قتلة و مجرمون

ألكسندر سولونيك: جون ويك الروسي

إذا كنت عزيزي القارئ من عشاق أفلام الأكشن والإثارة والقتلة المأجورين فلا بد لك وأن شاهدت أو سمعت بشخصية “جون ويك” أخطر قاتل مأجور بالعالم. رجل لا يهاب الموت ولا يعرف الهزيمة  أوالاستسلام. رجل محترف بفنون القتال الجسدية مستعد لقتل وتدمير عصابة كاملة لأجل الانتقام ولديه القدرة على استخدام أي شيء كسلاح.

لطالما أعجبتني شخصية جون ويك لكني دوماً اعتقدت أن هذه الشخصية هي من محض الخيال وهو أمر منطقي للغاية، فلم أعتقد بوجود شخص يتقن فنون قتالية مختلفة ولديه شغف بالسلاح وغريزة قتالية قوية تمكنه من استخدام أي شيء كسلاح إلا في القصص الخيالية.

blank
ألكسندر سولونيك… كان قوميا روسيا

حسناً.. في الواقع أن شخصية جون ويك مستلهمة من رجل حقيقي! وكما في الفيلم فإن هذا الرجل كان رجلا قويا شرساً لا يهاب الموت ولا يقبل بالهزيمة.

دعونا إذن نتعرف على ألكسندر سولونيك، الإلهام خلف جون ويك.

البداية والنشأة

ولد ألكسندر سولونيك بالسادس عشر من أكتوبر من العام 1960 بمدينة كورغان بمصرفية أورال في الإتحاد السوفيتي لعائلة فقيرة، ومنذ نعومة أظافره أظهر قوة شديدة وحسّا عاليا بالعدالة ونزعة قومية روسية غير طبيعية.

كان يحب الأسلحة والمصارعة والمكاسرة والرياضات الرجولية، كما أن جميع أصدقائه كانوا مثله ومن نوعيته. ومن المفارقات أن حياة أعز أصدقائه قد تغير اتجاهها تماما مثل ألكسندر حينما كبروا.

بعد أن أنهى ألكسندر مرحلة الثانوية العامة وصلته رسالة التجنيد الإجباري، ففي الإتحاد السوفيتي التجنيد كان إجبارياً وكانت رسالة التجنيد أشبه برسالة عزاء لمعظم الروس وسكان الإتحاد. أما ألكسندر؟ لقد احتفل بهذه الرسالة وحزم أغراضه على استعجال للذهاب!

من جندي إلى حفار قبور

تم ضمه لوحدة دبابات ومن ثم تم إرساله لقوات الاحتلال السوفيتي لألمانيا الشرقية طبقاً للسجلات الرسمية. أما طبقاً للشائعات فهو لم يكن جندياً عاديا بوحدة دبابات، إنما كان هذا غطائه، حيث أن بعض الشائعات قالت انه كان ضابط مخابرات رفيع المستوى من نخبة المخابرات الروسية، وقد تم تدريبه على فن “سامبو” القتالي وعلى الاغتيالات الصامتة، عمليات الاختراق، التجسس، مكافحة الإرهاب، التجسس المضاد.
كما وكلت له بعض المهمات الصعبة لاغتيال جواسيس وضباط لحلف الناتو بألمانيا الغربية.

blank
معسكرات العمل الروسية

وبعد أن انتهى تجنيده الإجباري التحق بأكاديمية الشرطة الروسية، وتلقى تدريبات جديدة.. وتم تخريجه وإرساله للعمل بالدوريات التابعة لوزارة الشؤون الداخلية الروسية.. وهذا الأمر جعل من الشائعات أكثر تصديقاً، فوزارة الشؤون الداخلية الروسية لا تقبل بأي شخص فيها، فقط أعلى الجنود وأقواهم يسمح لهم بالانضمام لها، ولكن حتى اللحظة لا يوجد أي معلومة رسمية لذلك.

عموما.. وبعد ستة أشهر حدثت مشادة كلامية قوية بينه وبين ضابط أعلى رتبة منه، وكان السبب هو أساليبه الوحشية بالإعتقال.. دون ذكر عمليات القتل. وبالطبع، فألكسندر كان من النوع الذي يبني احترامه على حسب شخص الإنسان لا رتبته مما أثار غضب هذا الضابط.

لقد كان ألكسندر قاسيا جدا بالتعامل مع المجرمين، ولعل نزعته القومية الروسية كانت أبرز هذه الأسباب، لأن وزارة الشؤون الداخلية هي أشبه بحصن الدولة.. ومعظم عملها يتعلق بمسألة الأمن القومي

ولك يا عزيزي القارئ ان تتخيل معنى كلمة “أساليب وحشية” بالنسبة لدولة مثل روسيا! بل وفي زمن السوفييت! مما يعني أن ألكسندر كان عديم الرحمة شرس التعامل مع المجرمين، وبسبب هذه المشادة طُرد ألكسندر من الخدمة ، وتحطمت أحلامه وعاد إلى مدينة كورغان بائسا تعيساً.

بعد عودته إلى مدينته عمل حفاراً للقبور في المقبرة الرئيسية، أحد زملائه بالعمل كان من أصدقاء الطفولة، والباقي كانوا وجوهاً مألوفة في تلك المدينة الصغيرة.. مما جعل عمله يجلب له الراحة النفسية، رغم أنه كان يعمل بأكثر مكان بائس لمدة عشرة ساعات يوميا.

blank
عمل الكسندر كحفار للقبور

خلال حياته قضى الوقت مع كثير من النساء، وحصل على بعض الوشوم على جسده، لكنه قرر أن يستقر ويتزوج بمدينته..  وتزوج فعلا وأثمر زواجه عن طفلة. لكن الزواج لم يستمر وانتهى بالطلاق، فتزوج مرة أخرى وأنجبت زوجته الثانية طفلاً وكانت حياته سعيدة وبسيطة، لكن هذه الحياة لم تدم طويلاً.

بداية التقلبات بحياته

في العام 1987 قامت إحدى خليلات ألكسندر سولونيك السابقات برفع دعوى عليه واتهمته أنه قام باغتصابها. ألكسندر كان بريئا، وقد شهد أصدقائه وزملاؤه بالعمل على براءته ومن بينهم “أندريه كولغوف” أحد اعز أصدقائه. كما أن القصة قد لفقت بشكل واضح لأن المرأة قد غيرت الكثير من التفاصيل في مختلف الجلسات، وغالب الظن ان ضابط الشرطة الذي طرده من الخدمة لم يكتف بطرده إنما رغب بسجنه فلفق كل شيء، وفعلا نجح بمسعاه وحُكم على ألكسندر بالسجن مدة ثمانية سنوات!

فهم ألكسندر كل شيء، لذلك.. وقبل إرساله للسجن طلب من القاضي أن يأخذ خمس دقائق بشكل منفرد مع زوجته وابنه لتوديعهم، وتم منحهم غرفة منفصلة وتركوهم لوحدهم.. وباللحظة التي أغلق فيها باب الغرفة قام ألكسندر سولونيك بتقبيل زوجته وابنه، ثم كسر النافذة وقفز من الطابق الثاني وهرب راكضاً.

وبعد عدة أشهر من الهرب تمكنت الشرطة الروسية من القبض عليه على بعد 190 كليومتر في شمال كورغان بطريقه إلى سيبيريا. تلك الصحراء الجليدية شبه المهجورة. لقد سار ألكسندر كل تلك المسافة بسفوح الجبال والأراضي الجليدية الروسية بالغابات الموحشة، وهو أمر يثبت مدى قوته وقدرة تحمله، لكن هذه القدرة لم تكن كافية لقتال الشرطة  والتي وجدته بعد أن كان يبحث عن عيادة بآخر المدينة لإزالة وشومه، فتم القبض عليه وأرسل أخيرا للسجن.

فاليري كان يجلس بملهى ليلي محاوطا بالحرس والذين كانوا جنودا سابقين من قوات الشرطة الروسية الخاصة. اقتحم ألكسندر الملهى بمسدسين وبدأ بالاشتباك معهم حتى قُتل زعيمهم ومعظم حرسه. ثم قام بقتل بديله بعد سنة ونصف مما أدى لتفكيك العصابة.

ألكسندر سولونيك في السجن

حينما تشاهد أي فيلم أو مسلسل فلابد وأنك سمعت يا عزيزي القارئ أنه لا يوجد شرطي قد سجن وأنهى مدة سجنه حياً، فالسجناء يحقدون على جميع الشرطة بلا استثناء. وبمجرد أن يسجن شرطي ويخسر قوته التي منحه إياها القانون فيحكم عليه بالإعدام من قبل السجناء الذين لن يرحموه.

blank
باللحظة التي أغلق فيها باب الغرفة قام ألكسندر سولونيك بتقبيل زوجته وابنه، ثم كسر النافذة وقفز من الطابق الثاني وهرب راكضاً

في الواقع إن هذا التفصيل دقيق وواقعي جدا، خاصة بالسجون التي تأوي مجرمين حكم عليهم بقضاء عمرهم خلف جدرانها السميكة. ففي بداية سجن ألكسندر قضى 6 أشهر بالمنفردة حتى لا يقتله السجناء، لكن لاحقاً.. تم إرساله للأعمال الشاقة، وفي أول يوم عمل له وأثناء حفره تعرض لضربة قوية على رأسه من الخلف بمجرفة، وما إن هدأ رأسه واستعاد توازنه إلا وقد رأى 12 سجيناً يحاوطونه من كل جهة مسلحين بمجارفهم ومعاولهم الحادة لقتله بينما غض الحراس نظرهم عن جهته.

حينها قام باستخدام فن السامبو وتمكن من رمي أحدهم، وأخذ مجرفته وبدأ بالعراك معهم بشكل عنيف وتمكن من التغلب عليهم جميعاً!!

نعم لقد تمكن من هزيمة 12 شخص مسلحاً بمجارف لوحده، رغم أنهم باغتوه ورغم أنه لم يملك أي سلاح!

شهد جميع السجناء وبعض الحرس على هذه الحادثة، ومن وقتها لم يعد أحد يتجرأ على الاقتراب منه أو حتى على النظر في عينيه او باتجاهه. وبمجرد أن يمر كانوا يفسحون الطريق له بما في ذلك الحرس الذين شهدوا على فعلته وكيف غلب 12 شخصا لوحده.

وما يثير الدهشة أنه لم يكن ضخم الجثة، في الواقع كان طوله أقل من الطول المتوسط الروسي! مما يعني أن نصف السجناء الذين هاجموه كانوا أطول واضخم منه!

بعد قضاء عامين بالسجن قرر ألكسندر الهرب وتمكن من ذلك بطريقة خفية وصامتة، ومر من خلالها من عدة نقاط تفتيش وتجمعات حرس لكن دروس الجاسوسية والتخفي التي تعلمها سابقا نفعته لدرجة انهم لم يعرفوا بهروبه إلا بعد فوات الأوان، وعاد إلى مدينة كورغان.

بدايته كقاتل

ألكسندر سولونيك خلال كل حياته كان قوميا روسيا، كان يكره المجرمين والمافيات بل إن طرده من قبل الشرطة كان بسبب أساليبه الوحشية معهم. لكن بعد أن قضى شهورا من حياته يهرب من الحكومة مع سنتين بالسجن منها 6 ستة أشهر بالمنعزلة والباقي بالأعمال الشاقة وكل ذلك بسبب مشادة مع ضابط.. ماتت نزعته القومية وتحول لأكثر شيء كرهه بحياته.

أثناء عودته وجد أن رفاق طفولته وأصدقائه أصبحوا جزءاً من المافيا الروسية وكونوا عصابتهم الخاصة، خاصة رفيقه أندريه والذي كان من أشد المدافعين عنه وقت المحاكمة. لذلك انضم لهم وأصبح عضوا بعصابتهم ووكلت له مهام قتل المنافسين.

وكانت أول مهمة له هي قتل قائد أكبر عصابة منافسة لهم، وفعلا قام بقتله لتكون أول مهمة ناجحة له بالعام 1990 حينما كان عمره أقل من ثلاثين سنة.

أصبحت عصابته بعد ذلك أقوى عصابة بكورغان، في حين أن العصابات الأخرى انسحبت حتى لا تلقى نفس المصير.. وفي هذه اللحظة أصبحت كورغان كلها لهذه العصابة. لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن مدينة كورغان وضواحيها لن تأتي لهم بالكثير من الأموال، فهذه المدينة تأسست أصلا لحماية روسيا من القبائل البدوية التي تهجم عليها، وبالتالي ليس لها أي أهمية في يومهم ذاك ، لذلك قررت العصابة حينها ترك كورغان والانتقال للعاصمة موسكو، حيث ترتع المافيات والأموال.

ألكسندر سولونيك: جون ويك الحقيقي

بالعام 1992 وصلت العصابة لموسكو وقد وكلت لألكسندر سولونيك مهمة قتل “فيكتور نيكيفروف” أحد أكثر القتلة المأجورين احترافية. فيكتور كان يعمل لصالح مافيا قوية وكان سلاحهم الذي لا يخيب وذراعهم التي لا تكسر.. وقد تمكن ألكسندر من قتله مما أثار الرعب منه ومن المافيا التي يعمل فيها وبعد سنة أشهر قام بقتل “فاليري دلجاستج” وكان الآخر قائد عصابة ضخمة.

blank
اقتحم ألكسندر الملهى بمسدسين وبدأ بالاشتباك

طبعا هذا ليس الشيء الوحيد المجنون الذي فعله في حياته. لأن ألكسندر احتاج بعض المال فبدأ يبتز قادة المافيات المنافسة وأحدهم كان “أوتاري كفانتريشفيلي”  قائد مافيا، حتى الحكومة الروسية كانت تخافه.. وحينما أخبره رفاقه عن التوقف لأن أوتاري رجل خطير وعديم الرحمة.. لم يأبه ألكسندر واستمر بطلب المال، وحينما رفض اوتاري دفعه وسخر منه قام سولونيك بالذهاب وقتله بمهمة منفردة رغم الحراسة الثقيلة المحاوطة به.

بعد مقتل أوتاري أصبح الجميع يهابه ويخافه، فقد كان أي هدف لألكسندر في عداد الموتى، وكانت تكتب وصية أي رئيس عصابة يستهدفه ألكسندر بمجرد أن تصل هذه المعلومة له ولأقاربه.

حصل ألكسندر سولونيك على عدة ألقاب من بينها ساشا المقدوني وفاليريانيتش وعزرائيل المافيا.. لكن أهم لقب منها كان لقب “القاتل الخارق” وقد استحق هذا اللقب وبجدارة، فلا يهم المكان أو الزمان أو كمية الحراسة، فبمجرد ما أن يعرف صورة واسم هدفه فإنه ميت لا محالة.

في إحدى المرات لوكلت له مهمة قتل قائد مافيا، وقد أخذ خصمه كامل احتياطاته حينما عرف بذلك، فأصبح يسير بأسطول سيارات محاوطاً بالحرس من كل جهة وقرر أن يختفي ويختبئ لفترة من الوقت حتى ينساه ألكسندر، وفي طريقه إلى مخبئه نزل من سيارته محاوطا بالحرس من كل جهة، واذا برصاصة تخترق رأسه، وما أن استوعب الحرس أن زعيمهم قد قتل إلا وقد بدأوا يتساقطون على الأرض واحدا تلو الأخر.

فقد عرف ألكسندر سولونيك مكان المخبأ السري للقائد، وخيم قربه وانتظره حتى أتى وقتله مع 6 حرس على بعد 275 متر في ظلام الليل!

إحدى القصص الأخرى هو أنه حاول ابتزاز مافيا ضخمة تعمل بعدة مدن، وحينما رفضوا منحه المال قام بقتل الزعيم وكل كبار الأعضاء في تلك المافيا مع حرسهم، بعضهم قد قتل بالسكاكين!

نعم لقد قام ألكسندر بالذهاب لمدن مختلفة وقتل زعماء تلك المافيا فقط لأنهم رفضوا منحه المال!

إن أساليب ألكسندر كانت جديدة ومختلطة، ففي أحيان تراه يقتل بشكل خفي شبيه بالشرطة السرية، وفي أحيان أخرى كان يقتحم المكان كالمجنون يضرب النار بشراسة على كل من في المبنى!

أحيانا كان يستخدم سكينا وأحيانا مسدسين، أحيانا بندقية كلاشنكوف وأحيانا بندقية قنص، فلا شيء ثابت، لكن الثابت هنا هو نوعية هدفه فجميع أهدافه كانوا أهدافا رفيعة بعالم المافيا الروسية، قادة وزعماء وكبار أعضاء المافيات القوية، أهداف حتى الحكومة الروسية كانت تهابها، اما الأمر الأخر الثابت هو عدم فشله، فلم يسبق له وأن فشل بمهمة مهما كان عدد الرجال الذين يواجههم.

هروبه من روسيا

خلال عدة سنوات من عمله أصبح ألكسندر سولونيك رعبا حقيقا، فبمجرد ما أن تعرف المافيات المنافسة أن عزرائيل المافيا بالمدينة كانوا يفرون منها، وبمجرد ما إن يعرف أحدهم أنه الهدف التالي له كان يسلم روحه ضمنياً ويعرف أن أيامه أصبحت معدودة. لا يهم كم من الحرس لديك أو أين تختبئ، فلا يوجد مفر من هذا الرجل!

الحكومة الروسية بدأت تلاحقه حينها وعرفوا مخبأه وقاموا بمطاردته بشوارع موسكو، لقد فر بسيارته منهم وأصبح يقود بيد ويستخدم مسدس رشاش بيد أخرى وقد تمكن من قتل سبع ضباط شرطة بالمطاردة قبل أن تصيبه طلقة بكليته ويبدأ بالنزيف.

ضباط الشرطة قالوا أن ألكسندر استحق الألقاب التي تم منحه إياها، فقد قاد السيارة على أقصى سرعة أثناء استخدامه لمسدس رشاش بيد واحدة لكن المخيف هنا أن معظم رصاصاته أصابت الشرطة، لقد كان يستطيع التحكم بهذا السلاح بذراع واحدة كما لو أنه لعبة!

السجن للمرة الثانية

blank

قبل أن يحكم عليه بالسجن أرسل لمعتقل علاج حتى يشفى جرحه وظل فيه نصف عام، خلال مدة علاجه بدأ يتعلم لغات أجنبية وكانت إحداها اليونانية، حيث أنه كان أرثوذكسيا يونانيا، وكان لديه خلفية عن هذه اللغة وقد تعلم بعض مفرادتها من الصلوات التي يتلوها. كما أنه قرر الهرب لليونان لأن الأوضاع بروسيا كانت حامية خاصة مع بدء انهيار الاتحاد السوفيتي، والذي شهد على بداية انهيار المافيا الروسية وصعود المافيا الشيشانية والطاجيكية.

بعد أن تعافى بما يكفي للهرب قد قام بالهرب مع ضابط يعمل لصالح المافيا، لقد هربوا ليلا عن طريق تعليق خطافات على الجدار ثم التسلق والهرب للخارج حيث انتظرته سيارة لتقله لمحطته التالية ولاحقا ذهب للعاصمة اليونانية اثينا بعد أن زيف موته حتى لا تتبعه الشرطة السرية الروسية.

المافيا اليونانية

خلال إقامته باثينا قام ألكسندر بعمليات تجميل لتغيير شكله من باب الاحتراز، ثم قام ببناء مافيا جديدة، كانت تلك المافيا لديها روابط مع المافيا الإيطالية والروسية واليونانية، وقد كان يعمل بالكثير من الأعمال أهمها تمرير شحنات السلاح الروسي، وتكونت من 15 شخصاً اختارهم بنفسه.

عاش حياة سعيدة باليونان يحلم بها كل رجل، مال وسلاح وسلطة وقوة وفلل وسيارات ونساء، بل إن إحدى تلك النساء كانت ملكة جمال روسيا، حيث أنه أحضرها من روسيا لليونان لقضاء بعض الوقت معها.

تلك الحياة كانت تليق برجل مثله، رجل ولد لعائلة فقيرة معدمة لا تملك أي سلطة أو قوة وأصبح خلال بضع سنوات رعبا لأقوى المافيات الروسية.

نهاية ألكسندر سولونيك

في شهر يناير بالعام 1997 حصل ألكسندر على مهمة قتل قائد مافيا إيطالية وكان يخطط لتنفيذها، لكن بيوم 31 يناير بالعام ذاته لم تنفذ المهمة لتكون هذه أول مهمة لم ينفذها ألكسندر.

أثار الأمر استغراب الجميع وعرفت المافيات أن هناك أمرا قد حدث له. وماهي بضعة ساعات إلا وقد وضحت الأمور، لقد لقى ألكسندر حتفه على يد قاتل مأجور تابع لإحدى المافيات الروسية التي سعت للانتقام منه في إحدى فلله، وقد قُتل بعمر 36 عاما حينها.

الشرطة اليونانية وجدت الكثير من الممتلكات التابعة له، الا أن أكثر الممتلكات غرابة هي ترسانة أسلحة روسية وغير روسية. لقد كان عشقه للسلاح شيئاً ظل معه حتى حينما جلس بمكان هادئ بعيداً عن ضجيج المافيا الروسية ونزاعاتها المستمرة، لدرجة أنه امتلك ترسانة في دولة تعتبر امتلاك سلاح حربي جناية.

خلال فترة حياته أُثبت أنه قام بقتل 43 قائدا ورجلا رفيعا بالمافيا، دون ذكر الحرس ورجال الشرطة الذين قتلهم أو المجرمين الذين قتلوا على يده وقت ما كان شرطياً.

بعض المصادر ذكرت أن عدد ضحاياه من المافيات تخطى 150 رجلا، وهؤلاء من قتلوا على يده بسلاحه، دون احتساب من قتل على يد المافيا خاصته بأوامره.

وهنا يا عزيزي القارئ قد وصلنا لنهاية سيرة حياة ألكسندر سولونيك، جون ويك الحقيقي.

المصدر
badassoftheweekwikipedia

آريو

-كاتب من سوريا - الكاتب الأفضل في كابوس لشهر اغسطس 2022
guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى