تجارب ومواقف غريبة

مما سمعت2

بقلم : Angel. – Syria

مما سمعت2
لم آبه لبكائها وصراخها فتطايرت الدماء على وجهي وماتت إبنتي

أهلاً بالجميع للمرة الثالثة بعد إنقطاع..
كالعادة هذه القصص قد سمعتها وأحببت أن أسرُدها بألسنة أصحابها لكن على طريقتي.
نعود لذلك الريف الذي لا يخلو من الغرائب، والقصص المُخيفة منها والمؤلمة..

القصة الأولى:
قريتنا جميلة ومليئة بالأشجار الخضراء والأجواء الرائعة، لكنها لا تعود كذلك حين يحلّ الليل علينا، إذ يكسوها الظلام الدامس وتصبح المساحات الفارغة مُخيفة.
هكذا كُنا كل مساء نذهب سويةً إلى ديارنا، ولا يجرأ أحدنا على الخروج لوحده، لماذا؟ رُبما لأن المكان مُرعب، وربما لأن الأقاويل كثرَت..
وفي مرة عندما كُنت أبلغ من العمر إثنا عشر عاماً إضطررتُ إلى أن أُغادر مساءًا بمفردي، فخرجت وأغلقت الباب خلفي، مضيت في طريقي، وتوقفت حين رأيت وجهاً مُخيفاً لم أرى مثله في حياتي، كان رافعاً يده بشكل مُخيف وكأنه يُهددني، فاتحاً فمه ويصدر منهُ صوتاً كالشخير، حينها أدركت أن به خطبٌ ما فَركضت بأسرع مالدي إلى المنزل ولم أنظر خلفي، وإلى هذا اليوم لم أُخبر أحداً من عائلتي لأنني أعلم أنه لا يوجد أحد سيصدقني.

القصة الثانية:
أقطن مع زوجي في منزل عائلته، وأحببتهم جميعاً.
أخو زوجي كان متزوجاً من إمرأة تغيظني كثيراً وسرعان ما نتشاجر في كُل مرة، ومع أنني هادئة وأتمنى لها الخير إلا أنها لا تترك للمرء مجالاً لأن يحترمها، فكانت وقحة وحقودة جداً.
وفي مرة كُنت جالسة في سطح المنزل، فصعدت هي وبدأت بإغاظتي فحال بِنا الأمر لإستخدام الأيدي، فقُمنا بضرب بعضنا، وقامت بِدفعي فسقطتُ من الأعلى وأُصبت بالشلل في قدميّ، ولم أعد قادرة على الحراك، فأصبحت طريحة الفراش، لا أقوى على شيء فحزنت على حالي، ولم يكن لدي خيار سوى التأقلم مع وضعي الجديد.. وفي ذات مرة حلمتُ بأربعة رجال ضخام يشعّون نوراً، قاموا بتدليك قدميّ وقالوا لي “يمكنك الآن أن تحركي قدميكِ” وحين إستيقظت رفعتُ قدمي، يا إلهي! إستطعت أن أنهض وأتحرك وكأنني لم أكن تلك التي مكثت شهران في الفراش، والتي أخبرها الأطباء أنها لن تتحرك مُجدداً.

القصة الثالثة:
ربما تكون هذه القصة حساسة ومؤلمة عند البعض لكن وددت أن أريكم حكمة الله في من يعترض على أمره.
حبُلت زوجتي منذ فترة ففرحت وتمنيت أن تلِد لي صبياً، فكُنت أكره الفتيات وأعتبرهن عاراً علي، هكذا تربينا.
وحينما قامت زوجتي بوضع حملها، ذهبت لأرى طفلي، فوجدتها فتاة .. يا للصدمة! أنا يكون لدي فتاة تصيبني بالعار !.

ذهبت إلى زوجتي وأخبرتها بأني غير راضٍ عن الفتاة وسأقتلها!.. لم تعرني زوجتي إهتماماً لأنها كانت تظن أنني كباقي الآباء وسأحبها مع مرور الوقت.
وذات يوم حينما وضعت زوجتي الطفلة في سريرها وإستلقت هي الأخرى، كنت أنا مع أفكاري عن أن أكون أباً لفتاة، فأستشاط غضبي وأصابني بالجنون، فذهبت وأمسكتها من قدميها وأبعدتهما عن بعضهما بقوة حتى مزقتها، لم آبه لبكاؤها وصراخها فتطايرت الدماء على وجهي وماتت إبنتي، أنا الآن لازلت في تلك القرية، وقد أصبت بالعمى بلا أي سبب فور أن تطايرت الدماء على عيني.

القصة الرابعة:
هذه القصة لا تخُص تلك القرية، لكنها حدثت لصديق أعرفه.
مرة من المرات كنت أركض بسرعة لأمر هام، وبينما كنت أركض كان هناك مرتفع ثم مجارٍ فسقطت بقوة عليها دون أن أذكر إسم الله، وبعد أن مشيت قليلاً أحسست بثقل شديد في قدمي، ظننت أنه سيزول، لكنه بقي أياماً وإزداد الألم أكثر وأكثر، فأخبرت أبي بالقصة وقام بجلب الراقي إلي، وبدأ بالقراءة علي فأحسست بالحرارة والتعب ثم نمت ولم أعد أشعر بشيء، فكان لدي حقيبة للسفر قديمة موضوعة أعلى خزانة ملابسي وفجأة وبلا مبرر إنفجرت الحقيبة حينما كان الراقي يقرأ القرآن ، إنتهى الأمر حالما إستيقظت ولم يحدث شيء بعدها غير أني حينما سألت إخوتي أجابوني بأنني كنت أتعرق وأتألم حينما كنت نائماً.

تاريخ النشر : 2019-01-13

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى