معاناة فتاة فاتها قطار الزواج
لما يعاملني المجتمع كشخص ناقص لمجرد أنني لم أتزوج؟ |
أنا فتاة في الرابعة و الثلاثين، غير متزوجة ,و لذلك يلقبني الكثير من وراء ظهري بالعانس!
خاصة و أن كل شقيقاتي الأصغر مني قد تزوجن، و كل صديقاتي المقربات و زميلاتي بالعمل حتى الأصغر مني بسنوات كثيرة قد تزوجن و بعضهن لديهن أطفال.
أنا لا أحسدهن حشا لله و لكني أتألم عندما أسمع تعليقات البعض عني و نعتهم لي بالعانس بل هناك من يتندر بذلك (أحد زملائي في العمل نعتني بالعانز تندرا و سخرية ، و قد شعرت عندما سمعته بالقهر و بكيت كثيرا).
الحقيقة، أن حياتي كفتاة غير متزوجة أفضل بكثير من حياة نساء كثر متزوجات، يعانين من تسلط أزواجهن و حماتهن و غيرها من المشاكل، و لكن الموجع بأنهن رغم تعاستهن و حياتهن المثيرة للشفقة يتحدثن معي و يقلن تعليقات خبيثة حول عدم زواجي بعد و كم أنا مسكينة و مثيرة للشفقة. مع أن بعضهن تعانين الويل من أزواجهن من ضرب و شتم و بعضهن تقضي في بيت أهلها 20 يوما في الشهر.
فأينا مثير للشفقة، أنا أم هن؟
لما يعاملني المجتمع كشخص ناقص لمجرد أنني لم أتزوج؟
و ما المطلوب أن أوافق على أول شخص يتقدم لي حتى أتخلص من هاجس العنوسة؟
أن أعيش تحت رحمة رجل ظالم و مجنون و أعاني منه الأمرين فقط حتى لا أنعت بالعانس؟
و لم أكن لأهتم لولا أن والدي هما الأخران قد بدأ ينخرطان في حملة الشفقة والتفجع علي، و أصبحت العودة إلى المنزل أشبه بالجحيم، فبدل أن أنال قسطا من الراحة بعد يوما كامل من العمل المضني أضطر إلى الجلوس و الإسماع إلى أبي و أمي و هما يتفجعان.
هذا عدا أنهما باتا و منذ فترة بالتضييق علي بحجة أنني فتاة غير متزوجة و أن العيون تراقب تصرفاتي، فهما يريدان دفعي إلى الزواج دفعا.
لقد صارت حياتي لا تطاق و لا أعرف ما العمل؟
تاريخ النشر : 2016-03-13