قتلة و مجرمون

ما بين الخطف والضياع : قصص مؤثرة لأشخاص اختفوا ثم رجعوا لأهلهم

الحاجة رضا ركبت القطار وتاهت لتعود لأحضان أمها بعد 45 عاما! وخاطفة الدمام تنكرت كممرضة وسرقت 3 أطفال وربتهم حتى صاروا رجالا

قصص الخطف ليست شيئا نادرا في هذا العالم ، وهي تحدث في مجتمعاتنا، وحتما جميعنا سمعنا قصصا مخيفة عن هذه الحوادث إلى درجة أصبحنا نخاف على أولادنا وبناتنا حتى وهم يلعبون أمام المنزل ، وصرنا نتجنب أخذهم إلى أماكن مزدحمة، وللأسف الشديد هناك أشخاص كثر خطفوا و تلاشى أثرهم إلى الأبد. وهناك في المقابل أشخاص ، سواء أطفال او بالغين ، خطفوا أو ضاعوا لسنوات كابدوا خلالها الكثير من الألم والعذاب ثم عادوا إلى أحضان عائلاتهم مرة أخرى بفضل من الله .. وهؤلاء هم من سنتناول قصصهم في هذا المقال.

الحاجة رضا التي عادت لأهلها بعد 45 عاما

تقول الحاجة رضا : “كان عمري 5 سنوات وكنت ألهو و ألعب بجوار أمي بائعة الخضار، لكن ابتعدت عن أمي في غفلة منها وركبت قطارا حملني إلى مدينة ملوي في محافظة المينا، وسرعان ما لفت بكائي نظر المسؤول عن المحطة الذي أخذني وكتب محضر بالعثور علي”.

أخذني الرجل إلى منزله لمدة ثلاثة ايام، بعدها تم إرسالي إلى دار أيتام.

في الملجأ كنت ألعب مع ابنة أحد رجال الشرطة المكلفين بحماية المبنى ، وقد طلبت الفتاة من والدها أن يأخذني إلى منزلهم فوافق وأنهى اجراءات استلامي.

عندما بلغت 15 عاما قررت الرحيل وبدأت أجوب المحافظات وأشتغل كخادمة في البيوت، وذقت مرارة العيش، لم يكن لي مكان أحتمي فيه، ثم انتقلت إلى الأقصر وهناك تعرفت على زوجي واستخرجت أول بطاقة هوية وأنجبت  خمسة أولاد وفتاة.

لكن زوجي رحل بسبب المرض الخبيث فقررت العمل في بيع مواد غذائية بسيطة أمام المدارس لكي أعيل أطفالي الذين دخلوا الأزهر الشريف بمساعدة أهالي المنطقة.

ويوما ما حكيت قصتي هذه لسيدة، وكانت الوحيدة التي صدقتني، فسجلت لي مقطع فيديو بمساعدة أحد صناع المحتوى ونشره على الانترنت.

بعد فترة تم إبلاغي بأنه تم العثور على أهلي.

بالنهاية عادت رضا إلى عائلتها بعد فراق دام لأكثر من 45 عاماً، والتقت أمها بها أخيرا ، وكان لقاءا مؤثرا ، فالطفلة التي غادرتها بعمر الخامسة عادت إليها وهي بعمر الخمسين.

مريم خاطفة الدمام

blank
الابن المخطوف نايف القرادي بعد عودته لاحضان اهله

ما بين عامي 1993 – 1999 ، أقدمت امرأة تدعى مريم على خطف ثلاثة مواليد، الأول يدعى نايف القرادي اختطفه في عام 1993 من مستشفى الولادة بالقطيف، حيث دخلت متنكرة بزي ممرضة وتوجهت إلى أم نايف وتحدثت معها وطلبت منها أن تعطيها صغيرها تأخذه إلى الطبيب من أجل التطعيم، لكن نايف اختفى، وقد أخذته مريم كولد لها وسجلته باسم زوجها الأول.

بعد أن تأخرت الممرضة بإعادة الطفل أثار الوضع غرابة الأم التي نهضت تسأل عن صغيرها، لتصاب بصدمة كبيرة حين علمت أن المرأة لم تكن سوى ممرضة زائفة خطفت رضيعها، وقامت الأسرة بالبحث عن ولدهم لسنين طويلة ومات الأب للأسف قبل أن يرى طفله مجددا.

وفي عام 1996 أقدمت مريم مرة أخرى على خطف طفل ثاني من مستشفى الولادة في الدمام، لقد استغلت نوم أم الطفل ويدعى يوسف و قامت باختطافه بهدوء وأعطته اسم علي.

وفي عام 1999 خطفت طفل ثالث ، موسى الخنيزي، دخلت الخاطفة بزي ممرضة إلى غرفة أم موسى وأخبرتها بأن رأس الطفل متسخ وأنها ستأخذه لكي تغسله، فأعطتها الأم طفلها ، واختفت الخاطفة مع الطفل دون أثر، ولاحقا أعطت للطفل اسم أنس.

تم كشف أمر الخاطفة عام 2020 حين ذهبت مع أنس وعلي إلى الموارد البشرية لاستخراج هوية لهم، وكانت هناك اسباب لوضعها في دائرة الشك:

الأول: كانت تحتضن طفلين لمدة طويلة و تدعي أنهما لقيطان دون أي أوراق ثبوتية.

الثاني: التضارب في أقوالها حول كيفية عثورها عليهم ومن أين أتت بهم.

الثالث: عدم تدوينها أي عنوان أو رقم للتواصل معها.

كانت الموظفة إيمان الفرشوطي قد نجحت في كسب ثقة الخاطفة ولم تجعل الخاطفة تشك بها ما جعل مريم تشعر بالأمان وتقوم بزيارة الفرع مرة ثانية.

وكانت الموظفة قد رفعت بلاغ لإمارة منطقة الشرقية وطلبت منهم التحقيق معها، وكانت بذلك سببا بعد الله في عودة المخطوفين موسى و نايف و يوسف إلى أحضان عائلاتهم بعد 20 سنة.

تم الحكم على الخاطفة بالإعدام بسبب اشتباها في سحر وعقد زواج زائف و مزاولة التمريض دون رخصة وتغير أنساب الأطفال المختطفين الذين عاشوا سنوات طويلة على أنهم لقطاء ولم يحصلوا على حقهم في التعليم وامتلاك بطاقة هوية تثبت وجودهم في هذه الأرض.

فتحت قضية خاطفة الدمام سجلات قديمة لأطفال قد خطفوا منذ سنين ولم يتم العثور على أي أثر لهم حتى الآن، منهم نسيم حبتور، سلمى أحمد مصطفى، ابتهال المطيري ، محمد الزهراني ، غدير غانم وغيرهم الكثير ممن فقدتهم عائلاتهم صغارا ولا يزال لديهم أمل بالعثور عليهم واحتضانهم مرة أخرى.

فتيات أوهايو الأمريكية

blank
صورة الخاطف والضحايا عند اختطافهن وبعد اطلاق سراحهن

في 23 أغسطس عام 2002 غادرت ميشيل نايت (21 عاما) منزل قريب لها وهي في حالة يأس واكتئاب ، كانت حياتها مضطربة بشكل كبير، فقد خسرت رعاية ولدها لصالح الحكومة وادارة مراقبة الاطفال، وكان بينها وبين اهلها الكثير من المشاكل.

بعد اختفائها اعتقد كثير من الناس أنها قررت أن تغادر المدينة برغبتها هربا من المشاكل.

بعد حوالي 8 اشهر من اختفاء ميشيل، في 21 ابريل 2003، انتهى دوام اماندا بيري (17 سنة) في برجر كنج، وخلال طريقها للمنزل قابلت رجلا يدعى  كاسترو يقود سيارته وعرض عليها أن يوصلها زاعما أن أبنه يعمل معها في نفس المطعم، فوافقت دون تتردد. وبعد أن ركبت معه أرسلت رسالة الكترونية إلى أختها قائلة لها أنها قادمة للمنزل برفقة شخص ما، وكانت هذه آخر مرة تتواصل فيها مع بشر.

وفي عام 2004 عرض نفس الرجل ، كاسترو ، على جينا دهيسوس (14 سنة) توصيلة ، وكانت جينا صديقة لأبنته، فاستغل هذه النقطة لكي يجعلها تركب معه وكانت تلك اخر مرة يرى فيها احد جينا.

بعد اختفاء الفتيات حدثت ضجة عامة لأن الناس شعروا بأن هناك شيء غير طبيعي وأن هناك شخصا ما يقف وراء عمليات الخطف هذه. ودبت حالة من الذعر والخوف في قلوب الفتيات وذويهن.

لعل هذه الضجة واستنفار الشرطة الناتج عنها جعلت الخاطف كاسترو يتراجع عن خطف المزيد من الفتيات ويكتفي بالثلاث اللائي لديه.

وفي الحقيقة لم يكن كاسترو موضع شك مطلقا ، كان محترما في مجتمعه ، كان يعمل كسائق باص منذ عشرين عام، وكان متفاعلاً مع المجتمع الذي يعيش فيه، يلعب مع الاطفال ويسلم على الجيران وإذا رأى شخصا على الطريق وسيارته متعطلة كان يقدم المساعدة.

وكان له ثلاث بنات وولد ، لكنهم يعيشون مع امهم المطلقة ، لذلك كان يعيش لوحده في المنزل.

كان كاسترو من الجرأة والخبث بحيث أنه يذهب للمشاركة في الاجتماعات التي يعقدها أهل البنات المختطفات من اجل مناشدة الحكومة والمجتمع لمساعدتهم في العثور على بناتهم. وكان كاسترو يبدي تأثرا كبيرا في هذه الاجتماعات ويواسي ذوي الفتيات ويعرض المساعدة.

مالم يعلمه هؤلاء الأهل المساكين أن هذا الرجل الوادع الذي أتى ليواسيهم هو نفسه الوحش الذي قام بخطف فتياتهم وحبسهن في منزله ، وكان يعاملهن بشكل سيء ، يحرمهن من الطعام لمدد طويلة، ويربطهن بالسلاسل، ويغتصبهن .. بالإضافة إلى الضرب و التعذيب.

وإذا حملت إحدى الفتيات من كاسترو كان يقوم بضربها حتى تجهض ، وحدها أماندا هي التي أنجبت طفلة بمساعدة نايت.

في 6 مايو 2013 تمكنت أماندا مع طفلتها من الهرب أثناء عدم تواجد كاسترو بالمنزل ، حيث تمكنت من الوصول لباب المنزل الزجاجي وصرخت طلبا للمساعدة، فرد على صراخها الجار أنجيل كورديرو، و انضم له شخص آخر وقاموا بكسر الباب حين خرجت أماندا وأخبرتهم أنها محتجزة مع بقية الفتيات منذ مدة طويلة، فتم الاتصال بالشرطة فورا وإنقاذ الفتيات.

تم القبض على كاسترو وتوجيه عدة تهم إليه ، منها الاختطاف والاغتصاب والشروع في القتل، ونال حكما بالسجن مدى الحياة دون أي فرصة للإفراج المشروط مع مصادرة أملاكه وفقدان حقه في الاستئناف.

ولحسن الحظ لم يتحمل كاسترو السجن فأنتحر في محبسه بعد شهر واحد فقط من الحكم عليه.

وفي 7 أغسطس 2013 تم هدم منزل كاسترو.

أما الفتيات فقد استلزم الأمر فترة طويلة وعلاج نفسي مستمر حتى استطعن التأقلم مع المجتمع مرة أخرى والعودة لحياتهن الاعتيادية.

ناتاشا كامبوش

blank
ناتاشا عند اطلاق سراحها وصورة خاطفها

استيقظت ناتاشا (10 أعوام) صباح يوم 2 مارس 1998 فتناولت افطارها كالعادة وحملت حقيبة ظهرها ثم ودعت والدتها وخرجت نحو مدرستها، لكن الطفلة لم تصل إلى المدرسة و لم تعد إلى المنزل. لقد تم اختطاف الصغيرة من قبل رجل يدعى ولفغانغ بيكلوبي، كهربائي سابِق في شركه سيمنز.

بيكلوبي جعل من ناتاشا أسيرة قبو منزله الذي كان قد أعاد تصميمه وتهيئته خصيصا لهذا الغرض الدنئ، قال لها: “أنت لم تعودي ناتاشا كامبوش بعد الآن، أنت ملك لي“.

كان القبو ذو مساحة خمسة أمتار، بلا نوافذ ، وذو باب معدني عازل للصوت.

خلال الستة الأشهر الأولى لم يكن يسمح لها بالخروج. وكان يستخدم معها أسلوب الترهيب والتغريب، فإذا كانت ناتاشا فتاة مطيعة يحسن معاملتها واذا كان العكس أساء لها، لقد اقنعها بأنه قد اتصل بأهلها وأنهم لم يظهروا أي اهتمام لمصيرها.

لقد عاشت ناتاشا في رعب و عذاب دام ثمان سنوات.

خلال التحقيق في اختفاء ناتاشا قال فتى في الثانية عشر من عمره بأنه رأى رجل يسحب ناتاشا داخل حافلة بيضاء صغيرة، هذه الشهادة جعلت الشرطة تقوم بحملة بحث واسعة شملت 700 سيارة تحمل نفس المواصفات .. لكن دون جدوى.

في يوم 23 أغسطس 2006 أخرج الخاطف ناتاشا لكي تنظف شاحنته، وخلال انشغاله باتصال تلفوني ابتعد قليلا عن المكان بسبب صوت المكنسة الكهربائية ، فسارعت ناتاشا بالهرب واتجهت لأقرب منزل حيث فتحت لها الباب امرأة عجوز فأخبرتها بأنها ناتاشا كامبوش المختطفة.

تم التعرف على ناتاشا من خلال جواز سفرها و أثر جرح قديم ومن خلال فحص ( DNA), كانت بصحة جيدة، وعادت ناتاشا لوالديها ولاحقا في حياتها أصدرت كتابا تحكي فيها عن قصتها المروعة، أما الخاطف فقد قرر الانتحار برمي نفسه على قضبان السكك الحديدة.

جوري عبد الله الخالدي

blank

يوم الخميس 19 نوفمبر 2015 دخلت الأم العيادة و تركت جوري (3 أعوام) برفقة والدها الذي انشغل لدقائق عنها فأتى رجل وبدأ يلاعب الفتاة الصغيرة والتقط لها بعض الصور ثم أعطاها هاتفه النقال وجعلها تمشي أمامه حتى وصلوا إلى بوابة المستوصف، هناك سارع إلى وضع الطفلة في سيارته ثم انطلق مبتعداً بعد أن اطمأن لعدم وجود كاميرات مراقبة حوله، لم يكن موجودا في المكان حينها سوى امرأة لكنها لم تبدي أي ردة فعل لما رأته فقد ظنت أنه والد الفتاة.

لاحقا انتبه الأب لاختفاء ابنته وحين لم يجدها بعد البحث في المستوصف اتصل على الفور بالشرطة التي اجرت تحقيقات سريعة ومكثفة حول الحادث ، ولحسن الحظ كانت صورة الخاطف قد التقطتها بوضوح كاميرا داخلية في المستوصف.

أعلنت أسرة جوري مكافأة مالية تقدر بـ 100 ألف ريال سعودي لمن يعطي أي معلومة تخص الطفلة، وكان الأب قد نشر أرقام هواتفه للاتصال به في حال وجدوا طفلته.

وعن طريق بلاغ من أحد المواطنين تم تحديد مكان الطفلة والخاطف في أحد أحياء مدينة الرياض داخل شقة سكنية. وبعد القبض عليه اتضح أنه سعودي الجنسية و هو مطلوب في قضايا عدة.

كما تم القبض على العاملة الاثيوبية التي كان تهتم بجوري، وتم العثور كذلك على مخدرات و سلاح، والقي القبض على شخص عربي الجنسية كان له يد أيضا في خطف  الطفلة.

عادت الطفلة جوري إلى أحضان والديها بعد 11 يوماً فقط من الخوف و البكاء، عادت إلى حضن أمها لكي تقر عينها و لا تحزن.

الطفل عبدالله هاني

في 1 يوليو 2014 ، أمام المحل الذي تعمل فيه والدة عبدالله وأثناء صلاة العشاء وخلال حملة تفتيش على الباعة المتجولين في حي الحسين بالقاهرة، اختفى الطفل عن أنظار والدته لمدة خمس دقائق فقط فلم تجده بعدها، و استنفر سكان الحي من اجل البحث عن الطفل عبدالله، حيث اتضح أن كاميرات المراقبة معطلة، وتوجه الوالدين إلى الشرطة التي قررت الانتظار لمدة 24 ساعة ثم بدأ البحث.

عاد الأبوين مرة أخرى إلى منطقة الحسين من أجل البحث عن ابنهم داخل المسجد، ولقد عثروا على دراجته فغمرتهم الفرحة واصبح لديهم بصيص أمل بأن عبد الله موجود في المسجد، لكن اتضح لاحقا أن الحارس قد أخذ الدراجة من امرأتين كانتا تبيعان الشاي بسبب شجارهما عليها.

توجه الأبوين إلى مكان المرأتين وكانت معهم والدتهم العمياء ويبيعون الشاي.

قلب أم عبدالله كان يشعر بأن لهم يد باختفاء طفلها، وقد كانت احداهن مرتبكة و تتهامس مع أختها وفي نظراتها قلق وخوف.

حاولت أم عبدالله أن تستدرجهم بالحديث لكن لم يستجيبوا لها، وبعد مضي 24 ساعة اتجهوا إلى الشرطة وقدموا شكوى ضد المرأتين فتم استجوابهن لكنهن أنكرن معرفتهن بالأمر.

وكانت الأم قد سمعت احداهن تهمس في اذن أختها و تقول لها: أخبريها وإلا لن تتركنا في حالنا، قولي لها .. قولي لها. لكن الأخت أصرت الإنكار. الشرطة حاولت مع والدتهن العمياء وراح الضابط يذكرها بمخافة الله فتكلمت أخيرا وقالت أنها سمعت ابنتها تتفق مع سيدة على بيع طفل لها لكن دون معرفة أي تفاصيل أخرى.

بعد هذا الكلام اشتد تحقيق الشرطة مع المرأتين فقالت إحداهن: أنه هناك سيدة عاقر تتردد عليها من شهرين وقد طلبت مني أن أجلب لها طفلا مقابل مبلغ مادي.

وخلال فوضى حملة التفتيش على الباعة المتجولين وجدت الفرصة حيث أخذت بيد الطفل وسحبته معها بعد ان اطمأنت إلى انشغال أمه و سلمته للمرأة العاقر.

تم بيع عبدالله مقابل كيلو من اللحم و 200 جنيه وعباءة. لكن الصدمة كانت في أن بائعة الشاي لا تعرف المرأة التي باعت الطفل لها ولا حتى اسمها، في الظاهر كانت امرأة من خارج القاهرة لأنها تسافر لكي تقابل بائعة الشاي.

مرت سنتين و نصف على خطف الطفل سافر أهله خلالها إلى أقصى الصعيد للبحث عنه دون جدوى، تم نشر صوره على موقع الفيس بوك، ولم تكف هواتف الوالدين من الرنين ، كان يتلقون اتصالات من اشخاص يزعمون رؤية الطفل في أماكن وظروف شتى .. لكن كل تلك الاتصالات لم تؤدي لنتيجة ما.

ذات يوم ماطر استيقظت الأم على صراخ خديجة، أخت عبدالله ، وهي تبكي وتدعو: يا رب نفسي اشوف أخي، يا رب رد لي اخي، يا رب عبدالله وحشني، يا رب اسمعني يا رب .. يا رب نفسي تسمعني .. يا رب لو كنت تسمعني رد لي أخي عبدالله.

و في نفس اليوم جاء اتصال لأم عبدالله من رجل كبير في السن يخبرها بأن طفلها موجود في إحدى قرى مينا القمح وأنه سوف يرسل لها صورته.

أرسل الرجل صورة لم تكن واضحة، وكان شكل الطفل قد تغير فلم تأخذ الأم الأمر بشكل جدي، فقد تعودت على هذه الاتصالات التي لا تؤدي لشيء في النهاية ، الرجل أخبرها بأن الطفل يعيش مع رجل و امرأة لا ينجبون أطفال، ويخبرون الناس بأن الطفل هو ابن أقارب لهم. ثم أعاد ارسال صورة لهم مرة أخرى وكانت أوضح هذه المرة فسجدت خديجة سجود الشكر وتعرفت العائلة على عبدالله رغم مرور سنتين و نصف على اختطافه.

توجهت العائلة مع الشرطة إلى المكان المتواجد به طفلهم. وقالت أم عبدالله أن طفلها لديه أثر أربع غرز في رأسه، وحين رفعوا شعره عثروا على العلامة ، لكن الطفل كان خائف من أبويه ورفض الذهاب معهم لأنه نسي عائلته بمرور الزمن، لكن بالتدريج تعود عليهم مجددا وهو الآن في أحضان أمه.

——————–

ختاما ماذا يسعنا أن نقول سوى أن نسأل الله بأن يرد كل غائب الى أهله ووطنه وأحبائه، يا رب أمنهم من كل سوء واحميهم واحفظهم وردهم سالمين غانمين.

قصص أخرى حول الاختطاف :

المصدر
رحلة الفرحة والبكاء فى لقاء بين الأم والابنة بالأقصر بعد غياب 45 عاماخاطفة الدمام : نايف عن خاطفته .. سأدافع عنها لأنها مظلومة وأحسنت تربيتيAriel Castro kidnappingsNatascha Kampusch

إياس شعيب

السعودية
guest
68 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى