تجارب ومواقف غريبة

تجارب واقعية من أرض فلسطين 31

بقلم : المعتصم بالله – فلسطين

توجهت نحو البئر وإذ بي فجأة أرى دخان أسود يخرج من البئر و يتشكل هيئه وحش مخيف بحجم بناية كبيرة
توجهت نحو البئر وإذ بي فجأة أرى دخان أسود يخرج من البئر و يتشكل هيئه وحش مخيف بحجم بناية كبيرة

 
أهلاً وسهلاً بكم أعزائي ، نطل عليكم من حين إلى أخر متى ما توفر لنا تجارب فقد أصبحنا نحصل عليها بصعوبة بالغة في ظل ما تمر به البشرية من مرحلة حرجة ، أعاننا الله عليها .
 
التجربة الأولى :

عودة مرة أخرى إلى غول الشيخ سعد أتسمع نباح الكلاب في الوادي ، يا شادي نعم أسمعه يا مأمون يا ترى ما بالها مضطربة ؟ لا أعلم يا مأمون ما شأنها ، ولكن هذه الحالة أصبحت تتكرر كل ليلة ، صه قليلاً يا شادي كأني لم أعد أسمع نباح الكلاب جيداً ، يبدو أنها تبتعد وكأن هناك من أخافها ، أتعلم يا مأمون و كأن الكلاب كانت متواجدة بالقرب من بئر الغول ، أيعقل أن هذا الشيء قد عاود الظهور من جديد ؟ يبدو هكذا يا شادي ، أسمع يا شادي البئر هذا خطر علينا يجب أن يتم دفنه حتى نرتاح من شره ، ولكن يا مأمون نخشى أن يكون هذا الأمر خارج حدود استطاعتنا ، سأدفن البئر يا شادي هذا قراري الأخير انتهى ، سأحضر الجرافة غداً وسترى ، وبالفعل في الصباح يذهب مأمون ويقوم بإحضار جرافة ضخمة ويتوجه بها نحو البئر وعلى الفور ما إن وصلت الجرافة إلى البئر وبكل حماس يعطي مأمون الإشارة لسائق الجرافة ويدعى أبو علي الإشارة ببدء العمل ، وعلى الفور يقوم أبو علي بجرف كمية هائلة من التراب والصخور ويتوجه بها نحو البئر لأنهاء أمره ، وعند اقتراب الجرافة من البئر فجأة و إذ بالجرافة تتوقف عن العمل فقد أصيب صاحب الجرافة بالذهول ونظر إلى مأمون وقال : جرافتي جديده وكل شيء بها على ما يرام ، كيف حدث هذا ؟ فيرد عليه مأمون وقد بدا على وجهه الغضب والقلق في نفس الوقت : هيا حاول مرة أخرى ، أدفن ، أدفن ، ويدير السائق الجرافة مرة أخرى فيدور المحرك وتتحرك الجرافة مرة أخرى باتجاه البئر ثم فجأة تتوقف عن العمل ، اللعنة ، صاح مأمون : حاول مرة أخرى ، وهنا حين أراد السائق أن يدير المحرك مرة أخرى و إذ به ينظر نحو الأعلى بشكل مفاجئ وكان هناك من يقف أمامه ليطلق بعدها صرخة عظيمه مدوية ملئت الوادي ثم يسقط بعدها فوراً على الأرض بلا حراك ،

جن جنون مأمون وهرع راكضاً نحو الرجل وقام بتفحصه فوجده ما زال حياً فتنفس مأمون الصعداء وقام على الفور باستدعاء الإسعاف وقاموا بنقل الرجل إلى المستشفى ليمكث مدة أسبوع كامل في غيبوبة تامة ، وبعد أن استفاق وعاد إلى وعيه ، قام مأمون بزيارته للاطمئنان عليه وسؤاله عن سبب ما أصابه هناك فقال أبو علي سائق الجرافة : حينما أدرت محرك الجرافة وتوجهت نحو البئر وإذ بي فجأة أرى دخان أسود يخرج من البئر و فجأة ليتشكل بعدها على هيئة وحش مخيف بحجم بناية كبيرة و قام بالهجوم علي ولم أدري بعدها ما حصل إلا أني استيقظت لأجد نفسي في المستشفى ما الذي يوجد هناك في البئر يا مأمون و لماذا طلبت مني أن أقوم بردمه ؟ رد عليه مأمون بأنه سيخبره بكل شيء حال تعافيه بالكامل ، أما البئر فما زال هناك يتموضع وسط الوادي و لا يجرؤ أحد من الاقتراب منه وكأنه يقول : من التالي ، هل هناك من يريد أن يحاول ؟.

 
التجربة الثانية :

هل ما زلت تبحث عن الكنوز يا أخي ؟ نعم يا سعيد أنا متأكد أن هناك كنز مدفون هنا ولكني لم أجد سوى مقابر وعظام موتى ، يا أخي بالله عليك توقف لقد أهلكت نفسك بالبحث ولم تجد شيئاً أن الأوان لكي تعدل عن هذا الشيء ، هيه سعيد يا أخي يبدو أن هذا المكان خالي من الكنوز ولم يبقي إلا موقع أخر ، ذاك هو ويجب عليك أن تحضر عدتك غداً لتساعدني في البحث و أعدك إن لم نجد شيئاً هذه المرة سأتوقف نهائياً عن البحث ، حسناً يا أخي لك ذلك ، وفي صباح اليوم التالي يتوجه سعيد مع أخيه نحو المكان المنشود و يبدأن بعملية الحفر من الصباح حتى المساء ، ويمر اليوم الأول واليوم الثاني والثالث وفي اليوم الرابع ، كان الأخوان قد حفروا بئر بعمق 4 أمتار وفجأة وحين يشعر الأخوان بوجود طبقة صخريه تحت معاولهم فيهرع الاخوان بإزالة ما تبقى من أتربة لتتكشف بالفعل لهما طبقه صخرية ملساء مستطيلة الشكل وكأنها وضعت كغطاء ، قام الأخوان بتفحصها فوجداها طبقة رقيقه يمكن تكسيرها ، هنا قام سعيد بضرب الصخرة بالمعول ضربة قويه لينكسر جزءاً منها ويكشف عن وجود فجوه كبيرة أسفلها ، سر الأخوين سروراً كبيراً فقال سعيد : يبدو أن بحثك أتى أكله أخيراً ، وعلى الفور أكمل الأخوان تكسير ما تبقى من الغطاء الصخري وقاما بإحضار سلم وانزلوه داخل الفجوة ، نزل الأخوان إلى الفجوة ليجداها عبارة عن غرفة كبيرة تم نحتها بالصخور ، أخذ الأخوان يتجولان في الغرفة وفجأة وجدا هيكلين عظميين يتمددان على أرضية الغرفة وُضع رمح بينهما ، نظر الأخوان إلى بعضهما متسائلين عن أمر هذين الهيكلين ، ولكنهما لم يكترثان وقاما بإكمال البحث ، و فجأة يصيح سعيد ويقول لأخيه : تعال أنظر ، ما الذي وجدته ، يهرع الرجل لرؤية ما وجده أخيه و إذ به عبارة عن كتاب قديم وكبير الحجم والمفاجأة أن صفحاته كانت مصنوعة من الذهب الخالص ، أصابت الفرحة العارمة الرجلين و أخذا يرقصان ويحتفلان داخل الحفرة ، بعدها عادا إلى المنزل ومعهما الكتاب ، نظر سعيد إلى الكتاب وقال لأخيه و زوجته : لقد أصبحنا من الأثرياء  الأن ، كتاب أثري وأيضاً من الذهب ، لقد أثمر مجهودك يا أخي ،

فقال له أخوه : ألم أقل لك كان عندي ذاك الإحساس بأن هناك شيئاً ؟ وبالفعل صدق الإحساس ، ثم التفت الرجل إلى زوجته وقال لها : هيا يا زوجتي حضري لنا بعض من الطعام فقد نال منا التعب هذا اليوم ، هنا توجهت الزوجة نحو المطبخ و فجأة أصبح الجو عاصفاً و هبت رياح شديدة فتوجه سعيد لأغلاق النوافذ وهنا ينادي سعيد على أخيه : أخي تعال انظر من هنا ، يتوجه اخو سعيد إلى النافذة وإذ به يرى رجلاً ضخماً كأنه عشرة رجال ينظر نحوهما وعلى وجه ابتسامه عريضة ، أصيب الرحلان بالخوف الشديد وهنا يأمر أخ سعيد زوجته بأخذ الكتاب وإخفاءه بمكان يصعب إيجاده ، الرجل ما زال واقفاً أمام المنزل وسط الرياح الشديدة يرمقهما من الخارج وعلى وجه ابتسامة عريضة ، يفتح الرجل بوابة المنزل الخارجية ويتوجه نحو الباب الخارجي للمنزل بعدها يسمع الرجلان طرقات على الباب ، هنا أصاب الرجلان الفزع الشديد وعلى الفور يأمر أخو سعيد زوجته بإحضار المسدس وإعطاءه لأخيه سعيد ، و أخبر سعيد بأن لا يتردد في أطلاق النار لحظة اذا كان هذا الرجل يريد بهما شراً ، فهما لم يريانه من قبل كما أنهما فزعا من حجم الرجل الهائل ، سعيد يخبئ المسدس خلف ظهره ويعطي إشارة لأخيه بفتح الباب ليظهر لهما رجل كأنه الجمل الأورق ، نظر الرجل إلى سعيد و أخيه وقال لهما : هل تأذنا لي بالدخول ؟ فقال أخو سعيد للرجل : تفضل ، دخل الرجل إلى البيت ونظر إلى سعيد وقال له : لا عليك ، أنا لم آتي بشر لكما ، لا حاجة للمسدس ، نظر سعيد لأخيه باستغراب شديد متسائلاً كيف علم بأمر المسدس ؟ يتوجه الرجل إلى غرفة الضيوف ويجلس على الأريكة التي أصبحت تأن تحت ثقل جسمه ، سأل سعيد الرجل : من أنت وماذا تريد ؟

فقال الرجل : لا أريد منكم شيئاً سوى حاجة أخذتماها اليوم وهي تخصني ، هنا سأل الأخوين الرجل والقلق والخوف يعتريهما : أي حاجة ؟ قال لهما : الكتاب الذهبي ، هذا ما أسأل عنه ، إنه يخصني و إياكما أن تكذبا علي ، فأنت أمرت زوجتك بإخفائه في المكان الفلاني ، أصابت الرعشة الشديدة الأخوين وسألا الرجل : هل كنت تراقبنا أيها الرجل ؟ فقال لهما : نعم ، وطوال الوقت ، أرجوك الكتاب و سأترككما وشأنيكما و إلا ، وهنا بدأت ملامح الرجل بالتبدل وأصبحت ملامحة مرعبة ، هنا و على الفور توجهت المرأة للداخل وقامت بإحضار الكتاب وإعطاءه للرجل ، سر الرجل المخيف حين استرجع كتابه وقال لهما : فعلتما الصواب بإعادة الكتاب لي ولكن إياكما والمحاولة مرة أخرى ، لأنه في المرة القادمة لن أكون متسامحاً أبداً ، ثم نهض الرجل من مكانه وتوجه إلى خارج المنزل وهو يحمل معه أمالهما التي تبخرت وأصبحت هباء،  لحق سعيد بالرجل وقام بأغلاق الباب خلفه وتوجه للنافذة لينظر الرجل وهو يغادر ، ولكن العجيب أن الرجل لم يظهر ، أين ذهب الرجل ؟ تسأل سعيد ، بعدها خرج سعيد من المنزل باحثاً عن الرجل ولكن بدون جدوى و كأنه تبخر ، وقبل أن يعود سعيد للمنزل شاهد جاره يجلس خارج منزله وينظر إلى سعيد ، فسأل الجار سعيد : ما الذي تبحث عنه أيها المغفل ؟ فرد سعيد وقال : الرجل الضخم ، ألم تراه ؟ لقد خرج الأن من المنزل ، فرد الجار وقال لسعيد : أي رجل ضخم ؟ شفاك الله ، أنا هنا منذ ساعتين ولم أرى سواك أنت و أخيك تدخلان للمنزل فرحين ولم أرى غيركما ،

هنا علم سعيد أن الرجل الذي شاهده للتو ما هو إلا عفريت من الجن و ربما يكون حارس هذا الكنز يا لطيف !.

 

تاريخ النشر : 2020-04-09

guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى