Facebook YouTube Email color

القسم : أدب الرعب والعام

هـــــــــــــو ..

هـــــــــــــو ..
بقلم : أحمد مسعد محمد - مصر
***

العاشر من نوفمبر(ليلاً)..

أسمعهم بوضوح ... أسمع أصواتهم يضحكون في الخارج ... أسمعهم يخططون لعملية العمر كما يقولون .. أسمعهم يتقاسمون الغنائم فيما بينهم .. حتى من قبل أن يحصلوا عليها .. أسمعهم يتفقون على قتلي وتمزيقي إذا لم يحصلوا على ما يريدون .

وحيدة في غرفة مظلمة ,بدون طعام أو شراب ,وبدون حتى أي منفذ للضوء أو الهواء ,سوي فتحة صغيرة بحجم قبضة اليد ,ألتقط منها بعض ذرات الأكسجين التي تساعدني على البقاء حية .

مقيدة أنتظر مصيري المشئوم. فكرت في كل الطرق المتاحة للهرب لكني لم أجد. وكيف أهرب من غرفة مظلمة ومغلقة من الخارج وموضوع أمام بابها دولاب لإخفاء مكانها وأنا مقيدة؟؟؟ .

إن مُت الآن فسيكون ذلك المكان هو قبري,ولن يشعر أحد بوجودي .. لا أعرف أين أنا ,ولا ماهية هذا المكان الذي أخذوني إليه ,كل ما أعرفه الآن هو إن مصيري متوقف على كون أبي سيدفع الفدية المطلوبة أم لا .. فإذا لم يدفع فسيتم تمزيقي ...

 الثاني عشر من نوفمبر(صباحاً)

 لا أستطيع أن أتحمل أكثر من ذلك ,إن الظلام يخنقني ويشل حركتي ,متى سينتهي هذا الكابوس؟.. كم الساعة الآن ؟.. أنا لا أعرف.. هل نحن ليلاً أم نهاراً؟

لقد جف حلقي تماماً .. منذ أن جئت إلى ذلك المكان وأنا لم أتناول جرعة ماء واحدة .. لم أعد أستطيع تحمل كل ذلك .. أريد الخروج .

وبأعلى ما تملك حنجرتي من قوة صرخت:

-النجدةاااااااااااااااااااا.

 الثاني عشر من نوفمبر(ليلاً)

 أسمعهم يصرخون ... أسمعهم يتعذبون .. بدا الأمر منذ حوالي ساعة.

إنهم في الخارج .... مرعوبون .... يهرولون ... يصرخون ... ويستنجدون ... لكن أحد لم يسمعهم غيري.

- النجدة ... أنقذونا ... أبتعد عني أرجوك ... ما هذا الشيء بحق الجحيم.....ااااااااااااااااااااااااااااااااه.

بعد ساعات من الصراخ والعويل المتواصل .. صمتت الأصوات تماماً .. ولم يتبقي في النهاية غير صوت واحد .. إنه يبدو كصوت شيء يزمجر !!!!!؟؟؟؟؟؟؟

 الثالث عشر من نوفمبر(صباحاً)

 لم يعد هناك سوى السكون والظلام ودقات قلبي التي يطعنها الرعب...

(لب دوب  لب دوب  لب دوب)

 الثالث عشر من نوفمبر(عصراً)

 أصبحت متأكدة إنه لا يوجد مخلوق حي غيري في ذلك المكان ...حتى الفئران التي كانت تزعجني طوال الوقت قد كفت عن ذلك ..ولم أعد أسمع الآن غير صوت أنفاسي اللاهثة من العطش و... صوت أخر ؟؟؟؟؟؟

 الثالث عشر من نوفمبر (ليلاً)

 أصبحت متأكدة الآن من وجود شخص غيري يتنفس في الغرفة!!!!!!؟؟؟؟؟

الثالث عشر من نوفمبر (ليلاً)

 هناك كرتين حمراوين تلمعان في الظلام ...

الرابع عشر من نوفمبر (فجراً)

 همسات وتنهيدات لا تتوقف..

-هااااااه  هاااااااه هاااااااه

 الرابع عشر من نوفمبر (صباحاً)

 أنا أمقت الظلام ... أمقت القيود... وأمقت ذلك الحائط المتهالك خلفي ... وامقت تلك الغرفة وأمقت تلك الرائحة العفنة القادمة من كل اتجاه ...أو تعرفون؟؟؟ أمقتكم أنتم أيضاً .

لكن أكثر شيئاً أمقته في ذلك العالم .... هـــــو؟؟؟؟؟؟

هو يجلس في الظلام طوال الوقت... هو يهمس في أذني طوال الوقت بكلام غير مفهوم... هو غير موجود وغير ملموس... هو يملك عيوناً حمراء تجعلك تقشعر بمجرد النظر إليها ... هو الموت هو المصير .. هو مولود الظلام وسفير الجحيم ...

هو الشر القابع بداخل عقلك وعقلي ..

هو موجود في كل زمان ويحيط بك في كل مكان ..

في أحلاك وكوابيسك ,وفي أركان  غرفتك ,وأسفل سريرك , وبجوارك ,وخلفك الآن ...

أشعر بأنفاسه الحارقة تلفح وجهي من بعيد. إنه يجلس هناك في ركن الغرفة أعرف ذلك من لمعان عينه لكن هل هو موجود حقاً ؟؟؟؟

 الرابع عشر من نوفمبر (ليلاً)

 بدأ ضوء القمر باختراق ظلام المكان ,عبر تلك الفتحة الصغيرة في الجدار , مشكلاً عمود فضي مضيء في وسط الظلام ... لكن لازال الظلام هو السيد في تلك البقعة المظلمة التي يجلس فيها هو...

هو يتنفس كوحش مفترس... هو يزمجر في غضب.. هو بدأت عينيه تصبحان أقرب ... هو يقترب مني ببطء شديد ... هو يجعل جسدي ينتف رعباً .. هو يريد أن يمزقني كما مزق الرجال في الخارج.. أنا لا أخاف الموت بل أخاف من الطريقة التي سيقتلني بها هو..

بدأ يقترب أكثر وأكثر حتى بدأت ملامح وجهه تدخل في مجال ضوء القمر داخل الغرفة... يا الهي ما هذا الشيء ... لم أتخيل إنه بهذا الشكل أبداً ..

عرفت الآن ماذا كان يقصد الرجال في الخارج قبل أن يموت عندما قال...

- ما هذا الشيء بحق الجحيم!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 *****

 الاسم :ميار محمد عبد القادر

السن:20 عام

تم اختطاف ميار من منزل والدها منذ حوالي أسبوعين من قبل عصابة من خمس أفراد.. وقامت العصابة بطلب فدية وقدرها أثنين ونصف مليون جنية لإطلاق صراح الضحية ...

لكن بعد أربع أيام من اختطافها تمكنت الشرطة من تحديد موقع العصابة ,وأرسلت فريق مسلح من رجال الشرطة لمعالجة الأمر واسترجاع الضحية ... وعند وصول فريق الشرطة .. وجدوا مقر العصابة في حالة من الدمار ,وقد قتل منهم ثلاثة رجال بطريقة بشعة وتم تمزيق جثثهم.. وتبين فيما بعد إن أصحاب الجثث كانوا أحياء أثناء تمزيقهم... وتم العثور على الاثنين الباقيين من العصابة على قيد الحياة ,وقد فقدوا أجزاء من جسديهما ...ولم يتم العثور علي الضحية ..لكن في خلال يوم واحد تم استجواب أحد الاثنين اللذان تبقيا على قيد الحياة من أفراد العصابة ...ومعرفة مكان تواجد الضحية ..في غرفة سرية داخل مخبأ العصابة ...وعندما ذهب فريق من رجال الشرطة للعثور عليها في يوم 14/11 من العام الجاري ...وجدوها في غرفة مظلمة ومغلقة وبابها مخبأة خلف دولاب في حالة يرثا لها, وهي مقيدة وتصرخ بهسترية وتقول :

-أبتعد عني لا أريد أن أموت في هذا المكان .

وبعد العثور عليها تم إحضارها إلى مستشفي الأمراض النفسية والعصبية وقمت أنا الدكتور/ إبراهيم عودة ,بالأشراف على حالة المريضة ومتابعة أخر تطورات الحالة ..ولاحظت الآتي :

تخاف الظلام ..تسمع أصوات غير موجودة ودائماً تتحدث عن شخص ما وتقول هو ..؟؟؟؟؟؟؟

يبدو إن المريضة قد مرت بتجربة عصيبة ...فجلوسها وحيدة في الظلام كل تلك الفترة بدون ماء أو دواء .. جعلها ترى وتتخيل أشياء غير موجودة وتولد عندها نوع من الهلاوس السمعية والبصرية..

 ويبدو إنها نجحت في ابتكار صديق خيالي يشاركها ذلك الظلام ولكن يبدو إنه مع الوقت أنقلب هذا الصديق إلى أبشع كوابيسها ..لكن لا زال هناك شيء محير بشأن تلك الحكاية من الذي قام بقتل أفراد العصابة وتمزيقهم بهذه البشاعة ..كلما كنا نسأل المريضة هذا السؤال كانت تجاوب دائماً نفس الإجابة ..

-هــــــــــو ..........

د/إبراهيم عودة

تاريخ النشر: 2015-01-04

مواضيع ذات صلة

التعليقات (20)

مصري مغترب:

قصه جميله كمل كتابه

بنوتة مصرية:

امقتكم انتم ايضا!! بصراحة افقدتنى هذه العبارة تعاطفى معك ياميار، حسنا امزح معك، ياسلااااااام على خيالك يااحمد،بجد فخورة انك ابن بلدى.ولكن هو!!!!! عددهم تقريبا"21" ولم توضح لنا فى النهاية من هو صاحب المقلتين الحمراء( ابو اللى جاب ابوه )معذرة على انفعالى،ارجو الا تاخذ كلامى على محمل السخرية،حاشالله. منذ بدئى فى القراة تحديدا" 13 نوفمبر ليلا " و انا استبق بخيالى الاحداث واسارع حى اصل الى النهاية التى بصراحة شديدة خيبت امالى، فكنت اتمنى عندما تذهب الشرطة الى تلك الغرفة ان لاتعثر على اى اثر لها!وبرغم اعجابى باسلوبك الشيق فى سرد الاحداث ؛الا ان الكثير من الغموض فى نهايتها افقدها بعضا من رونقها.ولاادرى اذا كنت تقصدب "هو" وساوس الشيطان التى تلازمنا فى كل زمان و مكان؟ ام انه وحش مخيف ؟!ولماذا تركها دون ان يمزقها كما مزق العصابه؟!( شكله طيب يعنى فى الاخر ساعدها ) وبالنسبة للدكتور ابراهيم: من خلال الاعراض يا "دوك" لابد ان تشخص الحالة على انها" ذهان الهذاء" او( بارانويا : جنون الاضطهاد ).

الشيماء:

اسلوب رائع .. وقصة مشوقة ... وسرد متتابع قوي ومتناسق
أهنئك على القصة وأتوقع لك مستقبل مبهر
بالتوفيق أن شاء الله

محمد ابراهيم:

تحية للكاتب أحمد بحجم القمر على ابداعه

ام عمر:

قصة جمیلة جدآ "ممتازبحق یا احمد وبالتوفیق انشاءالله ومزیدمن القصص

الهنوف:

القصه جميله وكلماتها رائعه ولكن يااخي لا يجوز كتابة وقول بحق الجحيم..استغفر الله

مصطفي جمال:

قصة رائعة جدا يملئها الغموض

بعض النظريات

انت تقصد بالعيون الحمراء الخوف او وساوس الشيطان او الشر او الحقد

هذا ما اعتقده تقريبا صحيح

شغف:

هذه قصه حقيقيه..حدثت بالفعل
ارجو الاجابه!!

اردنية:

لماذا يسألوها هي عن الذي قتل هؤلاء الاشخاص مع ان هناك من الذي نجا من هذه الحادثة ويعرفون الحقيقة

سمارا:

رائع ماخطت يمناك .... قصة جميلة ... نهاية مسدودة لا يقبلها عقل .. مادام هذا المتوحش مزق رجال العصابة فلم سيتركها ... لكنها تبقى نهاية مشوقة ... بقية العصابة في السجن والضحية في مستشفى الامراض العقلية ...

ربما قد يقرر زيارتها في غرفتها لاحقا لينهي ما بدأه

ملكة الرعب♡:

اروع ما قراة
ما تعانيه حقيقة ودليلها في العصابة كما انها لا تحتاج لعلاج بل تحتاج لشيخ يساعدها من التخلص من الروح الشريرة او ربما كانت الروح قاصدة مساعدتها

razo:

القصة رووووعه وتعبيرك واسلوبك في القصه يجنن استمر في الكتابة......^-^

انوشكا:

تحيه للكاتب احمد ول جميع اهل مصر الغاليه
تحياتي لكم=)♡♥

mohamed syria:

قصة اكثر من رائعة

طريقة سرد مذهلة

سلمت اناملك

تحياتي

أحمد مسعد محمد:

بجد سعيد بإن القصة عجبت الناس.. أنا كنت هعيط وأنا بقرأ التعليقات.. بجد شكرًا للجميع.. وأتمني إن الناس تقرأ قصتي التانية علي الموقع بعنوان (أحشاء).. وشرفوني بمتابعتكم علي الفيس بوك https://www.facebook.com/a7medmoss3d
أو علي صفحة روايتي https://www.facebook.com/Behind.the.cover.of.Death?fref=ts

مأمون:

صراحةً أسلوبك سلس وحلو جدًا فعلًا ما شاء الله .. الغموض اللي في القصة أكسبها رونق ممتاز في رأيي .. لو انت فعلًا من قراء د. أحمد خالد توفيق لازم لفظ "هو" ده يوحيلك بحاجات حلوة .. زي "هو - الذي يمشي في الظلال - " 3:
نصيحتي فعلًا كمِّل كتابة .. طريقتك حلوة .. وحاول تكتب حاجات أكبر من كده 3:
تحياتي ليك يا كبير ^_^

احمد الساعدي:

الاسلوب في غاية الروعة ويشد القارئ ولكن كيف عرفت اليوم ١٠ ١١صباحا و١١عصرا و١١ليلا وكذالك بالنسبة لبقية الايام وكانت في غرفة ذات ظلام حالك لا تميز الليل والنهار حسب تعبيرك

قصي النعيمي:

كانت القصة مشوقة و محفزة ، أما عن فقدان عنصر النهاية فلقد أصبت لأن ما فعلته يفعله الكثير من الأدباء و ذلك لتنشيط مخيلة القارئ ليضع للقصة نهاية أو أكثر من نهاية و ليضيف للقصة أحد عناصر الغموض الشيق و يلتزم الصدق في الأحداثى ، و شكرا على القصة

مارسلين:

قصة جميلة
لاكن مرعبا
مين الا قتل الثلاثة رجال

العطوي:

الا بذكر الله تطمئن القلوب