Facebook YouTube Email color

القسم : منوعات

غسيل الأدمغة

غسيل الأدمغة

مرحبا بك في عالم التلاعب النفسي ! .

اليوم سنتعرض لأكثر تقنيات التلاعب شهرة . و التي حظت بسمعة سيئة جدا و شهرة كبيرة لارتباطها في صورتها النمطية بالتعذيب و السادية . و كل ذلك الرعب الذي ينطوي داخل هذا الإسم البغيض … غسيل الأدمغة .

و لكن هل كل ما يقال عن غسيل الدماغ صحيح ؟ .

و كيف يستطيع هؤلاء المجرمون تطبيق هذه التقنية ؟ بالأحرى كيف ستفعل هذا مع أحدهم ؟ .

و هل هناك سبيل للنجاة من هذه التجربة ؟ .

إقرأ أيضا : تغيير العوالم – Reality Shifting

تاريخ المصطلح

أول استعمال لكلمة " غسيل الدماغ" تعود لحقبة خمسينيات القرن الماضي أثناء الحرب الكورية . و بعدها انتشر هذا المصطلح بشكل جنوني .. نظرا لما يحمل بين طياته من خوف و بارانويا و أي احساس أو شعور سلبي داخل كل فرد من الناس .. من أي عرق أو بلد في كامل أنحاء المستديرة .

تم استعماله لوصف تقنية خاصة من الاستدراج النفسي، و إعادة برمجة الأفكار في صورة عنيفة و غير انسانية . والتي تم استعمالها من قبل الجنود الكوريين و الصينيين ( حسب الرواية الأمريكية طبعا ) .. لتأثير و إضرار الاستقرار النفسي و العقلي للجنود الأمريكان الأسرى تحت قبضتهم .

يقال أن أسرى الحرب من الأمريكان تعرضوا لأنواع عديدة و عنيفة من تقنيات غسيل المخ . ( و للتدقيق تلك التي لم تتعرض للاختبار الأكاديمي أبدا من قبل ..) . لدرجة أنهم نسوا حتى هويتهم . تمردوا ضد وطنهم الأم و حتى اعترفوا بجرائم حرب لم يقوموا بها من الأصل ! .

إقرأ أيضا :١٠ طرق مرعبة للعلاج النفسي اصبحت من الماضي

نظرا لتفشي هذا المصطلح و انتشار قبوله بين الأوساط العلمية النفسية و الرسمية .. أصبح غسيل المخ محط اهتمام واسع لكثير من الناس بدءا من أولئك اللذين يريدون استعماله لصالحهم . الضحايا الذين يريدون بدء صفحة جديدة في حياتهم بدراسة الظاهرة . وأولئك اللذين يريدون حماية أنفسهم ممن يشككون أنهم قادرون على استعمال هذه التقنية ضدهم .

غسيل المخ أو إعادة برمجة الأفكار

و بالرغم من كون هذا المصطلح جديد نسبيا في عالم علم النفس الاجرامي . إلا أن تطبيق التقنية و طرق غسيل المخ كانت موجودة فعلا من القدم . منذ أن فكر أول إنسان شرير بالتحكم في الطريقة التي يفكر و يشعر و يتصرف بها الناس . سنأخذ نظرة أقرب لهذا الأسلوب الشيطاني في كسب التحكم و السيطرة . أُسس هذه التقنية و الأهم و هو كيف تحمي نفسك من أن تكون هدفا لهم . لشياطين الإنس الموجودين في كل مكان . و خصوصا أولئك اللذين ينوون شيئا أبعد من مجرد المصلحة …. أتكلم هنا عن السادية ! .

مفهوم مصطلح ( غسيل الدماغ)

كما بيننا آنفا، غسيل الدماغ ليس مفهوما جديدا في علم النفس .. حتى بالنظر للتاريخ البشري الحافل بطرق التلاعب القديمة التي تطور منها غسيل العقل . في الأوساط الرسمية يوصف أحيانا بإعادة برمجة الأفكار / Thought Reform . و هو ما يعرف كونه تعمد تغيير أفكار أو مشاعر أحدهم بالقوة، ضد ارادتهم ( وحتى دون علمهم أحيانا ) .

بعض استعمالات التقنية تتجاوز الصورة النمطية المكونة عن مراكز التعذيب و المعتقلات العنيفة .. إلى استعمالات يومية كالاشهارات و الحملات الانتخابية للسياسيين .

الاستدراج والتلاعب

من الصعب أن تكون واعيا بعملية غسيل المخ إلا في نهاية المطاف عندما تخسر حياتك و هويتك . ولكن, عكس هاتين التقنيتين اللتين تتجذران بشكل عميق في علم النفس بشكليه العام و المظلم . غسيل الدماغ أصعب بكثير من ناحية الممارسة و أقل فعالية إلا حينما يمارس على مجموعات كبيرة و مع ضحايا يتشاركون مع المستعمل في نفس الهدف . ( كالجماعات الدينية المغلقة (cults) / أنصار السياسيين و الأحزاب ) .

يهدف الاستدراج / Persuasion لجعل الضحية يظن أنه غير رأيه الشخصي بنفسه بواسطة تزويده بمعلومات جديدة تكون دائما ضد رأيه القديم . يستخدم الناس هذه التقنية حينما يريدون من ضحاياهم أن يغيروا شيئا ما بموقفهم .. كي يشعروا بالايجابية حيال قرارهم بتغيير أفكارهم و سلوكهم . و باختصار هم سيغيرون مستقلبهم باعادة كتابة ماضيهم .

التلاعب : الضرب على الوتر الحساس

التلاعب / Manipulation من جهة أخرى هو التغيير الجبري و القصري لأفكار و مشاعر شخص ما بواسطة إلقاء ضغط شديد عليه . ( عادة باللعب على الأوتار الحساسة كالشعور بالنقص, أو أي نقطة عمياء في الضحية ) . كطريقة لكسب السيطرة على أفعالهم من أجل هدف عادة ما يكون أناني و غير أخلاقي . المتلاعبون لا يملكون أدنى اهتمام بماضي الضحية أو مستقبلهم البعيد، إلا ما يحتاجونه لكسب السيطرة عليهم من أجل مصلحتهم .

إقرأ أيضا : كيف يمكنك التخاطر؟

غسيل الدماغ ينطوي وسط التلاعب و الاستدراج، لا تستعمل هذه الطرق دوما بطريقة سادية ( عكس ما تروج الصورة النمطية ) . من الساخر أن هذا المفهوم اكتسب سمعة سيئة بسبب شهرته المتعلقة بالسادية و التعذيب . رغم أنه يتم تطبيقه يوميا في الاشهارات و خدمات التسويق.

الهدف الأسمى لمستعمل هذه التقنية هو جعل الضحية تغير أفكارها و أحاسيسها المنبثقة من جوهر معتقداته و خبراته السابقة و تتخلى عنها . و عند هذه اللحظة بالذات سيسهل تعبئة دماغها بأي فكرة من المتلاعب أيا كانت فحينها سيستعملها لصالحه . الأمر أشبه بهجوم شامل على هوية الشخص ( فهمه الخاص لذاته، أخلاقه، مبادئه ) و ذلك ما يسبب تشكيكهم بأنفسهم لدرجة مرضية . فسرعان ما سيتقبلون أي كلام من المستعمل على أنه حقيقة .. كلام ذو مصداقية . و ذلك في محاولتهم لبدء حياة جديدة و فهم " الحقيقة "الجديدة التي يرونها .

الدعاية والاشهار أحد أشهر تقنيات غسيل الدماغ

بعض استعمالات هذه التقنية مرتبطة ببيع الخدمات و أعمال التسويق و الإشهار . فلنأخذ الأيفون كمثال، نرى دوما الشخصية الرئيسية في الفلم تحمل هذا الجهاز كناية عن كونه الأفضل و الأجمل . و قس على ذلك أي إشهار " خفي " تراه في التلفاز و الجرائد و أي نوع من وسائل الاعلام .

