تجارب ومواقف غريبة

حكايات الصيادين ٦

بقلم : عامر صديق – مصر
للتواصل : [email protected]

فتح عينيه ونظر في اتجاه الصوت فوجد قزمين يعطوه ظهرهما و ينظران تجاه البحر
فتح عينيه ونظر في اتجاه الصوت فوجد قزمين يعطوه ظهرهما و ينظران تجاه البحر
 
السلام عليكم أصدقائي الأعزاء ،  قصص اليوم سمعتها من اثنين من عجائز الصيادين عمرهم يناهز السبعين ولكنهم بصحة ممتازة.
القصة الأولى :

كان واحد منهم في رحلة صيد بسفنهم التي تُسمى قطيرة أو جطيرة كما ينطقونها في سبعينيات القرن الماضي ، و كانوا يبحروا ليلاً بجوار سواحل السودان و في عتمة الليل سمعوا ضرب دفوف وموسيقى في وسط البحر والعتمة و رأوا سفينة قادمة باتجاههم وكلما اقتربت منهم ازداد صوت الدفوف والموسيقى ، اقتربا وكانت مضيئة بمشاعل نارية وعندما صارت بمحاذاتهم لا يفصلها عنهم سوى أمتار قليلة ذهلوا جميعاً فقد كانت السفينة مزركشة بالزينة وهناك ناس يرقصون ويقرعون الطبول والصاجات النحاسية ، و لكن الغريب أن وجوههم كانت تشبه حيوانات كالأحصنة و القطط والكلاب والأسود وتجاوزتهم واختفت في لجة الظلام تاركةً إياهم في ذهول.
القصة الثانية :

كانوا في خليج قريب من اليمن يرسون فيه ليلا و كانوا يبحثون منذ أيام عن أسراب السمك بلا جدوى وأثناء نومهم استيقظ راوي القصة على صوت رفيع يشبه صوت الطفل يتحدث ، ففتح عينيه ونظر في اتجاه الصوت فوجد قزمين يعطوه ظهرهما و ينظران تجاه البحر على حافة السفينة يقول أحدهم للآخر : إن هؤلاء الصيادين يبحثون عن أسراب أسماك البوري أو العربي كما يطلقون عليه ولكنهم سبقوا الأسرب بيوم و أنهم اذا استمروا جنوباً لن يجدوا شيء ، ولكن إذا انتظروا نهار الغد حول الخليج ستصل أسراب السمك قبل غروب الشمس لتبيت في هذا الخليج ، و وصفهم أنهم يرتدون طرطور طويل ملون يشبه القمع وملابس ملونة ، و بعدها قفزوا تجاه الماء ، عند الصباح أخبر ريس المركب بما سمع وبالفعل انتظروا وقبل الغروب رأوا أسراب أسماك البوري بكثرة تدخل إلى الخليج فالقوا شباكهم حولها وكان صيداً وفيراً جداً.
القصة الثالثة :

كانوا بجوار احدى جزر السعودية ليلاً وناموا جميعاً من الإرهاق وكان أحد الصيادين في نوبة الحراسة و فجاءة خرج من البحر ثعبان ضخم جداً وطويل جداً من آخر المركب و زحف على جانبها ينظر في النائمين ، و من رعب راوي القصة تسمر في مكانه كأنه نائم و زحف الثعبان بطول السفينة التي كان طولها ٢٠ متر و باقي الثعبان لا زال في البحر و جلده مضيء يميل للزرقة أحياناً وللخضرة أحياناً ، و وصف رأسه كأنها رأس كبش أو خروف وله قرنين على رأسه مثل الجدي أو الخروف ، ثم عاد إلى الماء بهدوء ، وعند الصباح أخبر جماعته فتركوا الجزيرة فوراً.
القصة الرابعة :

كان واحد منهم في مركب متوسط هو وصديقين له يصيدوا بجوار جزيرة شدوان في مصر قرب الغردقة ، و هذه الجزيرة شهدت معركة وملحمة بطولية بين الجيش المصري العظيم وجيش إسرائيل قبل حرب أكتوبر المجيدة و تحتفل محافظة البحر الأحمر بيوم المعركة عيداً قومياً للمحافظة. أقبل الليل عليهم و جاءهم زورق البحرية المصرية وأخبرهم أن يرسوا على الجزيرة حتى بزوغ الفجر ، فنزلوا على الجزيرة وقصدوا الفنار أو المنارة التي هناك و التي تنبه السفن كي لا تصطدم بالشعب المرجانية حول الجزيرة ليلاً ويكون بها طاقم مكلف بإنارتها ليلاً ، وبالفعل وجدوا أثنين من الطاقم وكان الظلام على وشك الحلول و طلبوا منهم المبيت فرحبوا بهم وطلبوا منهم أن يبيتوا معهم في غرفة داخل المنارة تجمعوا فيها جميعاً وطلبوا منهم مهما سمعوا من أصوات خارج الغرفة لا يفتحوا الباب أو يخرجوا منها ،

وبالفعل بعدها بساعات قليلة استيقظوا على أصوات عراك وتكسير خارج الغرفة وهمهمات وقصف مدافع وطلقات رصاص وصراخ بلغة غريبة ، أخبرهم الطاقم أنها اللغة العبرية لغة اليهود ، إلى قبل الفجر وتخيلوا أنهم سيجدون خارج الغرفة محطماً مما سمعوه من الأصوات ، ولكن لدهشتهم لم يجدوا أي شيء غريب خارج الغرفة و كل شيء كما هو ، وأخبرهم طاقم الفنار أنهم يسمعون هذه الأصوات كل ليلة ما عدا أيام شهر رمضان المبارك و أن شخص من طاقم قديم منذ عدة سنوات تشجع وخرج وعاد وهو مذعور مما رأى بالخارج وأصيب بصدمة عصبية ، نقلوه إلى مستشفى بالساحل و لم يعود مرة أخرى ، شكروا الطاقم و غادروا الجزيرة إلى الغردقة بعدها .

تاريخ النشر : 2020-03-05

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى