عجائب و غرائب

المتسولون الأغنياء

بقلم : استيل – اليمن
للتواصل : [email protected]

قد تعطف او تشفق عليهم لكن ربما هم اغنى منك بكثير!
قد تعطف او تشفق عليهم لكن ربما هم اغنى منك بكثير!

المتسولون دائماً ما يظهرون لنا بأشكال وأحوال مختلفة ..
منهم من يقوم بتجبير يده أو رجله ، ومنهم من يتصنع البلاهة والجنون ..
هذا مريض بمرض خطير ، وذاك يعرض على المارة ورقة مكتوب فيها علاجات ..
وآخر متأنق يزعم أنه اضاع أو نسي محفظته ..
ترى بعضهم جالس على الأرض ، أو آخر يفضل البقاء قائماً ..

أما مد اليد والدعوات الجميلة أو الكلام البائس المثيرٌ للعطف والشفقة .. فهو علامتهم المميزة بين الناس.

إن هؤلاء المتسولون في نظر الكثير من الناس هم الأقل حظاً والأكثر بؤسا ، وإن كنتم من هؤلاء الناس فحتماً سوف تغيرون رأيكم بعد قراءة هذا المقال.

فالتسول أصبح تجارة مربحة للبعض.. لا يحتاج لشهادة جامعية ، ولا لخبرة ولا لرأسمال.
كل ما على المتسول فعله هو ان يمد يده ليجمع المال مجانا من الناس .. يوماً بعد يوم ، وسنة تليها سنة .. حتى يصبح من الأغنياء .

وهذا ما أثبته معظم المتسولون من جميع أنحاء العالم .. وإليكم بعض قصصهم.

فاطمة محمد عثمان ، من مواليد عام 1965 ، من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحمل بطاقة تشير إلى هذا الأمر. هذه الامرأه عاشت حياتها من سن 13 وهي تتسول من الناس .. وكانت تقيم في سيارة من نوع مرسيدس قديمة مهجورة ومرميه على جانب شارع الاوزاعي في محلة البسطة في بيروت .. عاشت سنوات وسنوات في داخل تلك السيارة التي تعتبرها بيتها الذي يأويها.

فاطمة كانت تبقى جالسة تتسول من الناس بالساعات ، وما تحصده من تسولها لم تكن تتهنى به ، فطعامها بائس ولباسها مهلهل ..

لم تكن تخبر أحد بما تكسب ، كانت كتومة. و لم يكن وضعها يتحسن على الرغم من أنها كانت تكسب الكثير من المال ..

كانت فاطمه من وقت لآخر تذهب الى اهلها الموجودين في بلدة عين الذهب بمنطقة عكار لتستحم. وتبقى عندهم لبضعة أيام … وبما أنها اعتادت على التسول فقد كانت تتموّت من الجوع والفقر الشديد لأهلها وتطلب منهم أن يعطوها أي شيء ولو كان قليلاً.
وكان أهلها لا يستطيعون أن يمدوها بشيء ، فقد كانو يعانون من الفقر مثلها تماماً
أهلها حاولوا معها لتعيش معهم ، لكنها كانت ترفض.

blank
فاطمة عثمان .. عثروا على جثتها في سيارة قديمة

وتمر السنين … وفاطمة لم تتوقف ولم تكف عن التسول .. إلى أن وصل عمرها 52 عام .. هنا بدأت تعاني من الأمراض .. لكنها لم تعالج نفسها فهي لا تريد أن تخسر قرشاً واحداً تعبت في الحصول عليه …

وفي يوم قررت الذهاب الى اهلها لتستحم  كالعادة .. فلاحظ إخوتها مرضها وعرضوا عليها أن تتعالج عند طبيب بلدتهم … لكنها رفضت خشية أن يطالبوها بأن تدفع ثمن علاجها من المال الذي تحصل عليه.

عادت فاطمه إلى بيتها الذي هو سيارة صدئة متهربه من إخوتها ومن العلاج الذي كان يجب أن تتلقاه …

وبعد اسبوعين عثر عليها ميته بشكل مؤلم مثير للشفقة ، بتاريخ 5/15 سنة 2018 وجدوها في سيارتها وقد فارقت الحياة.

عندما علمت السلطات بوجود امرأة ميتة في شارع الاوزاعي ، تم التحرك والتوجه إلى مكان الجثة .

قامو بفتح السيارة
وهنا ، صعقوا جميعاً لِما رأوه ..

لقد رأوا اكياس محشوة بالأموال مكدسة بجانب فاطمة .. للحظة لم يتحرك رجال الشرطة وجمدوا في اماكنهم ، فعلى الأرجح هم لم يروا اموال كثيرة في اكياس وبهذه الطريقة في حياتهم..
وأين وجدوها ؟ لقد وجدو كل هذا المال في داخل سيارة قديمه لا تعمل ولا يلتفت لها أي أحد.

وهذا المبلغ والذي قدرة  5 ملايين ليرة لبنانية أي ما يعادل حوالي 3300 دولار لم يكن هو الشيء الوحيد الذي عثروا عليه ، بل وجدوا أيضا 3 دفاتر مصرفية تحتوي على حساب بقيمة مليار وسبعمئة مليون ليرة.

أدركت الشرطة أنهم أمام امرأة مليونيرة ، لا بل مليارديرة عاشت حياتها في مكان لا يناسب ما تملكه من أموال.

الشرطة سارعت بالبحث عن قريب لها .. وبعد البحث والتقصي وصلوا لعائلتها التي كانت موجوده في بلدة عين الذهب

العائلة كانت فقيرة بشكل كبير ، وكان تتكون من والدة فاطمة وخمسة شقيقات وأشقاء اثنان ، وجميعهم متزوجون.

بعد إخبار أهلها بموت ابنتهم والثروة التي تركتها خلفها، تفاجأوا بموتها ، ولكنهم صُدموا عندما علموا بالثروة التي كانت تمتلكها ابنتهم …
لم يصدقوا ذلك ، فليس سهل أن يصدقوا أن ابنتهم مليارديرة وهي التي كانت تأتي إليهم  وتشكو الفقر المدقع.

قال شقيقها خالد : أنهم يعلمون أن لديها بعض المال الذي تحصل عليه من عملها ، ولكنهم لم يتوقعو أن يكون بهذه الضخامة.

موضوع المتسولة فاطمه عثمان وثروتها كانت قنبلة الموسم في لبنان . لم يستوعب المواطنون أن المرأة التي كانو يعطفون عليها ويتصدقون لها كانت تملك أموالاً طائلة لا يملكوها هم.

أهلها وكّلوا محامي كي يتكفل بكل الإجراءات القانونية اللازمة لنقل الثروة الهائلة لهم .

blank
صورة جندي يسقيها الماء قبل وفاتها بعدة اشهر

فاطمه عثمان التي افنت كل عمرها في التسول ، ماتت تاركة خلفها ثروتها التي ورثها أشقائها من دون أي تعب .

عاشت متسولة وبائسة وجائعة .. وماتت مليونيرة!.

بعد موتها وشهرتها تم ترقية أحد عناصر الجيش اللبناني والسبب هو أنه قبل موت فاطمه بـ 8 اشهر قام بسقيها الماء ، فقد كان متعاطفاً مع الفقراء والمتسولين ، وكان صادقاً بمشاعره تجاههم ..
وقد تم تصويره من قِبل أحد المارة وهو لا يعلم .

وكانت هذه الصورة هي الصورة الأخيرة لفاطمة.

ومن لبنان الى السعودية ..

في حي “البلد” في جدة عاشت امرأه كفيفة تدعى “عيشة” اتخذت من التسول عملا لها .
لم تكن تتسول لوحدها بل كانت معها امها واختها .
ومر الزمان فماتت الأم .. وبعدها بسنوات ماتت الأخت ، وبقت عيشة لوحدها . واستمرت بالتسول من الناس إلى أن وصل عمرها 100 عام . وهنا وافتها المنية وتركت خلفها ثروة  ضخمه من دون وريث يرثها.
كانت مفاجأة ثروتها كفيلة بأن تحبس انفاس المواطنين وتعقد ألسنتهم.

blank
حي البلد جدة حيث عاشت المرأة .. من المناطق التراثية

إليكم ما تركت خلفها من ثروة :

3 ملايين ريال سعودي + جنيهات ذهبية ومجوهرات تقدر بمليون ريال + 4 بنايات انشأتهم في الحي الذي كانت تتسول فيه ، وهو حي “البلد” .

بعد موتها قام رجل بإبلاغ السلطات الأمنية عنها وعن ثروتها التي كانت تمتلكها ، تنفيذاً لوصيتها التي اوصته بها قبل مماتها . وأيضاً أعطته وصيّه مكتوبة وطلبت  منه عدم قرائتها إلا بعد أن تموت .

هذا الرجل كان يسكن في الحي الذي كانت تسكن فيه وكان جارها .

عندما كانت عيشة على قيد الحياة كان هذا الرجل يقوم برعايتها بكل عطف ، فقد كانت كبيرة في السن وكفيفة.

أخبر هذا الرجل السلطات بأمر ثروتها وأعطاهم أياها أمام جمع من الناس لإيبراء ذمته.

هذا الرجل كان يعلم بكمية الثروة التي كانت تمتلكها فقد كانت عيشة تستعين به ليشتري لها الجنيهات الذهبية.

ومراراً وتكراراً كان ينصحها بالتوقف عن التسول ، إلا أنها كانت تقول له : “إنني اخشى ان توقفت عن التسول أن يغدر الزمان بي”.

وعجباً لأمر هذا الزمان !!

وصيتها قالت فيها أن يتبرعوا بكل ما تملك  لذوي الأمراض ولمن يحتاج المساعدة من الفقراء.

وكأنها قضت عمرها في لا شيء.

ومن السعودية إلى مصر ..

حدثت نزاعات ومشاجرات بين أفراد عائلة مصرية ، والسبب كان إرث تركه رجل عجوز بعد أن مات .
نزاع هذه العائلة وصل الى المحكمه .

لكن لماذا قد تصل خلافات هذه العائلة الى المحكمة ، هل هذا الورث يستحق أن يصلوا بسببه إلى هذا المكان ؟ وكم مقدار هذه الثروة التي جعلتهم يختلفون فيما بينهم ؟

إليكم التفاصيل ..

اتصل رجل يعيش في منطقة العطارين بالإسكندرية على محقق النيابة العامه ليقدم بلاغاً ..

بلاغه كان مفاجأً للمحقق ..

حيث قال في بلاغه أن أفراد من أقاربه يريدون الأستيلاء على ثروة والده التي تركها له .

استمع المحقق للرجل ، ليفهم منه أكثر عن القضيه .
بعد أن استمع للتفاصيل وجد نفسه في موقف لا يصدق .
فما سمعه من الأبن من كلام ، أجبره على الشرود بضع دقائق .

تفاصيل القضيه كانت كالتالي :

أن والد الرجل صاحب البلاغ والذي كان اسمه “عبد الحميد” قضى 10 سنوات في التسول في محطة القطار بالإسكندرية.
وعندما مات ، ترك ثروة كبيرة لأبنه.
ولكن اقاربة رفضوا أن يرث كل شيء ، فمن وجهة نظرهم ، لهم الحق في الحصول على القليل . ولكن الأبن رفض أن يعطيهم جنيهاً واحداً.

blank
بعد موته تبين انه مليونير

ما تركه المتسول عبد الحميد خلفه كان :

2 مليون جنيه + 14 ميكروباصا كان والده يأجرها لسائقين بمناطق مختلفة بالإسكندرية والبحيرة + 12 شقة مؤجرة.

وكل هذا من التسول.

قام المحقق مع بعض زملائه بالتحريات اللازمه حول هذا البلاغ .
وبعد التحقيق ، تبين أن كل ما جاء في البلاغ كان صحيحاً ، فأمرت النيابة باستدعاء ورثة المتوفي لتصدر لهم إعلان وراثة الثروة .

وفي مصر أيضاً كانت هناك امرأة تدعى”نفيسة” تبلغ من العمر 57 عاماً ادّعت أن إحدى ساقيها مبتورة وكانت تتسول في أماكن متفرقة في عدة محافظات على كرسيها المتحرك .
وبعد سنوات من التسول ، وفي مرة من المرات بعد أن انتهت من تسولها رآها بعض المارة وهي تسير على قدميها فقاموا بالتبليغ عنها ، لأنهم اكتشفوا أنها كانت تكذب على الناس.

blank
اكتشفوا أنها كانت تكذب على الناس

ألقت أجهزة الأمن القبض عليها وبدأو يتحرون عنها ، فاكتشفوا أنها حقاً لا تعاني من أي مرض أو عاهه .
ليس هذا فحسب ، بل إن تحرياتهم اوصلتهم لمعرفة شيء ادهشهم ، وهو ما تملكه هذه المتسوله “نفيسة”

ما تملكة كان : 5 بنايات سكنية في محافظتي الغربية والقليوبية + 3 ملايين جنيه.

وبناءً على كذبها وتحايلها على المواطنين ، تم نقلها للنيابة العامة لتلقى جزائها .

ومن مصر إلى أمريكا ..

في مدينة نيويورك كان هناك رجل قضى من عمره أكثر من 70 عاماً في التسول ، كان يدعى “ايروين كوري” ، اختار شوارع مانهاتن ليتسول المال من المارة.
ايروين لم يكن كغيره من المتسولين ، فقد كان متميزاً ..
لم يعرض للناس بعض المناديل كي يشتروها منه ويزيدوه مالاً من عندهم ، ولم يبكي لهم كي يستحوذ على عطفهم ، بل كان يقوم بتقليد بعض العروض الكوميدية للكثير من المشاهير. وهذه العروض كان يقوم بها عندما كان شاباً ، حتى أنه استطاع أن يمثل جنباً إلى جنب مع الممثلين المشهورين “جاكي جيلوسن” و “وودي آلين” ولكن عندما كبر في السن ، أصبح كغيره من المتسولين الذين يمدون أيديهم للتسول من دون أي تعب.

blank
ايروين كوري

اشترى بيتاً يقع شرق مدينه مانهاتن يقدر ثمنه بـ 3 ونصف مليون دولار من المال الذي جناه من التسول .

كان باليوم الواحد يجني من تسوله ما بين 100 – 250 دولار .

وبعد أن جمع مبلغ كبير من المال قرر أن يتبرع بكل ما جمعه الى جمعية خيرية في كوبا ، من أجل توفير الإمدادات الطبية للاطفال.

ايروين الآن يبلغ من العمر 97 عاماً ومع هذا لم يتوقف عن العمل ، صحيح أنه توقف عن التسول في هذه السن لكنه ادخر بعض المال من تسوله واستثمره في بيع الجرائد ، وهو الآن يبيع الجرائد متجولاً في الطرقات.

هناك الكثير من المتسولين الأغنياء ، فالقائمة طويلة جداً. ولكنني فضلت أن اختصر المقال ، فالغاية والفكرة التي اريد أن اوصلها للقارئ هي أنه ليس كل متسول ترونه في الشارع محتاج فعلا.

ختاماً

انا عن نفسي عندما اصادف متسولاً في الطرقات أتردد في إعطائه المال. لأن أغلب من يتسول يكون لديه مال أكثر مما لدي ، وهذا طبعاً ليس اكيداً … ولكنني أراهم دائماً يجلسون في نفس المكان وعلى مدار السنة .
فأتأكد أنهم يملكون الكثير والكثير .

ولكنني مع هذا لا اقطع صدقاتي ، ففي نهاية كل شهر أخرج مبلغ صغير من مصروفي ، وكل أفراد اسرتي يفعلون مثلي ، ونجمع كل ما اخرجناه ونذهب بها لمركز السرطان والأمراض الخبيثه التي تصيب بعض الناس الفقراء والذين ليس لديهم ثمن العلاج ، وهنا نكون على علم بأن ما ننفقه يذهب لأناس محتاجه وليس إلى محتالين .

سمعت مرة أن المحتاج لا يمكن أن يتسول ، فلدية عزة نفس تمنعه من ذلك .

والآن عندي لكم سؤالان  :

1/ لماذا برأيكم أغلب المتسولين لا يستمتعون بالمال الذي يجمعوه من تسولهم ؟
2/ هل حصلت لكم مواقف مع متسولين ، وكيف تعاملتم معهم؟

مصادر :

– وفاة متسولة لبنانية “مليونيرة”!
متسولة سعودية جمعت مليون دولار قبل وفاتها
«ثروته 2 مليون جنيه و14 ميكروباصا و12 شقة للإيجار».. نزاع قضائي بين ورثة متسول
تمتلك 5 عمارات و3 ملايين جنيه في البنك.. القبض على «مليونيرة متسولة»
The World’s Foremost Authority Has Died: Prof. Irwin Corey Was 102

تاريخ النشر : 2021-09-19

استيل

اليمن
guest
2 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى