تجارب من واقع الحياة

ما فعله أبي بنا لا يصدق!

السلام عليكم رواد كابوس، بدايةً ترددتُ في كتابة قصتي.. ولكن قررت أن أكتب من باب الفضفضة ولا أعلم إن كان للقصة حل أصلاً. تبدأ المشكلة منذ أن كنا صغاراً والحقيقة أن أبي عذبنا كثيراً.

منذ صغرنا وهو شخص خائن لأمي مع النساء، ماعدا إهماله لها ولنا، وقلة دينه، وغيابه المتكرر عن المنزل.. ولا يهتم في الحقيقة سوى بطعامنا وشرابنا وكأننا لسنا بشرا.. ليس لدينا احتياجات أخرى.

في الحقيقة منذ صغري إلى الآن وأنا أتذكر فقط المشاكل والصوت المرتفع في المنزل، هو لا يهتم لنا أصلا كما ذكرت، وبزعمه أنه غير مقصر. أما عن أمي فهي من قامت بتدريسنا وتثقيفنا دينياً وحرمت نفسها أشياء لا تعد ولا تحصى من أجلنا، وسامحت أبي آلالاف المرات لكي يبقى هذا المنزل قائما، رغم أنه سبب لها ألما كبيرا أخبرتني أنها لن تسامحه عليه.

إقرأ أيضا: خيالي يتحكم في

وبعد أن كبرنا..تاب أبي عن قلة الدين وتصرفاته السابقة وقلنا أخيراً سنرتاح!. لكن الحقيقة أنه ازداد سوءاً وازداد معه بخله علينا.. ودائماً ما تتشاجر معه أمي من أجل تأمين متطلباتنا، المؤسف حقا أننا اكتشفنا أنه على وشك الزواج سراً.. ودفع للمرأة التي يريد الزواج منها مالاً نتمنى ربعه أنا وإخوتي من طعام ولباس وغيره.

وتخيلوا فقط.. أن خالتي – هي غنيه نوعا ًما – تقوم بإعطاء أمي مالاً بين الحين والآخر لأن والدي ليس معه مالاً. و كلما قبض المال أول ما يفكر به هو إرضاء ملذاته الشخصية ويتناسى أننا نتمنى التعلم، الذهاب مع أصدقائنا، ملابس، والكثير الكثير. ليس هذا فقط.. كان أبي قدّ طرد من عمله ومن قام بتوظيفه هو زوج خالتي، وقد كان فعل ذلك من أجلنا ومن أجل أمي، وعندما بدأوا بإعطائه مبالغ عالية لكي يوفر لنا عيشة كريمة.. أول ما فعله هو التفكير بالزواج من أخرى سراً ونحن محرومون من أبسط حقوقنا.. لدرجة أنني وإخوتي بدأنا العمل لكي نوفر احتياجاتنا.

لم تقف القصة هنا، في كل مرة يأتي لنا بمشكلة جديدة عدا عن مشاكله السابقة، والتي في كل مرة يقع في مشكلة لا يجد إلا أمي ونحن نقف معه لكي يخرج منها وأول ما يفعله لكي يكافئنا.. الإهمال !.

لنعد إلى حيث اكتشفنا رغبته بالزواج سراً، بدأت المشاكل تتصاعد أكثر فأكثر وفتحت أمي صفحة بيضاء.. لأنها في كل مرة تفكر بالطلاق منه تتذكر أنه لديها ثلاثة بنات فتتراجع، تقدم مصلحتنا على مصلحتها.. عدا عن سماعي لبكائها المستمر من شخص لا يقدرها وأنها مجبرة على العيش مع شخص لا تحبه وتكرهه وأخبرتنا ذلك مراراً.

إقرأ أيضا: فصام أرهق عقلي وروحي فماذا افعل؟!

المشكلة أنه وعدنا ووعد والدتي بأنه ندم وترك تلك المرأة، ولكن ماهي إلا أيام قليلة وعاودت الاتصال به، وبدأ الشجار من جديد.. لنكتشف بأنها والعياذ بالله امرأة لا تخاف الله، فتاة ليل لا أكثر، وأول شيء فعله والدي بالتأكيد ليس الإعتذار منا كما تخيلت.. خرج من المنزل وبدأ بالنوم في العمل .

قررت أنا وإخوتي أننا لن نتدخل في أي شجار بينه وبين أمي.. لأن والدي شخص نرجسي دائما ما يدعي أنه مظلوم وضحية ونحن المخطئون .. رغم ذلك لم نسلم منه، وعندما قال له أخي بأن يعطي لنا المال بدل إعطائه لمن لا يستحق.. بدأ بالصراخ والدعاء عليه وعلينا .

وصلت إلى أبعد مرحلة من حزني على أمي وإخوتي.. لأننا طوال حياتنا لم نفعل إلا ما يرضي الله ويرضيه وفي المقابل لم يهتم لا لتعليمنا، ولا لتوجيهنا دينياً، ولا كلمة تطيب خاطرنا، ولا معاملة حسنة ولاشيء سوى مشاكله التي يجلبها معه إلى المنزل.. سوى أنه لا يفكر إلا في نفسه.. سوى أنه مقصر دائماً في حقنا وحق أمي ويدعي العكس، سوى أنه منذ صغرنا إلى الآن وهو يفكر في النساء بأي حجة أو طريقة كانت .

لا أتذكر سوى أمي هي من قامت ببنائنا، ولو أنني أذكر لكم كم ضحت من أجله ووقفت إلى جانبه عندما تخلى عنهُ الجميع، وأول شيء يكافئها به هو الطعن في ظهرها، بعد كل هذا أنا وإخوتي وأمي لم نعد نحتمل..

إقرأ أيضا: هل أنا انتهيت ؟

سئمنا منه وتعبنا إلى أقصى حد، لم يبق أحد ولم يدخل للإصلاح بينهما.. تعبنا أنا واخوتي من أن قصصنا ليس لها خصوصية منه دائما متداولة بين الجيران، دائما أصوات تكسيره وصوته يملئ المنزل والمكان.. لدرجة أننا أصبحنا نخاف منه ولا نشعر بالأمان معه .. لا أعلم كيف كبرنا مع ذلك الأب! لا أعلم كيف يدعي علينا من قلبه لمجرد الحديث معه بلطف لإيجاد حل لمشاكله التي لا تنتهي؟! .. ومع ذلك نحاول إرضاءه من أجل الله ونحتسب أجرنا على الله.

لكن مهما تكلمت فقد اختصرت العديد من الأحداث.. صدقوني تعبنا تعبنا جدا، أين نذهب بأنفسنا منه ؟، لا نريد منه مالاً ولاشيء فقط أن نعيش بهدوء. أكثر شخص أشعر بالحزن نحوه أمي.. قضت عمرها مع شخص خائن لا يخاف الله وإن خاف الله لا يتذكر سوى حقوقه ويشعرنا بالمنية بأنه يطعمنا ويشربنا ..

ونحن لا نريد منه شيء أساسا فقط الهدوء. تخيلوا الآن هو قد غادر من المنزل وله بضع أسابيع خارجه ولم يعد منذ الشجار .. وأرى دائما أمي شديدة البكاء لا هي تريد العودة إليه.. ولا هي تريد تركنا له لنعاني لوحدنا.

لا أعلم إن كنت سأجد حلاً لكن كتبتها من باب الفضفضة.

التجربة بقلم: زهرة بغداد – العراق

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى