حارس البئر

 التقيت بصديق منذ زمن غير بعيد فقص علي هذه القصة الغريبة والحقيقية .

يوجد بئر في وسط مزرعة تطل على ساحل البحر حيث يحيط بها أحواش ومروج وبعض الإسطبلات القديمة التي تعود للعهد الفرنسي المستعمر ، والغريب في الأمر أن هناك إشاعة أو معلومة غريبة المصدر تقول بأن هناك كنز كبير قابع في جوف البئر و لم يُستخرج إلى حد اليوم ، و الأغرب من ذلك أنه يوجد حارس غريب لهذا البئر وهو عبارة عن ثعبان كبير جداً و وجهه كوجه الكلب ، و كل من يحاول أن يقترب من المزرعة أو من البئر بخطوات يظهر الثعبان على حين غرة و يزحف مهاجماً دون هوادة

 و قد جرب بعض الشباب المغامر المخاطرة بأنفسهم بعدما أتصل أحدهم بشيخ كبير لديه معلومات عن كنه البئر ، فقال له : بأن البئر محروس من طرف ثعبان رهيب كبير ، غير أن الشباب عزموا على خوض المغامرة ، كان وقت الزوال عندما وصلوا إلى محيط المزرعة المهجورة و مشوا بخطوات حذرة نحو البئر الذي بدا لهم من بُعد نصف كيلومتر تقريباً و قد نبتت حوله أعشاب شوكية وشجرة كبيرة من نوع الصنوبر البري

 و فجأة ظهر ثعبان كبير من فوق البئر و كأنه كان نائماً فوقه ، غير أن وجهه كان كوجه الكلب ، ثم حدق بهم بنظرات رهيبة و كأنه يعلمهم بأن يعودوا أدراجهم ، فتوقف الشباب عن السير بحذر و كأنما تسمروا في أماكنهم ، ثم زحف الثعبان رويداً من البئر و أتجه نحوهم بسرعة ، كانوا يرونه يزحف بين الأعشاب الشوكية والحجارة بسرعة متوسطة ، فقال أحدهم :هيا أسرعوا ، فولوا مدبرين ، و لا زال الثعبان يزحف خلفهم حتى وصل إلى محيط المزرعة أو بالكاد على حافة الطريق المعبّد

 أما الشباب فقد ركبوا دراجاتهم النارية و فروا

 لا يزال هذا البئر موجود والثعبان الرهيب كذلك والقصص حوله معروفة.