منوعات

مستقبل الحروب البشرية : المواجهة بالفضاء

بقلم : محمد الترهوني – بنغازي ليبيا

عاش الانسان في البداية بدائي، ولم يكن يريد شيئا سوي ملبس و مأكل و مأوي و كان يقاتل الحيوانات لصيدها و التنفع بها و من ثم اسس اللغات و التواصل من ثم انشأ التجمعات من ثم لاحقا الحضارة ، بطبيعة الانسان و غريزته التنافسية التي قد تأخذ منحنى عنيف بعض الشيء ، فحسب ما يبدو ان تلك الجماعات البدائية الصغيرة فضلت التوجه الي قتال بعض ، والانتقال للانسان البدائي من انسان عادي  الي انسان مقاتل ذو مهام عنيفة و عدائية

و تطورت الاساليب العسكرية مع مرور الوقت بالطبع فكانت برية بالعصي و  الحجارة ، من ثم طورت حضارات النيل و الفرات و الرومان و الفرس السيوف و ما شابهها و تفننوا بها ، ثم فكر الاغريق بنقل ميدان القتال الي البحار حيثما برعوا و انشئوا اول الاساطيل العسكرية ، من ثم تطور نسق التسليح  و في الحرب العالمية الأولى ظهر اختراع لم يحلم به الانسان قط ، وهو التقاتل بالسماء و ظهرت مصطلحات جديدة كالسيطرة الجوية و الدفاع الجوي، و مع نهاية الحرب العالمية الثانية طل علينا سلاح مخيف خالف كافة التوقعات بالعالم وهو القنابل الذرية الملقاة علي اليابان ، سلاح فتاك بامكانه مسح مدن في دقائق و قتل الملايين ونكبها الي قرون ، و مع خفة الحدة العدائية و قلة الحروب النظامية في وقتنا الحالي لم تطل علينا اسلحة مبهرة جديدة ، بل انها قابعة في مستودعات الدول العظمي حاليا و لكن ليس شرطا ان تكون علي وجه المعمورة تلك ، نعم قد تكون بالفضاء الخارجي ، الذي قد يصبح ساحة القتال القادمة ، مثلما نقل الاغريق القتال الي البحر ، قد نري الدولة الرائدة فضائيا تنقل القتال الي هنالك مستقبلا،  لنري اذا ابرز الدول المسلحة فضائيا و اسلحتها

سلاح مضاد للاقمار الصناعية ؟

blank

هي شبه منظومة صاروخية لا احد يملك معلومات كافية عنها لان الموضوع سري الي الان و تقريبا كل ما ينشر عنه بالفايس بوك و المواقع الاخري كاذب او غير موثوق  ، اما بالنسبة له فهو مجسم ما يملك منظومة صاروخية محددة قادرة علي استهداف الأقمار الصناعية الاخري ، و هو ليس بجديد و كان اول تجربة له عام 2007 من طرف الصين ، و بعدها بعامان تبعتها الجارة الجنوبية الهند ، و لحقتهم من بعد روسيا و بالطبع اميركا ، و مخاطر هذا السلاح تكمن انه في حال نشوب حرب بين دولتين احداهن تملك هذا السلاح فانها قادرة علي مسح الاتصالات و التواصل و اقمار التتبع و البث و التجسس للدولة المستهدفة،  مالم تملك منظومات دفاع فضائي ( علي غرار الدفاع الجوي )
اهذا هو المرعب بالموضوع ؟ الإجابة لا ، لماذا كتبت المقال اذا ؟ لنري اسلحة اكثر فتكا

منظومة ارض – فضاء

blank

هي أسلحة فضائية حركية تقوم باستهداف الاقمار الصناعية او الاجسام الفضائية المعادية الطوافة حول الأرض ، و تقوم باستهدافها عن طريق صواريخ باليستية موجهة بدقة من منظومات دفاعية الي الهدف المطلوب ، سواء الصواريخ ذات رؤوس تقليدية او ذات رؤوس نووية ، قامت الهند عام 2019 بتجارب لذاك السلاح و اثبتت فعاليتها الناجحة ، لتكون رابع دولة بعد اميركا ، روسيا و الصين تمتلك ذاك السلاح المفيد  و الفعال للتحرك بحرية و خصوصية لنقل الجند و العتاد بدون معرفة العدو لمكانها ، ولمنع طائرات العدو من تحديد اماكن القصف بدقة عبر الاقمار الصناعية ايضا
و تكمن خطورتها كذلك في انها بعد تفجير الهدف المرصود تترك ورائها حطام و قطع كثيرة تجوب في الفضاء الخارجي، قد تضر الاجسام المحيطة او تسقط كالنيازك لو كانت كبيرة الحجم (نظرية غير مؤكدة)
و قد كان الاتحاد السوفيتي اول من فكر بشيء مماثل و حاولوا صنعه سابقا،  مع احتدام سباق التسلح في الحرب الباردة

اسلحة فضاء – ارض

blank

الي حد الان لا تمتلك اية دولة علي وجه الارض ذاك النوع من السلاح المخيف في فكرته ، و لكن الاقرب اليه في الوقت الحالي  هي دولة الولايات المتحدة الأمريكية عبر مشروع تعمل عليه وزارة الحرب الأمريكية ، و هي منظومة “الضربة العالمية الفورية” و هي منظومة تهدف الي ضرب اي مكان بالعالم حرفيا في اقل من الساعة ، و بها لن تحتاج اميركا الي القواعد الصاروخية الخارجية لقصف روسيا او الصين مثلا، اي لا حاجة من الان الي مساعدة اوكرانيا و اليابان و كوريا الجنوبية و دفع تكاليف القواعد الصاروخية المكلفة ماديا و ربما سيغلقون القواعد و يفتتحون مزارع ماريغوانا او حقول دجاج مثلا! من يدري؟

و بالعودة الي موضوعنا فان من المفترض ان تكون تلك المنظومة طائفة علي ارتفاع ليس عال علي الارض ، و من الممكن ان تزود بمنظومات دفاع ليزرية لمنع استهدافها عبر منظومات ارض – فضاء المذكورة اعلاه و المفترض ان يكون لها القدرة علي حمل الصواريخ الباليستية القادرة بدورها علي حمل رؤوس نووية ، و الادهي انهم يعملون – في مختبرات سانديا الوطنية – ان تكون سرعتها اسرع باضعاف المرات من سرعة الصوت ، هذا هو المعلن عنه و بالتاكيد تعمل روسيا و الصين علي مشاريع مشابهة لضمان عدم احتكار او هيمنة الغرب عليهم فضائيا

جرار / كاسح  الجاذبية

blank

هي مركبة فضائية غير عسكرية ، و تهدف اساسا الي تغيير مسار الجاذبية عبر عدة عمليات فيزيائية معقدة لن نتحدث عنها (انا سيء بالفيزياء) لذا سنتكلم عن الشق العسكري منها ، هي اساسا هدفها ابعاد اي كويكبات او نيازك او اي اجسام متجها صوب الارض عبر تغيير مسارها الفضائي و ابعاده ، تملك المركبة القدرة علي أحداث تغييرات جاذبية و فيزيائية هائلة ، و يجب عند ازاحة اي جسم غريب ابعاد موجه الجرار عن الارض نظرا لقوتها الكبيرة و كثافتها ، حيث بامكانها احداث تغييرات لا تحمد عقباها في اجزاء واسعة من الارض ، اما عن استخدامها كسلاح فهي تهدف عسكريا الي قطع كافة الاقمار الصناعية للدول المستهدفة و ارجاعها الي العصور الوسطى، اي استخدامها كسلاح مضاد للاقمار الصناعية ايضا ، المثير للنظر انها مجرد مركبة نظرية لم تصنع بعد ، لكن يتوقع العالم حصول اميركا عليها بصفتها اول دولة تجري دراسات حولها

ختاما

ما طار طير و ارتفع ، الا كما طار وقع
فعلي ما يبدو ان سرعة التطور البشري في كل المجالات عامة ، و المجال العسكري و القتالي خاصة قد تجر بنا  _ جميعا_ الي الفناء اذا شاء الله بذلك ، و ارجاعنا الي العصور الوسطي ، أسلحة نووية و كهرومغناطيسية و فضائية ..الخ

و يبدو اننا علي وشك مواكبة حرب باردة و سباق تسلح جديد ، سينتج عنه فضاء مدجج بالاسلحة و العداء و التاهب ، و ربما ستشترك دول اخري -غير اقطاب العالم- بذاك السباق  ، كما خرجت الهند و باكستان و فرنسا و الكيان الصهيوني من الحرب الباردة باسلحة دمار شامل و هم ليسوا اقطاب كبري ، فايضا يبدو انه بسباق التسلح الفضائي مؤكد ان البعض ” لن يخرج من المولد بلا حمص” كما يقال بالمصرية ،
و انت عزيزي القارئ برايك هل تري ان الامر مماثل ام مختلف عن الحقبة النووية في ان الدول الاخري ستتجاهل صنع أسلحة فضائية نظرا لتكلفتها الضخمة و تقدمها البطئ ، ام سنري أسلحة فضائية مملوكة لأكثر من دولتان او ثلاث ؟
و هل تري انها خدعة من دولة ما لالهاء الدول المنافسة بالتقدم الفضائي العسكري الذي يعلمون انه قد يكون غير مفيد مقابل استثمار الوقت بصنع جيش مهول تقليدي علي الارض ؟
و ان كان لك اي نظريات اخري تفضل شاركنا بها لعلنا نستفاد جميعا

مصادر :

  • ويكيبيديا الانجليزية وقناة الجزيرة
guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى