ازواج فى اكياس
بعض الازواج او الزوجات ينتهي بهم المطاف في كيس قمامة! |
وتشرق الشمس على يوم غير عادى فى مدينة السويس حيث تجمعت الكلاب حول بعض الاكياس الموجود فى مكب القمامة وهى تعوى وتزمجر ، ولاحظ احد المارة الذين يمرون بجوار المكب ان فى فم احد الكلاب كف بشرية واخذ يلقى الاحجار على هذا الكلب حتى لفظ الكف من فمه واخذ ينادى ويصيح على المارة وسرعنا ما تجمع الناس حول اكياس المكب السوداء وفى لحظات وصل رجال الشرطة ورجال الاسعاف الذين اخذوا فى لملمة الاشلاء المتناثرة التى بعثرتها الكلاب.
الكلاب السائبة عثرت على اشلاء بشرية في القمامة |
وسادت حالة من الوجوم والدهشة والاستغراب على كل من شاهد منظر الاكياس التى تمتلأ بالاشلاء البشرية والتى لم تشهد المدينة مثيلا لها من قبل. وبدأ رجال الشرطة يتسائلون عن ماهية هذا المجرم العتيد الذى مثل بهذا الجثة بالطريقة الغريبة والتى لم تكن معروفة من قبل. وماذا فعل هذا المسكين ليكون مصيره هذا ؟ وبدات التساؤلات التى تنتظر اجابة من رجال الشرطة.
وقد شك رجال الشرطة بان هذه الاشلاء قد تكون لانثى بدافع الشرف ولكن عثر على جمجمة القتيل باحد الاكياس مهشمة وهى لرجل بالغ . وهناك تساؤل طرح على طاولة البحث قد تكون الجريمة بدافع الثار وخصوصا ان المنطقة تقطنها اغلبية من الصعيد ، ولكن تم اسبعاد هذا الاحتمال لأن الثأر لا يأخذ بهذه الوضعية.
سرعان ما اكتشف رجال المباحث من خلال التحريات ان هذا الاشلاء لرجل يدعى عليوة يقطن فى المدينة منذ عدة اشهر ويعمل عاملا فى احد المصانع وبتضيق الخناق على زوجته سميحة اعترفت باركان الجريمة كاملة. وبدأت الحديثة عن بداية الجريمة دون ان يبدو على ملامحها اى حزن او ندم على ما فعلت او الشعور باى ذنب.
قالت لقد كنا نعيش فى مدينة جرجا بسوهاج فى اسرة بسيطة متواضعة ماديا وشاهدنى يوما عليوة بالشارع واعجب بى وتقدم لخطبتى ولم انم ليلتها من شدة الفرح والسعادة لانى ظننت انى ساخرج من حالة الفقر المدقع الذى نعيشه وكذلك لانى خطبت قبل اختى الكبيرة.
المتهمة سميحة عبدالحميد |
وتم الفرح والزفاف وعشنا اياما سعيدة ولكن سرعان ما بدأ الملل والرتابة يسيطران على حياتنا فلم يقل كلمة واحدة تشعل مشاعرى وتهز كيانى وكذلك حالة الفقر بعد انفق كل امواله على الشقة وعلى الزواج وتأزمت الحالة المالية وخاصة بعد انجابنا ثلاثة اطفال. وفجاء ظهر هذا الرجل فى حياتنا وكان صديقا لزوجى والذى غير مسار حياتى كلها فلقد احببته بشدة وبدأ ينظر الى بشهوانية وشجعته على ذلك وبدأنا بممارسة الرذيلة واصبح لا يطيق فراقى واصبحت كذلك لا اطيق فراقه لدرجة أنه عندما يسافر الى عمله فى السويس فأن اليوم يصبح حزينا واظل انتظره الى ان ياتى واقترح عليه ان يجد لزوجي عملا بجواره أو معه حتى نكون سويا لا نفترق ابدا عن بعض.
وفى يوم جاء من اجازته فرحا بأنه وجد لزوجى عملا وسكنا حتى تنتقل الاسرة كلها اليه ورحلنا جميعا الى مدينة السويس وظل يتردد علينا كل يوم ليل نهار فى وجود الزوج او فى عدم وجوده ، وبدأ الجيران يتحدثون عن قصة حبنا الاثمة حتى وصل الخبر الى زوجى الذى تشاجر مع صديقه ومنعه من دخول المنزل مرة اخرى وقام بضربى وهددنى بتطليقى ورمي بالشارع بل هددني بحرمانى من ابنائى ان حاولت ان احدثه او اتصل به.
ومرالليل طويل وانا افكر فى كيفية التخلص من زوجي واخيرا اهتديت الى طريقة للتخلص من هذا الرجل الذى ينام بجوارى . واسرعت فى الصباح الى الصيدلية الموجودة فى اخرى الشارع واشتريت اقراص منومة وما ان حل الليل حتى شرعت فى تنفيذ الخطة حيث وضعت الاقراص المنومة فى الشاى بعد ان تناول طعام العشاء هو والاولاد . وغط الجميع فى النوم العميق واسرعت بسحبه من بين الاولاد الى غرفة المطبخ حيت بدأت بفصل رأسه بالساطور وهشمتها ، ولكن ماذا افعل بتلك الجثة الهامدة وكيف اتخلص منه واخفيه عن الاولاد والناس ؟ وكيف اخفى اى اثر له فى المنزل ؟ .. وسرعان ما جاء الخاطر وانا فرحة بهذا الحل الجهنمى وهو تقطيع الجثة وتعبئتها ثم وضعت الاكياس فى حقيبة السفر وقمت بالتخلص منها فى ثلاثة مكبات وكذلك خططت لحرق المنزل الذى نقيم به واخبار الاولاد بان ابيهم قام بحرق المنزل وهرب.
واتصلت بصديق زوجى واخبرته بكل شيء واصاب الرجل الذهول واخبرنى بانى مجرمة بعد ان ظننت بانه سيفرح وفر هارب خوفا من يكون شريكا بالجريمة.
اللحظات الاحيرة قبل اعدامها |
وقد حكم على سميحة بالاعدم ونفذ الحكم فى عام 1985 واسدل الستار على هذه الجريمة البشعة .. لاحقا ظهرت عشرات جرائم قتل الازواج او الزوجات وتعبئتهم فى اكياس ولكن قصب السبق يبقى لسميحة التى لم تكن الفكرة تخطر على بال اى مجرم او مجرمة قبلها ويبقى السؤال ما هو الدافع الرئيسى وراء هذه الجريمة الشنيعة ؟ هل هو الفقر ؟ ام هوعامل الخيانة الزوجية. ام كلايهما ام انا هناك عوامل اخرى؟
مصادر :
– موقع الوطن – موقع الجمهورية – موفع اخبار اليوم – موقع صدى البلد
تاريخ النشر : 2021-02-05