سنوات مع جحيم الجن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعزائي رواد موقع كابوس. لم يسبق لي أبداً المشاركة في موقع كابوس ولو بمقالة واحدة، أو حتى بتعليق.. رغم أنني متابع دائم منذ سنة 2010، إلا أنني شعرت الآن وبعد ثلاثة عشر سنة من تعرفي على هذا المكان الرائع .. أن تلك هي اللحظة المناسبة لمشاركتي الأولى بتجربة أقل ما يقال عنها أنها كانت لسنوات عشتها من أعماق الجحيم !
عشت حياة أقل ما يقال عنها أنها عادية. كنت مثلي مثل جميع أقاربي، كنت ألتزم بحفظ القرآن الكريم، وكنت أدرس وأحب كرة القدم. كنت أمتلك الكثير من الأحلام الأخرى التي كنت أطمح جاهداً لتحقيقها، إلا أنني لم أشعر بتلك الأيدي الخفية التي كانت تتربص بي في الظلام.. والتي كانت مستعدة لقلب حياتي رأساً على عقب.
كان كل شيء يسير على ما يرام، انتقلت من المرحلة المتوسطة إلى المدرسة الثانوية بمعدل ممتاز، وانطلقت رحلتي بعدها في المرحلة الثانوية. و مرت سنتان بسرعة البرق، وانتقلت بعدها للسنة الثالثة، و التي كان فيها الامتحان الفاصل للانتقال إلى الجامعة.
إقرأ أيضا : أحداث غريبة عبر السنوات
عامة كانت السنة التي تختم مسيرة أحد عشر عاماً كاملاً من الاجتهاد والتعب.. وذلك لتحديد الفرع الجامعي الذي سيسطر ما سأكون عليه في المستقبل. كما كانت السنة التي كنت سأحقق فيها أكبر طموحاتي وأحلامي، و كان هذا الحلم عامة هو احتراف كرة القدم، والتي كانت تسري في جسدي تماماً كمسرى الدم في العروق.
أعرف أن لسان حالكم أعزائي القراء يقول أنني أبالغ كثيراً فيما أقول .. لكنني كنت موهوباً للغاية في هذه الرياضة الجميلة. كان ينتظرني فيها مستقبل مشرق للغاية.. الاحتراف و شهادة البكالوريا .. لقد كان عاماً غريباً جداً و مأساوياً إن صح التعبير، كان هذا العام هو الفصل الأول من فصول الجحيم !
بدأ كل شيء يتحول بسرعة رهيبة و بطريقة أزال لا أستوعبها ليومنا هذا، تغيرت 180 درجة، وتغيرت كل طباعي من الإنسان الخجول و المؤدب إلى انسان عصبي و عنيف بشكل لا يصدق .
تركت الرياضة دون مبرر، و بدأت أتكاسل في الدراسة شيئاً فشيئاً. صرت أنظر للمرآة فأرى مسخاً لا الإنسان الذي كنت عليه.. كنت أمتلك هالات سوداء تحت العين نتيجة الأرق وقلة النوم وبسبب الكوابيس التي كانت تطاردني .
قد يقول بعضكم أن ناقوس الخطر قد دق .. فلماذا لم تستشر طبيباً أو حتى شيخا متمرسا! فربما تكون المشكلة عضوية كما قد تكون روحية.. أعرف ذلك، لكن أدق وصف لحالتي هو أنني كنت أشعر أنني مسيراً لا مخيراً، شعور فظيع و أنت ترى نفسك تفعل أشياء لم تكن لتصدق أنك ستفعلها يوما ما؛ لكن الطامة الكبرى أنك كنت غير قادراً على كبح جماحك .
نعم أعزائي القراء.. وقعت في أخطر و أقذر مستنقع قد يقع فيه إنسان، إنه مستنقع المخدرات، انتقلت للجامعة وقتها بمعدل هزيل و أنا أتعاطى كل أصناف المخدرات وأشرب كل أنواع الكحول، ثم تورطت في تجارتها فيما بعد.
إقرأ أيضا : شيء غريب عاش معنا لثلاث سنوات
عائلتي لم تكن تصدق ما كان يحدث لي، كانوا تحت تأثير الصدمة، كما كان كل من كانت له معرفة سابقة بي يبتعد عني. شيئاً فشيئاً تحولت من الشخص الاجتماعي المرح إلى الشخص المنطوي و المنعزل تماماً عن المجتمع. لم أكن أتكلم حتى مع عائلتي، جل اهتمامي كان النوم نهاراً و تعاطي المخدرات ليلاً، ثم الصراع مع دوامة الأرق وأفكار الانتحار .
بعد أربع سنوات لم أستطع التحمل وتوقفت تماماً عن الدراسة. لم أحصل حتى على الشهادة وضاعت كل تلك السنوات هدراً، بقيت عامة على نفس الحال .
ظللت في حالة العزلة التامة عن المجتمع و العائلة، إلى أن وصلت لي إجابة شافية عما يحدث لي في الصيف الماضي. تستطيعون القول أنني وصلت إلى إجابة بالفعل تشفي غليلي و أفهم منها لم تغير حالي كل هذا التغير. فجأة و أنا أتصفح اليوتيوب وجدت رقية شرعية تسمى بحرق الشياطين، فقلت بيني و بين نفسي لماذا لا أجرب الأمر !
وهنا كانت المفاجأة.. حيث صرت أتشنج بشكل عنيف جداً، شعرت بألم حاد جداً و كأن النار تسعر بي! و كنت أشعر بكيان شرير في تلك اللحظات قد استولى على جسدي، فلم أكن أتحكم بحركات جسدي أبداً، لكنني كنت أشعر تماماً بما يحدث من حولي .
انتهت الرقية، وانتهى معها حضور ذلك الكيان الشرير والذي هو من الجن.. لأشعر بعدها بجسدي وكان محطماً تماماً جراء الوقوع مثلاً من الدور الثالث. وهنا بدأت أفكر جدياً بالذهاب لراق متمرس و هو ماحدث في النهاية، فكان هذا الفصل الأخير من استحواذ هذا الشيطان على جسدي. لقد كان فصل الحرب على هذا المارد والتحرر منه.
إقرأ أيضا : رعب 3 سنوات في بيت مسكون
بدأت رحلت شاقة بين الرقاة لعلي أجد علاجاً لهذا المرض الذي دمر حياتي، و الطامة الكبرى أنني لم أكن أشعر بوجوده تماماً طوال ست سنوات. لقد كان خبيثاً للغاية و يجيد الإختباء، كانت رحلة طويلة و بين حوالي سبع رقاة، بعضهم كان ينهي الجلسة لأرى بعدها علامات الرعب و الفزع في وجهه بعد أن كان يرى حضور ذلك الشيطان اللعين و كلامه معه .
حتى صوتي كان يتغير إلى صوت خشن مرعب وغاضب طوال الجلسة، وكان يصرخ رافضاً الخروج و هو يتوعد الشيخ. و أنا كنت واع تماماً لكن لست أنا من يسيطر على جسدي.
وبعد جلسات عدة عند عدة رقاة أذن الله سبحانه و تعالى لي وأعطاني سبب العلاج بعد سنوات عشتها بصعوبة، وهو الراقي الأخير الذي كان قاسياً على الجن و جعله يتكلم مغصوباً. كانت تلك المرة أكثر مرة أشعر بحضوره الكامل فيها، كان حضوره يجعلني أشعر بكمية الشر الدفين في هذا الكيان.
أخذ يصرخ بصوت خشن، حتى شعرت أن حبالي الصوتية ستتمزق، لكن الراقي كان له بالمرصاد.. جعله ينطق اسمه و سبب استحواذه للمرة الأولى، و كان اسم هذا اللعين الرجيم .. باغول، وهو مارد من الجن عمره 1600 سنة !
استحوذ على جسدي بسبب سحر أسود أصابني بعد شربي لماء تغسيل الموتى على أساس أنه ماء عادي! طبعاً لقد عرفتم أن الفاعل أحد من الأقارب لأن هذا أمر شائع للغاية. لقد عانيت سنوات، كما أن الغريب لن يؤذيك بتلك الطريقة البشعة، صدقوني.
إقرأ أيضا : لا أفهم ما يحدث معي منذ سنوات
و بعد معارك طويلة بينه و بين الراقي تقيأ ماء كريه الرائحة أعزكم الله، كريه الرائحة بشكل لا يصدق، كانت تلك نهاية سنوات الجحيم مع مردة الجن، شفيت منذ شهر، و أنا الآن بحال جيد جداً و توقفت عن تعاطي المخدرات منذ أربعة أشهر، عادت علاقاتي مع عائلتي إلى سابق عهدها بعد سنوات من العاناة و الحمد لله، و تغير حالي تماماً بعد أن كنت على حافة الجنون أو الانتحار، أشعر أنني حراً أخيراً.
أعتذر إن أطلت عليكم أعزائي القراء، لكنني اختصرت قدر المستطاع. كما شاركتكم تجربتي لتكون عبرة للشباب، و إياكم و الثقة في أي أحد أياً كان، ويشهد الله أن قصتي حقيقية بدون زيادة أو نقصان .
و في الأخير .. الطريف في الأمر أن طوال سنوات متابعتي لموقع كابوس و حكايات العالم الآخر كنت أتمنى أن تحصل لي تجربة مماثلة فقط لأشبع فضولي (الفضول الذي قتل القط) ؛ لكن عندما حدثت تلك التجربة كانت مرعبة بحق ! فاحذروا مما تتمنون أعزائي، و دمتم بخير.
التجربة بقلم : كوليو – الجزائر
