من قصص الحروب..
بقلم : ابن العراق -العراق
●اسقط طائرة بواسطة مسدس:
في الحرب العالمية الثانية قام رجل باسقاط طائرة بواسطه مسدسه ،فمن هو وما هي قصته ؟
ولد اوين جون باغيت في 28 اغسطس/اب عام 1920 في غراهامتكساس حيث تخرج باغيت من جامعة هاردين سيمونس عام 1941 و بعد تخرجه عمل كمقاول دفاع في وول ستريت .
عندما بدأت الحرب التحق باغيت بسلك الطيران وتخرج منه في 26يوليو/تموز 1942. و في في 31 مارس/اذار 1943 عندما كان سربه متمركزا في المستعمرات البريطانية في الهند ، اتتهم اوامر بتدمير جسر في “بينمانا بورما ” لمنع تقدم قوات اليابانية ، و سرعان ما انطلقت اثني عشر قاصفة من نوع (B_24) الا انها تم اعتراضها من قبل مقاتلات يابانية (ki_43) ، اصيبت طائرة باغيت بعدة طلقات مما ادى الى اشتعال النيران في خزان وقود الطائرة وسرعان ما قام الطاقم بالخروج قبل ان تنفجر ، اثناء هبوط الطاقم بمظلاتهم قام الطيارون اليابانيون بقتل المظليين ،واستطاعوا قُتل اثنين منهم ولكن عندما رأى باغيت الوضع قام بعمل نفسه ميتاً وهو معلق في الهواء امالاً في النجاة ، الا ان احد الطيارين قام بالاقتراب منه ليتأكد من موته لكن سرعان ما قام باغيت باشهار مسدسه مطلقاً اربع رصاصات على الطيار وارداه قتيلا و لتسقط الطائرة بمن فيها
اسره اليابانيون وبقي اسيراً طيلة فترة الحرب بعدها تم تحربير باغيت و37 اسيراً آخر معه من قبل ثمان عناصر من القوات الخاصة البريطانية في سنغافورة ، ظل باغيت في خدمة القوات الجوية حتى تقاعد عام 1973 برتبة عقيد في سلاح الجو و توفي في 27 يوليو/تموز 2006 في نيو براونفيلس_تكساس عن عمر يناهز الـ 85.
●نيران صديقة و قصة عجيبة:
تخيلوا ان طياراً من خيرة الطيارين ونخبتهم قام باسقاط طائرة تابعة لبلده عن طريق خطأ !ّ…
ولد لويس ايدوارد كورد في 2نوفمبر/تشرين الثاني 1919 في فورت واين_انديانا وترعرع فيها . ومن ثم التحق بجامعة بوردو وبعد ثلاث سنوات من الدراسة ،انضم الى جيش الاحتياط في 12مارس/اذار 1942 برتبة ملازم ثاني بعدها انضم الى مدرسة الطيران وتخرج في 3 ديسمبر/كانون الاول من نفس العام وبعمر ال23 ارسل الى العمليات العسكرية في نطاق البحر الابيض المتوسط وقد حصل على الوسام الذهبي المتميز . كان كورد واحد من ثلاث طيارين امريكيين ممن اسقطوا طائرات المانية وايطالية ويابانية ولكنّه ربما أبى إلا وأن يكمل المجموعة ليسقط طائرة شحن امريكية عمداً.
في 10 فبراير/شباط عام 1945 كلف كورد بمهمة وكان وقتها ملازماً والتحق معه سرب مكون من ثلاث طيارين وانطلقوا من مطار مانغالدان في الفلبين،ومهمتهم كانت الاستطلاع اذا كان اليابانيون يستخدمون مطاراً مؤقتاً في جنوب تايوان الا انهم لم يجدوا شيئا وسرعان ما عاد كورد الى الفلبين . بعدها حلق كورد ومن معه فوق جزر باتان وانقسموا ، كورد ومعه الملازم شميدتك وتوجها شمالا والاخرين الملازمين سكالي و لا كرويكس توجهوا جنوبا وسرعان ما وجدا مطاراً يابانيا بالطبع قاما بقصفه ومن ثم طلبا الدعم من المجموعة الاخرى ، استجاب كورد وشميدتك بسرعة لهما وقررا الالتحاق بهما ، واثناء القتال اصيب طائرة كوريكس وقام بهبوط اضطراري في البحر ونجا ، حينها قرر كورد بأن يحوم حول كوريكس ليحميه وسرعان ما لاحظ طائرة عملاقة تتجه صوبهما كورد انطلق صوب الطائرة ولاحظ انها طائرة دوغلاس C_47 وعليها علم امريكي عندها حاول كورد التواصل مع الطائرة لكنها لم تبدِ أي استجابة عندها حلق امام الطائرة عدة مرات علّها تغير مسارها ، لكن الطائرة تجاهلته ، حينها قرر كورد اسقاطها واطلق نار على محركاتها لتسقط الاخيرة وتهبط في البحر ، بيد أ ان ركابها وطيارها نجوا بأعجوبة وقاموا بنصب طوافة نجاة ، فسر طيار طائرة الشحن موقفه وتبين ان راديو طائرته قد تعطلت بسبب سوء الاجواء وقلة الوقود وآل الحال به الى هذه الجزيرة غير مدرك انها تحت سيطرة اليابانيين الغريب في الامر ان من بين الناجيين ممرضتين تبين ان احداهما كانت صديقة لكورد بالمراسلة وكانت تدعى ” سيفتلانا فاليرا” ولحسن حظ كورد سامحته صديقته ومن ثم تزوجا بعد عام واكملا بقية حياتهما معاً .توفي كورد عن عمر يناهز 75 سنة ودفن في ليندن وود ، وبعد 16 سنة التحقت ارملته به ، توجد نسخة من طائرته P51 في متحف بيما الجوية في توكسن اريزونا
●اصغر جندي في العالم:
الاطفال ، هذه المخلوقات الصغيرة والملائكية التي نحبها ونعطف عليها دائما قصصهم في الحرب تكون مأساوية فقد تناولت تقديرات مختلفة ان في الحرب العالمية الثانية ازهقت روح حوالي 13 مليون طفل بسبب المعتقلات وويلات الحصار و بعض الاخر ينتهي بهم ان يزجوا في الجبهات القتالية ، من ضمن هؤلاء اطفال سوف اقص عليكم يسيرا منعلى قصته : اسمه سيرجي أليشكوفّ، سجل ميلاد سيرجي غير مؤكد فرجحوا ولادته بين سنة 1934 او 1936 في قرية غرين الواقعة في منطقة كالوغا ، بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وخصوصا اجتياح الالمان للاتحاد السوفيتي اصبحت قريته قاعدة لمقاومة الالمان ومركزاً لانطلاق الثوار السوفييت الا انهم على نحو غير متوقع هُجِموا بشكل عنيف من قبل الجيش النازي وتم قتل وتشريد اغلب المناوئين من الثوار ونظرا لتواطؤ اهل القرية ، قام الالمان بقتلهم ايضا …
كان لسيرجي اخ اسمه بيتيا ذو 10 اعوام حيث قاموا بشنقه ، وفقد امه امام ناظريه وهي تحاول ان تحميه وقامت جارته بتسهيل هروبه قبل ان تفقد الاخيرة حياتها . هرب سيرجي ناحية الغابات ، وفي اغسطس/اب 1942 وجده بعض الجنود الكشافة السوفيت، كانت حالته النفسية و البدنية سيئة جداً ، إذ بلغ منها الإنهاك ما بلغ ، عدا عن ان جسده تعرض للعديد لدغات الحشرات ، تفاجأ العديد من الجنود برؤيتهم لحالته الصبي التعيسة .
يذكر الرائد فوروبييف اجتماعه الاول بسيرجي(واصبح فيما بعد ابنه بالتبني):
“في المخبأ بدا الجميع مخدرين وغاضبين عند رؤيتهم له على هذه الحال ، كنت اود ان اندفع هناك الى خط الخنادق وامسك بحلق اول نازي اقبض عليه”
بعد استجواب سيرجي تمكن الجنود من معرفة اسمه ، ولكن عندما سئل عن والدته انفجر بسيل من الدموع ولم يستطيعوا طمأنته لفترة طويلة.
قرر العقيد ان يبقيه كتلميذ مع فوجهم ، فوج المشاة142 الحرس التابع لفرقة 47 تلقى سيرجي المساعدة الطبية ، وخيط له زياً عسكرياً مناسباً له، لم يشارك سيرجي في مهام قتالية وانما اقتصرت اعماله على حمل الرسائل وتسليم الصحف وتزويد الجنود بالماء والذخيرة ، تمكن المحارب الصغير في تلك الفترة تقلد العديد من البطولات من خلال قيامه بمهامه على اكمل وجه ، احداها كانت عندما اكتشف تسللا لبعض جنود الاستكشاف الألمان وكان السبب في القبض عليهم ، واخرى عندما تعرض مخبأ الرائد فوروبييف لقصف ادى الى تدميره بالكامل ، وبينما لم يستطع الجنود العثور على الرائد ، استطاع الجندي الصغير العثور عليه وتم بعدها إنقاذه ، وقد حصد سيرجي بعد هذه الواقعة اول ميدالية له
(من اجل الاستحقاق العسكري) وقام المارشال تشيكوف باهدائه مسدس من طراز p38.
وفي 18نوفمبر/ تشرين الثاني عام1942 تعرض الفوج 142 في احدى معاركه في ستالينغراد الى قصف ادى قتل وجرح العديد منهم ومن ضمنهم سيرجي الذي اصيب بشظايا في ساقه ونقل الى المستشفى وبعدما تعافى من اصابته عاد سيرجي الى فوجه، بعد فترة وجيزة تحررت قريته غرين من الالمان و روى الناجون للقوات كيف اصبح سيرجي يتيماً، بالاضافة ان والده توفى قبل الحرب والاخويه الكبيرين ايفان واندرو ذهبوا الى الجبهات الامامية ،وفي عام 1945 حصل سيرجي على ميدالية(النصر على المانيا) بناء على طلب المارشال تشيكوف وفي عام 1954 تخرج سيرجي من مدرسة سوفوروف واصبح طالبا في معهد خاركوف للقانون ، بعد حصوله على تعليمه عاد الى منطقة تشيليابينسك وعمل في اقسام المقاطعة بمكتب المدعي العام قبل ان يصبح مستشاراً قانونيا في احدى المصانع ، سيرجي تزوج وانجب طفلين ولد وفتاة وعاش حتى ادرك ولادة احفاده ، وفي عام 1985 حصل على وسام (الحرب الوطنية من الدرجة الاولى) تكريما للذكرى الاربعين للانتصار على المانيا ، وفي عام 1990 وجد سيرجي ميتا في موقف للحافلات ، اثر عدة ازمات صحية نتجت عن طفولته العسكرية .
●الممرض الذي رفض حمل السلاح:
في الحرب على المرء ان يحمل سلاح لكي يدافع عن نفسه او بلده او اي شيء يجب ان يدافع عنه وخاصة اذا كان الشخص مسعفاً ،ففي الحرب العالمية الثانية بالذات كانوا اكثر الاشخاص استهدافاً هم المسعفون (اكثر من الضباط والعرفاء!!!) ، الا ان بطل قصتنا لم يحمل سلاحا قط على رغم من خطورة الجبهة التي كان عليها وهو ديزموند دوس.
ولد دوس في 7 فبراير/شباط1919 في لينشبورغ_ فيرجينيا ، ربته امه ليكون متدينا نابذاً للعنف ، التحق دوس بمدرسة الكنسية حتى الصف الثامن ،بعدها وجد وظيفة في احدى شركات النجارة لاعالة عائلته خلال الكساد الكبير .
قبل اندلاع الحرب كان دوس يعمل نجاراً في بناء السفن بمرفأ ( نيوبورت _فيرجينيا ) ، واختار تأدية الخدمة العسكرية على رغم من انه عرض عليه تأجيلها بسبب عمله في بناء السفن ،في ابريل/نيسان 1942 ارسل دوس الى فورت جاكسون جنوب كارولينا ليتدرب مع فرقة مشاة 77 ، لكنه رفض دوس ان يقتل اي جندي معادٍ او ان يحمل سلاحاً(حتى السكين) بسبب معتقداته الشخصية كمتديّن ، الامر الذي ادى الى تعيينه كمسعف ميداني،ولكن قبل ان يصبح مسعفا تعرض دوس الى السخرية والتنمر وحتى الضرب من قبل زملائه في الفرقة وحتى في احدى المرات قال له احد زملائه (دوس ان لم تمت في المعركة سوف اقتلك شخصيا) الا ان دوس اصر على ان يبقى كمسعف، خدم دوس مع فصيلته في الغوام والفلبين حاصلا على ميداليتين برونزيتين لشجاعته الاستثنائية في مساعدة الجرحى من الجنود الا ان التحدي الحقيقي لدوس كان في معركة اوكيناوا وخاصة في احدى تلال اسموها ب(تلة المنشار)
انقذ دوس ما بين 50_100جندي وقيل ان من بينهم كان هنالك يابانيين الا ان بسبب جروحهم وفقدان الكثير من دمائهم لم ينجوا وبحسب اقوال دوس انه كلما انقذ مصابا كان يدعوا ويردد ويقول( واحدا واحدا اخر) اصيب اربع مرات في اوكيناوا ، وعانى دوس من كسر في ذراعه الايسر بسبب اصابته بطلقه قناص اثناء السير الى خطوط الحلفاء وفي وقت اخر اصيب دوس ب17 شظية في جسده اثناء ركله لقنبلة يدوية محاولا انقاذ زملائه . كرم دوس بوسام الشرف من قبل الرئيس هاري ترومان شخصيا في 25 اكتوبر/تشرين الاول 1945 توفي دوس في 23 مارس/اذار 2008
●مواجهة غير متكافئة:
التكنلوجيا احدث طفرة في حياة الانسان من ناحية الاجتماعية والعلمية والصحية والاقتصادية ولكن اكبرها كانت الحروب انا لا اتحدث عن قلة عدد فقط بل عن نوع السلاح المستخدم ايضا ، احدثكم عن قتال سيف مقابل بندقية نعم بالنسبة لأي شخص سواء خدم في العسكرية ام لم يخدم سيقول ان هذا ضرب من الجنون ولكن سأحدثكم عن معارك حدثت بالفعل بين السيوف والبنادق :
واجه الغزاة في القارة السمراء افريقيا التي غزيت من قبل الطليان والفرنسيين والاسبان مقاومات شرسة، ففي ليبيا واجه الليبيين الطليان بقيادة عمر المختار في احد المعارك بأسلحة بسيطة والحقوا بهم خسائر فادحة وكذلك الحال في المغرب بقيادة الخطابي والجزائر بقيادة عبد القادر الجزائري وفي اثيوبيا بقيادة منيليك الثاني ، وبسبب خسائر الغزاة وخيبتهم عمدوا الى استخدام اساليب خبيثة انتقاماً لما تعرضوا له ، فقاموا بعقد التحالفات واستخدام الاسلحة الكيميائية من ضمنها غاز الكلور ورشها في مناطق مدنية لردع المقاومات التي لم تكن ندّا أبداً لهم في العتيد والعتاد، وفي اليابان في القرن التاسع عشر في ثورة ساتسوما (الثورة التي غيرت وجه يابان مرة وللابد) في احدى المعارك واجه الساموراي جيش الامبراطور الذي كان مزودا ببنادق وتحديدا في معركة شيروياما فقد استغل الساموراي عدم قدرة الجيش على المواجهات القريبة وخاصة السيوف الا ان النصر كان قصير الاجل وخاصة عندما قتل سايغو (قائد الثورة) وجميع من كان معه من الساموراي البالغ عددهم 500 في المعركة وبعد عدة سنوات تم العفو عن سايغو ومن قتل معه واعتبروا ابطال تراجيديين
ماهي اكثر قصة أثارت اهتمامك ؟ ، شاركنا .