين لا تؤاخذني ياصديقي البطل في قصتك ماكانش وسيم وليس له ملامح ومش لابس بنطلون جينز ..وبعدين ياراجل في كتاب بالدنيا بجلدتين?!!كل الكتب والتراث القديم والعلوم السابقه منذ الازل كانت بتكتب بلفائف من القصدير واوراق الحناء ما فيش حاجه اسمها كتاب . كانوا بيقولوا :ولقد ذكر فلان الزعطوطي بلفائفه كذا وكذا هعهع وبعدين بذمتك في عجوز بتتكلم مثل السياح ?!العجوز ما تتكلمش خالص..هعهعهع<br /> تحياتي لك ايها المبدع الاكثرمن رائع..و كما قلت لك :لا تنظر للخلف ابدا"..وهناك مثل بيقول :لو....والا بلاش خلينا نمشي حسب القانون..<br /> تقبل خالص التحايا وعيد مبارك للجميع..</div>

مصطفى جمال:

نسيت ان اوضح شيئا في تعليقي عن شخصية العجوز و التي افقترت للواقعية بشدة بما انها عنصر مهم في القصة(اذا اعتبرنا وجود عناصر مهمة او احداث مهمة مؤثرة في حبكة القصة ان وجدت الحبكة)فلتتخيل انك انسان من القرن ال19 و عشت اكثر من 100 عام وحيدا على المريخ دون اي سبيل للعودة نحن نتحدث عن مئة عام اذا وصفت بانها تمشي على اربع اذا بالتالي لقد جنت بالتالي لا يمكنها التحدث بشكل طبيعي و بالتأكيد لن يظهر الحوار بشكل عفوي كما في القصة انت لست سائحا قابل مصريا في احدى المقاهي انت حبيس في كوكب غريب لمئة عام بحقك هل ستهتم المرأة بوصف حياتها و حبها لمصر اذا بالتأكيد ستجد صعوبة في التواصل و ستكون تصرفاتها همجية او غريبة اما اذا كانت قوية و استطاعت تحمل الوحدة و فكرت في النجاة و احتفظت بعقلها دون ان تجن اذا ستستطيع التواصل بشكل جيد كما في القصة كما ان تفكيرها سيكون عدميا غير مباليا بالرجوع لانها بالتأكيد لن تستطيع الحياة في الارض ثانية و بالتألي ستكون عاقلة و لن تمشي على اربع كما ذكرت في القصة لكنك مذجت بين عنصريت متضاربين مما افقد هذه الشخصية واقعيتها ثم هل حقا هدأت من بعض الحديث و بعض السجائر احقا العلاج النفسي بهذه السهولة بالنسبة لشخصية البطل فهو شخصية تافهة عديمة المظهر لم تصفها يجب عليك وصفه جيدا مهما كان شكله ليمكنني تخيله و توجد اساليب سردية عديدة تخدم الوصف شخصية البطل من المفترض كونه جاهل عديم الفكر لكنني رأيته متماسك رغم كل ما حدث اين الواقعية اجعله شخص عادي او مثقف او جاهل لكن لا تمذج بين عنصرين متضاربين في الشخصيات خصوصا نحن نتحدث هنا شخصية يجب ان تصفها بشكل جيد و على اساس هذا الوصف تأتي تصرفات الشخصية لكن الوصف يجب ان يأتي من خلال السرد بشكل عبقري او من خلال الحوار الشخصيات باختصار لم يتم البناء لها و لهذا فقدت واقعيتها حتى لو كان قالب القصة خيالي فيجب بناء الشخصيات بشكل واقعي يلائم بيئة القصة و بما ان الشخصيات في عالمنا الحاضر اذا يجب بناء الشخصية على اساس عالمنا هذه عناصر مهمة و ليست عناصر يمكن التغاضي عنها ربما لو وضعت تبريرات و توضيحات لو بنيت الشخصيات بشكل مناسب و اكثرت من الوصف ربما كانت القصة لتكون افضل و تصل الى مرحلة ان تكون مقبولة تحياتي لك و اتمنى ان تتقبل رأيي

وليد الهاشمي ...:

يعلم الله انني احب الجميع هنا دون استثناء..

استاذي الفاضل رمضان
لقد ادهشتني كثيرا"..فهناك مواضع استطعت من خلالها إيصال فكرة ما وبطريقه ذكيه جدا جدا فقط الاذكياء قد يلاحظون ذلك..
فمثلا"
*عند ذكر العجوز معرفتها بمصر وانها كانت ظمن بعثة التنقيب عن الاثار وعن الكنوز ..فهنا تبين وجه التشابه من حيث ولع كل من الرجل المرأه باستكشاف الامور الغامضه كذلك هنا تم حل اللغز ووصلت فكرة الكيفيه التي حصلت فيه تلك المرأه على النسخه الاخرى من الكتاب (ارض مصر)..لا يحتاج المرء الي الذكاء لاستخلاص ذلك ومن يستغرب حديث المرأه عن مصر فاظنه لم يقرأ القصه..

*كذلك صديقي رمضان كنت ذكيا"واوصلت فكره مجمله عن المرأه (فهي عالمه..وشاركت في بعثة علماء كبار..ووو)لهذا فأي قارئ(قرأ القصه) يستطيع بكل سهوله تكوين صوره عن ثقافة هذه المرأه ويعرف سر صمود هذه المرأه في هذا المكان فليست مجرد امرأه عاديه ..ولم تكن عبارة ذكر الحيوان الذي استطاع (التأقلم على مناخ المكان والعيش)سوى مزيدا"من التوضيح لمن يصعب عليه الفهم..ويستبعد ايضا"ان المرأه كانت متأثره عقليا"فسؤالها :هل انت رائد فضاء..كان كافيا"ليفهم مدى عقلانية المرأه ساعتها ..

*واما ذكر صفه حال المرأه (تمشي على اربع) فقد اضاف المزيد من الواقعيه للقصه حيث تلخص من خلاله طبيعة العيش في كهف ..وهذا لايدل بأي حال من الاحوال انها صارت مجنونه فانا لم اسمع مطلقا"ان من ادلة الجنون المشي على اربع!!

*ما اعجبني كثيرا"جدا ياصديقي هي تلك اللمسات التي زينت بها القصه من خلال ادراج معلومات علميه واستنتاجات علماء الفضاء الخص ذلك بالاتي:
-مثلا عند ذكر عمر المرأه- بالرغم ان الحوار لم يكن جديا وقد يكون مزاحا"-وهذا لمن يصعب عليه الفهم ..ولكن ما ذكره العلماء عن نقطة اللانهايه وهي مكان في الفضاء يتوقف عندها الزمن فاذا ما وصلت لتلك النقطه فقد يمر مائة عام وانت ما زلت تظن انك لبثت دقائق ..وكذلك اوضحت ما توصل له العلماء من اختلافات الزمن والتي تنعكس عن عمر حياة الاشخاص على كوكب الارض واي كوكب اخر..

الخلاصه ..انك استطعت الحفاظ على واقعية القصه لاقصى مدى وهذا دليل على براعتك اخي ومستوى ذكاءك ..انت رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى"..


هناك الكثير والكثير مما جعلها قصه مميزه جدا"..تحياتي للجميع

مصطفى جمال:

<div>من المضحك الظن ان القصة حافظت على واقعيتها و حتى عندما يتم قرأتها ثانية بلك تركيز حتى يأتي لي الصداع فاكتشف كم ان القصة فقدت من واقعيتها الكثير و كم ان الشخصيات تسوء اكثر و اكثر مع كثرة القرأة و كم ان القصة تصبح اسوأ مع كثرة القرأة فاظن ان بطلنا لم يكن عنده ولع بالامور الغامضة و استكشافها بل كان احمقا يبحث عن النقود و هذا يتضح لمن قرأ القصة بتمعن كما انه من السهل معرفة كيف اتت المرأة بدون هذا الحوار ... عن مصر مع الفتى و كأنها سائحة اظن من يقرأ كثيرا يمكنه ان يجد الكثير من السيناريوهات الافضل و الاكثر ذكائا من هذا السيناريو  بكل سهولة مثلا ان يجد كتابا شبيها له على ارضية الكهف او ان يجد رسالة كتبتها السيدة قبل ان تجن بالتألي يمكننا ان نجد الكثير من النهايات الافضل و الاكثر درامية بالطبع من حديث المرأة عن نفسها يمكننا ان نستخلص تاريخها و الذي لم يؤثر في سياق القصة كثيرا بل و افقدها الكثير دعنا لا ننسى ان علماء الاثار ليسو فلاسفة و حتى لو اوضحت لنا انها مثقفة و استطاعت التأقلم على الحياة هنا و لم تصل لحالة الجنون كما قال احدهم كما ان هذا يضعف من واقعية الشخصية اعذرني لكن 100 عام كافية لتوصل احدهم الى حافة الجنون و ان لم يصل فلن يمشي على اربع و لن يصبح منظره كما وصف في القصة تناقض واضح في الشخصية صراحة انا ايضا لم اسمع ان هناك عاقلا يمشي على اربع و لم اسمع ان العيش في كهف متسع كهذا يجبر الناس على المشي على اربع لا يوجد داعي لجعل المرأة تمشي على اربع الا لوصف مدى تأثرها من التجربة القاسية مما جعلها تجن هذا هو التفسير الوحيد اما فكرة المشي على اربع لان العيش في الكهوف يستلزم هذا فهذا تفسير ضعيف خصوصا ان الكهف متسع به ماء و هواء بالنسبة للعمر كتفسير فهي استطاعت الوقوف في نهاية المطاف بالنسبة لنقطة اللا عودة فدعنا نتذكر اننا نتحدث عن المريخ ذلك الذي لا يبعد عن الارض كثيرا و هو ثاني اكبر كوكب قريب من الارض بعد الزهرة على ما اتذكر ليس لاننا لا يمكننا قبول الثغرات الواضحة وبناء الشخصيات الاكثر من سيء نخلق ايجابيات وهمية لكي لا نحس باخطائنا برغم ان السلبيات واضحة وضوح العين لمن يقرأ كثيرا و يمكنه التفريق بين الجيد و الرديء السلبيات واضحة جدا و يمكن لاي انسان رؤيتها لكن من السهل ان يتجاهلها الكثير خالقا ايجابيات ليست موجودة و ان وجدت فلا تنم على شيء و لا تصنع من الرديء جيدا لدينا مثل مصري يعبر عن كيفية هذا لكنني لن اذكره حتراما مني للكاتب بالنسبة لايصال الافكار بطريقة ذكية لا بلاحظها الا الاذكياء دعنا نتذكر ان القصة ابسط من ان تحتاج توضيحا هو نفس نمط لا يراه الا المؤمنون لان هذه المواضع ليست موجودة في الحقيقة لقد تم قتل الواقعية شر قتلة قبل التمثيل بجثتها ان اعتبرنا ان القصة خدمت الواقعية او منطق عالمها و من قال عكس ذلك فليراجع معنى الواقعية جيدا ثم فليقارن بين القصة و التعليق هذا ان كان يمكنه التفريق بين الجيد و الرديء و يفقه جيدا في الادب تحياتي للجميع</div>