و من أجل نجاح الدعاية، تصر الشركات المستفيدة من شخصيات الفلم أن تبدو بالموقف الايجابي أثناء استعمال منتجاتها بالفلم . كأن يتصنعوا ابتسامة أو أن يضحكوا . و عادة ما يختارون ألوانا متناسقة للمشهد ككل و هذا ما سيجذب المشاهدين كثيرا و يستدرجهم للذهاب لمحل آبل و يشتروا الجهاز الجديد .

مراحل غسيل الدماغ

هنا سأشير للمتأثر بالضحية، و المؤثر بالمستعمل أو المتلاعب . و هذه المراحل متسلسلة و مترابطة فيما بينها تلازميا

1- أعد كتابة الماضي : أول خطوة هي الأهم و الأبرز عندما يتعلق الأمر بعملية غسيل مخ ناجحة . إعادة كتابة الماضي لأحد ما يبدأ دوما بتشكيكهم في معتقداتهم، تاريخهم، و أي شيء آخر تعلموه و تعلقوا به .

إن لم يستطع المستعمل جعل الضحية تشكك في معتقدها و معرفتها .. فإذا لن تكون هناك أي ثغرة تمكنه من إكسابها معرفة جديدة متناقضة مع ما تحمله من قبل . عندما تبدأ الضحية في التشكيك بنفسها، ستكون منفتحة أكثر لأي معتقد جديد . في رحلة بحث جديدة نحو الحقيقة و الإجابات في محيطها الفكري غير المألوف و نظرتها التشكيكية المفاجئة للعالم .

2- قم بإثارة الإحساس بالذنب : الذنب هو من أقوى المشاعر التي يثيرها المستعمل كي يكسب أفضلية من أجل الاستمرار في عملية التلاعب النفسي بضحيته . لكي يغير أفكارها و مشاعرها و عاداتها السلوكية .

3- بنهاية المرحلة الأولى . الضحية ستكون حينها رافضة لأي شيء صدقته من قبل ( بافتراض أن العملية كانت ناجحة ) بعد إفحامها من المستعمل بالأفكار الجديدة و التي يريد هو أساسا من الضحية تصديقها. بالطبع ستكون الضحية مترددة قليلا في تغيير أفعالها بشكل فوريو. لكن إن نجح المستعمل في إثارة الاحساس بالذنب بعد رفضها لمعتقداتها السابقة . ستكون أقل دفاعية وأكثر انفتاحا أمام أي معتقد جديد و بالتالي ستتعرض للتلاعب الحقيقي .

إقرأ أيضا : كيف تتلاعب وسائل الاعلام بالشعوب

4 - لحظة اليأس : لو كنت صاحب اطلاع على فن كتابة الروايات لعلمت أن الكتاب يتعمدون وضع أحداث متصاعدة نحو نقطة واحدة . يكون فيها البطل في قمة اليأس و الضعف و الضياع و التي عليهم فعل أي شيء ليتخطوها بنجاح. إنها لحظة اليأس باختصار . حينما تكون فيها الضحية قد جرت لنقطة اليأس حينما يتعلق الأمر بأمور ك :

_ من تكون, شخصيتها و نظرتها للعالم .

_ أفعالها التي جرّتهم ليكونوا الشخص الذي هم عليه الآن ( الأنا التي يشككون بها و فقدوا الثقة و الايمان بها ) .

_ ماذا تريد في المستقبل و الكيفية التي ستصل بها لذلك الهدف إن وجد أصلا .

_ أحد الآثار الجانبية الخطيرة لغسيل الدماغ هو أن الضحية قد تنتحر في هذه المرحلة بالذات . أو تتعمد إيذاء الآخرين و المجتمع من حولها بعد فقدانها الشعور بقيمة الانسانية و الحياة ككل .

5- كسب الثقة / التلاعب العاطفي : أي ضحية لتقنية غسيل المخ لا بد أنها عاشت لحظات قاسية من الوحدة . وهذا حتى إن تعرضت للتقنية برفقة مجموعة من الناس .. ستزيد هذه الوحدة كثيرا إن نجحت مرحلة جرها لليأس ( هذا إن نجح المخطط ) و في خضم هشاشة الضحية العاطفية المزامنة للوحدة . ستكون هناك ثغرة كبيرة لصالح المستعمل كي يقيم التواصل العاطفي . ففي هذه المرحلة تكون الضحية في أقصى حاجته للمواساة و اللطف . و أي مساعدة عاطفية من أي كائن كان ستضمن له الثقة الكاملة به .

و لكي تعلم مدى بؤس الضحية في هذه الحالة .. سيكون أقل أو أحقر فعل كجلب كأس من العصير أو بعض الطعام كفيلا لبدء التواصل العاطفي الصادق . و هذا بسبب وحدتها الشديدة. التعاطف الذكي مع الضحية ستجعلها منفتحة أكثر لأي محادثة أو ستجعلها مستعدة لأي فعل . أقل المساعدات اللطيفة ستحول الضحية من كائن غير متوازن قد يؤذي غيره الى حليف للمستعمل مستعد لأي تغيير يرضيه .

إقرأ أيضا : معلومات علمية وحقائق نفسية غريبة

6 -بعث الأمل / إعطاء الوعود / : و هذه المرحلة تتلخص في إقناع الضحية أنه يوجد حل لما تعانيه في حياتها و هذا ما سيجعلها كالدمية . ستعتنق أي شيء يقال لها أنه سيجعلها أفضل و كل ما ستظنه أنه سيسادها في اتخاذ القرار الصحيح . في هذه المرحلة بالذات ستكون الضحية تحت السيطرة الكاملة للمتلاعب .. مع فرص ضئيلة جدا بالتحرر من قبضته قبل نهاية الخطة و النتائج التي ستتبعها تلازما . ربما قد يكون للضحية بعض التردد . لكنها في المقابل أكثر انفتاحا من أي وقت مضى للاستدراج أو أي تقنية أخرى في التلاعب إن اضطر المستعمل لذلك إن شعر بفشل المخطط .

7- التقبل و الولادة الجديدة : في هذه المرحلة، ستكون الضحية متقبلة تماما لمسار التلاعب التي مرت به . ستتقبل " الحقيقة الجديدة "التي فرضها المستعمل علما منها أو من دون علم . وستكون الشخص الجديد التي صممت لتكون إياه عبر التأثير، التعلم، و التدريب المستمر من المتلاعب . و ربما أحيانا بعض التعذيب الجسدي ( التعذيب ليس بالضرورة جزءا من تقنيات غسيل المخ، لكنه مستخدم بكثرة في ما يتعلق بالسياسة، الحرب، السجن بالنسبة للمجرمين ( اعادة التأهيل ) . و الغايات الشريرة لغسيل الدماغ من أجل التلاعب بالمسجونين، الأسرى و الضحايا ).

غسيل الدماغ يعتمد على الأحاسيس السلبية

سلبيات تقنية غسيل الدماغ

أثبتت الدراسات أن تقنية غسيل العقل هي أحد أقل تقنيات التأثير العاطفي و النفسي فعالية . وأكثرها نسبة للفشل لأنها معقدة جدا و تحتاج لدراسة دقيقة لتصرفات الضحية …

باختصار إن لم يكن المستعمل سايكوباثيا دقيقا و مستعدا و مثابرا، لن تنجح هذه التقنية أبدا .

فهل فعلا غسيل الدماغ بهذه الخطورة التي أحاطته بها تلك الصورة النمطية؟ . وهل فعاليته و قوته مستمدة أساسا من كونه تقنية خطيرة أو من حساسية الضحايا و سهولة التحكم بهم في الأساس؟ . و من هنا نجد تقنيات أقل تعقيدا و أكثر فعالية .

الحلول المعتمدة

بعض المستعملين يعمدون لتقنية التكرار :
كأن يجبروا الضحية على كتابة جملة عديد المرات . أو جعلهم يسمعون مقطعا صوتيا لمئات المرات كي يترسخ ذلك المعتقد في أذهانهم بشكل كامل . هتلر فهم هذه الحقيقة فأنشأ وزارة يسميها المؤرخون بوزارة ' البروباغاندا ' . و ذلك حينما وظف أحد جنرالاته غوبلز ( هذا الاسم له صدى في عالم التلاعب ) للتحكم بجميع وسائل الاعلام في البلاد . لنشر فكرة التفوق العرقي الآري . ونجاحات النازية في رفع الظلم عن ألمانيا و الطموح في استعادة القوة الخارقة للآريين .. و ذلك بالقضاء على بقية الأعراق التي مسخت الجنس الآري و ما إلى ذلك من الأساطير .

أحد التقنيات الأخرى تتلخص في جر الضحية لترك المنهج المنطقي العقلي في التفكير .. وجعل ردات فعلها أسيرة لعواطفها السلبية و التي ستقرر فيما بعد قراراتها، أفكارها، و أفعالها .

هذا الذي يسمى بالتصعيد العاطفي . قد ينجر عن عدة عوامل مثل اتخاذ وضع دفاعي نتيجة الخوف من الرفض (Fear Of Rejection) . أو نوبات الغضب التي تحدث عندما تكون الضحية مشحونة بالكامل بالسلبية .. مما يجعلها تصل الى النقطة التي تنفعل فيها و تؤذي الاخرين . بدل أخذ نفس عميق و التفكير قبل فعل أي شيء .

إقرأ أيضا :وهم سبق الرؤية .. ديجا فو

استفزاز العواطف لترك التفكير المنطقي مشاهد في خدعة شهيرة . تتلخص في لفت انتباه الضحية و إلهائه عما تفعله ( إن كانت منشغلة ) . بتقديم معلومات صغيرة و مثيرة بشكل غامض عن الفكرة التي يريد المستعمل ترسيخها عند الضحية حتى ينجح في كسب اهتمامها . حينها سيكتم المستعمل بقية المعلومات كي يستفز الضحية .

كتمان المعلومات بهذه الطريقة ستجعل الضحية ترغب بشدة في أن تعلم بقية الموضوع . لدرجة أنها ستقتنع أن المستعمل له معرفة واسعة و خبرة و ذكاء و رؤية أفضل للعالم.

هكذا سيفتح المستعمل ثغرة للتأثير على الضحية . و ستكون هذه انطلاقة غسيل العقل . لأن علاقة المستعمل بالضحية أصبحت أشبه بعلاقة المعلم و التلميذ .

التلاعب و التحكم العاطفي هما أركان غسيل الدماغ . سيبدأ دورهما بالبروز حينما يكسب المستعمل ثقة الضحية . و حينما يكون مستعدا لاكمال الخطة .

و يتخلص دور التلاعب و التحكم العاطفي في إثارة الخوف أو الذكريات المؤلمة و السيئة حتى تكون الضحية مشحونة بالأحاسيس السلبية . لدرجة أنها ستفقد القدرة على معرفة أنها يتم التلاعب بها بالأساس .

هنا سيلعب المستعمل دور المصلح . و ذلك بحل مشكلات الضحية، و هذا بغاية اعطاء شعور بالراحة و الأمان للضحية كلما تواجد المستعمل بجانبها . و هذا سيكون أكثر فعالية إن كانت الضحية من النوع الانطوائي الذي يكره كشف نفسه و مشاعره للناس ( احذروا أيها الانطوائيون ! ) .

آثار ما بعد العملية

1 - إحساس مهزوز بالثقة بالنفس .
هذا ما قد يقود الضحية لسلسلة من القرارت المؤلمة و الخاطئة كالادمان على الكحول أو المخدرات .

2 - فقدان الثقة بالآخرين .
الناس الذين نجوا من جحيم غسيل المخ ( في حالة نجاحه أو لا ) يحبون الهرب و الانطواء . و يميلون إلى التشكيك بكل شخص في محيطهم من الغرباء إلى الناس الذين كانوا يحبونهم من كل قلبهم .
3 - سيرون كل شيء كاختبار جديد .
الحياة فعلا ستفقد طعمها بعد غسيل العقل. الضحية سيعاني من اللامبالاة تجاه أي حدث أو هواية كانوا يحبونها في الماضي و يستمتعون به . سيفقدون أي دافع مستقبلي للعيش. و في كل مرة تتم دعوتهم للمشاركة في مهمة ما .. سيترددون و سيصرون على التركيز على أقل التفاصيل التي تهددهم في تلك الحالة . هذا قبل التفكير أصلا ان كان هذا شيئا يريدونه أو لا .

آثار ما أثناء العملية

_ تصاعد الشعور بالخوف المتعلق بالعالم الخارجي بشكل غير مألوف و مفاجئ .
_ شعور بالنقص و عدم الكفاءة حتى بعلمهم أنهم قاموا بأفضل ما لديهم .
_ معاناة مع نوبات القلق تجاه حوادث غريبة . كأن يخاف الشخص من زلزال قادم فجأة . أو أن يخاف من لبس الأرواح الشريرة إن خرج ليلا ( بالنسبة لأصحاب الطوائف الدينية المغلقة و ليس الحديث هنا على الاسلام الشريف ) أو الخوف من هجوم الارهابيين في كل مكان يقومون بزيارته .
_ ترك أجهزة التواصل و حذف حسابات التواصل الاجتماعي ( هذا في خضم الصراع مع الأنا ) . والانسحاب الاجتماعي من الناس الذين كانوا يتواصلون معهم عادة .

لحماية نفسك من هذا الخطر . عليك أن تعرف الأوصاف و السمات التي يلاحقها المستعملون .

_ الوحيدون : هم الناس اللذين لم يجدوا بعد مكانهم الذي يستحقونه في العالم . الذين لم يعلموا بعد عن قدراتهم أو ماهيتهم الذاتية كالمراهقين اللذين لم يكتسبوا بعد النضج العاطفي ( اصنع شخصيتك الآن و لا تتمارى في ذلك ) .

_ الذين لا يملكون أي شخص للدفاع عنهم : أولئك الذين يكرهون نصائح الناس بسبب تكبرهم و شخصيتهم المعادية للمجتمع . وبالتالي سيكونون عرضة أكثر للخداع بعدم وجود طرف ناصح في حياتهم ( استمع لكلام والديك و من يكبرك سنا و إياك أن تتكبر ) .

_ الباحثون عن الحقيقة : هذه الفئة عادة ما ستتعرض لغسيل العقل من أصدقائهم أو أفراد عائلاتهم اللذين يكنون لهم الإحترام و الحب .
المستعمل هنا سيستغل قرابته من الضحية و معرفته المسبقة بنظرتهم للعالم لصالحه بجعله تحت سيطرته. هنا أول خطوة ستكون إشعار الضحية بالمسؤولية تجاه ما يريده المستعمل منه . ( كون المستعمل سيكون المثل الأعلى للضحية ) . و من ثم إثارة الإحساس بالذنب . إن فشل الضحية في تلك المهمة أو تردد في ذلك .

( لا تعطي الثقة إلا لمن يستحق ) .

ملاحظة : جميع حقوق المقال محفوظة لموقع كابوس ، لا يحق لأي شخص كان النقل الحرفي أو المرئي للمقال المنشور دون إذن مكتوب من إدارة الموقع ، وتترتب المسائلة القانونية المنصوص عليها على كل مخالف للتنبيه المذكور .

تاريخ النشر: 2022-09-17

مواضيع ذات صلة

التعليقات (24)

أحد الأشخاص:

موضوع هام وشيق، احيانا هناك بعض الجماعات التي يقوم اعدائها بغسيل دماغ الناس لتشويه سمعتها لكن افعال الجماعة نفسها تدعم هذا مثلا:
يتم اتهام النازيين بأنهم قاموا بإبادة منهجية لليهود وجماعات اخرى لمجرد انها لا يتوافقون مع معايير الحزب النازي للشخص الذي يستحق الحياة انا لن اتطرق هل حدثت المحرقة او لا لانه ليس موضوع المقال ولا تخصص الموقع اصلا لكن لنفترض ان المحرقة لم تحدث ابدا او حدثت لكن لم يتم قتل اليهود لمجرد انهم يهود لكن لاسباب اخرى قد تكون وجيهة ربما، لكن هناك امور ثابتة وقطعية وصعب جدا فبركتها ان النازيين قبل بداية الحرب اضطهدوا اليهود وحرموهم من الجنسية وايضا كان احيانا يسمحون للعامة بالإعتداء على اليهود دون تدخل الشرطة، ايضا في كتاب كفاحي قال هتلر انه لا مشكلة من قتل 10 ألاف يهودي من اجل المانيا صحيح انه لا يوجد دليل قاطع ان هتلر قال بشكل علني انه سيبيد كل يهود المانيا او اوروبا، لكن كان عنده عدة تصريحات سلبية وعدائية ضد اليهود، لذا حتى ان لم تحدث الهولوكوست لكن افعال النازيين وتعاملهم مع اليهود قبل الحرب ومع اسراهم من السوفييت خلال الحرب يجعل اي شخص يصدق المحرقة، بل حتى اكبر منكري المحرقة لن يقولوا لا مستحيل هتلر يقتل ملايين الناس الغير محاربين له.
انا لم اقل رأي الخاص في الهولوكوست، لكن اريد ضرب مثال كيف أن أفعال البعض تساعد اعدائهم في غسل ادمغة الناس عنهم وشيطنتهم في نظرهم.

الفهد:

مقال ممتاااااااز
شكر للكاتب على هذا المقال
يناقش جانب ذات اهمية قصوى
وهو
العقل البشري
وما يتعرض له...
بغرض ادلجته
شكرا للكاتب

🤍.ملاك دون جناح 🤍:

مقال رائع
لكن الانسان يتأثر بما يعيشه اكثر من أي شيئ اخر
وبالتالي طريقه عيشه تعكس طريقه تفكيره
وطبعا التأثيرات الخارجيه ايضاً لها دور لكن على ضعاف الشخصيه
طي الكتمان

عقربة الرمال:

وين يغسلون الأدمغة ؟
اريد يغسلون دماغي من الذكريات العالقة بيه

نيملس الشرير:

أتفق معك ، أنا أيضا

مواطن بلا وطن:

مغسلة أبو ماجد اللي جنبكم، وكمان عندهم تخفيضات حلوة 😇

عقربة الرمال:

تمام شكراً ، من باچر تلاقيني عنده 😌

صاعد:

تعالي اليمن باتنسي ماضيك كامل، لكن بعد ذلك بايكون دماغك غير قابل للتحديث، وبعد ذلك باتحتاجي لإعادة ضبط المصنع اللي هوه العراق، وهكذا حتى يأتيك اليقين....

ويا زعيمة جري الصنبوق.... كما في المثل عندنا!!

بنتك ياعدن:

هههههه احسنت فكل ما قلته صحيح

عقربة الرمال:

ان شاء الله أزور اليمن الحبيب بيوم من الأيام
🤗😊

مواطن بلا وطن:

شكراً على المجهود الذي تم بذله في صياغة مقال دسم كهذا.
من وجهة نظري أننا جميعاً قد تعرضنا لعمليات غسيل دماغ، فالاعلام المرئي والمسموع والمقروء لهذا النظام أو تلك الفئة أو ذلك الحزب قد مارسوا أبشع عملية غسيل لجمهورهم عبر التقادم، الفرق فقط بين شخص اكتشف باكراً عملية الغسيل الآثمة التي يتعرض لها، وبين شخص تعرض لكمية تخدير كبيرة أثناء عملية الغسيل فأصبح دون أن يشعر مجرد آلة جوفاء لا تمت لبني الإنسان بأي صلة.
حتى كلمة غسيل نفسها مضحكة،، فزراعة كل تلك القذارات التي يتم بها حشو العقل البشري لا تَمتُّ أيضاً لكلمة غسيل بأي صلة.

آريو:

موصوع رائع للغاية ومشوق.

الإعلام احد أقوى الأسلحة التي صنعت، وبامكان هذا السلاح تدمير دول كاملة اذا ما تم استخدامه بأسلوب صحيح.

شكرا للكاتب

بنتك ياعدن:

وزارة ‘ البروباغاندا ‘ حينما وظف هتلر أحد جنرالاته غوبلز وامرهم بما كتب في المقال اعلاه ذكرني بقضية انمي هجوم العمالقه حيث المارليين يرون انفسهم الاساس والاهم اما بقية العالم والذين هم الالديين ماهم الا شياطين وغير مهمين لذلك توجب ابادتهم.نفس فكرة هتلر في غسل ادمغة مواطني بلاده بهذا الكلام "نحن الأفظل والباقي فليتم ابادته ان لم يوافق على الخضوع"

طي الكتمان:

هتلر كان رجل صريح عبر عن افكاره بصوره معلنه للعالم
لكن ما بالك بمن يفعل ذالك بصوره مختلفه
هو يقوم بالاباده لمن يخالف رأيه
بفرض العقوبات وزرع الإرهاب
أن أراد تدمير بلد يعارضه يقول ان لديهم قنبله نوويه سوف تبيد العالم ويدمرو ذاك البلد الذي اصل الحضارات
انا احترم هتلر

بنتك ياعدن:

ما الشيء الذي يحترم فيه هذا الهتلر

طي الكتمان:

هو هتلر وهاذا وحده يكفي

ماريا انطوانيت:

انه شخصية فذة و صاحب مبدأ
لمَ لا يكن احد عظماء التاريخ ؟
هذه وجهة نظري لا اكثر ولا اقل ..

سناء:

صراحة أنا أيضا أعتقد أن كل ما يقال عن هتلر تلفيق
أليس التاريخ يكتبه المنتصرون؟
أمريكا هي من روجت لهذه الأفكار عنه عبر أفلامها إذا كيف نصدق الأمر؟
لا ننكر أنه كان عنصري لكن أكثر من كره هم الأمريكيين

ماريا انطوانيت:

لم يكن هتلر على حق في كل معتقداته , لقد كان عنصرياً الى حد ما
و انا ضد العنصرية ..

صاعد:

بنتك يا عدن!!

إصدار جديد من أستيل، أم عضو جديد؟.

صاعد:

المعذرة على التكرار بسبب ضعف النت!! ما يتبين أنه أرسل أم لا.

ماريا انطوانيت:

الاعلام امر مخادع و غير موثوق
ارى انه صار اهم للبعض من العمل و الدراسة ، لا ادري ..

آريو:

إذا كان التصويت لأفضل مقال بشهر سبتمبر قد بدأ فأنا اصوت لهذا المقال.

سارة فايز:

مرحباً.. جوهان
المقال مميز جداً.. وأول عملية بيتم فيها غسيل المخ بتكون عن طريق الوالدين.. والمدرسة.. والإعلام
طالما العلاقة الأسرية سليمة وقوية.. لن يتعرض أحد أفرادها لاستغلال خارجي على مستوى غسيل المخ
طالما.. الإنسان يحقق ذاته ووجد هدفه في الحياة ويعمل عليه.. لن يستطيع أحد إجراء عملية غسيل دماغ له
العلاقات العاطفية.. نوع خطير من غسيل الدماغ.. لكن من حقق ذاته لن يقع في ذلك الفخ
الإحساس بالأمان وأن هناك من سيساعدك وقت الحاجة يمنع عنك الشرور.