رسالة مهمة : عن الحرب والاخلاق
بعد ساعات قليلة من الهجوم الروسي على أوكرانيا يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر فبراير٢٠٢٢ زخرت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات ليس لها أي علاقة بالسياسة أو الإقتصاد أو حتي الناحية الإنسانية ، هذه المنشورات من قبل شباب عربي كل إهتمامه الغمز و اللمز والسخرية .. وعناوين المنشورات كالتالي..
“أهلاََ باللاجئات الأوكرانيات في أحضانناً”
” لا تكلف نفسك مصاريف الزواج من الآن سوف تتزوج أوكرانية بدون أي تكلفة “
“الأوكرانية جميلة لا تحتاج إلى كوافير” …
كلمات معيبة تدل على سفاهة الكاتب ، ناهيك عن التعليقات التي تحمل الكثير من العبارات الجنسية و الضحك والمزاح بدون مراعاة مشاعر الضحايا أولا ومشاعر نساء بلادك ثانياََ وهم اللواتي يقرأن جميع تعليقات أزواجهن وأخوانهم و أبنائهم على صور النساء الأوكرانيات بمجرد أنهم جميلات و ذات عيون ملونة وشعر أشقر!
أرأيت عزيزي القارئ كيف يتعامل بعض الشباب مع الأحداث بكل سذاجة؟
للوهلة الأولى هو أصبح عبداََ للتريند ونسى كيف مرت البلاد العربية في السنوات الماضية من سوء الأحوال الإقتصادية والثورات والحروب إلخ..
ونسي أيضاً أن المرأة العربية تعرضت لشتى أنواع العذاب والمعاناة ، حقاً إن الحرب لا تأكل إلا المدنيين الذين يحملون القليل في حقائبهم تاركين أعمالهم وممتلكاتهم وأرضهم لاجئين إلى بلد آخر و ربما تكون إمرأة فقدت أطفالها ولجأت إلى بلدك باحثة عن الأمان ، إذن كيف تتمنى أن تعيش مع مرأة كهذه قلبها مليء بالأوجاع ..
ليس من اخلاقنا تحويل صور اللاجئين الضحايا إلى مادة رخيصة لنشر الخيال المريض وجمع اللايكات والسخافة وعبارات بذيئة ونحن حالياً لم نشفى من صراخ لاجئات عربيات وللتأكيد عليك بالبحث على الإنترنت عن المجازر والحروب من البلدان العربية لتعرف كيف تم إغتصاب النساء وقتلهن وكيف لم تراعي إنسانية أحد في سفك الدماء وإنتهاك الأعراض..
جدير بالذكر أن أوكرانيا وحدها يوجد بها آلاف الطلاب العرب ذهبوا إلى هناك طالبين العلم بعدما إستعصى في بلادهم ، وهكذا تبخرت أحلام الطلبة المساكين في الحصول على شهادات التخرج ، هل تنتظر قدومهم سالمين أم تسخر من الحرب المحاطة فوق رؤسهم والرعب الذي يسكن قلوبهم ومن المعروف أن آثار هذه الحرب سوف تنعكس على بلادنا من الناحية الإقتصادية مثل غلاء الأسعار والغذاء والوقود إلخ..
من المخزي أن نجد هؤلاء الشباب لديهم هوس جنسي يدفعهم لمتابعة الحرب من زاوية هم يعرفونها جيداً و هي “النظرة الجنسية” عكس الناس الآخرين الذين يتابعون الأحداث من زوايا أخرى أياً كانت إنسانية أو إقتصادية أو سياسية.
عزيزي القارئ أنا غير مؤهل للكلام عن السياسة و لست خبيراً إقتصادياََ .. هذا المقال يعتبر وجهة نظر شخصية!