رمضان سلمي برقي:

أتفق مع كل التعليقات والملاحظات، وأنا سعيد جدا بها..
القصة كتبتها في بداياتي، وأردتُ مشاركتكم بها... لأتعلم منكم فقط... تحياتي للجميع، ولموقع كابوس ..

رمَضّأّنِ َّسلَمَيِّ بِرقِيِّ:

مَلَأّحٌظّةّ صٌغٌيِّرةّ: ګيِّفِّ لَقِصٌةّ خَيِّأّلَيِّةّ أنِ تّحٌأّفِّظّ ع وِأّقِعٌيِّتّهِأّ... مَلَأّحٌظّةّ مَتّنِأّقِدِةّ جِدِأّ وِغٌيِّر مََّستَّّسأّغٌةّ بِأّلَمَرةّ.

مصطفى جمال:

رمضان سلمي برقي الواقعية لا تعني ان تكون القصة غير خيالية مقيدة بمنطق عالمنا هذا تفسير سطحي جدا كل قصة لها عالمها الخاص هذا العالم يحكمه منطق ان لم توضح منطق هذا العالم اذا فهو يسير على منطق عالمنا بالتالي حتى لو القصة خيالية يجب ان يحكمها منطق معين يسير حبكتها يمكنك ان تقول ان انثى الانسان تبيض و لا تلد ستكون هذه هي قاعدة قصتك لكن بشرط الا تجعل امرأة في القصة تلد دون ان تعطينا تفسيرا اذا القصة الخيالية اذا فقدت واقعيتها يصير هذا عيبا و هذا لا يعد تناقضا يجب ان تعطينا تفسيرات و حجج مثلا كون القصة فيها كتاب بجلدتين يعود الى عصر الفراعنة هذا يفقد قصتك المصداقية لانك وضعت عنصر واقعي في قصتك اي الفراعنة بالتأي يجب ان ترتبط بحقائق الفراعنة لا ان تخلق تاريخا جديدا او تشوه في طبيعة عيش الفراعنة لتناسب القصة تحياتي لك

سجين الجن:

القصة جيد لاكن بها بعض الاخطأ ارجو ان تنتبه اليه المرة القادمة

blue bird:

الفكرة جيدة و لكن القصة سيئة جدا بدون منطق و احداث غير مترابطه , يعني كيف لواحد بدون ثقافة ان يرغي بلغة اخرى
و بطلاقة , و عجوز تعيش لوحدها على سطح المريخ لاكثر من مئة سنة و لا تفكر في الانتحار و يكون لها امل العودة و يكون لها عقل سليم , ياااااااا راجل مش لهاذه الدرجة , ثم الم يكن هناك شيء ليستر به عورتها من فوق , ماء و هواء
على المريخ و حيوانات و نباتات , الم يكن يوجد هناك واي فاي ايظا .

blue bird:

ملاحظة اخرى , بما انك اتممت الحوار بينهم بلعربي فلم يكن يوجد داعي انك كتبت اول جملتين بينهما بلانكليزي لا يوجد شيء اسمه WHERE ARE YOUR CHIP بل انها WHERE IS YOUR SHIP .

القلب الحزين:

قصة رائعة أحسنت.

علي النفيسة:

. النهاية كانت سريعة..لا بأس بها بشكل عام..