تجارب واقعية من أرض فلسطين 31
توجهت نحو البئر وإذ بي فجأة أرى دخان أسود يخرج من البئر و يتشكل هيئه وحش مخيف بحجم بناية كبيرة |
جن جنون مأمون وهرع راكضاً نحو الرجل وقام بتفحصه فوجده ما زال حياً فتنفس مأمون الصعداء وقام على الفور باستدعاء الإسعاف وقاموا بنقل الرجل إلى المستشفى ليمكث مدة أسبوع كامل في غيبوبة تامة ، وبعد أن استفاق وعاد إلى وعيه ، قام مأمون بزيارته للاطمئنان عليه وسؤاله عن سبب ما أصابه هناك فقال أبو علي سائق الجرافة : حينما أدرت محرك الجرافة وتوجهت نحو البئر وإذ بي فجأة أرى دخان أسود يخرج من البئر و فجأة ليتشكل بعدها على هيئة وحش مخيف بحجم بناية كبيرة و قام بالهجوم علي ولم أدري بعدها ما حصل إلا أني استيقظت لأجد نفسي في المستشفى ما الذي يوجد هناك في البئر يا مأمون و لماذا طلبت مني أن أقوم بردمه ؟ رد عليه مأمون بأنه سيخبره بكل شيء حال تعافيه بالكامل ، أما البئر فما زال هناك يتموضع وسط الوادي و لا يجرؤ أحد من الاقتراب منه وكأنه يقول : من التالي ، هل هناك من يريد أن يحاول ؟.
فقال له أخوه : ألم أقل لك كان عندي ذاك الإحساس بأن هناك شيئاً ؟ وبالفعل صدق الإحساس ، ثم التفت الرجل إلى زوجته وقال لها : هيا يا زوجتي حضري لنا بعض من الطعام فقد نال منا التعب هذا اليوم ، هنا توجهت الزوجة نحو المطبخ و فجأة أصبح الجو عاصفاً و هبت رياح شديدة فتوجه سعيد لأغلاق النوافذ وهنا ينادي سعيد على أخيه : أخي تعال انظر من هنا ، يتوجه اخو سعيد إلى النافذة وإذ به يرى رجلاً ضخماً كأنه عشرة رجال ينظر نحوهما وعلى وجه ابتسامه عريضة ، أصيب الرحلان بالخوف الشديد وهنا يأمر أخ سعيد زوجته بأخذ الكتاب وإخفاءه بمكان يصعب إيجاده ، الرجل ما زال واقفاً أمام المنزل وسط الرياح الشديدة يرمقهما من الخارج وعلى وجه ابتسامة عريضة ، يفتح الرجل بوابة المنزل الخارجية ويتوجه نحو الباب الخارجي للمنزل بعدها يسمع الرجلان طرقات على الباب ، هنا أصاب الرجلان الفزع الشديد وعلى الفور يأمر أخو سعيد زوجته بإحضار المسدس وإعطاءه لأخيه سعيد ، و أخبر سعيد بأن لا يتردد في أطلاق النار لحظة اذا كان هذا الرجل يريد بهما شراً ، فهما لم يريانه من قبل كما أنهما فزعا من حجم الرجل الهائل ، سعيد يخبئ المسدس خلف ظهره ويعطي إشارة لأخيه بفتح الباب ليظهر لهما رجل كأنه الجمل الأورق ، نظر الرجل إلى سعيد و أخيه وقال لهما : هل تأذنا لي بالدخول ؟ فقال أخو سعيد للرجل : تفضل ، دخل الرجل إلى البيت ونظر إلى سعيد وقال له : لا عليك ، أنا لم آتي بشر لكما ، لا حاجة للمسدس ، نظر سعيد لأخيه باستغراب شديد متسائلاً كيف علم بأمر المسدس ؟ يتوجه الرجل إلى غرفة الضيوف ويجلس على الأريكة التي أصبحت تأن تحت ثقل جسمه ، سأل سعيد الرجل : من أنت وماذا تريد ؟
فقال الرجل : لا أريد منكم شيئاً سوى حاجة أخذتماها اليوم وهي تخصني ، هنا سأل الأخوين الرجل والقلق والخوف يعتريهما : أي حاجة ؟ قال لهما : الكتاب الذهبي ، هذا ما أسأل عنه ، إنه يخصني و إياكما أن تكذبا علي ، فأنت أمرت زوجتك بإخفائه في المكان الفلاني ، أصابت الرعشة الشديدة الأخوين وسألا الرجل : هل كنت تراقبنا أيها الرجل ؟ فقال لهما : نعم ، وطوال الوقت ، أرجوك الكتاب و سأترككما وشأنيكما و إلا ، وهنا بدأت ملامح الرجل بالتبدل وأصبحت ملامحة مرعبة ، هنا و على الفور توجهت المرأة للداخل وقامت بإحضار الكتاب وإعطاءه للرجل ، سر الرجل المخيف حين استرجع كتابه وقال لهما : فعلتما الصواب بإعادة الكتاب لي ولكن إياكما والمحاولة مرة أخرى ، لأنه في المرة القادمة لن أكون متسامحاً أبداً ، ثم نهض الرجل من مكانه وتوجه إلى خارج المنزل وهو يحمل معه أمالهما التي تبخرت وأصبحت هباء، لحق سعيد بالرجل وقام بأغلاق الباب خلفه وتوجه للنافذة لينظر الرجل وهو يغادر ، ولكن العجيب أن الرجل لم يظهر ، أين ذهب الرجل ؟ تسأل سعيد ، بعدها خرج سعيد من المنزل باحثاً عن الرجل ولكن بدون جدوى و كأنه تبخر ، وقبل أن يعود سعيد للمنزل شاهد جاره يجلس خارج منزله وينظر إلى سعيد ، فسأل الجار سعيد : ما الذي تبحث عنه أيها المغفل ؟ فرد سعيد وقال : الرجل الضخم ، ألم تراه ؟ لقد خرج الأن من المنزل ، فرد الجار وقال لسعيد : أي رجل ضخم ؟ شفاك الله ، أنا هنا منذ ساعتين ولم أرى سواك أنت و أخيك تدخلان للمنزل فرحين ولم أرى غيركما ،
هنا علم سعيد أن الرجل الذي شاهده للتو ما هو إلا عفريت من الجن و ربما يكون حارس هذا الكنز يا لطيف !.
تاريخ النشر : 2020-04-09